البدانة مرض خطير

علاج, تخفيف / تخفيض الوزن, بدانة, السمنة, برج الحمل, عملية جراحية, وحدات حرارية, العامل الوراثي, زيادة الوزن, الرياضة, د. أكرم اشتاي, مؤشر كتلة الجسم, قياس الخصر, الغدة الكظرية, نمط غذائي صحي

24 مارس 2010

في مجتمعنا الذي يلعب فيه المظهر دوراً أساسياً، تعتبر البدانة مشكلة جمالية ليس إلا، لكن في الواقع السمنة ظاهرة صحية لها آثار سلبية خطيرة ومضاعفات بحيث لا يمكن الاستهانة بها. بلغت البدانة في العالم حداً خطيراً، خصوصاً أن انتشارها الواسع ساهم في انتشار أمراض خطيرة مرتبطة بها. وصحيح أن العامل الجيني يلعب دوراً في الإصابة بالسمنة، لكن عوامل خارجية أخرى يمكن التحكّم فيها لعبت دوراً في انتشارها أكثر فأكثر في أيامنا هذه، كنمط الحياة الذي صار سائداً والذي يرتكز على الركود وقلّة الحركة والنظام الغذائي الغني بالدهون والمرتكز على الأطعمة السريعة التحضير. الحل بين أيدينا لمعالجة هذه الظاهرة التي تشكل خطراً على حياتنا. الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض الغدد والسكري أكرم اشتاي تحدث عن البدانة وأخطارها وطرق التصدي لها بشكل سليم ضمن نمط حياة صحي متوازن.

- ما هو التعريف الطبي للبدانة؟
من الناحية الطبية البدانة مرض ولا يتم التركيز على ناحية الشكل أو الجهة الجمالية فيها رغم أن المجتمع يركز على هذه الناحية. البدانة ليست مشكلة جمال أو موضة، بل هي مشكلة صحية وطبية ومرض مزمن مماثل للأمراض المزمنة التي نعرفها كالسكري.

- كيف يقاس مستوى البدانة؟
عندما يعاني شخص البدانة هناك طرق متعددة لقياس مستوى زيادة الوزن لديه. علماً انه يُقصد بزيادة الوزن الزيادة في الطبقة الدهنية في الجسم، خصوصاً في منطقة البطن ولا يقصد بها زيادة نسبة العضلات. فعلى سبيل المثال قد يعاني الرياضيون زيادة في الوزن ناتجة عن زيادة نسبة العضلات في أجسامهم فلا يعانون البدانة في هذه الحالة. أما طرق قياس البدانة فهي:

قياس دليل كتلة الجسم
BMI على أساس المعادلة الآتية: الوزن / طول(م ٢)
وإذا راوحت النتيجة بين ٢٠ و٢٥ يعتبر المعدل طبيعياً. أما إذا راوحت بين ٢٥ و ٣٠ فتكون هناك زيادة في الوزن بمستويات مختلفة. وبقدر ما يرتفع المعدل تكون مضاعفات البدانة أهم وتصبح أخطر على الصحة. أما من يتخطى المعدل لديه ال ٤٠ فيعاني بدانة مفرطة ويكون أكثر عرضة للأمراض.

قياس الخصر: عند زيادة قياس الخصر تزداد الخطورة لأن الدهون المتراكمة في منطقة الخصر هي الأخطر على الصحة وتزيد احتمال الإصابة بالأمراض.

- ما أسباب البدانة التي تنتشر بكثرة في أيامنا؟
تتعدد أسباب البدانة، منها الأسباب الوراثية التي تعطي استعداداً للإصابة بالسمنة. كما توجد أسباب أخرى مرضية كفرط نشاط الغدة الكظرية أو ضعفها. كما قد تسبب الأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيزون البدانة والأدوية التي تعطى أحياناً لمعالجة الأمراض العصبية والنفسية.
كلّها أسباب تساهم في الإصابة بالسمنة. لكن السبب الرئيسي الذي أدى إلى انتشارها بكثرة في أيامنا هو التغيير في نمط حياتنا سواء من حيث التغيير في العادات الغذائية واتباع نمط غذائي غير صحي يحتوي على أطعمة غنية بالشحوم والدهون المشبعة والوحدات الحرارية من جهة، أو من حيث قلّة الحركة والرياضة وممارسة وظائف تتطلب الجلوس وراء المكتب لساعات دون القيام بحركة، والتنقّل بالسيارة بدلاً من المشي وباستعمال المصعد بدلاً من صعود السلالم.وبالتالي لا يتم حالياً بذل جهد عضلي ولا تمارس الرياضة.
ويعتبر النظام الغذائي الغني بالدهون والمرتكز على الأطعمة السريعة التحضير وعدم ممارسة الرياضة عاملين أساسيين  في زيادة احتمال الإصابة بالبدانة، خصوصاً لمن لديه استعداد لذلك. علماً أن نسبة البدانة في العالم في ازدياد سريع وتنتشر بكثرة وتتجاوز ٣٠ في المئة. وتعتبر النسبة مرتفعة أكثر في البلدان التي في طور النمو.

- ما سبب ارتفاع نسبة البدانة حالياً عند الأطفال والشباب؟
تزداد النسبة أكثر عند الأطفال والشباب حالياً أيضاً بسبب نمط العيش غير الصحي والتركيز على الأطعمة غير الصحية الغنية بالدهون إلى جانب قلة الحركة وعدم اللعب كالسابق والجلوس لساعات أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر.

- هل تشكل البدانة خطراً أكبر في سن معينة؟
تشكل البدانة خطراً على من يعانيها أياً كانت سنّه. لكن يمكن القول إن البدانة في سن مبكرة تعتبر أكثر خطورة على الصحة نظراً لطول سنوات الإصابة بها وتحمّل مضاعفاتها.

- هل يحكم على من يعاني البدانة أن يبقى سميناً طوال حياته؟
في حال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن  خفض الوزن والحفاظ على وزن صحي. الشرط الأساسي للحفاظ على وزن صحي هو اتباع نمط حياة صحي وصحيح.

- ما طرق العلاج المعتمدة للتخلّص من البدانة؟
يبدأ العلاج في تغيير نمط الحياة أي بممارسة الرياضة بانتظام واتباع نمط غذائي صحي. كما أنه من الضروري توعية المريض من خلال التوعية الصحيحة ليتجنب البدانة ويبتعد عن المعتقدات الخاطئة المنتشرة كالامتناع عن الأكل لخفض الوزن أو تناول نوع واحد من الطعام. يجب أن يتبع المريض نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على أطعمة من المجموعات الغذائية المختلفة بكميات صغيرة أو متوسطة بحسب حاجات الجسم. كما أنه من الضروري تناول ثلاث وجبات على الأقل يومياً ويجب الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية. 
لكن الأهم أن يلتزم المريض بنمط الحياة الصحي لأن السمنة مرض مزمن ومن لديه استعداد للبدانة يجب أن يلتزم طوال حياته بالإجراءات الصحية. من جهة أخرى، في حالات معينة، قد يطلب من المريض تناول أدوية مرخّص لها من وزارة الصحة بهدف مساعدة الجسم على حرق الوحدات الحرارية أو تخفيف كمية الدهون التي يمتصها الجسم من الأطعمة أو تخفيف الشهية حيث يشبع المريض بكميات أقل . لكن من الضروري تناولها بإشراف الطبيب.
أيضاً في بعض الحالات قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة لمعالجة مشكلة البدانة في حالات البدانة المفرطة التي تشكل خطراً كبيراً على الصحة والحياة. مع الإشارة إلى انه يجب عدم إجراء الجراحة أبداً دون وجود سبب يبرر ذلك، مع ضرورة استشارة طبيب غدد قبل إجراء العملية. وبالتالي في حالة عدم وجود حالة مرضية تتطلب ذلك، يكفي اتباع نظام سليم بالتعاون مع اختصاصية التغذية.

- ما مدى أهمية الرياضة لمن يعاني البدانة؟
تعتبر الرياضة شديدة الأهمية لمن يعاني البدانة وتدخل ضمن إطار نمط الحياة الصحي الذي يساعده على خفض وزنه والحفاظ عليه. وتكمن أهمية الرياضة في كونها ضمن المعادلة الأساسية في خفض الوزن والتي ترتكز على ما نحصل عليه من وحدات حرارية وما نصرفه ضمن النشاط الجسدي الذي نقوم به.

- ما الرياضة المناسبة لخفض الوزن؟
يمكن البدء بممارسة الرياضة بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ساعة في كل مرة. ويمكن زيادة المدة تدريجاً. ولا تكفي الرياضة وحدها، بل يجب أن يحصل تغيير شامل في العادات الروتينية كصعود السلالم بدلاً من استعمال المصعد والذهاب إلى أماكن معينة مشياً على الأقدام بدلاً من السيارة إذا كانت المسافة قريبة.

- من يعتبر أكثر عرضة للبدانة، الرجال أو النساء؟
يختلف الأمر بحسب المجتمعات، لكن بشكل عام تعتبر النساء أكثر عرضة للسمنة بسبب نمط الحياة الذي يتبعنه وملازمة المنزل لفترات أطول وظروف الحمل.


قياس مستوى البدانة

تجدر الإشارة إلى أن خطر البدانة على الصحة يرتفع في حال تكدس الدهون بشكل أساسي في منطقة الخصر أكثر من خطر تكدس الدهون في الردفين والفخذين. بشكل عام عندما يتعدى قياس الخصر ١٠٢ سنتمتر للرجال و٨٨ سنتمتراً أو أكثر للنساء يعتبر خطر تكدس الدهون أكثر خطورة على الصحة. كذلك بقدر ما يكون الوزن زائداً تزيد صعوبة التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة.

مؤشر كتلة الدهون في الجسم

تصنيف

خطر صحي

أقل من ١٨،٥

دون الوزن الطبيعي مثالي

بسيط

بين ٢٥ و٢٩،٩

وزن زائد

عادي

بين ٣٠ و٣٩،٩

بدانة

معتدل

٤٠

بدانة مفرطة

خطر كبير

أكثر من ٤٠


خطر كبير جداً