المرأة محمية من أمراض القلب قبل الخمسين

الأعراض, أمراض / مشاكل القلب, الوزن الزائد, اضطرابات هورمونية, قسطرة الشرايين, التصلب في الشرايين, داء / مرض السكري, الوقاية من أمراض القلب والشرايين

06 يوليو 2009

حتى سنوات قليلة ماضية، كان التركيز في أمراض القلب على الرجل الذي كان يعتبر أكثر عرض للإصابة بذبحة قلبية أو غيرها من مشكلات القلب. لكن من سنوات بدأت المرأة تستحوذ على اهتمام خاص في هذا الموضوع وتزايد التركيز على الخطر الذي تعتبر عرضة له تماماً كالرجل، مع فارق مهم في أن هرمونات المرأة تحميها من خطر الإصابة بأمراض القلب قبل الخمسين. إلا أنها تصبح عرضة تماماً كالرجل في مرحلة انقطاع الطمث، لا بل إن عوامل عدة تلعب دوراً في زيادة الخطر لديها. الطبيب الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين طوني عبد المسيح تحدث تفصيلاً عن مشكلات القلب التي يمكن أن تتعرض لها المرأة وحجم الخطر الذي تواجهه في هذه الحالة، مشيراً إلى الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى جعلها أكثر عرضة لهذا الخطر.

 - ما مشكلات القلب التي يمكن أن تتعرض لها المرأة؟
هناك أمراض قلب خاصة بالمرأة وتصيبها وحدها وأخرى تعتبر مشتركة بين المرأة والرجل. أما أهم المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها وتعتبر مشتركة بينها وبين الرجل فهي:

  • تصلّب الشرايين.
  • أمراض الصمامات.
  • أمراض عضلة القلب.
  • أمراض الضغط والسكري والدهون في الدم.
  • لكن ما يميّز المرأة في ما يتعلّق بتصلّب الشرايين ففي كون هرموناتها تؤمن الحماية لها طوال حياتها حتى تصل إلى مرحلة انقطاع الطمث، عندها لا تعود لديها حماية وتصبح عرضة تماماً كالرجل لمشكلات القلب.
    كذلك من مشكلات القلب التي تختلف فيها المرأة عن الرجل مشكلات الصمام التاجي التي تنتشر في بعض البلدان النامية بسبب انتشار حالات الروماتيزم. أما في لبنان فيعتبر انتشارها أقل، إلا في المناطق النائية. علماً أن الروماتيزم ينتج عن التهاب في البلعوم تتعرض له المرأة في الطفولة ولا تعالج المشكلة بالشكل المناسب حيث من الضروري اتباع علاج بالبينيسيلين في هذه الحالة. وتبدأ المشكلة عندما تبلغ المرأة سناً تعاني فيها ضيقاً في الصمام التاجي، وهي أكثر مشكلات القلب شيوعاً لدى النساء.
  • توجد أيضاً التشوهات الخلقية التي تبين أنها تصيب الفتيات أكثر من الصبيان إذ أن خمس فتيات يولدن مع ثقب بين الأذينين أو بين البطينين مقابل صبي واحد يولد مع المشكلة نفسها.

- هل تعتبر المرأة عرضة للإصابة بأمراض القلب أكثر من الرجل؟
قبل سن انقطاع الطمث تعتبر المرأة أقل عرضة للإصابة بمشكلة تصلّب الشرايين لأن هرموناتها تشكل حماية لها. لكن بعد هذه المرحلة تعتبر عرضة مثل الرجل تماماً. أما في مشكلات القلب الأخرى، فاحتمال إصابتها يوازي احتمال إصابة الرجل ولا فارق بينهما.

- ما الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة المرأة بأمراض القلب؟
توجد أسباب تكوينية أي مرتبطة بتكوين المرأة وتجعلها أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب. لكن مع انقطاع الطمث قد تصبح عرضة أكثر منه أو على الأقل مثله تماماً. كما أن كون المرأة تنجب فهي فيزيولوجياً تصبح أكثر عرضة نتيجة زيادة نسبة الماء في جسمها مما يزيد الجهد على عضلة القلب. يعتبر الحمل جهداً إضافياً على قلب المرأة ويتعبه، خصوصاً إذا كانت تعاني أصلاً مشكلة في القلب.
من جهة أخرى، من الأسباب التي تزيد من احتمال تعرّض المرأة إلى مشكلات في القلب التغيير المستمر في المناعة في جسمها حيث تعتبر أكثر عرضة من الرجل لهذه التغييرات المستمرة دون أن يكون السبب معروفاً. وهذا التغيير يسبب إصابة أعضاء عدة كعضلة القلب والغدة الدرقية وغيرهما.

- هل تعتبر الذبحة أكثر خطورة على المرأة مما هي على الرجل في حال إصابتها بها؟
لا تعتبر الذبحة القلبية أكثر خطورة على المرأة، لكن الأمر يرتبط بالتوقيت الذي تحصل فيه الذبحة والسن الذي تتعرض لها فيه المرأة وبحجمها، كما هي الحال بالنسبة إلى الرجل.

- ما العوامل التي تزيد خطر تعرّض المرأة لجلطة؟
تعتبر المرأة أكثر عرضة للإصابة الدوالي، خصوصاً إذا كانت تعاني وزناً زائداً أو تقف لفترات طويلة. قد تلعب الدوالي دوراً في الإصابة بجلطات. كما أن السفر المستمر في الطائرة وتناول حبوب منع الحمل يلعبان دوراً في زيادة احتمال الإصابة بجلطة.

 - ما هي النصائح الأساسية التي يمكن إعطاؤها للمرأة لتحمي نفسها من الذبحة القلبية ومن مشكلات القلب بشكل عام؟
وقف التدخين هي النصيحة الأهم التي يمكن إعطاؤها للمرأة، خصوصاً أنه تنتشر حالياً ظاهرة النرجيلة  التي يجهل  كثر أضرارها. كما أنه لا بد من التشديد على أهمية الامتناع عن التدخين بوجود الأطفال. مع الإشارة الى أن التخفيف من التدخين لا يفيد، بل من الضروري الامتناع عنه نهائياً.
خفض الوزن، إذ يعتبر الوزن الزائد آفة العصر، خصوصاً إذا كان متركزاً في منطقة الخصر والبطن. إذ يجب ألا يتعدى قياس الخصر 80 أو 85 سنتمتراً حتى لا يزيد احتمال التعرض لأمراض القلب. كما تعتبر زيادة الوزن من أهم مسببات ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع مستويات الدهون في الدم.
المشي ل20 دقيقة على الأقل يومياً في طريق سهل.
تناول الأسبرين بعد سن انقطاع الطمث.
الخضوع لفحص دم سنوياً بعد سن الثلاثين. وبعد الأربعين يجب استشارة طبيب اختصاصي في أمراض القلب والشرايين لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

- هل تختلف أعراض الذبحة القلبية لدى المرأة عن تلك التي يمكن أن تظهر لدى الرجل؟
لا تختلف أعراض الذبحة القلبية بين المرأة والرجل.

- ما الحلول التي يمكن اعتمادها في حال التعرّض لذبحة قلبية؟
بعد التعرض لذبحة يوجد حلان يمكن اللجوء إليهما. فإما أن تعتمد طريقة قسطرة الشرايين التي يوضع فيها «روسور»(نابض) في الشرايين، أو أن تجرى عملية القلب المفتوح لتغيير صمام في القلب أو زرع شرايين. حالياً يمكن أن يزرع صمام في القلب بالميل دون جراحة  مما يساعد في تخفيف فترة الاستشفاء. وهذا يشكل أيضاً راحة نفسية للمرأة حيث يمكن تخطي مسالة الجراحة التي تطلب شق صدرها.

- ما الفترة التي تحتاجها المريضة لتستعيد عافيتها ونشاطها بعد العملية؟
إذا كانت العملية تقتصر على البالون والقسطرة، يمكن  أن تخرج المريضة بسرعة من المستشفى خلال فترة لا تتعدى اليومين. أما الإجراءات الوقائية فهي نفسها تلك التي ينصح بها قبل العملية، يضاف إليها العلاج الطبي. أما إذا أجريت للمريضة عملية قلب مفتوح فتكون مدة المكوث في المستشفى أطول وقد تضطر المريضة إلى البقاء خلال أسبوع أو 10 أيام على الأقل. كما تحتاج عندها إلى فترة راحة خلال شهر تعود بعدها إلى حياتها الطبيعية مع ضرورة التزامها بالعلاج الطبي والخضوع للمتابعة الطبية.

- هل صحيح أن حبوب منع الحمل تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بمشكلات في القلب؟
تزيد حبوب منع الحمل مستوى ضغط الدم. كما يزيد احتمال حصول جلطات لدى تناولها. لذلك تنصح المرأة التي تعتبر عرضة لمشكلات في القلب باللجوء إلى وسيلة أخرى لمنع الحمل.

- هل تمنع المرأة التي تعاني مشكلة في القلب من الإنجاب؟
توجد حالات نادرة تمنع فيها المرأة التي تعاني مشكلة في القلب من الإنجاب كتلك التي تعاني مشكلة في عضلة القلب أو مشكلة في صمام القلب في مراحل متقدمة. عندها يشكل الحمل خطراً على حياتها، مما يستدعي معالجة المشكلة قبل حصول الحمل. ويمكن أن تمنع المرأة نهائياً من الإنجاب إذا رأى الطبيب أن حالتها تمنع ذلك.

- ما السن الأكثر خطورة للمرأة التي تعتبر أكثر عرضة فيه للإصابة بذبحة قلبية؟
يعتبر سن الخمسين وما فوق أي مرحلة انقطاع الطمث الأكثر خطورة للمرأة في ما يتعلق بزيادة خطر إصابتها بذبحة قلبية.

- هل يمكن أن تتشابه أعراض الذبحة القلبية مع أعراض مشكلات صحية أخرى؟
قد تأتي أعراض الذبحة القلبية بشكل أوجاع في باب المعدة أو بشكل آلام في الصدر تتشابه مع النزلة الصدرية. كما قد تتشابه مع آلام العضلات في الجسم أو التكلّس في العنق الذي تمتد آلامه إلى اليد بحيث قد يربط البعض بينه وبين إعراض الذبحة القلبية. كما قد تسبب الذبحة القلبية انتفاخاً في البطن يعتقد من يصيبه انه ناتج عن الأكل. حتى أن مشكلات معينة في الرئة قد تتشابه أعراضها مع أعراض الذبحة القلبية. وقد تسبب الذبحة القلبية أعراض ضيق في التنفس.

- هل تعتبر أدوية القلب دائمة أم أنها تعطى لفترة معينة؟
يختلف العلاج بحسب الحالة. ففي حال ارتفاع ضغط الدم تعطى الأدوية بشكل دائم. كذلك بالنسبة لأدوية الكوليسترول والذبحة.

 حقائق:

  • تواجه المرأة التي تتعرض إلى ذبحة قلبية خطراً أكبر من الرجل ويخف احتمال تخطيها للمشكلة. وحتى إذا نجت من الذبحة القلبية يرتفع احتمال حصول وفاة خلال السنة التالية أكثر من الرجل.
  • تختلف الأعراض التي تشعر بها المرأة عن تلك التي يشعر بها الرجل في هذه الحالة. فعلى سبيل المثال تعاني المرأة أكثر من الرجل ألماً في الصدر في حال تعرّضها لذبحة قلبية.
  • تتجاوب المرأة بطريقة مختلفة عن الرجل مع العلاج.
  • بقدر ما تكون المرأة أكبر سناً يزيد احتمال إصابتها بذبحة قلبية. لكن يجب أن تبقى كل امرأة حذرة بشأن تعرضها إلى ذبحة قلبية أياً كانت سنّها.
  • تعتبر الوقاية أساسية، خصوصاً أن ثلثي النساء اللواتي يتعرّضن لذبحة قلبية لا يشفين تماماً منها.
  • يمكن أن تحمي كل امرأة نفسها باتباع نمط حياة صحي.
  • تواجه المرأة خطر التعرض إلى ذبحة قلبية نفسه الذي يواجهه الرجل.
  • تعتبر الذبحة القلبية المسبب الأول للوفاة بين النساء بعد سن 65. حتى أن أمراض القلب تتسبب بوفاة المرأة أكثر من أنواع السرطان مجتمعة.
  • تتعرض المرأة لذبحة قلبية في سن متقدمة أكثر من الرجل، بعد حوالي سبع أو ثماني سنوات من السن التي  يتعرض فيها الرجل للذبحة. لكن ابتداءً من سن ال 65 يصبح احتمال الإصابة متساوياً لدى الرجل والمرأة.