عطر العود... أريج يغمرك بجاذبية الشرق الأثيرية

مي غلاييني 25 نوفمبر 2017

باتت اليوم عطور العود المترفة بأريجها الشرقي الغني والدافئ من أكثر العطور انتشاراً بين جميع الرجال، وخصوصاً الغربيين الذين يختارونها لأثرها المميز الذي تتركه على البشرة والإحساس الرائع بالأناقة والثقة في النفس عند التدثّر بها، بالإضافة إلى ثباتها طوال النهار. كل هذه الميّزات دفعت دور العطور الكبرى إلى استيراد العود الثمين واستخراج أندر العطور منه وأكثرها ترفاً وتخصيصها للرجل العصري الذي يسعى لإثبات أن النجاح والتميّز لا يلغيان الأناقة والجاذبية، بل إنهما يتماشيان مع بعضهما بعضاً.

العود في العطور

مع دأب دور العطور الكبرى خلال السنوات الماضية على اعتماد العود برائحته النفّاذة والمركّزة كأساس لعطورها الثمينة كونه من أغلى المكونات التي يمكن استخدامها في صناعة العطور، فإن الرجل الذي يختار عطر العود يجسّد تماماً قوة هذا العطر  وجاذبيته، فهو رجل غامض وكتوم ويحفظ في داخله أسراراً عن حياته الشخصية وحياة الآخرين، كما أنه واثق من نفسه ولا يحتاج الى إثبات أي شيء لأحد، خصوصاً أن العود يعبّر عن القوة الداخلية ويرتبط بشخصية الرجل الناجح الذي يدرك تماماً ما يميزه عن الآخرين. وما يميّز العود عن غيره من العطور هذا المكوّن الحسّي الذي يجعله فريداً من نوعه. وبصرف النظر عن حقيقة أن العود ذو جودة عالية وأكثر تكلفةً من الذهب، فهو يتمتع بأريج فوّاح يجعله يستقر في عمق تكوين العطر، مما يمنحه قدرة على الثبات الطويل على البشرة وتثبيت الروائح الأخرى عليها أيضاً، هذا إضافة إلى ارتباط رائحته المميزة بالشرق الأوسط، والتي بكل بساطة لا مثيل لها في عالم العطور الغربي.

● Tom Ford Oud Wood
● Yves Saint Laurent M7 Oud Absolu
● Versace Oud Noir
● Ralph Lauren   Polo Supreme Oud
● Giorgio Armani Armani/Privé Oud Royal
- Christian Dior Leather Oud
● Gucci Oud


ما هو العود؟

العود عبارة عن مادة داكنة اللون، تحتوي على دهون وزيوت طيّارة تكونت نتيجة إصابة النبات بأنواع من الفطريات، بعد تعرض سيقانها لجرح عميق، ويحدث ذلك إما طبيعياً من طريق حفر بعض أنواع الحشرات الساق وتشكيل أنفاق فيها، أو عبر إحداث جرح بآلة حادة، مما يدفع الحشرات الى حفر الأنفاق والممرات، ذلك من خلال تدمير بعض خلايا ساق النبات، وخصوصاً الأنسجة الغربالية المحتوية على المادة الغذائية (الكربوهيدرات)، فتسيل المادة الغذائية على جدران الأنفاق، مما يخلق بيئة مناسبة لنمو أنواع من الفطريات وانتشارها داخل الأنفاق، فيحدث تفاعل بين أنزيمات الفطريات يتحول إلى دهن عود أولي. هذه الأجزاء المصابة من النبات تُسمى "عود"، وتختلف جودتها باختلاف كمية الدهون الموجودة فيها.

ونحصل عادةً على أجود أنواع العود من الأشجار المعمّرة، والتي يراوح عمرها بين 70 و 150 سنة، على أن تكون الإصابة قد تطورت فيها منذ أكثر من 60 عاماً. ويُستخرج هذا المكوّن النادر، بعملية تُسمّى الحصاد والتقطيع، أي باقتلاع أشجار العود من جذورها في موسمَي الشتاء والجفاف، على يد خبراء متمرسين، وفصل الأجزاء المصابة عن تلك غير المصابة، وتنظيفها.