ارتفاع ضغط الدم مرض خطير وصامت والكل مهدد

إرتفاع ضغط الدم, مرض السرطان, علاج, الأعراض, أمراض / مشاكل القلب, البروفسور عادل برباري, البروفسور رولان كساب, أمراض الكلى, الوقاية من أمراض القلب والشرايين

10 يوليو 2009

ارتفاع ضغط الدم مشكلة لا يمكن الاستهانة بها، خصوصاً أنها حالة غالباً ما تكون صامتة ولا تظهر أعراض لها. ومجرد ظهور الأعراض دليل على خطورة الوضع. علماً أن الضغط يرتفع مع التقدّم في السن بدليل أن نسبة الذين تخطوا سن 65 سنة ويعانون ارتفاعاً في ضغط الدم تصل إلى 70 أو 80 في المئة،مما يتطلب مراقبة دقيقة تجنباً للمضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عنه. وتنتشر حالات ارتفاع ضغط الدم أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة في المنطقة العربية نظراً لقلة الحركة والنظام الغذائي غير الصحي الغني بالدهون والملح. البروفسور اللبناني عادل برباري رئيس قسم الكلى وارتفاع ضغط الدم في الجامعة الأميركية في بيروت والبروفسور رولان كساب رئيس قسم أمراض القلب في جامعة القديس يوسف في بيروت تحدّثا تفصيلاً عن هذه الحالة الخطيرة التي قد يواجهها أي كان مع ما قد ينتج عنها من مضاعفات.

-  كيف يمكن التعريف بضغط الدم؟
لدى كل منا ضغط دم وهو عبارة عن قوة الدم المواجهة لجدران الشرايين. الرقم العلوي في ضغط الدم هو مستوى الانقباض Systolic أما الرقم السفلي فهو مستوى الانبساط Diastolic لدى سكون القلب.

 - ما الأخطر ارتفاع الضغط الانبساطي أم الانقباضي؟
يعتبر ارتفاع الضغط الانقباضي أخطر نظراً للمضاعفات التي قد تنتج عنه.

- هل يبقى مستوى ضغط الدم نفسه في مختلف مراحل العمر؟
يرتفع مستوى ضغط الدم الانقباضي لدى المسنين بسبب تصلّب الشرايين لديهم. وبشكل عام مع التقدم في السن يرتفع ضغط الدم.

- ما معدل ضغط الدم الطبيعي؟
عندما يكون ضغط الدم بمستوى 12/8 يعتبر جيداً لكن يعتبر مرتفعاً إذا كان 14/8. أما عند مرضى السكري والكلى فيعتبر الضغط مرتفعاً إذا كان 13/8.  ولا بد من الإشارة إلى أنه ليس ضرورياً أن يكون ضغط الدم مرتفعاً جداً حتى يعالج ويعطى اهتماماً خاصاً، إذ أن معظم الأشخاص الذين يعانون مشكلات ناتجة عن ارتفاع الضغط، يراوح مستوى الضغط لديهم بين 14 و16.

- من يعتبر أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم؟
ارتفاع ضغط الدم مشكلة شائعة قد يواجهها أي كان سواء كان رجلاً أو امرأة، صغيراً في السن أو في سن متقدمة. لكن تزيد نسبة ارتفاع ضغط الدم مع التقدم في السن. لذلك يعتبر الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم . ففيما لا تتجاوز نسبة الإصابة به 2%لدى الشباب، تراوح النسبة بين 70 و80 %لدى الكبار في السن. لكن من المتوقع أن تتزايد نسبة ارتفاع ضغط الدم بين المراهقين بسبب قلة النشاط الجسدي وارتفاع نسبة البدانة وسوء النظام الغذائي.

- ما أهم مسببات ارتفاع ضغط الدم؟
هناك عوامل عدة تساهم في ارتفاع ضغط الدم، منها ما يمكن التحكّم فيه وتجنبه ومنها ما لا يمكن تجنبه. أما أهم هذه المسببات فهي العامل الوراثي والبدانة وقلة النشاط الجسدي وعدم ممارسة الرياضة والتدخين والإفراط في تناول الملح. كما توجد حالات مرضية تساهم في ارتفاع ضغط الدم كالسكري والتهابات الكلى.

- ما مدى خطورة التدخين في ما يتعلّق بارتفاع ضغط الدم؟
الكل يعرف مضار التدخين على الصحة، لكن بشكل خاص يسبب التدخين نشافاً في الشرايين ويسبب النيكوتين زيادة دقات القلب لأن القلب يقوم بجهد إضافي ويرتفع ضغط الدم في الوقت نفسه ويبقى مرتفعاً لأكثر من ساعتين.

- كيف يمكن السيطرة على كمية الملح في الأكل لتجنب ارتفاع ضغط الدم؟
حتى الأشخاص الذين لا يعانون أي مشكلة صحية، يجب أن يقللوا من تناول الملح . فالجسم لا يحتاج لأكثر من نصف غرام من الملح في اليوم ويمكن الحصول على هذه الكمية دون إضافة الملح إلى الطعام كونه موجوداً في معظم الأطعمة التي نتناولها. وفي ما يتعلّق بارتفاع ضغط الدم، يساعد التخفيف من تناول الملح في خفض ضغط الدم، خصوصاً لدى الأشخاص الذين يعانون البدانة والمسنين.

- ما أعراض ارتفاع ضغط الدم؟
غالباً ما لا تظهر أعراض لارتفاع ضغط الدم حتى يحذر المريض منه. لذلك يجب عدم انتظار ظهور الأعراض. من هنا أهمية قياس ضغط الدم بانتظام. أما من يشعر بأعراض واضحة فيكون مستوى ضغط الدم لديه مرتفعاً جداً. قد تظهر أعراض كألم الرأس والدوار، لكن في الوقت نفسه يمكن ألا تظهر أعراض.

- ما المضاعفات التي قد تنتج عن ارتفاع ضغط الدم؟
يعتبر ارتفاع ضغط الدم أهم مسبب للقصور في الكلى وللجلطة في الدماغ وانسداد شرايين الدماغ. كما قد يسبب ضعفاً في الذاكرة وخرفاً. وفي القلب يساهم ارتفاع ضغط الدم في زيادة خطر حصول تضخم في القلب وجفاف في الشرايين  والإصابة بذبحة القلبية. كما يصبح المريض أكثر عرضة لانسداد شرايين  القدمين وقد يتطلب ذلك البتر.

- هل من إجراءات معينة يمكن اتخاذها لتجنب ارتفاع ضغط الدم؟

ينصح بالحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة ووقف التدخين واتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون وخفض كمية الملح في الأكل للحد من الضرر الناتج عن ارتفاع ضغط الدم. لكن بالدرجة الأولى لا بد من اتباع علاج الضغط بانتظام. في الواقع، يجب أن يترافق العلاج مع تغيير في نمط الحياة .

- هل علاج ارتفاع ضغط الدم ضروري؟
صحيح أنه توجد إجراءات يمكن اتخاذها لتجنب مضاعفات ارتفاع ضغط الدم والأضرار الناتجة عنه، لكن لا بد من العلاج لأن الأشخاص الذين لا يعالجون هم عرضة للمضاعفات. أما الذين يعالجون فينخفض خطر إصابتهم بالفالج بنسبة 36 في المئة. وتجدر الإشارة إلى أنه من الضروري معالجة الأشخاص الذين يراوح مستوى الضغط لديهم بين 12 و14 ويعانون أمراضاً أخرى أو مشكلات صحية، في مرحلة مبكرة .

- ما مدى فاعلية علاج ارتفاع ضغط الدم؟
أهم ما في دواء الضغط فاعليته ليخفض ضغط الدم. كما يجب اختيار العلاج الذي له أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية. وتجدر الإشارة إلى أنه نادراً ما يعتمد دواء واحد لخفض مستوى ضغط الدم، بل هناك حاجة إلى أكثر من دواء. حتى أنه قد تكون هناك حاجة لوصف خمسة أنواع أو ستة.  لكن من الضروري أن يعرف المريض أن بعض الأدوية تتعارض مع بعضها ويجب أن يتم العلاج بإشراف الطبيب. كما أنه يجب قياس الضغط بانتظام في فترة العلاج للتأكد من التجاوب مع العلاج.

- ما طبيعة الأدوية التي توصف لمن يعاني ارتفاعاً في ضغط الدم؟
تعطى أدوية لخفض ضغط الدم في القلب وأدوية تزيل الماء في الجسم وأدوية تهدف إلى توسيع الشرايين. وتجدر الإشارة إلى أن قلائل هم الذين لا يتجاوبون مع العلاج، خصوصاً أنه توجد دائماً علاجات جديدة فاعلة تسمح بالحد من خطر حصول ذبحة قلبية وقصور في القلب ولها آثار إيجابية على الكلى.

- هل لكل أدوية الضغط آثار جانبية؟
توجد أدوية ضغط لا آثار جانبية لها وتخفض الضغط ويختار الطبيب عادةً تلك التي لها أقل قدر ممكن من الآثار الجانبية وهي في الوقت نفسه أكثر فاعلية.

- هل من شروط معينة لقياس الضغط؟
يجب قياس الضغط ضمن شروط معينة يكون فيها الشخص مرتاحاً وجالساً. كما أن قياس الضغط يتطلب وقتاً وتروياً ويجب عدم التسرّع في ذلك.

- هل يمكن الشفاء نهائياً بعد فترة من اتباع العلاج؟
عندما يرتفع ضغط الدم يصبح العلاج إلزامياً طوال الحياة. ولا يمكن اتباع العلاج بشكل موقت لأنه لا يمكن الشفاء نهائياً من ارتفاع ضغط الدم.