جرأة الألوان وصخب التصاميم في إطار راقٍ وهادئ

بيروت - روزي الخوري 21 يوليو 2019

هي لعبة الألوان الجريئة والأشكال الهندسية غير المألوفة ولكن المنسجمة والهادئة، بعيداً من الصخب والأثاث المبالغ فيه. إنه الإبداع الذي جسّده المهندس خالد حوحو في هذا المسكن العصري، الفرِح والنابض بالحياة والمحافظ على عراقته اللافتة.


كلّ ركن اتسم بخصوصية وجرأة في التصاميم والألوان، ولكن في قالب من الانسجام، إن لجهة الألوان أو الأشكال الهندسية في السقف والجدران والأثاث.

مواد عدة استُخدمت لإتمام هندسة هذه الشقة: الخشب، الحجر، الجفصين، الزجاج الملوّن والمعدن، وأعطت كلّ ركن ميزة خاصة وتجانست في ما بينها وتنوّعت على اختلاف الجلسات، محافظةً على عراقة وقيمة خاصة.

في وسط قاعات الاستقبال يطالعنا عمود، حوّله المهندس حوحو إلى قطعة فنية وألبسه الخشب والنقوش في الوسط، وجعل منه ركناً قائماً بذاته ينثر جماله على الصالونين وغرفة الطعام وكلّ مساحة الاستقبال المفتوحة من دون حواجز.

الخشب الموشّى شكّل الجزء الأساسي من الهندسة، فإلى جانب استخدامه للعمود في الوسط، ألبسه المهندس للجدران، ولا سيما جدار غرفة الطعام.
وقد تداخل مع الخشب البيج الذي ضمّ الخزائن، وتماشى بدوره مع المقاعد الجلد البيج التي ارتفعت حول الطاولة المستطيلة من نوع الخشب نفسه، وسطها عبارة عن مرآة سوداء كسرت رتابة الخشب.

في الصالونين، انسجام تام للألوان التي تدرّجت من الأبيض إلى الرمادي والبنفسجي والطراز النيوكلاسيكي. الصالون الأوّل طغى عليه اللون الأبيض، أرائكه بألوان متعدّدة من مشتقات الصالون الثاني المقابل، ولا سيما البنفسجي، وقد ازدانت جدرانه بلوحة زيتية.
أمّا الصالون الثاني، فجداره من الحجر الموضوع داخل إطار من الخشب. وسقفه أيضاً مزخرف، إذ تخلّلت الجفصين ثلاث لوحات من الزجاج المرسوم. وافترشت الأرض سجادات ثلاث تماشت في ألوانها مع الأثاث من الرمادي والبنفسجي، وسطع جمالها على الرخام الفاخر البيج اللمّاع.

على الجدار المقابل في ردهة الاستقبال، زهرة كبيرة منقوشة في الحجر وضعت في إطار من الخشب. وإلى جانبها الباب الذي يقود إلى غرفة الجلوس وغرف النوم، شغل وسطه الزجاج الأسود وتزيّن بقبضة من الكروم ككلّ الأبواب الأخرى، والذي شكّل الأكسسوار الموحّد لكلّ الجلسات بشكله المربّع.

الحصّة الأبرز للهدوء والأناقة تجسّدت في غرفة الجلوس التي طغى عليها اللونان البيج والأزرق الزاهي. مزيج من لونين عكس نوراً وراحة تامّة، قابله الخشب الذي أرخى دفئاً وحميمية على الجلسة.

الجدار المخصّص للتلفزيون من الخشب الأبيض، وإلى جانبيه لجهة اليمين واليسار الخشب البني الموشّى المستخدم في الصالونات، وقد شكلّ امتداداً للمكتبة، وفي الوقت نفسه أبواباً جرّارة تقود إلى غرف النوم.
وفي الوسط طاولة مربّعة من الخشب الأبيض والزجاج الأسود فوق سجادة باللونين الأزرق والبيج. وعلى الجدار المقابل قطع شبه مستديرة من الخشب لعبت دور رفوف وُضعت عليها قطع من الكريستال. أما الستائر فهي من الحرير على شكل لوحات جرّارة من مشتقات الأزرق والبيج.

إحدى الشرفات أُقفلت بالزجاج لتأخذ غرفة جلوس مكانها. وشغلها مقعد كبير متصل الأجزاء من المخمل الرمادي المائل إلى الأزرق، تزّين بمجموعة أرائك بألوان فرحة، زهر وأزرق وبرتقالي وأصفر.
أما الستائر فأتت أيضاً موشّاه بألوان زاهية انسجاماً مع جوّ الفرح الذي تناثر في كلّ الأجزاء. وقد ارتدى أحد جدران هذه الغرفة حلّة من الخشب اخترق الزجاج وسطه ليطلّ على جزء من الصالون.

زهوة الألوان وفرح الإقامة انسحبا على غرف النوم وحمّاماتها، إحداها باللونين الأبيض والفوشيا مخصّصة للفتاة وحمّامها أيضاً من البورسولان الأبيض والزهر، وأخرى من الخشب والقماش الفستقي للصبي، ستائرها مقلّمة بالفستقي والأزرق.

حكاية المهندس خالد حوحو مع الألوان ليست الأولى، فهو في أكثر من عمل يحاول أن يزرع من خلال تصاميمه غير المألوفة الممزوجة بصخب الألوان، الحياة والراحة والسكينة في آن معاً، وهو ما ينشده سكان المنزل، مع المحافظة على الطابع الراقي الذي يرخي أناقة في الأرجاء.