الإعلامية فاديا طويل

صحة المرأة, مرض السرطان, سرطان الثدي, تحاليل طبية, فاديا طويل, د. ناجي الصغير

24 أغسطس 2009

يعتبر سرطان الثدي ثاني أنواع السرطان الأكثر شيوعاً في العالم والسرطان الأكثر انتشاراً بين النساء. لم يعد مسموحاً أن تتهرّب المرأة التي تعاني أعراضاً معينة أو تشك بإصابتها بالمرض من استشارة الطبيب خوفاً من اكتشافه. فالكشف المبكر ينقذ حياتها ويساعدها في قهر المرض، أما الإهمال فسلاح تضعه بيد المرض حتى يقهرها. في المؤتمر الذي عقدته شركة روش Roche ضمن برنامجها لنشر الوعي حول سرطان الثدي، تحدث البروفيسور اللبناني الاختصاصي بالأورام السرطانية وأمراض الدم ناجي الصغير مشدداً على أهمية الكشف المبكر الذي يسمح بالشفاء التام بنسبة تفوق ٩٠ في المئة. 

 تحارب الإعلامية فاديا طويل المرض بشراسة منذ أن كانت في سن ٣٢ سنة. «في المرة الأولى لظهور المرض، لم يخبرني أحد بالحقيقة. فضّل من حولي عدم إخباري بحقيقة مرضي. لكني عرفت أني مصابة بالسرطان وطلبت من طفليّ أن يكونا قويين. أوّل ما عرفته عن مرضي هو أنه قاتل. منذ أن كنت في سن ٣٢ سنة أصبح المرض يشكل شريطاً في حياتي. مررت بمراحل صعبة، ففي الفترات التي كنت أشعر فيها بالتعب بسبب المرض كنت أشعر بأني نكرة.

 خفت في البداية لكن عندما فكرت في الموضوع قررت أن أتحلّى بالشجاعة وأن أقهره حتى لا يقهرني. وبعد سنوات، تمكنت من أن أهزم المرض، وكان من المفترض أن أتبع علاجاً خلال سنوات بعد الشفاء لتجنب عودة المرض والقضاء عليه نهائياً. لكن بعد ثلاث سنوات مللت من العلاج ومن آثاره الجانبية المزعجة فكان يسبب لي هبّات ساخنة وكآبة وتوتراً. كما كنت أنعزل عن الناس ثلاثة أيام متواصلة. قررت أن أوقفه نهائياً من تلقاء نفسي دون استشارة الطبيب. بعد فترة بدأت أشعر بأعراض الاختناق الليلي وبانقطاع النفس. تبيّن بعد فحوص أجريتها أن المرض عاد بورم في القفص الصدري وكانت حالتي أكثر صعوبةً مما كانت عليه في المرة الأولى. حالياً أتبع علاجاً يصيب الخلايا السرطانية لحصر المرض في موضعه وتجنب انتشاره. وبهذه الطريقة أتجنب مضاعفات العلاج الكيميائي. والآن أعيش حياةً عادية، ففي الصباح أحضّر فطور ابني وابنتي ثم أذهب إلى عملي في تلفزيون إم بي سي  MBC وبعد التصوير المباشر، اقصد مكتبي حيث أجلس لساعات للعمل.

 أنا مستمرة في رحلة الكفاح مع المرض لأتغلّب عليه مرةً أخرى وأخيرة. وعندي أمل كبير برؤية أحفادي في المستقبل. وأود أن أقول لكل مريض أن المريض وحده يؤمن السعادة لنفسه. صحيح أن ولديّ يخشيان فكرة فقداني وصحيح أن المحيط يلعب دوراً في مساعدة المريض ودعمه في محنته، لكن يمكن أن تأتي لحظات لا يجد المريض فيها أحد إلى جانبه فيما يكون بأمس الحاجة إلى المساندة. إحساس الشفقة موجود لدى المحيطين، لكن لا يمكن لأحد  أن يشعر بما أشعر به. القناعة والعزيمة هما الأساس للمريض في حربه مع المرض. كنت في مرحلة صعبة من المرض وكان قد تساقط شعري تماماً عندما ظهرت على الشاشة وقدّمت برنامجي بعدما وضعت رموشاً صناعية ورسمت حاجبيّ. ولا أزال حتى الآن متفائلة جداً بالمستقبل. وقد جعلني المرض أحب الحياة أكثر وأكتشف جمالها، فصرت أتمسّك بكل لحظة من حياتي».

أصعب اللحظات في المرض عاشتها فاديا عندما رأت 13 امرأة في عائلتها يفارقن الحياة جراء المرض. لكن اللحظة الأكثر صعوبة كانت عندما فقدت ابنة خالتها التي خاضت معها تجربة المرض من بدايته وكانت مسيرتهما معاً، فرأتها تسقط منذ سنتين.

الوراثة تلعب دوراً أساسياً في ظهور المرض في عائلة فاديا، لذلك تصر على أن تخضع ابنتها من سن ال ١٨ للفحوص اللازمة، وتدعو الآن كل امرأة تشعر بأعراض كتلك التي مرّت بها كالهبات الساخنة والتأخير الكبير في الدورة الشهرية، إلى استشارة الطبيب قبل فوات الأوان.

الجانب الطبي

أكد البروفسور اللبناني الاختصاصي في الأورام السرطانية وأمراض الدم في الجامعة الأميركية في بيروت ناجي الصغير أن نسبة الشفاء التام لدى المرأة التي يتم تشخيص سرطان الثدي لديها في مرحلة مبكرة تفوق ٩٠ في المئة، خصوصاً مع تطوّر العلاجات المتوافرة. كما تحدث عن التفاصيل المتعلّقة بالمرض وعن آخر العلاجات المتوافرة.

- ما أنواع سرطان الثدي؟
هناك أنواع عدة من سرطان الثدي أهمها:

  •   السرطان القنوي وهو الأكثر شيوعاً ويبدأ في القنوات التي توصل الحليب إلى الحلمة ويعرف عندها باسم Ductal Carcinoma أو في الغدد المدرّة للحليب ويعرف في هذه الحالة باسم Lobular Carcinoma.
  •  سرطان الثدي الثابت In situ noninvasive وهو السرطان الذي تبقى فيه الخلايا في موضعها الأساسي. وبالتالي في هذه الحالة لا تنتقل الخلايا السرطانية إلى نسيج الثدي حول القناة أو الفصيص.
  •  سرطان الثدي الغازي أو الارتشاحي الذي يمتد إلى خارج الغشاء الذي يغلّف القناة أو الفصيص ويهاجم الأنسجة المجاورة. كما قد تنتقل الخلايا السرطانية إلى مواضع أخرى في الجسم كالغدد اللمفاوية.
  • أما الأنواع غير العادية من سرطان الثدي فتشمل سرطان الثدي الالتهابي Inflammatory breast cancer والورم الورقي الشكل Phyllodes tumour وسرطان الأوعية Angiosarcoma وسرطان العظام Osteosarcoma وسرطان الثدي الحؤولي metaplastic وسرطان الثدي الكيسي Adenoid Cystic carcinoma ومرض باجيت الثديي Paget-s disease of the breast.

- كيف تحدد درجة المرض؟
إذا كان السرطان من النوع الذي يغزو، توضع درجة من ١ إلى ٣ بحسب مستوى التشابه بين الخلايا الموجودة في عيّنة النسيج وبين خلايا نسيج الثدي الطبيعي. وعلى هذا الأساس يحدّد العلاج المعتمد. علماً انه في الدرجة الأولى يكون شكل الخلايا طبيعياً، وفي الدرجة الثانية تكون غير طبيعية بنسبة معيّنة. أما في الدرجة الثالثة فتكون الخلايا قد فقدت بنيتها الصحيحة ووظيفتها.

- ما الذي قد يدعو المرأة للشك باحتمال إصابتها بالمر؟
أهم أعراض سرطان الثدي هي:

  •  ظهور ورمٍ أو تخثّر في الثدي، علماً أن معظم أورام الثدي لا تكون سرطانية.
  •  ورم صلب ينمو في الثدي أو تحت الإبط وهو غير مؤلم عادةً ويظهر في جهة واحدة.
  •  تغيّر في حجم الثدي أو شكله.
  •  تغيّرات في البشرة من ناحية الملمس كالتجعّد فيها أو من ناحية اللون حيث يظهر احمراراً فيه.
  •  تغيّرات في الحلمة كانقلابها أو إفراز مادة غريبة منها أو طفح جلدي فيها أو حولها.

- هل من أسباب معينة تؤدي إلى الإصابة بالسرطان؟
حتى الآن لا تزال أسباب الإصابة بسرطان الثدي غير واضحة، وثمة عوامل خطر تساهم في زيادة احتمال الإصابة بالمرض كالسن ووجود حالات في العائلة والبلوغ المبكر وإنجاب عدد متدنٍ من الأطفال والحمل للمرة الأولى في سن متأخرة وانقطاع الطمث في سن متأخرة  والتعرّض للهرمونات كما في حال تناول حبوب منع الحمل. لكن يبقى عامل الخطر الأكثر تأثيراً التقدّم في السن.

- على أي أساس يتم تحديد العلاج المناسب؟
يتم تحديد العلاج على أساس المستقبلات الهرمونية المرتبطة بالمرض. علماً أن المستقبلة Receptor هي بروتين على الجزء الخارجي من الخلية يمكنها التعلّق بمواد كيميائية  أو هرمونات أو أدوية معينة تنتقل في الدم. ولخلايا الثدي الطبيعية وبعض خلايا الثدي السرطانية متقبلات تتعلّق بهرموني أستروجين وبروجيسترون التي تعطي إشارة لتطلق نمو الخلايا. مع الإشارة إلى أن نوع سرطان الثدي قد يكون إيجابي مستقبلات الهرمون HR-Positive أو سلبي مستقبلات الهرمون  HR-negative . أما العلاجات التي تعيق الهرمون فيمكن أن تبطئ نمو السرطان، علماً أن السرطان الإيجابي مستقبلات الهرمون يتطوّر ببطء أكثر من السرطان السلبي مستقبلات الهرمون.

 سرطان الثدي في حقائق

  •  يحتل سرطان الثدي المرتبة الثانية بين مختلف أنواع السرطان الأكثر شيوعاً في العالم.
  •  سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء.
  • تشكل نسبة الإصابة بسرطان الثدي  ٣٨،٢٪ من مختلف الإصابات السرطانية لدى النساء.
  •  تتجاوز معدلات العيش لخمس سنوات نسبة ٧٠٪ في معظم البلدان المتقدّمة
  • نسبة ٥٠ في المئة من النساء اللواتي تم تشخيص سرطان الثدي لديهن هن دون سن الخمسين.
  •  تسجّل سنوياً ٥٤٨ حالة وفاة جراء الإصابة بسرطان الثدي في العالم.
  • تراجع معدّل الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي من سنة ١٩٩٠ حتى اليوم.