هل تناول الدواء مسموح خلال فترة الحمل؟

إرتفاع ضغط الدم, برج الحمل, طبيب الجلد, طبيبات, محاربة الآلام, إنفلوانزا, داء / مرض السكري, صداع الشقيقة / النصفي, تناول الأدوية, الإلتهابات المزمنة, إلتهاب الكبد, تشوه, نمو الجنين, الأدوية الممنوعة, القابلة القانونية, أسبيرين, مضادات الهيستامين, إلت

22 فبراير 2010

صحيح أن الحمل ليس مرضاً، لكن هذه الأشهر التسعة التي تعيشها المرأة ليست فترة عادية مثل بقية الفترات، ولذلك يتوجب على الأم المستقبلية أن تتوخى الحذر في العديد من الأمور، ولاسيما تناول الأدوية. بالفعل، يكشف العديد من الأدوية عن تأثيرات جانبية سلبية في صحة الأم وصحة الجنين على حد سواء، ولذلك يجب توخي أقصى درجات الحذر.

نادرة هي الالتهابات المزمنة التي تخمد خلال فترة الحمل. فالمرأة الحامل التي تعاني من داء السكري، أو الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو التهاب الكبد من الفئة C، تحتاج إلى متابعة علاجها خلال أشهر الحمل وإنما بطريقة لا تؤذي جنينها. وهنا تبرز الصعوبة أمام الطبيب المعالج: التوفيق بين فائدة الدواء للأم والمخاطر المحتملة على الجنين. واللافت أن هذه المخاطر تتقدم مع تقدم أشهر الحمل. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تتكون الخطوط الأولى للأعضاء ويمكن للأدوية التي تتناولها الأم أن تسبب تشوهاً في شكل الجنين.
بعد ذلك، تكتسب الأعضاء نضوجاً وظيفياً ونسيجياً يمكن أن يتأثر سلباً بالأدوية، تماماً مثل نمو الجنين. والمؤسف أنه يتم الإبلاغ كثيراً عن مثل هذه المشاكل إذ تعاود المرأة تناول الأدوية بشكل طبيعي بعد مرور الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ظناً منها أن خطر تناول الأدوية قد زال.

لكي تتمكن المرأة من تلقي العلاج المناسب لمشكلتها من دون تعريض طفلها المستقبلي للخطر، تم الإعلان عن خمسة مستويات مرتبطة بتناول الأدوية خلال الحمل: هناك الأدوية الممنوعة، والأدوية التي لا ينصح بتناولها، والأدوية الواجب توخيها بحذر، والأدوية الممكن استعمالها، والأدوية المسموح بها.
يجب إذاً توخي الحذر طوال الأشهر التسعة من الحمل، ويمنع منعاً باتاً على المرأة الحامل أن تتناول أي نوع من الدواء أو المكملات، بما في ذلك العلاج الضوئي، من تلقاء نفسها من دون استشارة الطبيب أو القابلة القانونية
ويجب ألا تتردد المرأة الحامل في طلب النصيحة أو المشورة من أي اختصاصي لأن الأدوية غير المؤذية ظاهرياً قد تكون خطرة جداً على الأم وطفلها على حد سواء. فإذا شعرت الأم بالوجع، مثلاً، يمكنها فقط تناول الباراسيتامول، فيما تعتبر كل مسكنات الألم الأخرى ممنوعة بدءاً من الشهر السادس للحمل، بما في ذلك الأسبيرين بجرعات موازية أو أكبر من ٥٠٠ ملغ في اليوم.
وفي حال التهاب مخاطيات الأنف، لا يمكن أبداً تناول مضادات الهيستامين وإنما يكفي غسل الأنف بالماء وتنظيفه جيداً من الرواسب المخاطية العالقة فيه. وبالنسبة إلى الزكام الموسمي، يمكن إجراء اللقاح في أي وقت، فيما لم يتم التوصل بعد إلى أي علاج في ما يتعلق بالانفلونزا(AH1N1).

أما المرأة التي تعاني من صداع الشقيقة (migraine) فيمكنها تناول أدوية الصداع علماً أن فترة الحمل تشهد عموماً خموداً لنوبات الصداع. من جهة أخرى، يمنع منعاً باتاً استخدام العلاجات المضادة لحب الشباب المرتكزة على الإيزوتريتينويين (من نوع Roaccutane) لأنها تسبب مشاكل نفسية. كما يتأثر الجنين سلباً بأدوية معالجة الأرق، خصوصاً في حال تناول هذه الأدوية بشكل مزمن ولو بجرعات خفيفة. بالفعل، قد تظهر اضطرابات نفسية وفيزيولوجية عند الطفل مباشرة بعد الولادة.
وفي حال اضطرت الأم إلى السفر إلى بلد استوائي، يمكنها الخضوع لكل اللقاحات (علماً أن لقاح الحمى الصفراء ضروري)، ويسمح لها بتناول العلاجات المضادة للحمى البردائية (مثل Immodium) بشكل دقيق بعد استشارة الطبيب الذي يحدد شخصياً فائدة تناول هذه العلاجات أو مخاطرها على الجنين.
في أية حال، يتوجب على المرأة الحامل إبلاغ قسم التوليد أو القابلة القانونية بكل الأدوية التي تتناولها خلال الأيام القليلة التي تسبق موعد الولادة، خصوصاً وأن المشيمة (placenta) التي تربط الأم وطفلها هي اسفنجة حقيقية وقد يكشف الطفل عند ولادته عن أعراض شاذة (نقص في التوتر العضلي، إسراع في خفقان القلب....)، يمكن تبريرها بسهولة أكبر إذا تناولت الأم دواء.