حرب أنجلينا جولي مع السرطان... القصة الكاملة

جولي صليبا 14 أكتوبر 2017

قررت أنجلينا جولي محاربة السرطان والتغلب عليه قبل أن يصيبها. وأعطتنا بذلك درساً في الشجاعة مفاده أن المظهر الخارجي غير مهم إذا كان على حساب الصحة. فالنجمة الهوليوودية الشهيرة لم تفكر قط في شكل جسمها عندما شعرت أنها باتت مهددة بمرض يمكن أن يفترسها في أية لحظة، ولذلك وافقت على استئصال ثدييها في خطوة استباقية لمحاربة السرطان.

لقد ازداد وعي النساء بشأن عمليات استئصال الثدي والترميم بعدما أعلنت أنجلينا جولي أمام العالم أجمع أنها خضعت لعملية استئصال لثدييها قبل أن يصيبها السرطان فيهما.

كان قرار الممثلة جولي في الخضوع لعملية استئصال الثديين، إضافة إلى عملية ترميمية، بمثابة صدمة حقيقية للرأي العام. ففي شهر أيار/مايو 2013، طلبت جولي الخضوع لعملية الاسئتصال بعد أن اكتشفت إصابتها بمشكلة وراثية تزيد كثيراً من احتمال تعرضها لسرطان الثدي القاتل. وأعلنت يومها أنها اتخذت القرار الصحيح في حياتها، وليست نادمة على الإطلاق. كان همها الرئيسي يومها الحفاظ على تماسك عائلتها لأطول وقت ممكن، وكانت مستعدة لفعل أي شيء يضمن بقاءها مع أولادها. لا شك في أن القرار مخيف جداً، خصوصاً وأن احتمالات خروج الأمور عن السيطرة كانت واردة، لكن المجازفة كانت ضرورية.

قال الأطباء للنجمة جولي إن التحول الحاصل في جينة BRCA1 جعلها معرضة بنسبة 87 في المئة لسرطان الثدي، وبنسبة 50 في المئة لسرطان المبيض. والمؤسف أن جولي خسرت أمها وجدتها وخالتها بسبب مرض السرطان. بالفعل، توفيت والدة جولي في شهر كانون الثاني/يناير 2007 بعد معركة مع سرطان المبيض استمرت ثمانية أعوام.

كما كشف تحليل لدم جولي وجود مشكلات مرتبطة بالبروتين CA-125، الذي يستخدم لمراقبة سرطان المبيض، مما دفع أنجلينا إلى مراجعة طبيبها بسرعة. وقررت الخضوع لاستئصال المبيضين في شهر آذار/مارس من العام 2015 بعدما كشف الأطباء بداية محتملة للسرطان.

هكذا، وخلال عامين فقط، خضعت أنجلينا لعمليتين جراحيتين وقائيتين: الأولى لاستئصال الثديين، والثانية لاستئصال المبيضين. وقد حرمتها العملية الجراحية الثانية من أية فرصة لإنجاب المزيد من الأطفال.

تؤكد أنجلينا جولي أن الخطوة التي اتخذتها هي خيار شخصي، ولا تشجع أية امرأة على فعل أي شيء، لكنها ترى من واجبها مشاركة تجاربها الشخصية مع نساء العالم أجمع لزيادة وعيهن. تشدد أنجلينا أنه ما من امرأة في العالم قادرة على التخلص تماماً من عوامل الخطر المسببة للسرطان، وتعترف أنها لا تزال عرضة للسرطان. لذا، تسعى دوماً إلى تقوية جهاز مناعتها تفادياً للأمراض والالتهابات.

وفي مقالة كتبتها أنجلينا لجريدة نيويورك تايمز: «عانيت مما تعاني منه آلاف النساء الأخريات في العالم. طلبت من نفسي المحافظة على رباطة الجأش، والتحلي بالقوة، والإيمان بأني سأعيش لأرى أولادي يكبرون وأتعرف من ثم على أحفادي».

حظيت قضية جولي بالكثير من التغطية الإعلامية، ولا شك في أنها زادت وعي النساء حول مرض السرطان، وأعطتهن أملاً بالعيش من دون أي تشوه في الصدر بفضل العملية الترميمية.