هشام سليم: هذه حقيقة خلافي مع يسرا... وتوقفت عن العمل مع ليلى علوي وإلهام شاهين

نيرمين زكي (القاهرة) 04 نوفمبر 2017

يؤكد أن الجمهور أجبره على عدم التعاون مع يسرا، ويكشف سبب توقفه عن العمل مع ليلى علوي وإلهام شاهين، وحقيقة خلافه مع والده بسبب التمثيل. الفنان هشام سليم يحدّثنا أيضاً عن بناته، وموقفه من دخولهن مجال الفن، وأسلوبه في التعامل معهن.
كما يوضح سبب ابتعاده عن السينما، ويتكلم عن قراره التوجه الى مسرح، وموقفه من خوض تجربة التقديم التلفزيوني مرة أخرى، وحقيقة تخفيض أجره، ونصيحته للجيل الجديد من الفنانين.


- عُرض لك أخيراً مسلسل «بين عالمين»، هل كنت تفضل عرضه في رمضان؟
أشعر بالتفاؤل الشديد نحو هذا العمل الذي أعتبره واحداً من أهم الأعمال الفنية التي شاركت في بطولتها، لكنني غير راضٍ عن حالة الفوضى التي تعيشها الدراما المصرية، بمعنى أن من الضروري أن نعلم بتوقيت عرض أي عمل قبل أن نشارك في بطولته.
فمسلسل «بين العالمين» كان من المفترض أن يُعرض في شهر رمضان، لكن فوجئنا بخروجه من السباق الرمضاني وعرضه في موسم مختلف، وهذا الأمر لم يرق لي، لأنني مؤمن بأن المسلسلات التي تُعرض بعيداً من شهر رمضان لا بد من أن تكون لها معايير محددة وقواعد مختلفة عن الأعمال التي تشارك في سباق الدراما الرمضاني.
بشكل عام، الدراما المصرية تعاني مشاكل عدة. فهناك فنانون يتقاضون أجوراً مبالغاً بها في رأيي، وثمة أعمال يكون الاهتمام فيها بالنجم أكبر بكثير من الاهتمام بالسيناريو والإخراج والديكور والتفاصيل الأخرى.

- وما الذي حمّسك لهذا العمل من البداية؟
أسباب كثيرة دفعتني للموافقة على هذا العمل، لكن أبرزها مشاركة الفنان طارق لطفي فيه، والذي أقول دائماً إنه إنسان طيب ومحترم قبل أن يكون فناناً مبدعاً نجح في إثبات نفسه في السنوات الأخيرة.
بصراحة، استمتعت كثيراً بالعمل معه، لأنه موهوب بالفعل، كذلك وجود المخرج أحمد مدحت من الأسباب التي حمّستني للعمل. وفي الحقيقة، جميع الأبطال الذين عملوا خلف الكاميرا كانوا مخلصين للمسلسل، وسعدت عندما رأيت أن معظمهم من الشباب.

- البعض زعم أن مشاهدك في المسلسل تتضمن ألفاظاً خادشة للحياء، فما ردك؟
بالفعل، فوجئت بموقع إخباري ينشر خبراً تحت عنوان «ألفاظ خارجة لهشام سليم في مسلسل «بين العالمين»» ... بصراحة، العنوان أزعجني لأكثر من سبب، أولها أن الصحافي لم يتمكن من التمييز بين هشام الإنسان والشخصية، كما أنني لم أتفوّه بألفاظ خارجة، لكن هناك مبالغة في كل الأمور، والمسلسل مصنّف لمن تجاوزت أعمارهم الـ16 عاماً.

- كيف كانت ردود الفعل التي وصلتك على المسلسل؟
رغم أن العمل عرض بعيداً من شهر رمضان، إلا أنه حقق نجاحاً كبيراً، ولمست هذا من خلال متابعتي لردود الفعل حول المسلسل عبر «فايسبوك»، فهناك مشاهد أثارت الجدل ودارت أحاديث رواد هذا الموقع حولها.
ونجاح العمل لم يكن السبب الوحيد لسعادتي، فأنا سعيد بنجاح النجم طارق لطفي بطل العمل، لأنه مجتهد ودقيق في عمله ويستحق كل هذا النجاح.

- شاركت في بطولة العديد من المسلسلات في فترتَي الثمانينيات والتسعينيات، لكن بمَ تختلف عن الدراما الحالية؟
ثمة اختلاف كبير في تفاصيل كثيرة لا يمكن التحدّث عنها في سطور قليلة، لكن أشعر أننا نعيش عصر «اللانظام»، بمعنى أن النظام واحترام المواعيد غائبان في زمننا الحالي، وأفاجأ بفنانين يتأخرون في المجيء الى موقع التصوير لأكثر من ساعتين. والمشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم، وما من مؤسسة أو جهة يمكنها أن تضبط الأمور.

- بعد مشوار فني طويل، هل هناك عمل فني تشعر بالندم عليه؟
لا أنكر أن هناك أعمالاً فنية كثيرة شاركت في بطولتها لم ترضني كفنان وبدا مستواها هابطاً، لكنني لم أندم ولو للحظة على المشاركة فيها، ذلك أنني لا أندم على أي قرار أتخذه في حياتي مهما كانت نتائجه، لكنني أعترف بالخطأ بكل جرأة.

- البعض يلومك لعدم عملك مع النجمة يسرا في السنوات الأخيرة، خاصة أنكما قدّمتما معاً العديد من الأفلام والمسلسلات الناجحة، فما ردّك عليهم؟
أقول لهم إنني عندما تعاونت مع يسرا في أكثر من مسلسل، انتقدوني وبشدة، وطلبوا مني العمل مع ممثلة غيرها. وحين عملت مع إلهام شاهين انتقدوني أيضاً، وهو نفسه ما حدث عندما عملت مع ليلى علوي.
ورغم أنني لا أعرف سبب هذه الانتقادات، لكنني توقفت عن العمل معهن، وحاولت أن أرضي كل الأذواق من خلال التعاون مع نجمات أخريات ووجوه جديدة. واليوم أفاجأ بأن البعض يطالبني بالتعاون مع يسرا مرة أخرى. من الصعب فعلاً إرضاء الجميع.

- لكن انتشرت أخبار كثيرة تزعم وجود خلافات بينك وبين يسرا، فما تعليقك؟
هو كلام فارغ وشائعات من نسج خيال البعض، فلا خلافات بيننا، بل على العكس يسرا صديقة مقرّبة منّي وليست مجرد زميلة عمل.

- هل صحيح أنك خفّضت أجرك في الأعمال التي شاركت في بطولتها أخيراً؟
أنا لا أتقاضى أجراً كبيراً في الأساس حتى أعمد الى خفضه، وما لا يعرفه كثيرون أنني النجم الأدنى أجراً في الدراما المصرية، وبالتالي من غير المنطقي أن أخفّض أجري، وقد حصلت أحياناً على أجور رمزية عن بعض الأعمال التي شاركت فيها في الفترة الأخيرة.

- لكن كيف تقبل المشاركة في عمل فني مقابل أجر لا يتناسب مع مكانتك الفنية؟
هذا السؤال لا بد من توجيهه الى شركات الإنتاج وليس إليّ. لكنني لا ألهث وراء المال، ولم أعتد على ذلك، والمقربون مني يعلمون ذلك جيداً، لأنني ولدت في بيت متواضع واعتدت أن أعيش سعيداً وأرضى بدخلي، حتى لو كان زهيداً، لكنني أشعر بالرضا ما دمت قادراً على تأمين كل احتياجاتي.

- هل هناك أعمال درامية أو سينمائية جديدة تستعد لها؟
خطوتي المقبلة لا علاقة لها بالدراما أو السينما، لأنني قررت الانتقال إلى المسرح، حيث تعاقدت رسمياً على بطولة مسرحية بعنوان «نهاركم سعيد»، تجمعني بعدد من النجوم، أبرزهم أحمد بدير. والمسرحية تُعرض على مسارح الدولة، وهي في رأيي هادفة، تحترم عقلية المشاهد، وترتقي بالذوق العام.

- وما رأيك بالمسرحيات التي عُرضت في الفترة الماضية؟
هناك عدد من المسرحيات التي نجحت في الاستمرار بعرضها لسنوات، وهذا يعني أنها نالت إعجاب الجمهور.
لكن رغم النجاح الكبير الذي حققته بعض هذه المسرحيات، لم تعجبني فكرة الانسياق وراء الذوق السيِّئ لمجرد الرغبة في تحقيق نسبة مشاهدة عالية، أو إقبال كبير، وأشعر بالحزن عندما أشاهد مسرحية تسخر من شخصية عامة أو فنان، فهذا في رأيي ليس فناً.

- ما سبب ابتعادك عن السينما؟
أرجو توجيه هذا السؤال الى المنتجين، فأنا لم أبتعد عن السينما، وإنما هي التي ابتعدت عني، لأن المنتجين اليوم لا يهتمون بجيلنا من الفنانين، ويركزون فقط على الأجيال الجديدة، مما أدى إلى تهميش أدوار النجوم الكبار.

- ما النصيحة التي يمكن أن تقدمها للجيل الجديد من الفنانين؟
للأسف، الشباب لا يحبون الاستماع الى النصائح اليوم، ولا أعرف سبباً لتفكيرهم بهذه الطريقة. لكن أقول لهم: لا تبحثوا عن النجومية والكسب المادي، فالتمثيل والوقوف أمام الكاميرا وحب الفن هي الأساس.

- ما أهم المشاكل التي يواجهها الفن المصري حالياً؟
المنظومة بشكل عام تعاني عدداً من المشاكل، بداية من الإخراج، مروراً بالإنتاج ووصولاً الى الممثلين، هذا إضافة إلى غياب دور الدولة في بعض القضايا المهمة المتعلقة بالتمثيل، فالمشاكل كثيرة وتحتاج وقتاً طويلاً لحلّها، لكن لا بد من أن نعترف بها جميعاً قبل كل شيء.

- هل من الممكن أن تكرر تجربة التقديم التلفزيوني؟
لا أدري، لكن عندما قررت تقديم برنامج على قناة SKYNEWS لم أجد نفسي في هذه التجربة، لأنه كان برنامجاً سياسياً، فقد أصبحت إعلامياً متخصصاً في القضايا السياسية، وهذا الأمر لم يرق لي.
لا أعرف إذا كنت سأخوض تجربة التقديم ثانيةً أم لا. فكل شيء في النهاية متوقف على العرض الذي أتلقاه، وإذا وجدت برنامجاً مميزاً فمن الممكن أن أوافق عليه وسأعلن عنه فوراً.

- تتواصل مع أصدقائك وجمهورك باستمرار من خلال «فايسبوك»، فكيف ترى مواقع التواصل الاجتماعي؟
أرى أنها انعكاس للواقع وليست مواقع افتراضية، بمعنى أنها تجمع بين الشخص المهذب والشخص المتطاول المتطفل الذي يقول رأيه بأسلوب سيِّئ.
وأحب التواصل مع الجمهور والأصدقاء والزملاء في الوسط الفني من خلال «فايسبوك»، ومناقشتهم في أمور مختلفة متعلقة بالفن والرياضة والسياسة وكل أمور الحياة. وبصراحة، «فايسبوك» مسلٍ كثيراً.

- هل توافق على دخول بناتك مجال التمثيل؟
أبداً، وفي الوقت نفسه لا أرفض، إذ لا علاقة لي بقراراتهن المستقبلية، لأنني مؤمن بأن من حق كل فتاة ما دامت تجاوزت الثامنة عشرة من عمرها أن تختار وتحدّد مستقبلها، وليس من حقي أن أحدّد مجال عملها أو زوجها المستقبلي، فكل إنسان حر في قراراته، وأنا أحب أن تكون لبناتي أيضاً الحرية في تحديد مصائرهن.

- هل صحيح أن والدك لاعب كرة القدم الراحل صالح سليم كان معارضاً لفكرة دخولك مجال التمثيل؟
والدي كان يشعر بأن التمثيل ككرة القدم؛ ليس مجالاً مضموناً، ومن الممكن أن يتعرض من يعمل فيه لظرف طارئ يجبره على التوقف، ولذلك كان يرفض في البداية فكرة دخولي مجال الفن، لكنه شجّعني بعدها، وكل ما قيل من أنه كان غاضباً عليَّ بسبب إصراري على امتهان التمثيل مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.

- بمناسبة الحديث عن الشائعات، ما أكثر شائعة أزعجتك؟
الشائعات السخيفة كثيرة، ولا يمكن حصرها في سؤال، لكن شائعة تدهور حالتي الصحية أزعجتني كثيراً.

- شاركت في مهرجان الجونة السينمائي، فكيف وجدت حالة الجدل التي أثارها أحمد الفيشاوي بعد اللفظ الخارج الذي تفوّه به؟
لا يمكن لأحد أن ينكر أن أحمد الفيشاوي فنان موهوب ومجتهد، لكن تصرفاته تؤثر سلباً في نجاحه، ولا بد من أن يكون أكثر دراية بما يقوله، خصوصاً إذا كان يشارك في حدث كبير يشاهده الملايين، وقد علمت أنه اعترف بخطئه واعتذر.

- هل توافق على تقديم عمل فني يرصد السيرة الذاتية لوالدك الكابتن الراحل صالح سليم؟
بالطبع أتمنى أن أرى عملاً يتحدث عن والدي وإنجازاته في الرياضة، خاصة كرة القدم. وبالفعل هناك جهات إنتاجية متحمّسة بشدّة لهذه الفكرة، لكن للأسف لم أجد بعد المؤلف أو الجهة المتكاملة التي تقدم لي سيناريو محترماً وشاملاً كل جوانب هذا العمل.