تحديد أعراض الإكتئاب...

بكاء, قلّة النوم, الأرقام, محاربة الإكتئاب, عيسى حموتي, إنتحار, التشخيص, حزن, خسارة الوزن, زيادة الوزن, مشروبات الطاقة, القيلولة, السعادة, خمول, تبدّل المزاج, التعب, اضطرابات نفسية, مشاعر سلبية, تبدل الشهية

21 أبريل 2009

يعاني 20 في المئة من الأشخاص من الاكتئاب أو يعيشون مرحلة اكتئاب في مرحلة معينة من حياتهم. لكن لا داعي للهلع لأن العلاجات باتت متوافرة. ويبقى التعرف إلى الأعراض، وهي الخطوة الأولى والأساسية في الشفاء.
تشعرين أنك حزينة قليلاً أو تواجهين صعوبة في النوم... هل هذا اكتئاب عابر أم اكتئاب حقيقي؟ ما هي الأعراض؟يقول الأطباء إن الاكتئاب الحقيقي هو ذلك الذي يستمر لأكثر من أسبوعين متتاليين من دون أي تحسن في الأعراض. والمؤسف أن الاكتئاب يؤثر سلباً في كل حياتنا، وتطال تأثيراته السلبية حياتنا العاطفية، ووظائفنا الفكرية، وأعضاءنا الحيوية... يقول علماء النفس إن كل شيء يكون "بطيئاً" في الاكتئاب. فنحن نشعر جسدياً أننا منهكون أو نفتقد إلى الطاقة، حتى لو لم نبذل أي جهد يذكر. كما أن القيلولة بعد الظهر، أو النوم لوقت متأخر صباحاً، أو النوم لساعات كافية ليلاً لا تنجح في القضاء على هذا التعب أو حتى تخفيفه.

 

حزن كبير وسعادة غائبة

إذا كنت مصابة باكتئاب حقيقي وغير عابر، تشعرين دوماً بحزن كبير، غير مبرر في أغلب الأحيان، مترافق مع نوبات بكاء غير مبررة تعجزين عن وقفها. كما تفقدين قدرتك على الاستمتاع بأي شيء، وتصبحين غير مبالية بالأمور التي كانت تشغلك كثيراً قبلاً.
هل كنت تحبين التنزه في الطبيعة لساعات عدة؟ هل كنت تعشقين رياضة التنس أو الغناء؟ ألم تشتاقي إلى تناول العشاء ليلة السبت مع صديقاتك أو أقاربك؟ ها أنت الآن تحبين قضاء كل وقتك لوحدك، بمنعزل عن الآخرين. وأصبحت تعتبرين فكرة الذهاب إلى السينما أو قراءة المجلة أو الاستماع إلى الموسيقى أمراً تافهاً وغير مجدٍ. في المقابل، تشعرين أنك عديمة الجدوى وغير مهمة إطلاقاً بالنسبة إلى المحيطين بك. وتميلين إلى تكديس الأفكار السوداء في رأسك، فتنظرين إلى الأمور بتشاؤم كبير وتبدو لك نظرة الآخرين سلبية على الدوام. والأسوأ من كل ذلك أن أفكارك قد تتمركز على الموت، أو حتى الانتحار.

 

سلبية فكرية

على الصعيد الفكري، يسيطر الجمود والخمول فتواجهين صعوبة في التفكير وتجدين بالكاد الكلمات المناسبة للتعبير. كما تعجزين ربما عن التحدث بطلاقة، ويحصل تبديل واضح في ذاكرتك وقدرتك على التركيز. باختصار، تصبح المهام التي كنت تنجزينها بصورة طبيعية من دون أي تفكير بحاجة إلى جهد كبير ووقت طويل. ففي المكتب، تعيدين كتابة مستند معين مرات عدة قبل التوصل أخيراً إلى استيعاب وفهم ما كتبته. وفي المنزل، تبدو لك الواجبات المنزلية، مثل الطهو والتنظيف، صعبة جداً ولا تطاق. فلا تعرفين من أين تبدأين لإعداد طبق معين.

 

خلل في التوازن

أثناء الاكتئاب، يحدث اضطراب في كل الآليات الداخلية للجسم وتعانين خصوصاً من الأرق. يقول الأطباء إنه في 80 في المئة من الحالات، يكون الأرق هو نفسه عند كل المصابين بالاكتئاب، إذ ينام الشخص بصورة عادية لكنه يستيقظ قرابة الثالثة أو الرابعة فجراً. وفي 20 في المئة من الحالات، يكون النوم فائضاً وإنما غير كافٍ بحيث يشعر الشخص بالنعاس طوال النهار.

كما تتبدل الشهية، بحيث تخفّ في معظم الأحيان ويصبح الطعام غير لذيذ أو عديم النكهة بالنسبة إلى الشخص المكتئب... نتيجة ذلك، يخسر بعض وزنه ويصبح معتلّ الصحة. لكن في أحيان أخرى، يميل الشخص المكتئب إلى التهام المزيد من الطعام، ولاسيما الأطعمة الغنية بالسكر للشعور بالارتياح مما يؤدي إلى زيادة في الوزن.

 

صعوبة في التشخيص

إلا أن الأعراض المذكورة آنفاً لا تظهر بالضرورة في الوقت نفسه وتختلف حدتها من حين إلى آخر. لذا، يصعب على الشخص المكتئب تشخيص أعراضه أو تحديدها، خصوصاً وأنه توجد أنواع عدة من الاكتئاب. فهناك بعض أنواع الاكتئاب التي تظهر فجأة، بين ليلة وضحاها، من دون أي سبب ظاهري. في هذه الحالة، يكون التبدل في المزاج جذرياً ويسهل كشفه.

إلا أن بعض حالات الاكتئاب الأخرى تكون تفاعلية، أي أنها تتأصل شيئاً فشيئاً نتيجة حدث مؤلم، مثل وفاة شخص عزيز أو البطالة أو تبديل مقرّ الإقامة. ويلاحظ المقرّبون غالباً أن الشخص المكتئب لم يعد يهتم بنفسه ويبدو وكأنه فقد كل إرادة للعيش. في هذه الحالة، ينصح الأطباء بعدم جرح مشاعر الشخص المصاب ونعته بالفاشل أو المخفق، بل مساعدته من خلال دعمه وتشجيعه للتوجه إلى الطبيب الاختصاصي.