فايز السعيد: لست راضياً عن تجربتي مع شذى حسون

نورهان طلعت (القاهرة) 08 أكتوبر 2017

اشتهر بلقب «سفير الألحان»، بعد أن ساهم بألحانه في تطور مكانة الأغنية الخليجية وعلوها. المطرب والملحن الإماراتي فايز السعيد، يتحدث معنا عن أصداء أغنيته الجديدة «أجي المغرب»، وأسباب غنائه للمغرب للمرة الرابعة، وسر لقب «سفير الألحان» وماذا يمثل له.
كما يعترف بتقصيره تجاه الأغنية المصرية، وأمنيته العمل مع كبار المطربين العرب، أمثال: عمرو دياب، شيرين عبدالوهاب، وآمال ماهر... إضافة الى آرائه الصريحة ببرامج المواهب، أفضل مطرب عمل معه في مسيرته، وسبب عدم إعجابه بتجربته الوحيدة في التمثيل.


- حدّثنا عن أصداء أغنيتك الجديدة «أجي المغرب» التي طرحتها أخيراً؟
ردود الفعل كانت جيدة للغاية، إذ جاءتني مئات الرسائل والاتصالات التي هنأتني على الأغنية وأبدت إعجابها بها. وما أسعدني كثيراً، إعجاب الصحافة المغربية بهذه الأغنية وكتابتها عنها وإشادتها بها.

- هذه هي الأغنية الرابعة لك التي تقدّمها للمغرب، لماذا تحرص على توجيه أغنيات الى الشعب المغربي؟
بالفعل، هذه هي الأغنية الرابعة التي أقدمها للمغرب، فالأغنية الأولى كانت لمسعد العنزي، الشاعر الكويتي المعروف عنه كتابته اللهجة المغربية، وذلك لقربه من الفن المغربي، وكانت تجربة الأغنية الأولى ناجحة للغاية، ولهذا السبب كررت التجربة لأكثر من مرة بعد ذلك، حتى وصلت الى الأغنية الرابعة.
وبصراحة، أنا عاشق للفن والإيقاع المغربيين، واللهجة المغربية، لذلك عندما أجد فكرة لأغنية جديدة لا أتردد في تنفيذها على الفور.

- ومن هو صاحب فكرة الأغنية الجديدة «أجي للمغرب»؟
أنا صاحب فكرة هذه الأغنية، لكن أكمل فكرتها ونفّذها الشاعر الغنائي سمير المجاري، حتى خرجت بالشكل الذي استمع له الجمهور.

- هل تمثل هذه الأغاني دعوة منك لزيارة المغرب؟
بالتأكيد، وهذه الأغنيات تمثل لي الكثير، من دعوة لزيارة المغرب وحب أيضاً له ولأهله، وعرفان مني للشعب المغربي الذي أحبه وأقدره كثيراً.

- كيف تصف نجاح ألبومك الأخير «أنا ويني» الذي طرحته العام الماضي؟
هذا الألبوم حقق نجاحاً جيداً وردود الفعل عليه أعجبتني إلى حد كبير، لكن أعتقد أن الوقت الذي طُرح فيه لم يكن مناسباً بسبب تأثير الأحداث السياسية المتلاحقة آنذاك، مما أثّر بشكل سلبي في الألبوم، وبالتالي لم أكن راضياً مئة في المئة عما حققه.

- هل تحضّر حالياً لألبوم جديد، أم ستكتفي بطرح أغنيات سينغل خلال الفترة المقبلة؟
أحضّر في الوقت الحالي لأغنية سينغل سأطرحها في أقرب وقت، لكن فكرة التحضير لألبوم جديد راهناً لم تمر في ذهني إطلاقاً، وربما يكون ذلك في المستقبل.

- في رأيك، لماذا تراجع إنتاج الألبومات حالياً واتجه النجوم في غالبيتهم الى الأغاني السينغل؟
أعتقد أن الجمهور لم يعد يرغب في الاستماع الى ألبومات كاملة في الوقت الحالي، لذلك نجد أغنيات كثيرة في الألبومات تتعرض للظلم، كما أصبح المستمع مصاباً بالملل بخاصة في هذا التوقيت.

- هل أنت مؤيد لفكرة الأغنيات السينغل أكثر في هذه الفترة؟
بالتأكيد، وفي رأيي أن يطرح المطرب أغنية ويسمعها الجمهور وتلاقي النجاح، أفضل من مجهود في ألبوم لا يُسمع بأكمله في النهاية، والمستمع واعٍ إلى درجة كبيرة، فيقوم بدوره في اختيار الأغاني السينغل التي أعجبته لأكثر من مطرب وضمّها معاً والاستماع إليها.

- هل يأخذك التلحين لعدد كبير من النجوم من الغناء أحياناً؟
للتلحين الحصة الأكبر في حياتي، بحكم أنني صاحب استوديوهات خاصة بي، وأتفرّغ له بشكل كبير. لكن الغناء يساعدني حالياً لكي أكون ملحناً ناجحاً، فلا أجد أي تأثير سلبي من أي منهما في الآخر، على العكس، فكلاهما يفيدني في عملي وفي تحقيق نجاحات.

- في رأيك، هل تراجعت الأغنية الخليجية في الفترة الأخيرة؟
على العكس تماماً، إذ ما زالت الأغنية الخليجية في القمة، وتطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، لكن أصبح هناك تنافس بين الأغنيات العربية، بخاصة المغربية من جهة والخليجية من جهة أخرى.

- شاركت في العديد من الأوبريتات الخليجية وأيضاً في أوبريت «مصر قريبة»... هل تحضر لأوبريت جديد؟
هناك فكرة عمل عربي ضخم على غرار هذه الأوبريتات، لكن سأصرح عنها لاحقاً، إذ لا أفضّل الحديث عنها في الوقت الحالي، حتى نقترب من تنفيذها ونصل الى شكل مكتمل لها.

- لماذا لا تقدم أغنيات باللهجة المصرية؟
صراحةً، أنا مقصر تجاه الأغنية المصرية، بسبب انشغالي بأعمالي، وأتمنى أن أعوّض هذا التقصير قريباً.

- ما تقييمك لبرامج اكتشاف المواهب؟
هذه النوعية من البرامج تساهم بشكل كبير في انتشار الفنان أو الموهبة الشابة بالتأكيد، وتختصر عليه مشواراً طويلاً كان سيخوضه بمفرده، لكن أرى أنها أصبحت تجارية، فلا أرى أنها تساعد في دعم الفنان والوقوف بجانبه لاحقاً، بل خلال فترة البرنامج فقط.

- وما رأيك بلجان تحكيم هذه البرامج؟
هم لا يتحدثون من الناحية الفنية بشكل كبير، إنما وفقاً لخبراتهم ومكانتهم في الوسط الفني، فعلى سبيل المثال، لا يتكلمون عن المقام أو طبقات الصوت والتقنيات كمدرّسي موسيقى، بل من ناحية الخبرات التي اكتسبوها خلال مشوارهم الطويل في الفن.

- لكن، من يعجبك من نجوم لجان التحكيم وتجد آراءه متميزة؟
أحلام، كاظم الساهر وصابر الرباعي.

- ما حقيقة طلبك العام الماضي من النجمة التركية مريم أوزيرلي المشهورة بالسلطانة هيام، مشاركتك في أحد الكليبات واشتراطها مليون دولار للموافقة؟
الموضوع في البداية لم يكن سوى فكرة راودتني خلال جلوسي في تركيا مع أصدقاء لي هناك، فعرضت عليهم الفكرة وتناقشت معهم حولها، وقالوا لي أن أشخاصاً أكدوا لهم أن النجمة التركية تتقاضى مليون دولار مقابل الظهور في الكليب. لكن علمت في ما بعد أن هذا الأمر غير صحيح وأن الأجر الذي تتقاضاه غير ذلك.

- لكن لماذا تطوّر الأمر بعد ذلك؟
ما حدث بعد ذلك، أنني تحدثت لإحدى المجلات عن الموضوع بطريقة فكاهية ليس أكثر، لكن الأمر تطور بعدها بطريقة غريبة، إلى أن وصل الى مريم، فخرج بعض المحيطين بها ليكذبوا أنني تواصلت معها ثم حدث خلاف.
وبدوري، أنكرت الموضوع وأكدت أنه لم يصل الى المستوى الجدي من الأساس حتى تحدث كل هذه الضجة، فقد كانت مجرد أحاديث فقط ولم تصل الى أبعد من ذلك، ثم انتهى هذا الخلاف وتم حلّه.

- هل ترى أن تجربتك في التمثيل من خلال مسلسل «يا مالكاً قلبي» كانت ناجحة؟
لديَّ تجربة واحدة في التمثيل، وكانت مع الفنانة العراقية شذى حسون، وهي لم تضف إلي، على رغم حب البعض لي في التمثيل وفي هذه التجربة. لكنّ لي رأياً مختلفاً.
من ناحية أخرى، حقق المسلسل نجاحاً جيداً وأعجب الجمهور به، وقام بشرائه العديد من القنوات الفضائية، وتمت إعادة عرضه لأكثر من مرة، والى الوقت الحالي يُعرض في إحدى القنوات بالإمارات.

- هل يمكن أن تكرر تجربة التمثيل؟
لا أشعر أنني أرغب في تكرارها مرة أخرى، فقد كانت تجربة صعبة للغاية، ووجدت أن هذا المجال بعيد تماماً عن المجال الأساسي الذي أحبه وأعمل به.

- ما السر وراء لقب «سفير الألحان»... وماذا الذي يمثّله لك؟
هو لقب تشريفي وتكريمي من الجمهور والصحافة، حيث كنت في مؤتمر صحافي لبرنامج «نجم أغاني»، وكنت ضمن لجنة التحكيم، وأطلق عليَّ هذا اللقب، ومذاك ارتبط بي وأحبّه الجمهور، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية تجاه هذا اللقب.

- هل هناك مطرب لم تتعامل معه حتى الآن وتود العمل معه مستقبلاً؟
ثمة مطربون كثر وأسماء كبيرة لم أتشرف بالعمل معهم، لكن أتمنى ذلك مستقبلاً، مثل الفنانة شيرين عبدالوهاب، عمرو دياب، سعد لمجرد، وآمال ماهر، وبالنسبة الى الخليج فقد عملت مع كل الأسماء الكبيرة من دون استثناء.

- من هو أفضل مطرب تعاملت معه؟
هو مطرب سريع البديهة وقوي الحفظ، إذ يحفظ ما في ذهني وإحساسي، إنه حسين الجسمي الذي أقدّره للغاية.

- هل هناك مشروع لدويتو جديد تستعد له خلال الفترة المقبلة؟
هناك مشروع دويتو قائم، لكن لم أحدد بعد الفنانة أو الفنان الذي سيشاركني هذا العمل، لكن طُرح لي أخيراً دويتو مع الفنان محمد السالم بعنوان «يا ليل» وحقق ردود فعل جيدة.

- ألا تود عمل دويتو مع فنان عربي لا خليجي؟
بالفعل، إذ سيكون الدويتو المقبل مع فنانة عربية، لكن لم أحدد حتى الآن من هي، والمشروع يتم تجهيزه، وأفضّل دائماً عدم الحديث كثيراً عن الأعمال التي أحضر لها حتى يتم تنفيذها.

- أسماء لمنور صديقتك منذ سنوات كثيرة، هل يوجد عمل قريب يجمعكما؟
بالتأكيد، أسماء لمنور صديقتي منذ أكثر من عشر سنوات، وهناك عمل سيجمعنا في أقرب وقت.

- ما هو آخر ألبوم استمعت إليه وأعجبك؟
لم أستمع الى أي ألبوم غنائي منذ فترة طويلة للغاية، وأنا حالياً أحب الاستماع أكثر الى الأغاني السينغل.

- أنت سفير الألحان... ما اللحن الذي تراه أنه الأفضل في مسيرتك حتى الآن؟
ألحان كثيرة عزيزة على قلبي، وأشعر أنها أحدثت لي نقلة نوعية في مسيرتي الفنية. ومن الأغنيات التي أتذكر أنها حققت لي نجاحات كبيرة، «روح وروح» لأصالة، «بكيتك» و«تبقى لي» لحسين الجسمي، «يا صاحبي» لراشد الماجد وعبدالمجيد عبد الله، «تفرقنا السنين» لمحمد عبده وأصالة، «مرت على بالي» لكاظم الساهر، و»أحياناً أفكر» لراشد الماجد وأبو بكر سالم، إضافة الى أغنيات كثيرة لا مجال لذكرها هنا.

- كيف تصف مسيرة أحلام وحسين الجسمي، وهل ترى خطواتهما الفنية هي الأنجح في الخليج في هذه الفترة؟
نحن نفتخر بهما كفنانين من الإمارات، وتربطني بهما علاقة طيبة وهما الأقرب الى قلبي، وأعتبر خطواتهما الفنية كبيرة، والنجومية التي حققاها كبيرة جداً، وهما يقدمان فناً راقياً وعلى مستوى عالٍ، فنحن نتشرف بهما وهما نجحا في تمثيل دولة الإمارات خير تمثيل.