التهاب المفاصل الرثوي

علاج, الأعراض, التشخيص, إلتهاب المفاصل الرثوي, ضعف المناعة, العامل الوراثي

04 أغسطس 2009

 

كثر يعانون تيبساً عند النهوض من السرير في الصباح. قد ينتج ذلك عن تعب من اليوم الأسبق، لكن يمكن أن يكون السبب أكثر خطورة، خصوصاً إذا ترافق الجمود الصباحي والتيبس مع أعراض أخرى تميّز التهاب المفاصل الرثوي Rheumathoid Arthritis . ولا تقتصر خطورة التهاب المفاصل الرثوي على ذلك، ففي حال حصول عطل في المفصل لا يمكن العودة إلى الوراء وتصليحه. كما أن مضاعفات التهاب المفاصل الرثوي خطيرة، ولكن أظهرت الدراسات أن الكشف المبكر والعلاج في أولى مراحل المرض من شأنهما أن يحسّنا النتائج إلى حد كبير. ورغم أن العلاج قد يستمر فترة غير محددة أو سنوات، يبقى احتمال الشفاء موجوداً في بعض الحالات شرط المواظبة على العلاج والمراقبة الدقيقة لتطور المرض، كما يؤكد الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض المفاصل والروماتيزم عماد عثمان.

- ما هو التهاب المفاصل الرثوي؟
التهاب المفاصل الرثوي هو نوع من التهابات المفاصل التي تؤدي إلى تورّم وأوجاع فيها مع صعوبة في الحركة صباحاً.

- هل تحصل هذه الالتهابات في سن معينة؟
قد يحصل التهاب المفاصل الرثوي في أي سن من الأطفال إلى المتقدمين في السن.

- ما الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي؟
يؤدي التهاب المفاصل الرثوي إلى التهابات في المفاصل ينتج عنها ألم وتورم، خصوصاً في القدمين واليدين. كما يلاحظ المريض أن أوجاعه تصبح أكثر حدةً عندما يكون في وضعية الراحة ، خصوصاً ليلاً. كما يشعر بالجمود والتيبس الصباحي حيث يجد صعوبة في تحريك المفاصل . كما قد ترافق التهاب المفاصل الرثوي أعراض كالتعب وفقدان الشهية وارتفاع الحرارة وفقر الدم وظهور العقد الرثوية، وهي تكتلات نسيجية.

- ما الذي يميّز التهاب المفاصل الرثوي عن الروماتيزم؟
التهاب المفاصل الرثوي هو نوع من الروماتيزم لكن له خصائصه. ويتميّز بأن الأوجاع التي يشعر بها المريض تصيبه في الجهتين اليمنى واليسرى بشكل متوازن، خصوصاً في المفاصل الصغرى كأصابع اليدين.

- ما المفاصل التي يصيبها أكثر؟
يصيب التهاب المفاصل الرثوي أكثر مفاصل اليدين والقدمين، لكن مع تطوّره قد يصيب أي مفصل كالعمود الفقري والورك.

- هل من أسباب معينة للإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي؟
لا سبباً معيناً للإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي  فهو أحد أمراض المناعة  وينتج عن خلل في المناعة.

- هل يؤثر العامل الوراثي في الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي؟
تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي، حيث يلاحظ وجود  حالات عدة في العائلة الواحدة . في حال إصابة الأم أو الأب بالتهاب المفاصل الرثوي ترتفع احتمالات إصابة الأبناء.

- هل يصيب النساء أكثر أم الرجال؟
يصيب التهاب المفاصل الرثوي النساء أكثر من الرجال، خصوصاً في منتصف العمر.

- كيف يتطوّر المرض ؟
يتطوّر التهاب المفاصل الرثوي إلى تشوّه دائم في المفاصل وصولاً إلى عدم القدرة على استعمال المفصل بسبب التوائه والشلل فيه.

- هل تظهر الأعراض بسرعة من بداية الإصابة بالمرض؟
تظهر الأعراض تدريجاً ، لكن يجب أن تكون موجودة لمدة شهرين على الأقل حتى يتم تشخيص المرض.

- كيف يتم التشخيص ؟
يتم التشخيص سريرياً على أساس الأعراض التي يعانيها المريض. أما فحوص الدم فتؤكد تشخيص الطبيب.

- هل يلعب التقدم في السن دوراً في زيادة احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي؟
ليس للسن علاقة في الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي، فقد يصيب أياً كان في أي سن. لكن يمكن أن تزيد الأعطال الناتجة عنه إذا كان المريض متقدماً في السن.

- هل تترافق الأعراض مع مشكلات صحية أخرى؟
قد تظهر أعطال أخرى في العينين والكلى أو غيرها في الوقت نفسه كون التهاب المفاصل ينتج عن خلل في المناعة بحيث يمكن أن تحصل مشكلات أخرى بسبب هذا الخلل.

- هل يسمح العلاج بإزالة المشكلة نهائياً؟
أظهرت معظم الدراسات أن للتشخيص المبكر والعلاج المناسب تأثيراً مهماً في وقف تطوّر الحالات وتجنب الأعطال قبل حصولها. علماً أنه في حال حصول العطل في المفصل، لا يمكن العودة إلى الوراء وإعادته إلى طبيعته.  يجب أن يعرف المريض أن العلاج قد يستمر لسنوات أو لفترة غير محددة، لكن في النهاية ثمة احتمال للوصول إلى مرحلة الشفاء من المرض.

- ما العلاجات الفاعلة لالتهاب المفاصل الرثوي؟
هناك علاجات عدة لالتهاب المفاصل الرثوي كمسكنات الألم لكنها تخفف الألم بشكل موقت ولا توفر الحماية للعضل. أما العلاجات الأساسية فتسمح بحماية المفاصل من التشوه، وهي الأدوية التي تستعمل أيضاً لمعالجة الملاريا والسرطان. والنوع الثالث من الأدوية هي الأدوية البيولوجية التي تطوّرت وترتكز على فكرة أن بعض المواد تزيد نسبتها في الدم بشكل كبير في حال الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي وتسوء حالة المريض. أما الهدف من العلاج فهو الحد من زيادة هذه المواد بواسطة الأدوية للحد من الالتهابات.

- ما النصائح التي يمكن إسداؤها إلى المريض الذي يعاني التهاب المفاصل الرثوي؟

  • استشارة الطبيب الاختصاصي بانتظام للحصول على العلاج المناسب.
  •  المتابعة الدورية للعلاج مع الطبيب لأن الأدوية خطيرة.
  •  تناول الأدوية بانتظام.

- ما أهمية الرياضة للمريض الذي يعاني التهاب المفاصل الرثوي؟
تساعد الرياضة في الحفاظ على ليونة الجسم، خصوصاً أن مريض التهاب المفاصل الرثوي يميل عادةً إلى الركود وتجنب الحركة بسبب آلامه والتيبس الذي يعانيه. لذلك ينصح بممارسة تمارين رياضية خفيفة.

 

إلتهاب المفاصل الرثوي في حقائق

  •  يصيب التهاب المفاصل الرثوي حوالي ٠،٥ إلى ١ في المئة من الناس.
  •  التهاب المفاصل الرثوي مرض مزمن يتميز بفترات تسوء فيه الحالة وفترات أخرى تتحسّن فيها.
  •  تظهر أعراضه غالباً في جهتي الجسم اليمنى واليسرى.
  •  قد يظهر الضرر المفصلي في مرحلة مبكرة دون أن يترافق مع أعراض اخرى.
  •  يمكن إيجاد العامل الرثوي في الدم لدى نسبة ٨٠ في المئة من المرضى.
  •  يبدأ ظهور المرض عادةً بين سن ٤٠ و٥٠ سنة، لكن يمكن أن يصيب أي شخص في أي سن كانت.
  •  تعتبر المرأة أكثر عرضة بثلاث مرات من الرجل.
  •  تؤثر بعض الالتهابات والعوامل الوراثية والبيئية كالتدخين، سلباً في جهاز المناعة مما يزيد احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل الرثوي.
  •  تصيب أضرار مفصلية لا رجوع عنها نسبة ٧٠ في المئة من المرضى خلال سنتين من تشخيص المرض.

 

شهادة

استيقظت السيدة سهام طبّارة في يوم من الأيام لتشعر بعجز عن تحريك ركبتيها. خلال سنوات عدة خضعت إلى فحوص متعددة ومتنوعة لم تتمكن من كشف حالتها. حتى انها خضعت إلى فحوص للتأكد مما إذا كانت مصابة بالسرطان. لكن لم تتمكن أي فحوص من تحديد حالتها رغم انتقالها من طبيب إلى آخر حتى وصلت إلى الدكتور عماد عثمان الذي أجرى لها فحوصاً معينة تبيّن على أثرها أنها تعاني التهاب المفاصل الرثوي.
لكن هذا التشخيص جاء بعد سبع سنوات من المعاناة مع المرض وبعد أن كانت سهام قد أصبحت عاجزة تماماً عن الحراك.  في هذه المرحلة كانت قد أصبحت عاجزة عن تحريك مفاصلها بحيث أصبحت غير قادرة على النهوض من السرير. بدأت سهام تتبع علاجات قوية وبدأت حالتها تتحسّن بعد حصولها على علاج Remicade لكن سرعان ما رفض جسمها العلاج وأصبحت غير قادرة على تناوله مما ساهم في تراجع حالتها من جديد. لكن بعد فترة من الزمن بدأت تتبع علاج Mabthera الذي ساهم إلى حد كبير في تحسّن حالتها ولا تزال مستمرة في العلاج.
«لم أكن قادرة على رفع يدي لتسريح شعري حتى. الآن أنا قادرة على المشي. لا تزال الأوجاع موجودة لكن بدرجة أقل بكثير من السابق. كانت أوجاعي لا تحتمل. كنت أصرخ من الألم عندما أغسل يدي. صحيح أنه لا رجوع عن التشويه الذي حصل في مفاصلي ولا أنكر أني أستيقظ في أيام مع آلام قوية لكنها لا تزال أخف من السابق وأصبحت قادرة على تدبّر أموري بشكل أفضل. اليوم استيقظت مع تورّم في جسمي لكني قادرة على تحمّل الألم الذي أعانيه الآن. حركاتي أصبحت غير صحيحة بسبب تشوّه مفاصلي فلا أستطيع التحكّم بيدي بشكل صحيح. لذلك اعتمدت في منزلي أدوات مناسبة لحالتي فأصبح صبّور المياه بالضغط عندي وأستعمل ملعقة خاصة للأطفال عندما تكون حالتي سيئة وأعجز عن تحريك يدي بشكل صحيح. حالياً حتى في الأيام التي أشعر فيها أن حالتي جيدة لا تعتبر حالتي جيّدة بالنسبة لشخص طبيعي لا يعاني ما أعانيه. فأنا أستيقظ يومياً مع تيبس في مفاصلي. لا أستطيع الانحناء فقد تأخرت كثيراً حتى بدأت في اتباع العلاج وكان الأوان قد فات ولا يمكن تصحيح ما أُفسد ولا يمكن عندها الرجوع إلى الوراء لأن مفاصلي كلّها كانت قد أصيبت».
وتتحدث سهام عن المرحلة الأسوأ التي وصلت إليها في مرضها عندما كانت عاجزة عن رفع الغطاء ليلاً وكانت عاجزة عن الحراك تماماً وعن الأكل والشرب. وتعترف أنها فكرت يوماً بالانتحار وراحت تضرب رأسها بالحائط وسمعها ابنها وتخلّف عن الذهاب إلى المدرسة لعام كامل حتى لا يتركها وحدها خوفاً من تنفيذ وعدها بالانتحار.