عبدالمحسن النمر: لو تجمعت الكفاءات السعودية "لكسرنا الدنيا"

24 نوفمبر 2017

ظهر نجم الدراما الخليجية عبدالمحسن النمر كوميدياً خالصاً تقريباً، على منصة منتدى الثلثاء الثقافي الذي عقد أخيراً، إذ نجح النمر في إظهار ملكة كوميدية ارتجالية في سرد تجربته الفنية الممتدة (39 عاماً)، وفي إجاباته الدقيقة على أسئلة الجمهور. وأكد النمر على امتلاك المجتمع السعودي العديد من الطاقات الجبارة المخزونة، قائلاً بكل ثقة: «لو تجمع الكتاب والمخرجون والممثلون والمنتجون (كسرنا الدنيا)»، مشدداً على جاهزية أهل الفن للمرحلة الجديدة.

وقال في الأمسية التي أدارها المسرحي عباس الحايك وحضرها جمع غفير من المختصين والمهتمين بالفن، إضافة إلى الوجوه الشابة التي تطمح للانضمام للفن الدرامي، إن الدراما بعيدة من ملامسة الواقع بسبب افتقادها إلى كتاب متخصصين وليسوا مجتهدين. ورأى النمر أن غالبية الإنتاج الدرامي الخليجي لا يعدو كونه «مادة استهلاكية»، مشدداً على أن كتابة السيناريو هي مشكلة خليجية تحتاج إلى تخصص أكاديمي وعدم الاقتصار على الموهبة فقط. وعبر عن خشيته من تجرد الفن من معانيه وقيمه التي تحمل التوثيق والفكر والذاكرة، واختصاره على مجرد ترفيه، وأشاد بقدرة بعض المخرجين في إطلاق وتوجيه طاقات الممثل، لافتاً إلى تجنبه الوقوع في مآزق عدم وعي المخرج لطاقات الممثل وذلك بدقة اختياره للأدوار، ورأى النمر في الأمسية التي شهدت تفاعلاً من الحضور، ضرورة صدور التقويم الفني من أشخاص مختصين، والبعد عن التقويم الانفعالي، نافياً دور الدراما في طرح الحلول أو معالجتها أو توجيه الفكر إلى السلوك الصحيح. وقال النمر إن الدراما تسلط الضوء بصدق ووضوح على مشكلات المجتمع، مشيراً إلى أن هذا الضوء قد يسبب للبعض «صدمة بسبب خوفه من التعرية».

وفي جوابه عمن يقول إن الممثل يتأثر بالأدوار التي يتقمصها، أكد أن الممثل الواعي «يعرف كيف يمتص الحالة ثم يفرغها من خلال المشهد التمثيلي، ويتخلص منها»، متهماًَ من لا يتخلص منها بـ«المريض النفسي».

وعن تجربة الإنتاج، أوضح أن الممثل يلجأ إلى إنشاء مؤسسة إنتاج شخصية لبحثه عن فرصة تمثيل يحاول أن يخلقها لنفسه من خلال المؤسسة، أو أنه يلجأ لها من باب التجارة والمكسب، مشيراً إلى امتلاكه مؤسسة دار النجوم للإنتاج الفني. واسترجع النمر ذكريات استقالته، وجرأة خياره بترك الوظيفة، قائلاً: «كنت أمام خيار أكون أو لا أكون». ونفى ما يقال عنه إنه خليفة الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، مشيداً بأن الراحل، (أبوعدنان) يمتلك كاريزما شخصية عالية جداً وصدق حقيقي وإدارة شخصية لموهبته.

ورد على اتهام أن الدراما الخليجية تصيب بالغم، قال إن «الممثل الضعيف يلجأ للبكاء إذا شعر بالتورط في تأدية إي انفعالات»، مشيداً بأهالي القطيف، إذ قال إن الفن متشبع في أهالي القطيف، موجهاً عتابه إلى المنتجين فيها لعدم تمويل الأعمال التي توثق تاريخ القطيف. ودعا الشباب الراغبين في خوض غمار الفن إلى التضحية، وتقديم التنازلات بدلاً من البحث عن النجومية.

نقلاً عن الشقيقة "الحياة"