ثلاث استراتيجيات لمحاربة الزكام

فيروس كورونا, زكام, الأدوية, إلتهاب فيروسي, بكتيريا, مضادات حيوية, علاج مثالي, وصفات نباتية, الأغشية المخاطية, الدفاعات المناعية, الأكل البطيء

07 ديسمبر 2009

لا شيء خطير، لكن الأنف يسيل، والدموع تجري من العينين.... إنه بكل بساطة الزكام، المرض الأكثر شيوعاً خلال فصل الشتاء. إلا أنه يمكنك لحسن الحظ الحد من أضراره. إليك التفاصيل.

في فصل الشتاء، قد يصعب تفادي الزكام، الالتهاب الفيروسي الذي ينتقل بسرعة الضوء عبر اليدين ورذاذ اللعاب. هناك أنواع عدة من الزكام، ويعزى كل واحد منها إلى نوع مختلف من الفيروس علماً أنه يوجد أكثر من ٢٠٠ نوع مختلف من الفيروسات المسببة للزكام. وبما أن الزكام ينجم عن فيروسات وليس عن بكتيريا، لن تجدي المضادات الحيوية نفعاً على الإطلاق، لا بل إنها قد تكون خطيرة في حال تناولها لأن الفرط في استهلاك المضادات الحيوية يحفز مقاومة الجسم لها.
ولعل الوسيلة الأكثر نفعاً لتفادي الزكام أو الحد قدر الإمكان من تفاقمه تتمثل في اتباع القواعد الأساسية في النظافة، مثل غسل اليدين بانتظام بشكل متواتر خلال اليوم، مع التركيز خصوصاً على مساحة الأظافر، واستعمال المحارم الورقية، وتجنب التدخين أو التعرض لدخان سجائر الآخرين...

الأدوية: البساطة هي الحل الأمثل
يجمع الأطباء كلهم على أنه لا حاجة لزيارة الطبيب في حال المعاناة من زكام عادي. بالفعل، تتوافر في الأسواق والصيدليات مجموعات منوعة وفعالة من المستحضرات والأدوية القادرة على التخفيف من وطأة الزكام. وبما أن الجسم يكون عاجزاً أمام الفيروس، ولا يساعده أي شيء في ذلك حتى الطب التقليدي، لا يسعنا إلا محاربة أعراضه، مثل وجع الرأس والتعب واحتقان الأنف... لمعالجة سيلان الأنف، ينصح الأطباء باستعمال المصل الفيزيولوجي أو مشتقاته، وغسل الأنف جيداً من الداخل بواسطة الماء النظيف للتخلص من الميكروبات. هناك أيضاً بعض الأدوية المحتوية على قابضات للأوعية لكنها تكشف عن أعراض جانبية مزعجة ولذلك من الضروري قراءة اللصائق جيداً أو استشارة الصيدلاني أو الطبيب. كما يستطيع الباراسيتامول تخفيف الحرارة المرتفعة وأوجاع الرأس.

العلاج المثالي: علاج حسب الطلب
إذا أردت اللجوء إلى العلاج المثالي، من الأفضل استشارة اختصاصي بارع في هذا المجال ليصف لك العلاج وفق أعراضك أنت وليس وفق المرض نفسه. هل المخاط الجاري من الأنف سميك أو خفيف؟ هل تشعرين بالبرد؟ هل تعانين من التيبس والانقباضات؟ والمهم دوماً الشروع في العلاج في أبكر وقت ممكن، أي فور ظهور الأعراض، لزيادة فاعلية العلاج وتقصير مدة المرض قدر الإمكان. تجدر الإشارة إلى أنه تتوافر علاجات مثلية لكل واحد من أعراض الزكام. فهناك مثلاً علاج للأنف المسدود، وآخر للأنف الجاري بقوة.

النباتات لتنقية الأغشية المخاطية والهواء
يشدد الأطباء على ضرورة الاستراحة جيداً عند التعرض للزكام للسماح للجسم بتقوية دفاعاته الطبيعية. بعد ذلك، ولتفادي الالتهابات المتعددة، يجب تطهير الأنف والشعيبات الهوائية وكذلك الهواء المحيط بك. في هذه الحالة، ينصح الاختصاصيون باللجوء إلى الزيوت العطرية لأنها فعالة في فتح المجاري الهوائية وتعزيز الدفاعات المناعية. يمكن رش الزيوت العطرية على محرمة وتنشقها، أو رشها على وسادة النوم، أو إضافة بضعة نقاط منها إلى وعاء من الماء المغلي واستنشاق البخار المتصاعد على مدى عشر دقائق. ثمة زيوت عطرية متوافرة أيضاً على شكل مراهم يمكن دهنها على الحنجرة للتنفس بصورة أفضل. في كل الأحوال، إذا استمر الزكام لأكثر من أسبوع، استشيري الطبيب للحؤول دون مضاعفات أخرى مثل التهاب الحنجرة أو التهاب الأذنين...

فوائد الأكل البطيء
حين يتناول الأشخاص الطعام ببطء أكبر، يتناولون كميات أقل منه. ففي دراسة أميركية حديثة، طلب من ٣٠ امرأة تناول طبق معكرونة مع الماء حتى الشعور بالشبع. تبين أن النساء اللواتي تناولن الطبق بسرعة، باستعمال ملعقة كبيرة، استهلكن ٦٤٦ وحدة حرارية في ٩ دقائق. أما النساء اللواتي استعملن ملاعق صغيرة ومضغن الطعام جيداً بين اللقمة والأخرى فاستهلكن ٥٧٩ وحدة حرارية في ٢٩ دقيقة تقريباً. واتضح أن النساء اللواتي تناولن الطعام ببطء استمتعن أكثر بالوجبة، على رغم تناولهن مقداراً أقل بسبب شربهن المزيد من الماء ربما، مما أسهم في الشعور بالشبع. وجاءت النتائج متطابقة بصرف النظر عن بنية أجسام النساء المشاركات، وتاريخهنّ في اتباع الحميات الغذائية.