الستايليست رافال سارية: والدتي جعلت منّي شخصية مختلفة

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 14 أكتوبر 2017

يملأ حياتها الأمل، ويأخذها لتحقيق ما تصبو إليه من نجاحات على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي من خلال ما تقوم به من تركيب للألوان الجميلة في عالم «الستايليست»، ساعيةً لتحقيق الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولإثبات وجودها في دنيا الفن والفنانين نظراً لما تبتكره من تصاميم إبداعية تناسب مختلف الأذواق. رافال سارية مسؤولة المظهر (ستايليست)، التقتها لها للدخول إلى عالمها المميز بتراكيب عصرية جميلة، وإلى روحها التي تضجّ بالأمل والتفاؤل، وكان هذا الحوار.


- ما الذي تقوم به مسؤولة المظهر الـ «الستاليست» على وجه التحديد؟
تقوم مصمّمة الأزياء بتصميم الموديل، لكن دوري في عالم الموضة يرتكز على تطبيق الألوان وكيفية تركيبها على عارضة الأزياء، مع الاهتمام بتنسيق الألوان لمن تتولى الإعلانات. وأحد أهم أعمالي فيديو كليب للفنانة بلقيس، والذي حققت فيه شهرة كبيرة، سواء بالنسبة إليها أو إليّ.

- ما الذي دفعك لدراسة هذا النوع من الفن؟
تنوعت دراستي، ففي جامعة عبدالعزيز درست لمدة سنة الإدارة والاقتصاد، بعدها التحقتُ بدار الحكمة، ومن ثم تخصّصت بـ«الفاشن» في جامعة جدّة، لكنني توقفت عن ذلك وتابعت دورات مكثفة في مجال الـStyling نظراً لعدم توافر هذا التخصص في جامعاتنا، ولكوني أخطط لمتابعة الدراسة في دبي.

- كيف كانت بدايتك في هذا العالم؟
عشقت الأكسسوارات منذ أن كنت تلميذة على مقاعد الدراسة. كنت أرتديها على أنواعها في كل الأوقات، وأحب الذهاب بها إلى المدرسة، مما كان يدفع إدارة المدرسة لتنبيهي إلى عدم لبسها. لكن في بعض الأحيان كان الوضع يزداد تعقيداً، أي أتزيّن بالسلاسل والأساور والخلاخيل المتنوعة، فكانوا يستدعون والدتي إلى المدرسة.

- هل كنت سعيدة بما تقومين به؟
نظراً لوزني الزائد عن الحد وجسمي الممتلئ، لم أكن أملك الثقة الكافية بنفسي لأنوّع في ملابسي، لكن والدتي كانت تدفعني بكل ما أُوتيت من قوة للاهتمام بمظهري، وانتقاء الأجمل حتى جعلت مني شخصية أخرى، فبدأت آخذ منحىً مغايراً في ملابسي رغم بدانتي، وصرت أختار الألوان الجريئة وأُنسّقها مع بعضها البعض لأبدو فتاة جميلة ومختلفة بكل المقاييس.

- كيف تغيرتِ بعد ذلك؟
خضعتُ لجراحة تكميم المعدة لأتخلص من الوزن الزائد، وبدأت حياة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما أصبحت أسمع من بعض الصديقات أن السيدات اللواتي يُعتبرن «فانيشستات» على السوشيل ميديا، يرتدين ملابس باهظة الثمن، فرفضت تلك المقولة لأن الأناقة ليست في اختيار الملابس الغالية الثمن والماركات العالمية، بل هي في تنسيق الألوان وكيفية اختيار الجريء منها، وخطوتُ أولى الخطوات على «إنستغرام» وحققت شهرة واسعة باستعراض جريء، عصري وأنيق بعيداً من الماركات العالمية وارتفاع أسعار الملابس لمساعدة الناس.

- هل تتابعين صيحات الموضة بكل تفاصيلها؟
أحب المجازفة في عالم الموضة وأحرص على متابعته. وحين حضّرت للـ«فاشن فورد»، وضعت بصمتي لأنني ارتديت ملابس مختلفة مع أكسسوارات غريبة ومتنوعة، وقد اعتبر البعض ظهوري جريئاً، لكنه أسلوبي الذي أحب تقديمه للعالم بكل ما يحمل من سحر وجمال.

- ما وجه الغرابة في ملابسك؟
الغرابة تكمن في الألوان الصعبة والمتداخلة مع بعضها البعض، بعيداً من اللونين الأسود والأبيض مع اختيار الأحزمة العريضة والغريبة بعض الشيء، والأكسسوارات الضخمة والمتنوعة بين السلاسل والأساور والخلاخيل وخواتم الأنف، كما أحرص على التغيير الدائم في لون شعري وتسريحته، وأبتعد عن الكلاسيكية ونمط الملابس الواحد بأسعار معقولة ومتوازنة.

- هل أنتِ مرتبطة بالحضارة الإفريقية؟
لا أعرف الكثير عن الأفارقة، لكن تعجبني ثقافتهم حين أرى ملابسهم وأكسسواراتهم التي تغطي صدورهم والحلقات التي تزيّن أنوفهم وسواعدهم، كذلك تشدّني ضفائرهم المجدولة مع الخرز الملون، وتجذبني ألوانهم المتعددة والصعبة.

- ما أهم التساؤلات التي تأتيك على السوشيل ميديا؟
ما جنسيتك؟ من أين أنتِ؟ ولِمَ تلبسين ذلك؟ فأجيب عن أسئلتهم وأحرص على عدم إزعاجهم، لكن لا تهمّني انتقادات أحد، فأُواصل حياتي التي بدأتها في التغيير المستمر والجريء، بعيداً من اللون الواحد في الملابس.

- متى دخلت عالم السوشيل ميديا؟
قبل سنتين كانت البداية إذ قلت لأهلي إنني سأبدأ العمل عبر السوشيل ميديا، وتحديداً في «إنستغرام» وسيكون مفتوحاً للعامة. انطلقت وقدمت أجمل العروض مع غطاء كامل للوجه، لأنني كنت مركزة على الأسلوب الذي أعتمده وأرفض التركيز على وجهي، وبالتالي أنتظر ردود فعل المتابعين على ما أقدمه من عروض لأزيائي التي اخترتها بجرأة.

- ما هي نصيحتك لكل فتاة؟
أقول لكل فتاة: «ارتدي ما يحلو لك وانطلقي في الحياة ولا تقولي إن وزني زائد وغير مناسب لأي نوع من الملابس، بل ارتدي الملابس التي تغطي عيوب جسمك، وتجعلك جميلة وجذابة مع الأكسسوارات المناسبة».

- هل درست فن الألوان؟
أنا لا أفهم بالألوان ولن أدرسها، لكن عيني تحمل حساً فنياً تستطيع من خلاله استقطاب الألوان المتضاربة، وتركيبها مع بعضها البعض بطريقة جميلة وحس أجمل.

- ما الذي قدّمته للمجتمع؟
قدمت لبعض الشركات إعلانات جميلة من خلال اختيار ملابس الناس المشاركين في الإعلان، كما ساعدت الفنانة بلقيس في اختيار الملابس التي ارتدتها في الفيديو كليب الجديد الذي قدمته وحقق نجاحاً باهراً.

- هل حققت ربحاً مادياً؟
الربح المعنوي أهم من الربح المادي، والعمل مع الفنانة بلقيس حقق لي شهرة كبيرة، وثروة لا تُقدّر بثمن بحيث عرفني الناس من خلالها، وإذا احتاجت بلقيس شيئاً، تجدني إلى جانبها، وهذا بحد ذاته نجاح، أما بعض الشركات فقد جنت مبالغ معقولة.

- ما هو أعلى سعر حققته من خلال السوشيل ميديا؟
السعر راوح من 10 آلاف إلى 20 ألف ريال، لكن أهم ما حققته هو محبة الناس بعد أن وضعت بصمتي وأوصلت رسالتي الى المرأة، لتتقن اختيار ملابسها الجميلة والبسيطة بعيداً من الماركات العالمية وأسعارها الخيالية.

- كيف كانت ردود الفعل التي تلقّيتها؟
وصلتني ردود فعل رائعة من الفتيات اللواتي أحببن عملي، ذلك أنني ساعدت الكثير من الحائرات في اختيار ملابسهن، ولم أستخدم السوشيل ميديا للتسلية حتى وصل عدد متابعيّ على «إنستغرام» الى 67 ألفاً، وبلغ على «سناب» 45 ألفاً.

- في فترة وجيزة احتللت مكانة مرموقة على السوشيل ميديا، ما السبب؟
السبب يعود الى عفويتي التي أحبتها الفتيات من بنات جيلي، ذلك أنني أبقى على طبيعتي حين أقدم شيئاً على السوشيل ميديا، فلا أُنمّق كلامي، بل أُراعي البساطة في الشكل والمضمون وأبتعد عن التكلف.

- ما الاستراتيجية التي اتبعتها لتحصدي عدداً كبيراً من المتابعين على «إنستغرام» و«سناب»؟
لم أتّبع أي قواعد أو استراتيجية، ولم أعتمد أي تنسيق مسبق، بل توكلت على الله وانطلقت لأكون مع بنات جيلي خطوة بخطوة، فحصدت عدداً لا بأس به من المتابعين، وخاصة الفتيات اللواتي يصعب عليهن اختيار ملابسهن نظراً لغلاء أسعارها أو لزيادة أوزانهن.

- إلامَ تطمحين؟
أطمح الى تأسيس متجر للأكسسوارات يعكس شخصيتي، ويحتوي على مختلف أنواع وأشكال الأكسسوارات التي تحتاج إليها المرأة، وتناسب كل الأعمار، وأسعى الى تقديمها بصورة جميلة وإن كانت تحمل التضاد اللوني كي تعبّر عن رافال.

- ماذا تفعلين حين تجدين تعليقاً سخيفاً؟
نادراً ما أجد تعليقاً سخيفاً أو يؤذيني، وإن شعرت بالخطر، أضع حظراً على الفور، لكنني لا أتعمّق في النقاش مع الآخرين، ولا أسمح بمهاترات لا طائل منها.

- ترافق كل صورة عبارة... ما الدافع وراء كل ظهور؟
حين صمّمت «بروفايلي» في البداية، كنت أحاول أن يعكس شخصيتي، لكنني كنت أجهل بعض الأمور، فصرت أكتب بعض العبارات المهمة التي أؤمن بها، والتي تشجّع الناس على الإقبال على الحياة مع كل صورة أنشرها، واستمررت على هذا النحو.

- هل تصنعين الأمل للفتيات؟
أنا دائماً متفائلة بأن غداً أجمل، وما مضى ذهب ولن يعود أبداً، وأنصح الفتيات بأن يصبرن ويتمسّكن بالإرادة لكي يحققن أهدافهن، ويخطّطن لمستقبل واعد.

- كتبت بعض العبارات على «إنستغرام» مثل «صبرك عندما لا تملك شيئاً»... لكن هل تتحلّين أنتِ بالصبر؟
الصبر مفتاح الفرج، وأسعى دائماً لأكون صابرة، لأن الله يضاعف أجر الصابر ويحقق له أمانيه.

- هل تتجاهلين من يسيء إليك؟
أقابل السيئة بالحُسنى، ولا ألتفت إلى الوراء، وألجأ الى أقرب الناس لأفتح له قلبي.

- ماذا تقولين لمن يدعمك؟
أشكر كل من يدعمني على السوشيل ميديا ويعطيني دفعاً قوياً في مسيرتي، سواء كان من أهلي أو من أصدقائي، فهذا النجاح تحقق من دون تخطيط، ولم أكن أتوقع يوماً أن تكون السوشيل ميديا وسيلتي لمساعدة الناس.

- ماذا يعني اسم «رافال»؟
يعني المرأة الطويلة ذات الشعر الطويل.


تعليقات...

- ما أهم التعليقات التي تصلك على السوشيل ميديا؟
حين أجد تعليقات رائعة من مدوّنين أجانب يحتلون مكاناً مرموقاً على السوشيل ميديا، ويقارب عدد المتابعين المليون، أدرك أن رسالتي قد وصلت فأشعر بالغبطة والفرح، مما يعطيني دفعاً قوياً الى الأمام. وحين تصلني تساؤلات من بنات جيلي حول الألوان التي وضعتها وطريقة تركيبها بمبالغ بسيطة، يقدّمن لي عبارات الشكر والإعجاب التي لا يضاهيها أي شيء في نفسي، لأن محبة الناس ثروة حقيقية ونادرة في هذا الزمن.