٣٠٠ مليون مريض ربو في العالم

التدخين, حقن الكورتيزون, التوتر, بوربوري, السمنة, أسباب الحساسية, العامل الوراثي, إنفلوانزا, أجهزة الإستنشاق, تلوث الهواء, الغبار, الحيوانات الأليفة, مواد كيميائية, الانسداد الرئوي, إلتهابات الجهاز التنفسي

05 نوفمبر 2009

يصيب داء الربو أكثر من ٣٠٠ مليون شخص في العالم ويعتبر أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً.  وتكمن المشكلة في أن معظم المرضى لا يعون، حتى الآن، أهمية السيطرة على المرض ولا يدركون توافر العلاجات الفاعلة التي تسمح بإزالة أعراضه والسيطرة عليه. في الواقع يستطيع مريض الربو أن يعيش حياةً طبيعية بفضل العلاج المناسب فيتجنّب المضاعفات الخطيرة والمزعجة. رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية الدكتور نديم كنج والبروفسور جودي بحوث الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة تحدّثا تفصيلاً عن الربو وأعراضه وأسبابه وأحدث العلاجات التي تسمح بالتغلّب على مضاعفاته الخطيرة والحدّ من نسبة الوفيات بين مرضى الربو.

- كيف يمكن التعريف بمرض الربو؟
الربو من الأمراض المزمنة في الجهاز التنفسي التي تتميّز بالتهابات غير جرثومية وانسداد رئوي مزمن. ويظهر عندما تلتهب مجاري التنفس في الرئتين وتفرز كميات زائدة من المخاط مما يؤدي إلى انسدادها.

- ما الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالربو؟
أهم أعراض الربو المتكررة ضيق تنفس قد يسبب صعوبةً في النوم، وألم في الصدر وصفير في الصدر وسعال مع بلغم، خصوصاً ليلاً وفي الصباح وتعب في النفس عند القيام بجهد. علماً أن أعراض الربو تراوح بين تلك البسيطة وتلك التي تهدد الحياة بالخطر، وتختلف حدتها بين شخص وآخر. في الوقت نفسه يمكن التعرّض لأعراض بسيطة بشكل استثنائي ثم الشعور بالراحة، كما لو أن شيئاً لم يكن بين نوبة وأخرى دون الشعور بضيق في التنفس حتى. كما يمكن أن يعاني المريض سعالاً طوال الوقت أو في أوقات ممارسة الرياضة أو ليلاً.

- هل من أسباب معروفة للإصابة بالربو؟
ثمة علاقة لا يمكن إهمالها بين الإصابة بالربو والعوامل الوراثية. أما العوامل المسببة لنوبة الربو فتختلف بين شخص وآخر ومنها التهابات جهاز التنفس كالإصابة بالرشح والنشاط الجسدي والتعرّض للهواء البارد والتلوّث والتدخين والتعرّض للعث أو إفرازات الصراصير أو الغبار أو الأزهار وتناول أدوية معينة والتوتر وبعض المواد الحافظة في أطعمة معينة والحساسية حيال أطعمة كالفستق وثمار البحر.

- هل يمكن الإصابة بالربو في سن متأخرة رغم عدم ظهور أعراض له في مرحلة سابقة؟
يمكن الإصابة بالربو في أي سن وحتى في سن متأخرة نتيجة وجود العامل الوراثي وتوافر عوامل خارجية كالتلوّث والتعرّض للحيوانات الأليفة والصراصير والعث والتدخين والجهد الكبير. مع الإشارة إلى أن العوامل الخارجية لا تسبب المرض بل تظهر الأعراض وتزيدها لدى من هو عرضة للإصابة.

- هل من أشخاص أكثر عرضة أو حالات تزيد احتمال الإصابة بالربو؟
يصيب الربو ملايين الأشخاص في العالم ويرتفع عدد الإصابات سنوياً. وهناك بعض العوامل التي تساهم في زيادة احتمالات الإصابة بالربو كوجود إصابات ربو في العائلة أو حالات حساسية والتعرّض للتدخين والتلوّث والتعرّض لمواد كيميائية وخفض الوزن عند الولادة والإصابة المتكررة بالتهابات في الجهاز التنفسي في الطفولة والسمنة. كما أن الحساسية في الطفولة قد تتحوّل إلى حالة ربو لاحقاً. 

- ما الذي يزيد أعراض الربو حدةً؟
تزداد أعراض الربو حدةً لدى الإصابة بالتهابات وفي حال عدم المعالجة الصحيحة للحساسية ولدى التهاب الجيوب الأنفية وفي حال تناول أدوية معينة. كما أن التدخين يزيدها حدةً وكذلك ممارسة الرياضة. إضافةً إلى بعض الأمراض كالسمنة. ولا بد من التشديد على أهمية العلاقة الجيدة بين الطبيب والمريض ليعي الأخير الأخطار التي قد يتعرّض لها في حالات معينة ويعرف طرق التعامل مع مرضه  ليحافظ على صحته ويسيطر على الأعراض ويتجنب مضاعفات المرض، فيعيش حياة طبيعية ويمارس الرياضة بشكل طبيعي.

- هل من علاج جذري ونهائي للمرض؟
لا يعالج الربو معالجة تامة ونهائية بل يمكن السيطرة على أعراضه سيطرة تامة دون إمكان الشفاء منه نهائياً. وتجدر الإشارة إلى أنه حتى في حال إزالة السبب تزول الأعراض ويرتاح المريض، لكن يبقى المرض موجوداً ولا يمكن الشفاء منه نهائياً.

- كيف يتم تشخيص حالة الربو؟
تشخّص حالة الربو على أساس اعتبارات مختلفة تبدأ بالفحص السريري والتاريخ الطبي للمريض وفحص النفس وغيرها من الفحوص المرتبطة التي تسمح بتحديد حجم الانسداد الرئوي.

- على أي أساس تحدد حدة الربو لدى المريض؟
هناك عوامل عدة مرتبطة بالإصابة بالربو وتدعو إلى ضرورة السيطرة على المرض وهي:

  • الاستيقاظ من النوم بسبب الأعراض
  • الامتناع عن الذهاب إلى العمل أو المدرسة بسبب المرض
  • التعرّض لالتهابات
  • تأثر وظيفة الرئة بحيث لا تقوم بوظيفتها كاملة في إنعاش الأعضاء
  • استعمال أجهزة الاستنشاق بكثرة
  • التعرض لأعراض المرض في النهار 

- هل تعتبر حقن الكورتيزون التي تجرى لمريض الربو كل فترة فاعلة؟
لا يُنصح بإجراء حقن الكورتيزون كل ستة أشهر لأن الضرر الناتج عن تناول كميات صغيرة من الكورتيزون باستمرار أكبر من ذاك الناتج عن تناوله بكميات أكبر لفترة قصيرة. كما تتوافر حالياً أدوية فاعلة جداً تسمح بالسيطرة التامة على الأعراض.

- إلى أي مدى تعتبر أجهزة الاستنشاق Inhalers فاعلة في معالجة الأعراض؟
يختلف الأمر بحسب ما تحويه أجهزة الاستنشاق لذلك لا يمكن التعميم. فإما أن يكون ما في داخلها مفيداً أو لا. مع الإشارة إلى أن هذه الأجهزة تستخدم من وقت إلى آخر وتكون هناك حاجة إلى اللجوء إليها أحياناً، لكن كثرة الحاجة إلى استعمالها دليل على أن الحالة غير مسيطر عليها وتتطلب المعالجة. لذلك يجب عدم استعمال أجهزة الاستنشاق بطريقة عشوائية.

- هل من حالات لا يفيد فيها العلاج؟
نادراً جداً ما لا يتفاعل المريض مع العلاجات المتوافرة حالياً. فقد تطوّرت العلاجات إلى حد كبير وصارت تسمح بالسيطرة على الأعراض وعيش حياة طبيعية وممارسة كل النشاطات اليومية بشكل عادي. رغم ذلك يبقى الربو مرضاً مزمناً يجب التعايش معه ولا يمكن الشفاء منه نهائياً. في المقابل، تجدر الإشارة إلى أنه بقدر ما تستعمل في حالات الربو مضادات الالتهابات غير الجرثومية بشكل مدروس، تقل الوفيات الناتجة عن الربو.

- هل يفيد لقاح الانفلونزا في حالات الربو؟
قد يعطى لقاح الأنفلونزا في حالات معينة من حالات الربو.

واقع الربو في لبنان والخليج في دراسة AIRGNE

أجرى البروفسور جودي بحوث الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة دراسة AIRGNE في لبنان وعدد من دول الخليج استناداً  إلى معلومات تم الحصول عليها من ٢٠٠ شخص بالغ وطفل مصابين بالربو، بهدف كشف واقع الربو في المنطقة ومستوياته وأهمية الأعراض التي يعانيها المرضى ومدى لجوئهم إلى المساعدة الطبية الطارئة الناتجة عن عدم السيطرة الكافية على المرض ولجوئهم إلى الفحوص الطارئة بسبب النوبات التي يتعرّضون لها ومدى التزامهم بالعلاج ونوعية العلاج الذي يتبعونه ومدى التزامهم بالتوصيات المرتبطة بمرض الربو. إضافةً إلى إحصاءات متعلّقة بمدى تأثر نمط حياتهم بالمرض ومدى سيطرتهم عليها.

وقد أظهرت الدراسة أن مستوى السيطرة على داء الربو في لبنان هو أدني بكثير من المعدل العالمي. فقد تبيّن أن نسبة ٨٠ في المئة من المشاركين في الدراسة يعانون أعراض الربو في النهار، فيما أشارت نسبة ٧٢ في المئة إلى أن داء الربو يوقظهم من النوم ليلاً خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت الدراسة. وأظهرت الدراسة أيضاً أن مرضى الربو لجأوا بكثرة إلى الخدمات الصحية خلال السنة السابقة للدراسة فدخلت نسبة ٢٢ في المئة منهم المستشفيات وقصدت نسبة ٢١ في المئة الطوارئ. كما بلغت نسبة التغيّب عن المدارس ٦٩ في المئة وعن العمل ٣١ في المئة. وتعتبر هذه الأرقام خطيرة وادنى من المعايير المقبولة بحسب رئيس الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية نديم كنج. من هنا أهمية الكشف عن داء الربو ومعالجته بطريقة علمية حديثة، مما قد يساعد في التخفيف من المشاكل الصدرية الناتجة عن الربو بفضل الأدوية الحديثة الفاعلة التي لا تعالج أعراض المرض فحسب بل تسيطر عليه.

غذاء يخفف القلق

عندما تكثر مشكلاتك في الحياة، تحتاجين إلى كل مساعدة لإبعاد شبح القلق والخوف عنك.  والأهم ألا تصلي إلى حد اليأس في مثل هذه الحالة، إذ أن الحلول ممكنة ويمكن معالجة الحالة التي تعانينها بطريقة سهلة وعملية. إذ يكفي أن تتناولي غذاءً يساعد في التخفيف من حدة القلق تناولي:

- النشويات المركبة التي تهدئ الأعصاب من خلال تأثيرها في الدماغ. أكثري من تناول الفاكهة والأطعمة الكاملة الغذاء.

- تناولي لحم الحبش والحليب ومشتقاته كونها تحتوي على مادة تساعد في تهدئة الجسم واسترخائه.

- يساهم الكافيين في زيادة التوتر. لذلك، من الأفضل أن تبدليه بالأعشاب المهدئة للأعصاب كالبابونج.

- جفاف الماء من الجسم يمكن أن يزيد حدة التوتر. من هنا، ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء. ويمكن أن تضيفي إلى الماء القليل من الحامض الذي يساعد في زيادة النشاط.

- يساعد تناول وجبات عديدة صغيرة خلال النهارفي الحفاظ على مستوى السكر في الدم.  لذلك، من الأفضل أن تتناولي وجبات عدة صحية صغيرة للتخفيف من حدة التوتر الذي تعانينه.

المفيد:

- تناولي الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على الفيتامين B والفيتامين B6. واعلمي أنه حتى عندما لا تظهر أي أعراض لنقص التغذية، يمكن أن تعاني قلقاً وتوتراً بسببه.

- مارسي الرياضة يومياً إذ أنها تخفف تشنج العضلات وضغط الدم. كما أنها تساعد في إفراز الهورمونات التي تشعرك بالاسترخاء والهدوء.

- أكثري من شرب الماء وغيرها من الأعشاب كالشاي.