وهل يموت الإبداع؟

فاديا فهد 29 نوفمبر 2017

يوحي لنا الموت، أن لكلّ شيء نهاية. وتوحي السوشيل ميديا أن كلّ ما عدا التراند Trend، هو الهامش والنسيان. لكنّ الإبداع لا يعترف بهذا، ولا بذاك. الإبداع يدخل التاريخ، ويغيّره، ويضيف إليه لمساته الخاصّة، يحوّل مساراته الفنّية ويترك بصمة حيثما حلّ. في الرسم والنحت والموسيقى والشعر، كما في الأزياء، لا عمر للعطاء الفنّي. غياب المصمّم التونسي عزّ الدين علية الذي طبع موضة الثمانينيات بأسلوبه العصري، لا يجعله خارج دائرة الضوء. الرجل الذي كان حريصاً على إبقاء تاريخ ميلاده طيّ الكتمان، ظلّ يُغني الموضة المعاصرة بتصاميمه، حتى المجموعة الأخيرة التي قدّمها في تموز/ يوليو الماضي عن عمر يناهز 77 عاماً. لا عمر للإبداع. ثمّة خيط ينسجه كلّ مبدع في لوحة الحضارة البشرية، لتكتمل الصورة مع السنين والعقود، للأجيال القادمة. 


نسائم

يهطلُ المطر بغزارة فيغسلنا

وأحزاناً تكتنزها أعماقنا.

يغسلُ بقايا الوقت فينا

ويجرّدنا من أحلام تُكبّلنا.

مثلُ قطار  يسير الى ذواتنا الضائعة

... ونعود طفلين يلهوان بلا وجع، تحت المطر.