Sarah’s Bag & Outrageous Outerwear إبداع وتصاميم لا تتكرر

كارين اليان ضاهر 03 ديسمبر 2017

خلال السنوات الـ17 الماضية، استطاعت علامة Sarahs Bag أن تثبت نفسها في الأسواق، في ظل منافسة كبيرة في هذا المجال. لعلّ عشق سارة لعملها كان له الدور الأكبر في نجاحها، فهي تؤكد أن عشقنا للعمل الذي نقوم به كفيل بدفعنا باستمرار إلى الأمام وتزويدنا بالطاقة والحماسة لتقديم المزيد وللتجدد الدائم. بدأت فكرة العلامة تتبلور عندما أرادت سارة بيضون التي تتميز بحماستها وعزمها، أن تجمع ما بين الموضة والعمل الإنساني فولدت العلامة كنتاج لهذا الدمج لتبرع فيه وتقدّم عملاً يبدو الإبداع عنواناً عريضاً له. وحتى لا تقع يوماً في فخ التكرار والروتين في العمل، ها هي تقيم تعاوناً مع مصمّمين، منهم من يشقون طريقهم في مجال الموضة، ومنهم أسماء عريقة في المجال، ليكون نتاج هذا التعاون مزيداً من النجاح والتميّز والإبداع.


- قبل 17 عاماً ولدت فكرة Sarahs Bag، لكن الهدف كان إنسانياً واجتماعياً في البداية، كيف استطعت الدمج بين الموضة والعمل الإنساني لتحققي النجاح؟
بدأت الانخراط في هذا المجال في العام الأخير من دراستي الجامعية في علم الاجتماع حيث كنت أقوم ببحث في «دار الأمل» التي تُعنى بدعم ومساعدة النساء اللواتي هن عرضة للخطر أو اللواتي كنّ سجينات سابقات. مسّني هذا الأمر إلى أقصى حد، وسرعان ما بدأت تتبلور الفكرة لدي وقررت البدء بالعمل بالاستعانة بنساء قابلتهن أثناء قيامي بهذا البحث. أطلقت علامة Sarah’s Bag في عام 2000 وجمعت فيها ما بين عشقي للموضة والتصميم وهدفي الإنساني بدعم وتمكين نساء يعشن تجارب صعبة أو مررن بها كالسجينات مثلاً. وطوال السنوات الماضية عملنا على تقديم تصاميم متقنة منفذة بحرفية عالية وبتطريز رفيع المستوى، استطعنا من خلالها تمكين النساء اللواتي يدأبن على تنفيذها واللواتي يحملنها أو يرتدينها أيضاً في الوقت نفسه. فريق العمل يضم سجينات أو سجينات سابقات أو نساء أوضاعهن صعبة وتظهر مهاراتهن من خلال ما يقدّمنه من أعمال. علماً أن لدينا فريق عمل خاصاً من الحرفيين لتدريب السيدات. حتى أنه بعد خروج السجينات من السجن، نشجّعهن على تدريب سيدات في محيطهن في البلدات، مما يفتح مجالات عمل إضافية في مجتمعات فقيرة.

- مع زيادة الطلب على التصاميم وانتشار العلامة بشكل واسع وفي نقاط بيع عدة، كيف تعملن على تلبية الكم الهائل من الطلبات؟
تعمل اليوم 50 امرأة من السجون و150 امرأة من خارجها لتلبية هذا الكم من الطلبات. علماً أن إنجاز التصاميم هو عمل في غاية الدقة ويتطلب الكثير من الحرص والتأني، فقد يستغرق تنفيذ تصميم واحد أحياناً 25 ساعة من العمل، مع ما في ذلك من دقة في التطريز.

- ما جديد Sarahs Bag  اليوم؟
نعمل على التجدّد الدائم في كل خطوة نخطوها، بدءاً بالمواد المستخدمة في التصاميم والتقنيات المعتمدة في كل مجموعة جديدة نطرحها. لكن في الوقت نفسه نحافظ على أسلوبنا الخاص الذي يتميز بالتطريز والعمل الحرفي. فمن خلال علامة Sarah’s Bag نعمل على الحفاظ على تقنيات حرفية قديمة، لكننا نطوّر فيها لنقدم عملاً متقناً. جديدنا اليوم هو موقعنا الإلكتروني للتسوق Sarahsbag.com الذي يتميز بتطوره وتجدّده لاعتبارنا نرى فيه المستقبل. ونحن نجهد في العمل عليه حتى أنه يمكن رؤية تصاميم فيه غير متوافرة في نقاط البيع والحصول عليها.

- كيف تتجنبين الوقوع في فخ الروتين في هذا المجال الذي تعملين فيه منذ سنوات طويلة؟
لا بد من الحفاظ على الحماسة لتحقيق المزيد من النجاح في العمل. هذا أمر أساس بالنسبة إليّ. ويبدو لي أن عشق العمل عنصر مهم لجعلنا أكثر حماسةً وإبداعاً، وهو كفيل بتزويدنا بالكثير من الأفكار للتقدم. وقد وجدت أن الـ Events التي أقوم بها، والتي تستند إلى تعاون مع مصمّمين بينهم الجدد ومنهم من برزت أسماؤهم في عالم الموضة والأزياء، قادرة على الحفاظ على حيوية العلامة وشبابها وتجدّدها، خصوصاً أننا نتعاون فيها مع مصمّمين مبدعين، يزودوننا كل 6 أشهر بأفكارهم المبدعة في التصميم، مما يزيدنا حماسة ويدفعنا للبحث عن التجدد. وفي الوقت نفسه، هم يستفيدون من التعاون مع علامة Sarah’s Bag لما تضيفه إليهم. عندها يكون فريق العمل أشبه بخلية نحل لشدّة الحماسة وضغط العمل، وننتظر بشوق ردود فعل الناس على هذه الأعمال الجديدة التي نقدمها.

- كيف تم التعاون لهذا الحدث Outrageous outerwear؟
كوننا نتعاون مرتين في العام مع عدد من المصمّمين فنستفيد من إبداعم وأفكارهم وهم أيضاً يستفيدون منا ويتعرّفون إلى زبائننا. في الوقت نفسه يتعرّف زبائننا إلى هؤلاء المصمّمين المبدعين. في تعاوننا هذا، نتشارك مع 8 مصمّمين لكل منهم أسلوبه المختلف. أما العنوان الذي اخترناه لهذا الحدث فمختلف عن المرات السابقة لاعتباره أكثر شمولية إذ يحمل هذا التعاون عنوان outrageous outerwear وتُعرض فيه تصاميم هي عبارة عن كل ما يمكن ارتداؤه فوق الملابس من جاكيت أو معطف أو شال أو كيمونو أو عباءة... إذ نلاحظ أن هذه القطع تدخل في موضة هذا الموسم وقد غلبت على منصات العرض العالمية، مما دفعنا إلى اختيارها.

- كيف يحصل التعاون وما دور كل من الطرفين فيه؟
ينفّذ هؤلاء المصمّمون الذين نتعاون معهم قطعاً، منها ما هو لهم في الأساس ومنها ما هو خاص للحدث، أما نحن فنضيف عليها لمساتنا الخاصة في التطريز ونُحدث تغييرات معينة تتناسب مع أسلوبنا. نوجّه تصاميمهم لتتناسب أكثر مع أسلوبنا وما تميل إليه زبوناتنا. علماً أن بين هؤلاء المصمّمين من يعتمد التطريز أصلاً فنُدخل عليه تغييرات معينة تعكس أسلوبنا الخاص. وأشير إلى أن كلاً من هؤلاء المصمّمين يتميز بأسلوبه الخاص المختلف. ومن المصمّمين الذين نتعاون معهم لهذا الحدث، المصمّم ربيع كيروز الذي سيقدم قطعة واحدة هي عبارة عن معطف وسنتشارك معه في الأفكار لنقرر نوع التطريز الذي سيُعتمد له. وتُضاف إلى هذا كله تصاميم خاصة بالأطفال والمراهقات بدءاً من سنّ الثامنة، وحقائب صُمّمت خصيصاً للحدث.

- مِن هؤلاء المصمّمين مَن لا يزالون غير معروفين إلى اليوم، ما سبب اختيارك لهم؟
اخترتهم عمداً فأردت أن أتعاون مع مصمّمين يشقون طريقهم لدعمهم والاستفادة من حماستهم في العمل فيقدمون لنا جديدهم. فكلنا نعمل في هذا المجال، ومن المهم أن نتشارك في الأفكار والإبداع ليكون النتاج مميزاً ونبدو أكثر قوةً. المصمّمون الذين اخترتهم هم أشخاص أحببت أسلوبهم وإبداعهم ورغبت بالتعاون معهم لنقدم معاً قطعاً نادرة وفريدة تلفت الأنظار، وهذا ما تبحث عنه المرأة اليوم لتكون إطلالتها مميزة. مع الإشارة إلى أن القطع التي تُقدم في الحدث محدودة ولن تتكرر.

- ألا تصادفين في هذا النوع من التعاون مشاكل لجهة الاختلاف في الأذواق مع المصمّمين الذين تتعاونين معهم؟
قد نختلف في الذوق، وهذا يحصل غالباً، لكننا نجد دائماً مكاناً لنقرّب أفكارنا. كل منا مستعد للتنازل كي نقدّم الأفضل لهذا التعاون. وفي النهاية، أكثر ما يهمّنا هو الخروج بأفكار تكون الأقرب إلى أذواق زبوناتنا. وفكرة هذا التعاون تتمحور على تقديم شيء مختلف وجديد لزبوناتنا بغض النظر عن الاختلاف. وفي النهاية الزبونة هي التي تقرر. وشرطنا الأساس هو الحفاظ على مستوى معين لا نتخلّى عنه مهما حصل.