ترقق العظام في سؤال وجواب

ترقق العظام, أعراض ومضاعفات ترقق العظام, كثافة العظام, ممارسة الرياضة, فيتامين D, الوقاية من ترقق العظام

06 يوليو 2009

ترقق العظام من الأمراض الصامتة التي لا يعيرها الناس أهمية كبرى، خصوصاً لعدم وجود أعراض واضحة في مرحلة مبكرة منه. في الواقع، لا يظهر أثر لترقق العظام إلا عند التعرّض لكسور. وترقق العظام من أكثر الأمراض انتشاراً بين النساء مع ما قد ينتج عنه في مراحل متقدمة من صعوبة في الحركة وملازمة الفراش أحياناً وغيرها من المضاعفات المرتبطة بالمرض. وصحيح أن العامل الجيني يلعب دوراً في الإصابة بالترقق، لكن في الوقت نفسه ثمة عوامل خطر يمكن التحكّم فيها باعتماد نمط حياة صحي يبعد عنا شبح المرض ومضاعفاته، خصوصاً انه لا علاج نهائياً له.

- ما هو ترقق العظام؟
ترقق العظام هو عبارة عن نقص في مستوى كثافة العظام مما يسبب هشاشةً فيها. وينتج عنه تحوّل في العظام التي تصبح أشبه باسفنجة بسبب هشاشتها مما يجعلها أكثر عرضة للتكسّر. علماً أن العظام الصحيحة تحتوي عادةً على البروتين والكولاجين والكالسيوم التي تعطيها صلابتها. أما العظام المصابة بالترقق فقد تتكسّر بسهولة جرّاء التعرّض لإصابة بسيطة لا تتأثر بها عادةً العظام الصحيحة.

- ما أكثر المواضع عرضة للإصابات والتكسّر في العظام نتيجة الترقق؟
أكثر المواضع عرضة للإصابات هي العمود الفقري والحوض والمعصم بسبب ترقق العظام. لكن يمكن أن تحصل كسور في مواضع أخرى أيضاً.

- ما أعراض ترقق العظام؟
يمكن أن يكون ترقق العظام موجوداً لسنوات دون أن تظهر أعراض له لأنه لا يسبب أعراضاً إلا في حال التعرّض لإصابة وحصول كسور في العظام. حتى انه قد تحصل كسور لا يظهر أثر لها إلا بعد سنوات. لذلك قد لا يعرف المريض بإصابته بترقق العظام إلا بعد التعرّض لإصابة خطيرة. وفي هذه الحالة تكون الأعراض مرتبطة بالموضع المصاب. فعلى سبيل المثال تسبب الكسور في العمود الفقري آلاماً تمتد من الظهر إلى الجانب. وخلال سنوات ، ومع تكرار الكسور في الظهر يصبح الألم في أسفل الظهر مزمناً ويترافق مع قصر في القامة واعوجاج في العمود الفقري. أما كسور الحوض فتحصل غالباً جراء السقوط . وتجدر الإشارة إلى أنه يصعب أن تشفى كسور الحوض بعد الجراحة الترميمية بسبب هشاشة العظام.

- ما المضاعفات الناتجة عن ترقق العظام؟
يسبب ترقق العظام آلاماً حادة وصعوبة في الحركة وتراجعاً في نوعية نمط الحياة. وتحتاج نسبة ٣٠ في المئة من الذين يتعرّضون لكسر في الحوض إلى رعاية منزلية خاصة خلال فترة معينة. أما المتقدمون في السن فهم أكثر عرضة للإصابة بذات الرئة وتخثّر الدم في شرايين الساقين التي تصل إلى الرئتين بسبب ملازمة الفراش لفترة طويلة على أثر الإصابة بكسر في الورك. كذلك يعتبر الشخص الذي يتعرّض لكسر في العمود الفقري أكثر عرضة بنسبة عالية للإصابة بكسر آخر في الموضع نفسه في غضون وقت قريب.

- ما العوامل التي تساهم في زيادة صلابة العظام؟
تحدد صلابة العظام على أساس نسبة كثافة العظام في الهيكل العظمي . وبقدر ما تكون نسبة كثافة العظام مرتفعة تكون العظام أكثر صلابة. علماً أن كثافة العظام تتأثر إلى حد كبير بالعوامل الجينية التي تخضع بدورها لتبدّلات ناتجة عن العوامل الخارجية والأدوية التي يمكن تناولها. على سبيل المثال تعتبر كثافة العظام لدى الرجال أعلى من تلك التي لدى النساء. من جهة أخرى، لا بد من الإشارة إلى أن كثافة العظام تتزايد تدريجاً من الطفولة وتصل إلى ذروتها في سن ٢٥ سنة. وتبقى النسبة ثابتة عادةً بعدها طوال عشر سنوات. وبعد سن ٣٥ سنة يفقد النساء والرجال على حد سواء نسبة ٠،٣ في المئة إلى ٠،٥ في المئة في السنة من مستوى كثافة العظام. من جهة أخرى يعتبر هرمون الاستروجين أساسياً في الحفاظ على مستوى كثافة العظام لدى النساء. لذلك بعد انقطاع الطمث تتسارع عملية انخفاض مستوى كثافة العظام. وبالتالي في السنوات الخمس أو العشر الأولى في مرحلة انقطاع الطمث ، قد تفقد المرأة نسبة ٢ أو ٤ في المئة من مستوى كثافة العظام في السنة. وفي المجموع تفقد نسبة ٢٥ أو ٣٠ في المئة من كثافة العظام في هذه المرحلة. لذلك يعتبر نقص كثافة العظام المتزايد في مرحلة انقطاع الطمث سبباً أساسياً لترقق العظام لدى النساء.

- ما عوامل الخطر التي تساهم في الإصابة بترقق العظام؟
أهم العوامل التي تساهم في الإصابة بترقق العظام هي:

  •  العرق الآسيوي
  •  الأجسام النحيلة والصغيرة الحجم
  •  المرأة اكثر عرضة من الرجل
  •  وجود حالات ترقق عظام في العائلة ( إصابة الأم بكسر في الحوض بسبب ترقق العظام يضاعف احتمالات الإصابة)
  • التعرّض لكسور في مرحلة سابقة
  •  التدخين
  •  قلّة الحركة والنشاط وعدم ممارسة الرياضة
  •  اتباع نظام غذائي قليل الكالسيوم
  • سوء تغذية ووجود مشكلات صحية
  • اتباع علاج كيميائي كونه يسبب انقطاع الطمث في مرحلة مبكرة بسبب آثاره السامة على المبيض
  •  انقطاع الطمث في سن مبكرة يسبب خفض مستويات الاستروجين وترقق العظام. علماً أن انقطاع الطمث في سن مبكرة قد يحصل لدى النساء اللواتي يمارسن الرياضة واللواتي يعانين انخفاضاً في مستوى الدهون في الجسم كما في حال الإصابة بانقطاع الشهية المرضي Anorexia.
  • وجود مشكلة صحية معينة تمنع امتصاص المكونات الغذائية في الجسم كمرض سيلياكCeliac Disease
  •  الإصابة بالتهاب مزمن ناتج عن أمراض معينة كالتهاب المفاصل الرثيانيrheumatoid arthritis وأمراض الكبد المزمنة
  • خفض مستويات الأستروجين كما في حال انقطاع الطمث أو في حال الاستئصال المبكر للمبيضين
  •  ملازمة الفراش كما يحصل بعد التعرّض لفالج أو جلطة أو غيرها من المشكلات التي تمنع المشي.
  •  النشاط المفرط للغدة الدرقية
  •  نقص الفيتامين د في الجسم، علماً أن الفيتامين د يساعد على امتصاص الكالسيوم في الجسم . لذلك عندما ينقص الفيتامين د يعجز الجسم عن امتصاص الكميات اللازمة من الكالسيوم للوقاية من الترقق. أما نقص الفيتامين د فقد ينتج عن خلل في قدرة المعي على امتصاص المكونات الغذائية بسبب مشكلة معين  كمرض سيلياك.
  • بعض الأدوية قد تسبب ترقق العظام

- من هي المرأة التي تعتبر أكثر عرضة لترقق العظام ويجب أن تخضع لفحص كثافة العظام؟
يجب أن تخضع لفحص كثافة العظام المرأة التي تعتبر أكثر عرضة لترقق العظام وذلك في الحالات الآتية:

  • إذا كانت دون سن ٦٥ سنة ولديها أي من عوامل الخطر المرتبطة بترقق العظام
  • إذا كانت في سن ٦٥ سنة وما فوق
  • إذا كانت في مرحلة انقطاع الطمث وتعرّضت لكسور
  • تعاني مشكلة صحية مرتبطة بترقق العظام
  • إذا كانت تنوي اتباع علاج يتطلب إجراء فحص لكثافة العظام.

- كيف يعالج ترقق العظام؟
يهدف علاج ترقق العظام إلى الوقاية من الكسور ووقف تراجع كثافة العظام والعمل على زيادتها وزيادة صلابة العظام. ورغم أن الكشف المبكر والعلاج المناسب في الوقت المناسب يخففان إلى حد كبير خطر التعرّض لكسور في المستقبل، لا تتوافر علاجات لترقق العظام قادرة على القضاء نهائياً على المرض، وبالتالي فلا تعتبر علاجات نهائية . لذلك تعتبر الوقاية بأهمية العلاج، لا بل أهم.

- ما هي سبل الوقاية من ترقق العظام؟
ترتبط سبل الوقاية من ترقق العظام بنمط الحياة ككل، وأهمها:

  • تغييرات في نمط الحياة كالإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كمية كافية من الكالسيوم والفيتامين د.
  •  تناول أدوية توقف نقص كثافة العظام وتزيد صلابة العظام

- ما مدى أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة إلى ترقق العظام؟
للرياضة فوائد عدة وإن لم تساعد على زيادة كثافة العظام بطريقة مباشرة، إذ تخفف ممارسة الرياضة خطر السقوط كونها تساعد على تقوية العضلات. وينصح الأطباء بالمشي يومياً نظراً لفوائده.

- ألا تشكل ممارسة الرياضة خطراً على من يعاني ترقق العظام؟
من الضروري تجنب الرياضة التي فيها خطر السقوط أو التي يمكن التعرّض فيها لإصابات لأن العظام تكون ضعيفة ومن الأفضل تجنب تعرّضها لكسور. كذلك بالنسبة إلى المرضى الذين يعانون أمراضاً في القلب أو بدانة أو سكري أو ارتفاعاً في ضغط الدم ، إذ يجب أن يخضعوا لمراقبة طبية دقيقة في حال ممارسة الرياضة. كذلك لا ينصح بالرياضة التي تتطلب مستويات عالية من الجهد لأنها قد لا تكون صحية للعظام. كما أن سباقات الماراثون في سن مبكرة والتي تؤدي إلى خفض الوزن وانقطاع الدورة الشهرية، قد تساهم في الإصابة بالترقق.

- كيف يؤثر التدخين في صلابة العظام؟
يساهم تدخين علبة سجائر في اليوم في خسارة نسبة ٥ إلى ١٠ في المئة من كثافة العظام، خصوصاً أن التدخين يخفض معدلات الأستروجين في الجسم مما يؤدي إلى خفض كثافة العظام قبل بلوغ مرحلة انقطاع الطمث. حتى أن التدخين قد يؤدي إلى انقطاع الطمث في مرحلة مبكرة.

- ما أهمية الفيتامين د للعظام؟
كما هي أهمية الكالسيوم للعظام يعتبر مخزون الجسم من الفيتامين «د» ضرورياً للحفاظ على صلابة العظام وكثافتها. لكن في الوقت نفسه، لا يعتبر تناول الكالسيوم والفيتامين «د» كافياً وحده لمعالجة ترقق العظام. لذلك من الضروري إعطاءهما مع علاجات أخرى. أما أهمية الفيتامين «د» ففي جوانب عدة :

  •  يساعد على امتصاص الكالسيوم في الأمعاء
  •  يؤدي النقص في الفيتامين«د» إلى خلل في العظام  يسبب ضعفها ويزيد خطر الكسور فيها.
  •  الحصول على الفيتامين «د» مع كميات كافية من الكالسيوم يزيد كثافة العظام لدى النساء في مرحلة متقدمة من مرحلة انقطاع الطمث.

وتجدر الإشارة إلى انه يمكن الحصول على الفيتامين«د» من البشرة ومن الغذاء. إذ أن إنتاج الفيتامين«د» في الجسم يرتبط بالتعرّض لأشعة الشمس. أما في حال عدم الحصول على كميات كافية من الفيتامين «د» فينصح بتناول مكملات الفيتامين«د». لكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون ترقق العظام فينصح بمضاعفة كمية الفيتامين «د» التي يحصلون عليها.


ترقق العظام في حقائق ومعلومات

  •  الترقق حالة تكون فيها العظام ضعيفة مما  يجعل المريض أكثر عرضة للكسور
  •  ترقق العظام يضعف العظام ويزيد خطر تكسّرها
  •  تتراجع كثافة العظام بعد سن ال ٣٥ وتنخفض بسرعة أكبر بعد انقطاع الطمث
  • ثمة عوامل خطر عدة تساهم في الإصابة بترقق العظام وهي العوامل الجينية وقلة ممارسة الرياضة ونقص الكالسيوم في الجسم والفيتامين «د» وتعرّض الشخص سابقاً للكسور والتدخين والانخفاض المفرط في الوزن ووجود حالات ترقق في العائلة
  •  لا تظهر أعراض للترقق حتى التعرّض لكسور في العظام
  • يمكن التشخيص بأشعة إكس وتأكيده من خلال فحوص كثافة العظام
  •  يرافق العلاج بالأدوية إجراءات معينة وتغييرات في نمط الحياة كالإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة المناسبة والحصول على كميات كافية من الكالسيوم والفيتامين«د».