حاتم العراقي: كنت سبب غياب ابني عن الساحة الغنائية وهذا ما نصحته به

محمود الرفاعي (القاهرة) 14 أكتوبر 2017

في اللقاء التالي، يكشف المطرب حاتم العراقي لنا أسرار ألبومه الأخير، وسبب مطالبته ابنه قصي بالتوقف عن الغناء لفترة.
كما يتحدث عن ارتباط اسمه بالموال، وعلاقته بروتانا، ورأيه في الأغنية العراقية، ومدى قدرتها على منافسة باقي الأغنيات العربية.
ويتكلم أيضاً عن تجاربه مع نوال الزغبي وحسين الجسمي، ومفاجأته المقبلة مع تامر عاشور، والنجمتين اللتين يحب أن يقدم معهما دويتوهات غنائية.


- كيف جاءت تحضيراتك لألبومك الغنائي الجديد «حاتم العراقي 2017»؟
مكثت أعمل وأسجل في أغنيات الألبوم لمدة عام ونصف العام، حيث عقدت العشرات من جلسات العمل مع شعراء وملحنين كبار، من أجل اختيار أغنيات الألبوم الذي تضمن هذه المرة خمس أغنيات، وذلك نظراً الى النظام الجديد الذي تتّبعه «روتانا» في الفترة الأخيرة، أي طرح ألبومات ميني، وذلك لمواجهة مشاكل الكساد الغنائي الذي انتشر خلال الفترة الأخيرة.
كما تضمّن العمل موالين وهما «الشيب» و«عشق بغدادي». ومن أجل الترويج للألبوم، قمت بتصوير ثلاث أغنيات، هي: «عافني» و«يا هواكم» و«دكتوري مالي العين»، وتم تصويرها في مصر، كما أن الألبوم تضمن عدداً من الأغنيات العراقية الرائعة التي أرى أنها من أفضل الأغنيات التي قدمتها في مسيرتي الفنية، وأعتقد أن هذا الألبوم سيظل مع الجمهور لفترة طويلة، ومنذ طرحه حقق نجاحات رائعة وعدداً من المشاهدات التي لم أكن أتوقعها على يوتيوب والسوشال ميديا، كما سأعمل خلال حفلاتي المقبلة على تقديم كل أغنياته.

- ما الجديد الذي قدمته من خلال ألبومك؟
إنها المرة الأولى التي أصوّر فيها أغنية موال بطريقة الفيديو كليب، وهي «عشق بغدادي»، وقد صورتها مع المخرج جميل المغازي.
أحببت أن أصوّر الموال حتى لا يقال أننا نصور فقط الأغنيات السريعة، لكن الأغاني الطربية والتراثية تحتاج إلى الدعم والانتشار، لذلك أسعى في كل ألبوماتي الى تقديم كل ما هو جديد ومشوّق للمستمع الخليجي والعراقي.

- لماذا يخطف الموال العراقي الأنظار من المواويل العربية الأخرى كافة؟
الموال العراقي من أقدم المواويل العربية، وقد اشتهرت العراق بمطربيها الكبار الذين يقدمون الموال، لذلك أصبح الموال العراقي علامة مسجلة في الوطن العربي، إضافة إلى أنه يتميز عن باقي أنواع المواويل بالشجن واللمسة الجمالية، كما أن الموال بشكل عام يضع المطرب في مصاف النجوم، لكونه يوضح مدى قوة صوت الفنان وجماله.

- كيف تصف علاقتك اليوم بـ «روتانا» وسالم الهندي، الرئيس التنفيذي للشركة؟
منذ اليوم الأول الذي دخلت فيه روتانا والقيمون على الشركة يتعاملون معي بقيمتي وقدري، فقد دخلت الشركة وأنا نجم عراقي لديَّ عشرات الأغنيات والمواويل، لذلك ساعدوني وقدموا لي كل ما أحتاجه لكي أكمل مشواري معهم، والحمد لله قدمت خلال السنوات الماضية أربع ألبومات غنائية، هي: «ذكرناكم» عام 2012 و«حاتم العراقي 2014» و«سنين ومرت» عام 2016 وأخيراً «حاتم 2017».
وأجمل ما يميز روتانا والسيد سالم الهندي أنهما يوفران للمطربين المتعاونين معهما كل ما يطلبونه، لذلك العلاقة بيني وبينهما على أفضل ما يرام، وأتمنى أن يستمر نجاحنا معاً، وأن تكون ألبوماتنا المقبلة أفضل وأنجح.

- لماذا لم تقدم الأغنية المصرية في ألبوماتك رغم تصوير أعمالك في مصر؟
ركزت أكثر على أن تكون ألبوماتي باللهجة العراقية والخليجية، لكنني قدمت الأغنية المصرية من قبل، وطرحت منذ سنوات قليلة أغنية لمصر بعنوان «تحية لمصر»، كلمات ماجدة عودة وألحان عمار العاني وتوزيعه، وحققت وقتها نجاحاً كبيراً، وتمت إذاعتها عبر عدد كبير من القنوات المصرية.
وفي الوقت الراهن، انتهيت من تسجيل أغنية مصرية رائعة أتعاون فيها مع الفنان والملحن الكبير تامر عاشور، والأغنية ستكون مفاجأة حقيقية لكل جمهوري، ونفكر جدياً أيضاً في تصويرها بطريقة الفيديو كليب، ولا أحبذ أن أتحدث عن تفاصيلها في الوقت الحالي حتى يتم طرحها.

- من هم الفنانون العرب الذين تحب أن تتعاون معهم؟
طيلة مشواري الفني، تعاونت مع عدد كبير من نجوم الأغنية العربية والخليجية، من أبرزهم النجمة اللبنانية نوال الزغبي التي قدمت معها أحد أجمل ألحاني، وهو أغنية «غازلني»، والتي حققت نجاحاً كبيراً على الصعيد العربي واللبناني، وأيضاً الفنان الإماراتي الكبير حسين الجسمي، الذي غنى موال «ذكرتك والسما» في أحد البرامج الخاصة بالمواهب الغنائية، وحققت الأغنية في ذلك الوقت نجاحاً كبيراً، كما أن هناك عشرات الأسماء التي تعاونت معها، سواء في الخليج أو لبنان وشمال أفريقيا، من بينهم النجم ملحم زين وأيمن زبيب والفنانة العراقية شذى حسون، التي قدمت معها عدداً من الأغنيات في ألبوماتها الغنائية.

- لماذا تصرّ على التعاون مع المخرج المصري جميل المغازي في معظم أعمالك؟
لا أتعامل مع جميل المغازي باعتباره مخرجاً، لكنه بالنسبة إلي شقيق وصديق، لذلك أحبذ دائماً أن أتعاون معه كونه فاهماً لما أريد أن أقدمه، ويفهم جيداً طبيعة الأغنية العراقية والخليجية، وربما خلال السنوات الأخيرة قدمنا معاً أكثر من عشر أغنيات مصورة، وكل أغنية منها أفضل من الثانية، وآخر ثلاث أغنيات صورتها من الألبوم، هي: «يا هواكم» و«عافني» و«عشق بغدادي»، وقد قدمها بشكل رائع، وتحديداً «عشق بغدادي»، حيث استطاع أن يجسّد اللمسة الجمالية القديمة لمدينة بغداد، وتعاوني مع جميل لا يمنعني من التعامل مع مخرجين آخرين، إذ أحب التعاون مع المخرج ياسر الياسري.

- لماذا توجد ندرة في المطربين العراقيين على الساحة الغنائية؟
علينا أن نعترف بأن عدد المطربين العراقيين قليل في الساحة الغنائية، ورغم وجود عشرات المحاولات من شباب وشابات يحاولون الوصول الى النجاح، لكن ربما تحقق أغنياتهم نجاحاً ظاهرياً لمدة شهر أو شهرين وتختفي، وهو ما نقول عنه فقاعات نجاحات، لكونهم لا يقدمون الأغنية الأصيلة او التراثية التي تربينا عليها من الأجيال التي سبقتنا في بغداد، لذلك ترى أن أغنياتي وأغنيات عدد قليل من المطربين العراقيين المشهورين، هي فقط التي تظل محفورة في أذهان المستمعين، وذلك لأننا نعمل فيها على تقديم رسالة فنية هادفة، ونراعي كل ما يحتاجه المستمع العراقي والخليجي أيضاً.

- لماذا لا تنافس الأغنية العراقية باقي الأغنيات العربية، مثل المصرية واللبنانية والسعودية، رغم امتلاكها أصوات حاتم العراقي وكاظم الساهر وماجد المهندس؟
بالعكس، أرى أن الأغنية العراقية قادرة على منافسة أي أغنية عربية أخرى، بل أحياناً قد تتفوق عليها، ربما يوافق البعض على ما تقوله، لكنني أرى عكس ذلك، لذلك أطلب من المطربين العراقيين كافة أن يثبتوا ذلك من خلال تقديم الكلمات والألحان العراقية القوية التي تستطيع أن تثبت قوة الأغنية العراقية وقدرتها على منافسة باقي أخواتها من الأغنيات الأخرى.
وشخصياً، أعمل على ذلك دائماً، فكما رأيت فإن ألبومي الأخير مليء بالأغنيات العراقية ذات الإيقاع الحديث، وأيضاً الأغنيات التراثية إضافة إلى المواويل.

- ما تقييمك لمشوار ابنك قصي حتى الآن في مجال الغناء؟
الحمد لله، قصي يخطو خطوات رائعة في عالم الغناء، وقدّم حتى الآن ثلاث أغنيات فقط، لكنّ كلاً منها حقق نجاحاً منقطع النظير.
ربما كان في مقدوره أن يقدم أكثر من تلك الأغنيات خلال السنوات الماضية، لكنني كنت السبب في عدم حصول ذلك، حيث أصررت على أن يختفي عن الغناء والإعلام خلال الفترة الماضية، من أجل أن يركز في دراسته، وبعد أن فعل ما أردته سمحت له بأن يعود الى عشقه للغناء، وقد قدّم أخيراً أغنية «يا ويل» التي أصبحت تذاع بشكل دائم على مختلف القنوات العربية، مثل روتانا، وحققت صدىً كبيراً لدى الجمهوري العربي.

- ما النصائح التي توجهها الى قصي لكي يستمر في عالم الغناء؟
أوصيه دائماً بالالتزام، فالفنان إذا لم يكن ملتزماً لن يستطيع الصمود والنجاح، لذلك أطالبه دائماً بأن يكون ملتزماً في أوقاته وحفلاته، وأن تكون كلمته مع أي شخص عهداً لا ينقضه أبداً، إضافة إلى أنني أطلب منه عدم السهر كثيراً، وأن يكون ملتزماً في بيته. أما الاختيارات الفنية، فعليه دائماً أن يختار الكلمة الجيدة والحسنة التي تكون هادفة وتضيف قيمة الى الأغنية العربية والخليجية والعراقية، فقصي سيكون نجماً كبيراً في عالم الأغنية العراقية والعربية، لذلك عليه من الآن أن يبني ويؤسس نفسه على تلك النصائح، حتى لا يتعب في مشواره.

- هل هناك عمل غنائي سيجمعكما الفترة المقبلة؟
إن شاء الله، لكن أشترط أن يكون مضمون الأغنية هادفاً ويليق بنجمين بعالم الأغنية العراقية، فأنا لا أحبّذ أن نقدم معاً أغنية رومانسية، وأفضّل أن يكون عملاً يليق بجمهورنا العراقي.

- هل تحبذ فكرة برامج المواهب الغنائية التي انتشرت خلال السنوات الماضية؟
أرحب بتلك البرامج، كونها قدمت لنا أجيالاً جديدة من المطربين الواعدين في مختلف أنواع الغناء وأشكاله وفي دولنا العربية كافة، كما أنها تختصر الطريق أمام أي موهبة شابة، لذلك عليَّ أن أدعمها وأقف بجانبها، لكن ينبغي على المتسابق بعد أن يتخرج فيها، أن يعمل كثيراً على صوته، ويصقله بالدراسة الجيدة، حتى لا يخسر كل ما حققه في البرنامج الذي ظهر فيه.

- هل توافق أن تكون حكماً في تلك البرامج؟
حاليا لا، ربما لأن حفلاتي كثيرة، والجمهور تعرف عليَّ كمطرب ويريد سماع صوتي بشكل دائم، وحينما أتجه إلى برامج المواهب ستقل فرص مقابلتي لجمهوري بشكل كبير بسبب التصوير، لذلك أفضل في الوقت الراهن أن أفكر فقط في الغناء ولا شيء آخر، لا أحد يعلم ما يخبئه لنا المستقبل، فأنا لست ضد برامج المواهب ولا حكامها.

- أين مشروع التمثيل في حياة حاتم العراقي؟
أحب التمثيل كثيراً، لكن لا أكذب عليك، يصعب عليَّ في الوقت الراهن أن أفكر في احتراف التمثيل، فأنا ربما أمثل فقط في أغنياتي المصورة، وأقدم كل ما يحلو للجمهور فيها، لكن ليست لديَّ القدرة في الوقت الحالي على حفظ سيناريوهات والجلوس طيلة اليوم لكي أصور مشهداً أو مشهدين، ربما في المستقبل أفكر في هذا الأمر.

- ماذا تفعل في أوقات فراغك؟
أمارس الرياضة وأستمع إلى الأغاني.

- ما أكثر البلدان التي تحب زيارتها؟
أحب وطننا العربي كثيراً وأعشق التنقل بين بلدانه.

- لماذا تهتم دائماً بتقديم الموال الغنائي في ألبوماتك؟
طالما يُذكر حاتم العراقي، سيُذكر الموال الغنائي، فأنا منذ أن بدأت الغناء أقدم الموال، كما أن جمهوري يطلب مني دائماً تقديم الموال في كل أعمالي الغنائية، لذلك أصبح الموال جزءاً لا يتجزأ من أعمالي، ربما كنت سابقاً أقدمه في ألبوم خاص بالمواويل الغنائية ثم أتبعه بألبوم خاص بالأغنيات العامة، لكن لكوننا في عصر السرعة أصبحنا نقدم النوعين معاً، وأعتقد أن هذا الأمر أفضل، لأن التنوع مطلوب في الألبوم الواحد، وكل من يريد أن يستمع إلى اللون الذي يفضله سيجده في الألبوم، على عكس ما كان يحدث في الماضي.

- ما الأصوات النسائية التي تحبذ أن تقدم معها دويتو غنائياً؟
المطربة المصرية الرائعة أنغام وأيضاً المطربة المغربية الأصيلة أسماء لمنور.