لها النظر

عبد العزيز محيي الدين خوجة 15 أكتوبر 2017


يا أنت والألحانُ والقمرُ
حُلْمُ الفراشة ظلَّ يسْكننا
رقَصتْ معَ الأكوانِ أوردَتي
وسَرَتْ مع الأنسامِ بَسمتُها
وتلبَّسَتني عصفُ رعشتِه
ًصِرتُ القصيدة والهَوى طربٌ
صِرتِ الرّؤَى، والكونَ أجمعَهُ
مَا الشّعرُ ما الكلماتُ ما النّغمُ
قُمْ سَبِّحِ الخلاَّقَ أبدعَها
جِئناك والأحلامُ حائرةٌ
إِنِّي هويتُ عَلى فَمِي نغمٌ
ورحلتُ في الأكوانِ أعزِفُها
أدركتُ أنّي حُزتُ مَمْلَكتي
الحبُّ هذا الحبُّ نَزْفُ دَمِي
ما الحبُّ إِلاَّ تَوقُ أجنحةِ
يَا لفتةً حسناءَ تأخُذُنا
في رِحْلة الأشواقِ تسْكُنُني
قَالوا الهَوى قَدَرٌ يحُلُّ بِنَا
سُلطانُهُ يَغْشَى ضَمَائِرَنا
قَدْ سطَّرت ريحُ الهَوى حُلمي
كيف التوحُّدُ تمَّ والخطرُ
والجمرُ في الأضلاعِ يَسْتعرُ
والخافقُ الوَلهانُ لِي وتَرُ
فيها تجلَّى الحبُّ والقَدرُ
البَرقُ والنيرانُ والمطرُ
والشِّعرُ يعْصِرني ويُعتَصرُ
والحسنُ في عَينيكِ يُختَصرُ
قَلبي لَهَا العنوانُ والخبرُ
في عَينها سَجدتْ لَهُ الصّورُ
نَشدو ونَشكو ثمَّ ننصَهرُ
إِنِّي هويتُ، نَعمْ لها النّظرُ
في طلَّةٍ تبدو وتَسْتَتِرُ
ورأيتُ مَا لا يدرِكُ البَصرُ
حتَّى أَمُوتَ وفَوحُه عَطِرُ
لا البعدُ يَحْجبُها ولا السُّتُرُ
نَحْو الهَوى لاَ ينتهي السَّفَرُ
عَينَان فيها السِّحرُ والحوَرُ
لاَ العقْل يَدْفَعُهُ ولا الحذَرُ
بالجُرح يكتُبُنا وينْحَفرُ
أغْدو سَحاباً ثمَّ أنهَمِرُ