سرطان الثدي في حقائق ومعلومات جديدة

مرض السرطان, سرطان الثدي, يوم المرأة العالمي, الغذاء, الرضاعة الطبيعية, عملية جراحية, الغذاء الصحي, حقائق, التعايش مع المرض, العامل الوراثي, خطورة, حبوب منع الحمل, الجنين, استئصال الثدي, علاج كيميائي, إنقطاع الطمث أو الدورة الشهرية, المرأة الحامل, مر

06 أكتوبر 2009

مهما أكثرنا من الحديث عن سرطان الثدي، نبقى مقصّرين في إعطاء هذا المرض حقّه من الحذر، لا بسبب خطورته فحسب  بل بسبب قلّة الوعي في مجتمعاتنا حول هذا الموضوع. فالبرغم من كثرة حملات التوعية والتشديد على أهمية التشخيص المبكر، نلاحظ أن الإهمال يبقى موجوداً، إما بسبب الخوف من اكتشاف المرض أو لعدم إدراك أهميته وخطورته، و في كل الحالات فان واجب التوعية لا يمكن إهماله، لعلّ الرسالة تصل إلى أكبر قدر ممكن من النساء. ولأن الجهل في هذا الموضوع قد يلعب دوراً أيضاً في التأخر في كشف المرض، تطرح أسئلة لا نهاية لها عن سرطان الثدي، وتكثر المعلومات التي تبحث عنها المرأة في هذا الموضوع. الطبيب اللبناني رئيس الجمعية اللبنانية للجراحة النسائية والتوليد الدكتور عبدالله عدره أجاب على أسئلة كثيرة قد تطرحينها سيدتي لتعرفي المرض بشكل أفضل وتحاربيه بكل الوسائل الممكنة.

- هل من أنواع معينة من سرطان الثدي تشفى وأخرى لا تشفى أم أن مرحلة المرض وحدها هي المعيار؟
بشكل عام المعيار الأساسي في تحديد احتمال الشفاء هو مرحلة المرض. لكن توجد أنواع معينة من سرطان الثدي يكون احتمال الشفاء فيها أقل من غيرها. وبالتالي يصل احتمال الشفاء إلى نسبة مرتفعة جدا في حال كشف المرض في مرحلة مبكرة، غير ان نوع سرطان الثدي يلعب دوراً في ذلك أيضاً.

أهمية مراحل المرض

- كيف يتطور المرض في مراحله الأربع؟
يبدأ المرض بتكاثر في الخلايا السرطانية وتلك هي المرحلة الأولى من المرض وتقتصر على ذلك. وفي هذه المرحلة لا يمكن  للتشخيص السريري أن يكشف المرض وهنا تبرز أهمية الصورة الشعاعية للثدي (Mammography). وإذا تحوّل الورم إلى كتلة في الثدي تكبر تدريجاً لتبلغ المرحلة الثانية وقد تنتقل إلى الغدد اللمفاوية ويكون المرض قد أصبح حينها في المرحلة الثالثة. وعندما ينتشر المرض إلى خارج الثدي إلى العظام والرئتين والكبد يكون قد وصل الى المرحلة الرابعة.

امكانية التعايش وتفادي الألم

 - هل انتشار المرض يعني عدم إمكان الشفاء نهائياً؟
لا شك أن انتشار المرض إلى الكبد أو العظام أو الرئتين يقلل احتمال الشفاء. لكن العلاجات الحالية فاعلة وأصبحت قادرة على شفاء حالات معينة حتى في حال انتشار المرض. وأصبح من الممكن السيطرة على حالات معينة لسنوات طويلة حتى في حال بلوغ المرض مراحل متقدمة. حتى أن المريضة يمكن أن تعيش بنوعية حياة جيدة رغم اتباعها العلاج.  العلاج المتوافر حالياً يسمح بالسيطرة على المرض وبالحد من انتشاره، هذا فيما تعيش المرأة بنوعية حياة جيدة لا تتألم فيها.

- هل الصورة الشعاعية وحدها تؤكد ما إذا كان الورم حميداً أو خبيثاً؟
لا تحدد الصورة الشعاعية وحدها (Mammography) ما إذا كان الورم خبيثاً أم لا، علما أن هناك بعض الإشارات الشعاعية التي تزيد الشك في ورم خبيث. وفي بعض الأحيان، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء صورة صوتية (Echography) لتشخص الحالة بشكل أفضل. كما أن التشخيص النهائي يتم بفحص الأنسجة من خلال خزعة. لكن في نسبة كبيرة من الحالات، يظهر من خلال الصورة الشعاعية والصورة الصوتية أن الورم حميد. 

إمكانية كمون المرض من غير أعراض

- هل تظهر أعراض دائماً في حال الإصابة بالسرطان ؟
ليس ضرورياً أن تظهر أعراض للمرض. وبالنسبة إلى الألم، توجد أنواع من السرطان تسبب ألماً وتسبب احمراراً في الموضع المصاب وأنواع أخرى لا تسبب ألماً. لكن بشكل عام لا يسبب الورم السرطاني ألماً.

- هل تظهر الأعراض فقط في حال بلوغ المرض مرحلة متقدمة؟
لا يمكن الاتكال على الأعراض لكشف المرض. فحتى في مراحل متقدمة من المرض قد لا تظهر أي أعراض فلا تعرف المريضة أنها مصابة. الأعراض ليست القاعدة لتشخيص المرض، بل يجب كشفه قبل أن تظهر أعراضه.

العوامل المسببة لم تزل مجهولة غير ان العامل الوراثي مؤثر

- هل العامل الوراثي هو العامل المسبب الأول لسرطان الثدي؟
لا يمكن التحدث عن عامل مسبب للسرطان، ولا يعرف حتى الآن السبب الأساسي للإصابة بالسرطان. لكن ما هو مؤكد أن العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً في الإصابة وله أهمية كبرى كونه يزيد استعداد الإصابة بالمرض. حتى أنه حالياً يتوافر فحص دم يجرى في حال وجود حالات في العائلة، ويظهر في الفحص الجيني ما إذا كان يوجد استعداد للإصابة بالمرض. لكنه لا يجرى إلا في حال وجود حالات في العائلة، فيعتبر الشخص عندها عرضة للمرض. من هنا الحاجة لإجراء الفحص للتأكد. لكن لا بد من الإشارة إلى انه ليس كل من يظهر انه عرضة للإصابة يصاب حكماً بالمرض، لأن عوامل أخرى خارجية تلعب دوراً أيضاً في الإصابة. وهذه العوامل ترتبط بنمط الحياة . وبالتالي يزيد العامل الوراثي خطر الإصابة لكنه ليس المسبب الأول وهناك عوامل أخرى تؤثر.

- هل يمكن أن تتحوّل الأورام الحميدة إلى خبيثة؟
احتمال تحوّل الأورام الحميدة إلى خبيثة ضعيف جدا وليس هناك صلة تحول ثابتة  . فقد تظهر أورام في سن المراهقة أو في سن متقدمة. لكن الأورام التي تظهر في سن صغيرة تكون حميدة حكماً.  وفي سن معينة قد يتم استئصال أورام للتأكد ما إذا كانت حميدة وذلك لاعتبارات عدة. لكن تجدر الإشارة الى أن السرطان يظهر غالباً دون سابق إنذار فلا تكون له سوابق أو أورام تكون حميدة وتتحوّل إلى خبيثة.

- هل من عوامل مسببة يمكن التحكّم بها للحد من خطر الإصابة بالسرطان؟
لا يمكن القول بوجود عوامل يمكن التحكّم بها لتجنب الإصابة بالمرض. لكن توجد علاقة لنمط الحياة في زيادة احتمال الإصابة لمن يعتبر عرضة له. كما أن سن الإنجاب تؤثر في ذلك حيث ينصح بعدم تأخير سن الإنجاب. والمهم ذكره أن الإرضاع يساهم في الحد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وقد تبيّن أن الرضاعة لا تحمي الأم فحسب بل تحمي الرضيعة أيضاً من الإصابة بسرطان الثدي لاحقاً في حياتها. كما أن الولادات المتكررة تحمي المرأة من خطر الإصابة بسرطان الثدي لأن المبيض يرتاح في كل مرة تحمل فيها، خصوصاً أن الهرمونات تلعب دوراً في الإصابة. هذا إضافةً إلى التدخين الذي يلعب دوراً في الإصابة بسرطان الثدي. والسمنة أيضاً تؤثر في ذلك حيث تبيّن أن السيدات اللواتي يعانين زيادةً في الوزن هن أكثر عرضة للإصابة.

- هل الإصابة في سن مبكرة يعتبر أكثر خطورة ويقلل فرص الشفاء؟
هذا صحيح، لأنه غالباً ما يتم اكتشاف السرطان قبل سن الأربعين فيما يكون قد بلغ مرحلة ثانية أو أكثر ولا يكتشف في بداياته. أما المرأة بعد سن الأربعين فيزيد احتمال اكتشاف السرطان لديها في مرحلة مبكرة. كما أن تقدّم سرطان الثدي قبل سن الأربعين يكون سريعاً وتتكاثر الخلايا السرطانية بسرعة كبيرة وهذا ما يزيد خطورته ويجعل علاجه أكثر صعوبةً. فإذا اكتشفت سيدة في سن الأربعين بسرطان الثدي وهو في مرحلة ثانية وأخرى في سن الستين وكان المرض في المرحلة نفسها لديها، يكون احتمال الشفاء أكبر لدى المرأة الأكبر سناً . بشكل عام عند الإصابة بالمرض قبل سن انقطاع الطمث تقل فرص الشفاء.

- هل يلعب الغذاء دوراً في الإصابة؟
دور الغذاء في سرطان الثدي لم يثبت علمياً ودوره ليس واضحاً. لكن بشكل عام ينصح بالتخفيف من تناول الدهون الحيوانية .

- ما المسبب الأول لسرطان الثدي؟
لا يعرف حتى الآن المسبب الرئيسي. لكن يبقى دور العامل الوراثي مهماً إلى جانب تأثير  نمط الحياة.

- هل صحيح أن العلاج البديل للهرمونات يؤثر في زيادة احتمال الإصابة؟ ما الحل بعد انقطاع الطمث؟
يعطى العلاج البديل للهرمونات للمرأة بعد سن انقطاع الطمث للسيطرة على الأعراض الناتجة عن نقص هرمون الأستروجين التي تزعجها في حياتها. وقد تستمر هذه الأعراض من أشهر إلى سنتين عموما. أما العلاج البديل للهرمونات فيزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي بعد خمس سنوات على الأقل، وهذه المدة تستوجبها الحالات الاستثنائية. وبالتالي لا يؤدي العلاج البديل للهرمونات، الذي يعطى للمرأة لمدة سنة أو سنتين للحد من أعراض انقطاع الطمث، الى زيادة في احتمال الاصابة بسرطان الثدي.

- ما مدى تأثير حبوب منع الحمل؟
لا يوجد حتى الآن رابط واضح بين تناول حبوب منع الحمل والإصابة بسرطان الثدي. وحتى الآن هي لا تمنع الإصابة ولا تسببها.

أهمية المتابعة والفحوص الدورية بعد الشفاء من سرطان الثدي

- هل يزيد احتمال الإصابة بسرطان الثدي مرة ثانية بعد الشفاء منه؟
يزيد احتمال الإصابة بالمرض مرة ثانية حتى بعد مرور خمس سنوات على الشفاء منه. لذلك بعد انتهاء مرحلة العلاج واستئصال الورم تعطى أدوية خلال فترة طويلة للحد من خطر عودة المرض، وهنا تكمن أهمية المتابعة والفحص السريري واجراء التصوير الشعاعي سنويا لمدى الحياة.

- هل يمكن الإصابة بنوع آخر من السرطان بعد الإصابة مرةً بسرطان الثدي؟
نعم تعطي الوراثة استعداداً للإصابة بأنواع أخرى من السرطان في المبيض أو القولون أو غيرها.

لا خطر على الجنين عند الحامل

- في حال الإصابة بالمرض خلال الحمل هل يشكل ذلك خطراً على الجنين؟
إذا وضعنا جانباًُ آثار علاج سرطان الثدي، لا يشكل المرض نفسه خطراً على الجنين. في المقابل قد يسبب العلاج أعراضا جانبية للحامل لكن في كل الحالات يعطى العلاج دون أن يسبب مشكلة أو خطراً. حتى أنه يمكن أن تجرى جراحة استئصال الورم دون مشكلة. كما أنه يمكن اعطاء الحامل المصابة بسرطان الثدي  أنواعا معينة من العلاج الكيميائي دون تأثير على الجنين. لكن علاج الأشعة لا يمكن أن يجرى للحامل.

الرضاعة  تحمي الام والرضيع 

- كيف تؤمن الرضاعة الطبيعية الحماية من سرطان الثدي؟
تؤمن الرضاعة الطبيعية الحماية من السرطان، لكن لا يعرف السبب المباشر لذلك. قد يكون السبب في أنه لا تحصل إباضة طوال فترة الإرضاع بحيث يكون المبيض في راحة طوال هذه الفترة. لكن المؤكد حسب الدراسات الأحصائية أن الرضاعة الطبيعية تخفف خطر الإصابة لدى المرأة بشكل عام ، و حتى التي لديها استعداداً وراثياً للإصابة.

- هل تعتبر جراحة استئصال الثدي أو جزءاً منه ضرورية في كل الحالات؟
تجرى الجراحة غالباً كمرحلة أولى من العلاج. كما أنها تسمح بتأكيد التشخيص. لكنها تجرى حالياً بشكل مختلف عن السابق حيث كان يتم استئصال الثدي بالكامل، أما اليوم فيمكن أن يقتصر الاستئصال على الورم،خصوصاً في حال التشخيص المبكر. وفي بعض الحالات المتقدمة يعطى العلاج الكيميائي أولا وعند التجاوب مع هذا العلاج وتقلص حجم الورم، يمكن عندئذ الحفاظ على الثدي واستئصال الورم فقط.

- هل يعتبر العلاج الكيميائي ضرورياً للقضاء على المرض نهائياً؟
إذا تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، تعتبر الجراحة وحدها كافية. لكن إذا كان في مرحلة متقدمة، فيعتبر العلاج الكيميائي ضرورياً للحد من خطر عودة المرض. علماً أنه بعد إجراء الجراحة، تجرى فحوص مخبرية للأنسجة يقرر على أساسها ما إذا كان العلاج الكيميائي ضرورياً.

- هل من كلمة أخيرة توجهها الى المرأة؟
في المحصّلة أود أن أشدّد على ضرورة و أهمّية الكشف المبكر لسرطان الثدي و إجراء الصورة الشعاعية بشكل روتيني ووفق إرشادات الطبيب.