روجينا: كسبت جمهوراً خليجياً بسبب ميساء مغربي

محمود الرفاعي (القاهرة) 01 أكتوبر 2017

تؤكد أن عملها في الدراما الخليجية، من خلال مسلسل «قلبي معي»، أكسبها جمهوراً خليجياً جديداً أصبح يتابعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتكلم عن النجمة التي كانت سبباً في مشاركتها بهذا العمل.
الفنانة روجينا تكشف رأيها في اتهام محمد رمضان بالغرور، والمنافسة بينه وبين أحمد السقا، والنجاح الذي توقعته هذا العام مع يوسف الشريف.
كما تتحدث عن أمنيتها الخاصة لابنتها، وحقيقة تدخّل زوجها في أدوارها.


- لماذا وافقت على الاستمرار في مشاركة الفنان محمد رمضان مسرحيته «أهلاً رمضان»؟
طيلة السنوات الماضية لم أكن أفكر في المسرح مطلقاً، فكل انشغالاتي الفنية كانت منصبّة على الدراما التلفزيونية والسينما، حتى طلب مني الفنان محمد رمضان مشاركته في مسرحية «أهلاً رمضان»، وعندما قرأت نص المسرحية وجدته عملاً راقياً نادراً ما يقّدم في الوقت الحاضر، لذلك وافقت على المشاركة فيه، وقد قررت الاستمرار فيه للنجاح الساحق الذي أشاهده يومياً على مسرح الهرم، إذ لا يوجد كرسي خالٍ طيلة أيام العرض، فأنا أصبحت الآن في حالة عشق للمسرح.

- ما ردك على من يتّهم محمد رمضان بالغرور والكبرياء؟
محمد رمضان إنسان لا يعرف الغرور ولا الكبرياء مطلقاً، فهو بسيط للغاية، ويسعدني أنني كنت من أوائل الناس الذين تعرفوا عليه حينما جاء ليقدم في معهد السينما، ومنذ ذلك الوقت تربطني به صداقة قوية، من يومها لم أجد رمضان قد تغير، بالعكس فهو الآن، بحكم الأرقام والإيرادات، واحد من أهم فناني مصر، ومع ذلك يتعامل مع الجميع بحب وتواضع.

- كيف تقيمين المنافسة الشرسة بينه وبين أحمد السقا في موسم السينما الحالي؟
النجاح رزق من الله سبحانه وتعالى، وكل من يعمل باجتهاد سينال النجاح، وأعتقد أنهما في منافسة شريفة، وأتمنى لهما النجاح والتوفيق.

- هل كنت تتوقعين أن يحقق فيلم «هروب اضطراري» لأحمد السقا كل هذا النجاح بما أنك تشاركين فيه كضيفة شرف؟
هذا أمر مفروغ منه، فالعمل مصروف عليه كثيراً، وكل صناعه بذلوا ما في وسعهم لكي يظهر بأحسن صورة، وأكثر ما أفرحني بنجاح الفيلم هو المجهود الكبير الذي بذله أحمد خالد في أول تجربة إخراج سينمائي له.

- هل حقق دور «زهرة» الذي قدمته في مسلسل «كفر دلهاب» النجاح الذي كنت تتمنينه؟
شخصية «زهرة» من أصعب الشخصيات التي جسدتها طيلة مشواري الفني، فقبل انطلاق العمل كنت أعيش في حالة رعب بسبب الشخصية، فالدور جديد ومختلف، ونوعية المسلسل جديدة على عين المشاهد المصري والعربي، ورغم مسيرتي الفنية الطويلة، إلا أنني أخاف دائماً من عرض أعمالي، كما أن النجاح الكبير الذي حققه دوري في مسلسل «الأسطورة» العام الماضي بشخصية «حنان» أقلقني للغاية، ودفعني الى التأني في اختياراتي الفنية، لكن الحمد لله، نجاح شخصية زهرة فاق كل التوقعات، وأكثر من وسيلة إعلامية منحتني لقب أفضل فنانة في دراما رمضان، وهو أمر يجعلني أظل أحمد الله على كل ما يفعله معي.

- هل ساهم الإطار الزمني وأجواء العصور القديمة التي قدمها المسلسل في إنجاحه؟
«كفر دلهاب» توافرت فيه أربعة شروط ساهمت في إنجاحه قبل عرضه، الأول هو السيناريو الرائع الذي كتبه عمرو سمير عاطف، فكل أعمال هذا الرجل حققت نجاحات منقطعة النظير والثاني الرؤية الإخراجية للمخرج أحمد نادر جلال، والثالث الإنتاج السخي الذي وفره المنتج تامر مرسي، والرابع هو أن العمل من بطولة الفنان يوسف الشريف الذي لا يفشل له أي عمل درامي، لذلك مهما كان الإطار الزمني أو المكان الذي يدور المسلسل فيه، كان لا بد أن ينجح، كما أن المشاهد في العصر الحالي أصبح واعياً، وينجذب دائماً الى العمل الجيد مهما كانت قصته أو الإطار الزمني الذي يدور فيه.

- هل شعرت بالخوف خلال التحضير للعمل؟
عندما رشحني السيناريست عمرو سمير عاطف لأداء شخصية زهرة في «كفر دلهاب»، كنت قلقة ومضطربة بشدة، إلى أن وجدته يقول لي: «روجينا مفيش فنانة في مصر هتقدر تعمل الدور ده غيرك»، شعرت في بداية الأمر بأنه كلام من أجل أن يحمسني لأداء الشخصية، لكن بعد تصوير ما يقرب من نصف المسلسل، وجدته يعيد ويكرر عليّ الجملة مرة أخرى، بخاصة بعد أن جمعني مشهد قوي للغاية مع الفنان هادي الجيار.

- ألم تخشي من تجسيد شخصية شريرة؟
شخصية «زهرة» التي قدمتها في «كفر دلهاب» ليست شريرة، البعض ربما رأى أنها شريرة كونها سيدة قوية ذات نفوذ وتمتلك المال وتستطيع أن تتحكم في الرجال، بل إن كل الرجال يحلمون بالارتباط والزواج بها، لكن لو شاهدت «زهرة» وهي تتعامل مع حبيبها «بشر»، ستجدها أطيب وأجمل سيدة، فكانت تتكلم مع الناس كافة بقوة وشجاعة، وتتكلم بقلبها مع حبيبها، لكنها ظلت قوية معه، وظهر ذلك في طريقة انتقامها منه، فهي لم تستطع رؤية خيانة حبيبها لها.

- البعض سخر من فكرة قيام سيدة بالذهاب إلى ضريح من أجل الدعاء للارتباط بحبيبها، مثلما فعلت في «كفر دلهاب»، فما ردك؟
لا أفهم سبب السخرية من هذا المشهد، بالعكس، فالفنانة القديرة صفاء الطوخي خلال تصوير هذا المشهد ظلت تبكي، ووجدتها تقول لي عقب الانتهاء منه: «لا توجد سيدة في كوكب الأرض مهما كانت ديانتها لم تطلب من ربها أن يجعلها ترتبط برجل»، فنحن كسيدات دائماً ما ندعو الله أن يحقق لنا أمنياتنا، لكن زهرة في «كفر دلهاب» ولكونها قوية، عندما رأت أن دعوتها لم تحقق سريعاً قامت بهدم الضريح.

- هل يعقل أن تقتل المرأة زوجها لقيامه بسرقة بعض مجوهراتها مثلما فعلت في المسلسل؟
السيدات يختلفن في طباعهن، فربما السيدة الطبيعية ترضخ لخيانة زوجها وتقبل وضعها حتى لا تخرب بيتها، لكن شخصية زهرة مختلفة، فهي لا تقبل الهزيمة والخيانة، وللعلم حينما كنت أذاكر شخصيتها قبل التصوير لم أجد شبيهاً لها سوى شخصية «مييديا»، وهي بطلة عرض مسرحي يوناني كنت قد جسدته أيام المعهد، فهذه السيدة لم تقتل زوجها فقط لخيانته لها، بل قامت بقتل أولادها الثلاثة وتعليقهم أمام منزل زوجها الجديد لكي تنتقم منه، لذلك أحببت أن أفعل هذا الأمر في «كفر دلهاب»، فحينما انتقمت زهرة لم تقم بتسليمه لشيخ الغفر، بل قتلته لكونه خان حبها.

- هل توافقين على أن يظهر موسم ثانٍ من المسلسل؟
المسلسل حقق نجاحاً منقطع النظير خلال شهر رمضان، وفكرة تقديم جزء ثانٍ منه أمر لا يتحقق إلا بموافقة المؤلف عمرو سمير عاطف والمخرج أحمد نادر جلال ويوسف الشريف.

- اعتبر النقاد أن دور «زهرة» من أهم أدوار روجينا الفنية، فما رأيك؟
للأمانة، زهرة هو أصعب دور في حياتي الفنية، فربما قبل المشاركة في «كفر دلهاب»، كنت أرى أن شخصية حنان التي قدمتها في مسلسل «الأسطورة» هي الأصعب، لكن بعد تجسيد زهرة، أرى أنها أصعب بسبب طبيعة الشخصية وملابسها وطريقة كلامها، فمثلاً أنا أحبذ لعب الأدوار التي تكون فيها عصبية، لكن زهرة رغم قوتها هي سيدة واثقة من نفسها طيلة الوقت وهادئة، رغم صعوبة الأجواء التي تحيط بها.

- ما الذي يميز يوسف الشريف عن زملائه الفنانين؟
يوسف الشريف فنان متديّن للغاية، كل من يعمل معه يعشق تديّنه وقربه من الله سبحانه وتعالى، لا يقصّر أبداً في عمله ويؤديه على أكمل وجه، فهو يستمع الى كلام الكبار والصغار، ويتناقش معهم ولا يفرض كلمته مطلقاً، فهو متواضع للغاية، وهي سمة لا نراها كثيراً في أبطال الجيل الحالي.

- لماذا وافقت على خوض تجربة الدراما الخليجية هذا العام بمسلسل «قلبي معي»؟
«قلبي معي» تجربة من أمتع وأجمل التجارب الفنية التي عايشتها في حياتي الدرامية الطويلة، فالترشيح والمشاركة في العمل جاءا بمحض الصدفة، حيث أنني قابلت الفنانة ميساء مغربي في مناسبة ما، وعرضت عليَّ فكرة مشاركتها المسلسل وتجسيد دور شقيقتها، وأجمل ما في ميساء أنها تنتج أعمالاً فنية ليس من أجل التمثيل، لكن لكي تقدم أفكاراً وقضايا جديدة لم تناقشها الدراما العربية من قبل.
وفي البداية، كنت مرعوبة من المشاركة، فللمرة الأولى في حياتي أشارك في عمل لا أعرف شخصيات زملائي الذين يشاركونني فيه، فأبطال العمل جميعهم من الخليج والأردن واليمن ولبنان وسوريا، والمخرج لم أتعامل معه من قبل، ومدير التصوير إيطالي، لكن أجمل ما في تلك التجربة أنني لمست حب الجمهور الخليجي الذي كان يراني فقط في أعمالي المصرية، فالآن تغيرت الفكرة وأصبح لديَّ جمهور كبير في الخليج يتابعني عبر حسابيَّ الخاصّين في تويتر وفايسبوك.

- هل يتدخل زوجك أشرف زكي في أعمالك؟
ليس تدخلاً لكنه يخبرني برأيه بكل صدق، فهو بعيداً عن كونه زوجي كان أستاذي في المعهد، لذلك يكون دائماً أسلوبه في الإشادة بأعمالي رسمياً، فيقول لي «أحسنت».

- هل عمل زوجك كنقيب للممثلين أفادك؟            
أنا فنانة قبل أن يكون أشرف نقيباً للفنانين، كما أن أشرف في الأساس لا يتدخل مطلقاً في أعمالي، إلا حينما أقترح عليه وأطلب منه المشورة، فعمل زوجي هو خدمي وليست له علاقة بتسكين أدوار في أي عمل درامي، كما أننا أيضاً لم نشارك معاً إلا في أعمال قليلة.

- ما سر العلاقة الزوجية القوية بينكما؟
في أوقات عديدة، مرّت علينا لحظات صعبة مثل أي زوجين، لكننا كنا متفاهمين وقادرين على مواصلة حياتنا مع أولادنا بكل حب، فنحن متفقان على أن ما يحدث لنا شيء طبيعي يحدث لأي زوجين، والحمد لله أننا متفاهمان على شكل حياتنا، ولا نجعل أي مشكلة بسيطة تؤثر فيها.

- في رأيك، لماذا تفشل معظم زيجات الفنانين؟
بالتأكيد هناك حالات فاشلة، لكن أيضاً هناك حالات ناجحة للغاية، وربما يكون السبب الرئيسي وراء فشل بعض الزيجات أن الفنانين تحت الأضواء دائماً، وكل أخبارهم ملء السمع والأبصار، وهو أمر يضرّ كثيراً بأي أسرة.

- ماذا تفعلين في عطلتك الصيفية؟
الإجازة بالنسبة لي وللأولاد عبارة عن الذهاب الى الساحل الشمالي والاستمتاع بالبحر، فنحن سنظل هناك حتى نملّ من الصيف، بخاصة أنني أنهيت أعمالي الفنية والأولاد انتهوا من الدراسة.

- إلى أي مدى تهتمين بمواقع التواصل الاجتماعي؟
في بداية الأمر لم أكن أهتم بها، لكن أخيراً أصبحت أنشغل بها كثيراً، وأحاول أن أنقل كل الأحداث وتفاصيل حياتي اليومية عليها، ليشاركني جمهوري كل لحظاتي.


بناتي...

- هل ترغبين يوماً ما في العمل مع ابنتك المخرجة مايا؟
بالتأكيد، فأحد أحلامي أن أشارك في عمل تقوم مايا بإخراجه، إذ إن أي أمّ تحلم بأن ترى نجاح ابنتها أمام عينيها، وأنا أنتظر هذا اليوم.

- هل أنت التي أصررت على دخولها عالم الفن؟
لا إطلاقاً، هي التي أحبت عالم الفن، ربما لأنها شاهدتني أنا ووالدها نعشق هذا العالم، استكملت دراستها فيه والتحقت بمعهد السينما، وهي تثبت يومياً أنها موهوبة.

- هل لدى ابنتك الثانية مريم ميول فنية؟
هي فنانة من صغرها، وتحرص دائماً على التمثيل والتقليد، وأتمنى أن أراها في يوم ما تحقق كل أحلامها.