حنان عبدالله الثبيتي: بنيتُ السناب للعمل الخلاّق وليس للتسلية

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 01 أكتوبر 2017

سيطرت مواقع التواصل الاجتماعي على أدمغة الشباب في كل مكان في العالم، وأصبحت شغلهم الشاغل، وخاصة التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصالات وتنوعها، حتى تعددت أشكال صفحات التواصل الاجتماعيّ وتنوعت لما حققته من فائدة لكل أفراد المجتمع. ونظراً لاهتمام الشباب بهذه المواقع، أحبت «لها» تسليط الضوء على الناشطات والفاعلات على هذه النوافذ المتطورة في المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت خير وسيلة لتبادل الخبرات وتحقيق الكسب المادي والمعنوي والتواصل مع الأصدقاء، فالتقت حنان عبدالله الثبيتي، خريجة الموارد البشريه في جامعة الملك عبدالعزيز.


- لماذا جاءت ابنة المدينة المنورة إلى جدّة عروس البحر الأحمر؟
ربما لأن مجتمع المدينة المنورة عبارة عن عائلة كبيرة تتناسب مع إيقاع حياة معينة، كان من الصعب عليّ أن أحقق ما أصبو إليه، فحزمت أمري وجئتُ إلى جدّة للبحث عن عمل وتأسيس شركة تخصني. وبعد أن أُحقق أهدافي سأعود إلى مسقط رأسي لاستكمال ما بدأت به.

- ما الذي شدَّك إلى مواقع التواصل الاجتماعي؟
هذه المواقع هي التي شدَّتني إليها حين فتحت «سنابي» للبحث عن شقة سكنية. فمن خلال البحث تسلّمت أول عمل في معرض الملك فهد كسكرتيرة للمدير التنفيذي في مشروع «روح القيادة» لمدة ثلاثة أشهر، كنت أقوم خلالها بتصوير الزائرين يومياً وتغطية أدق تفاصيل الحدث من خلال «سناب». وفور انتهاء الحدث تسلّمت في اليوم التالي عملاً آخر.

- كيف تمَّ ذلك؟
من خلال «سناب»، تلقيتُ اتصالاً من شركة «خفايا للإنتاج الفني» وقّعتُ على أثره عقداً للعمل معها من أجل البحث والتدقيق في الفيلم الوثائقي الذي عُرضَ في منتدى جدّة التجاري تحت عنوان «زمن البناء».

- عمّ يتحدث الفيلم؟
يتناول الفيلم تاريخ جدّة القديم، لكونه تاريخاً عريقاً وغنياً بالإرث الثقافي والمعرفي والعمراني، وبالتالي يكشف كيف كانت تلك المدينة، ولا تزال تضج بالحياة الصاخبة من خلال مينائها التجاري بحيث كانت العائلات تُجمع على كلمة رجل واحد لتحقيق التطور المنشود.

- بعد شركة «خفايا» وانتهاء المشروع... أين ذهبتِ؟
ذهبتُ إلى شركة GAG لصاحبتها سيدة الأعمال غادة غزاوي، فعملتُ في منتدى جدّة التجاري ومنتدى جدة الاقتصادي لعام 2016. وكانت عدسة هاتفي الجوال ترافقني للتغطية من خلال «سناب».

- ومن رصدت عدسة «سناب» التي تحملينها؟
في المنتديات رصدت عدسة جوّالي شخصيات رسمية، وسيدات ورجال أعمال، لكوني بنيت الـ«سناب» بهدف العمل الخلاّق وليس للتسلية.

- كم يبلغ عدد المشاهدات في اليوم؟
في البداية، بدأت بـ 50 متابعاً ليرتفع العدد تدريجاً ويصل إلى 5000 آلاف متابع، مع العلم أنني لا أعرف أحداً منهم، وكل ما يربطنا هو مجرد شاشة.

- على أي قاعدة حققت هذا النجاح؟
حققت النجاح على قاعدة عملية بحتة، لأنني أعشق العمل المتواصل ليلاً ونهاراً. وعلى سبيل المثال لا الحصر، عرضت فكرة جميلة في «عيد جدّة» وشاركت بقسم جميل وأسلوب شيق يشدّ أنظار الكبار والصغار تحت عنوان «عالم الحلويات»، وكان يضم الشوكولاتة والمارش ميللو والكاب كيك... مع لعب جميلة للأطفال، وسعر التذكرة خمسة ريالات فقط.

- هل حققت ربحاً مادياً؟
لم أحقق ربحاً مادياً، بل معنوياً يفوق الخيال من خلال شاشتي الصغيرة التي حرّكتها عبر «سناب».

- كم حصدتِ من مشاهدات في تلك المناسبة؟
حصدت أكثر من خمسة آلاف مشاهدة من خلال مرافقتي للأطفال والكبار، وكانت ردود فعل المجتمع جميلة جداً.

- تقدمين خدمات هائلة على «سناب»، هل تحضّرين لها؟
أبداً، وكلها تأتي عفوية من دون استعداد أو ترتيب مسبق. وأتعامل بتلقائية مع الناس الذين أحبّوني لأكون قريبة منهم جميعاً وهم يتفاعلون معي من خلال «سناب».

- ما هي المجالات العملية التي فتحها لك «سناب»؟
من خلال «سناب»، دخلتُ عالم الإعلانات حيث عملت مديرة إنتاج لإعلان «لوغانو» على شاشة MBC، كما شاركت كـ«موديل» أم لطفلين في إعلان دجاج التنمية.

- هل حققت لك تلك المجالات العملية دخلاً معقولاً؟
إلى حد ما، لذلك أسعى كل جهدي لأكون ناشطة قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت أحضّر لأفكار عملية، جديدة وغير مكررة أطلقها على «سناب» لتطوير العمل.

- ما هي الأفكار الجديدة التي طرحتِها على «سناب» ولاقت رواجاً؟
أحدث الأفكار «ميني سوبر ماركت» لخدمة السيارات، وقد لاقت تفاعلاً كبيراً وحصدت نِسب مشاهدة ممتازة، حتى أن البعض هاتفني مندهشاً وسألني كيف أطرح أفكاراً بلا مقابل!

- ما الهدف من طرح تلك الأفكار؟
الأفكار تجلب المشاريع العملية لكي أطورها وأخدم نفسي من خلالها، ذلك أنني مطوِّرة مشاريع صغيرة، وأقدم خدمة لمجتمعي.

- أول ما تفتحين الشاشة، ماذا يخطر في بالك؟
أبتسم لا شعورياً، وفي تلك اللحظة تصل المشاهدات إلى 400 مشاهدة في وقت واحد، ومن ثم تنهال عليّ التعليقات الجميلة، ونادراً ما تصلني تعليقات سخيفة.

- ما المشاريع الجديدة التي طرحتِها من خلال «روتانا»؟
أثناء لقائي مع «روتانا»، طرحت مشروعاً جديداً يخدم الشركات والشباب الباحثين عن عمل، ذلك بتقديم طلب للعمل بنظام «الساعة» في السعودية.

- وهل يحقق هذا الطلب ما يصبو إليه الشباب؟
بعد تسريح عدد لا بأس به من الموظفين بغية التقنين المادي، عرضتُ فكرتي على بعض الشركات للعمل بنظام «الساعة»، والذي يُعتبر أحد الحلول لمساعدتها من دون إضافة أعباء إلى ميزانيتها. فأفتح لكل شاب عاطل من العمل مجالاً للعمل بنظام «الساعة»، وربما يُثبت أحدهم كفاءته فتستقطب مجهوداته واحدة من تلك الشركات، وبهذا أكون قد قدمت خدمة للمجتمع المدني والاقتصادي.

- هل تمت الموافقة عليه؟
ننتظر تفعيله لكونه لا يزال قيد الدراسة والتحضير.

- ما هي الوظائف التي تفكرين بها؟
على سبيل المثال، موظف الحاسب الآلي، أحياناً تحتاج إليه الشركة لمدة ثلاث ساعات في اليوم، يتقاضى أجراً عليها، وأكون بذلك قد خففت من مصاريف الشركة وحافظت على ميزانيتها، وأمّنتُ عملاً لمن لا عمل له، وهناك الكثير من الوظائف.

- من أين تأتين بتلك الأفكار؟
الحاجة أم الاختراع، فمن خلال البحث الدائم أتوصل الى أفكار جديدة فأخدم الموارد البشرية وأحقق ذاتي من طريق عمل أحببته من خلال «سناب».

- لماذا غيّرت اسمك على «سناب»؟
شعرت بأن اسم «سلطة» مثير للضحك فغيّرته إلى «حنان ميكر»، أي حنان صانعة الأفكار ومبتكرة المشاريع.

- هل تعتبرين نفسك نجمة على «سناب» أم «إنستغرام»؟
«سناب» هو الأقرب إليّ، لأنه في الردود أسرع من «إنستغرام»، فبلمح البرق أحصد المشاهدات والتعليقات.

- ما أجمل تعليق حصدتِه على «سناب»؟
كل يوم خميس وجمعة يُقام مهرجان في مكارم النخيل، فتلقيت دعوة منهم للتغطية. ذهبت وغطّيت الحدث وقلت على «سناب» إن شاء الله أرجع مرة ثانية... فجاءني تعليق جميل جداً: «واثقة رح ترجعي أحسن وأقوى وأنجح، ربي يسعدك ويحقق لك أحلامك. أنت توزعين سعادة وطاقة إيجابية لكل من يسمعك، رحم الله والدك وأسكنه فسيح جنانه».

- كم ساعة أمضيت هناك؟
أمضيت حوالى 5 ساعات وأنا أقوم بمهمتي على «سناب».

- هل تتقاضين أجراً عن تلك الدعوات؟
بعض الدعوات يكون على سبيل مجاملة، وبعضها مدفوع الأجر بمبلغ لا بأس به، وهذا مرتبط بعدد المشاهدات. فحين أصل الى المليون ربما يصبح العائد المادي أكبر.

- حين تغطين أكثر من 4 أو 5 ساعات بالمجان، ما الفائدة في ذلك؟
الحياة الناجحة لا تُقاس بالمادة دائماً. وحين ألتقي ببعض الأشخاص الحقيقيين الذين يتابعونني باستمرار، أحقق مكاسب معنوية، لأنني أرفض شراء المتابعين.

- كيف يتم شراء المتابعين؟
هناك شركات خاصة لبيع المتابعين، في حال لجأت الى التغطية المادية الدائمة، وأنا بغنى عنها، لأن المتابعين يأتون من أجل «حنان ميكر» وما تقدمه لهم.

- هل تلقيتِ دعوات من شركات سياحية؟
هناك بعض الشركات السياحية التي دعتني إلى اسطنبول لكي أتحدث عن تلك المدينة الساحرة والواقعة على مضيق البوسفور.

- ماذا تقولين لمتابعي «سناب شات»؟
في جعبتي ما يستحق المتابعة ويفيد المجتمع، لذا تابعوني بحب ومحبة، وكل ما أرجوه أن أكون خفيفة الظل على من يتابعني.