الفنانة بريجيت ياغي: كارمن لبّس من أهم نجمات لبنان... وشكران مرتجى ظريفة
درست التمثيل، نجحت في الغناء، أبدعت في المسرح، وأخذت من والدها الموهبة وأصول الموسيقى لتشقّ طريقها في عالم الفن. هي الفنانة اللبنانية بريجيت ياغي، التي التقيناها في دمشق لتحدّثنا عن مشاركتها في الدراما السورية، وعن نشاطها الفني المتعدد، سواء في المسرح حيث تحضّر اليوم لعرض جديد، أو الغناء حيث ستطرح أغنيتين قريباً، أو الدراما التي تشارك فيها حالياً.
كذلك، تتحدّث عن مشاركتها في مهرجانات بعلبك التي تعتبرها الفرصة الأهم في حياتها... إضافة الى حياتها الخاصة وزواجها الذي غيّر حياتها شخصياً وفنياً...
- ما الذي شدّك للمشاركة في مسلسل «غضبان»؟
«غضبان» عمل اجتماعي كوميدي يحمل رسالة إنسانية، وهي المرة الأولى التي أشارك فيها في كوميديا من هذا النوع، إضافة الى وجود فنانين سُررتُ بالعمل معهم، فذلك كله شدّني للمشاركة في هذا المسلسل.
- مشاركاتك في الدراما اللبنانية قليلة، لماذا؟
وصلتني عروض درامية كثيرة بينما كنت أصوّر عملاً، ثم تزوجت مع بداية الصيف، وبعد الزواج شاركت في مهرجانات بعلبك، وهي من أهم المهرجانات في لبنان، وكل فنان يحلم بأن يشارك فيها، وكنت محظوظة بأن شاركت في هذه المهرجانات مع فنانين مهمّين، وبعدها ذهبت إلى سوريا لأشارك في مسلسل «غضبان».
كما أنني حالياً في صدد التحضير لأغنيتين، إحداهما غنّيتها لزوجي في حفلة زفافي، إضافة إلى أنني أحضّر لمسرحية كوميدية في بيروت ستُعرض في منتصف الشهر المقبل، وسأطرح أيضاً أغنية «تستاهل» هذه الفترة، وهي أغنية كلاسيكية جميلة، من كلمات صديقتي مي مطر وألحانها، وتوزيع طوني أبي خليل، وهي من أجمل الأغنيات التي قدمتها، وقريباً سأصوّرها فيديو كليب.
- هل يجذبك المسرح أكثر من الدراما؟
هذا الأمر متعلق بالعروض المقدّمة، وبالنصوص المطروحة، والتي يمكن أن أقتنع بها وتشدّني للمشاركة فيها.
- كان حفل زفافك محط الأنظار، هل كان التنظيم فكرتك أم فكرة زوجك؟
قررتُ وزوجي كل ما يتعلق بحفل الزفاف، إضافة الى مساعدة منظّمي الحفل، وصديقتي أيضاً. وفي الحقيقة، أثارت زينة العرس ضجة كبيرة، فأنا أحب الشموع واللون الأبيض كثيراً، فتم جمعهما مع بعضهما البعض، مما ترك انطباعاً جميلاً لدى الحاضرين.
- كل فتاة تتمنى عرساً مستقبلياً معيناً، هل كان حفل زفافك كما تمنيت؟
بل كان أكثر مما تمنيت وتوقعت، فالحفل كان عفوياً جداً، والناس سعداء، بخاصة مع وجود التنظيم الجيد. الزفاف كان يشبهني أنا وزوجي، وأشكر الله أنه أرسل لي هذا الشخص الذي أحبّه ويحبني كثيراً، فهو يقف إلى جانبي ويدعمني في عملي، لأنه مؤمن بموهبتي، وأغنية «بتستاهل» هي هدية منه، أنتجها لي كهدية يوم ميلادي الشهر المقبل، ورغم أن معاني كلماتها لا تشبه حالتي، لكننا أحببناها.
- هل تغيرت بريجيت بعد الزواج؟
نعم، حدث تغيير في حياتي، إذ أصبحت أكثر استقراراً، فأنا مرتاحة بالعيش مع شخص أحبه وسأكوّن معه عائلة. وبالنسبة إلى عملي، فقد تغيرت الأمور أيضاً، بسبب دعم زوجي ومساعدته لي، كما أصبحت أكثر دراية باختياراتي.
- لكنك أجّلت شهر عسلك بسبب مهرجانات بعلبك؟
زوجي مؤمن بموهبتي ويخاف على عملي أكثر مني، لهذا السبب كان متفهماً لهذا الأمر، خصوصاً أنني أعتبر هذا المهرجان فرصة لأي فنان أو فنانة. وفي النهاية، نحن نعيش يومياً شهر عسل، سواء سافرنا أم لم نسافر، فلا فرق.
- الوقوف على خشبة مسرح بعلبك، ماذا عنى لك؟
بالطبع هو مهم جداً، بخاصة أن هناك فنانين مهمين من خارج لبنان يسعون الى الوقوف على هذا المسرح، وهذا شرف لي وإضافة كبيرة الى مسيرتي الفنية، وكنت محظوظة جداً بهذه المشاركة.
- قدمت في مسلسل «عشرة عبيد صغار» شخصية مركبة، هل هي من أهم الشخصيات التي قدمتها؟
«عشرة عبيد صغار» عمل مهم في حياتي كممثلة، إذ قدمت فيه شخصية مركبة، فتارة نراها جيدة، وطوراً تتحول إلى شخصية شريرة، مما يجعل المشاهد حائراً، لذلك أعتبر هذا الدور من أهم ما قدمته درامياً، ورغم أن الشخصية لا تشهبني في الحياة، لكن الآراء كانت جيدة، والناس أحبّوني فيها، واستطعت أن أوصل الرسالة المطلوبة منها.
- «شط الهوى» هو مشاركتك السينمائية المصرية الأولى، لماذا تم اختيارك لدور باللهجة المصرية؟
لأن القائمين على الفيلم وجدوا أنني مناسبة لهذا الدور، وظنوا أنني مصرية في البداية، ولولا ذلك لما أسندوا إليّ الدور، وكنت بمثابة وجه إعلاني لهم، فأنتجوا لي أغنية «قلبي وعمري» التي تم تصويرها في الأرجنتين.
- كنت إحدى الصبايا في الجزء الرابع من مسلسل «صبايا»، لكن البعض وجدوا أن هذا الجزء كان الأضعف مقارنةً بباقي الأجزاء!
بالنسبة إليّ، كانت مشاركتي في مسلسل «صبايا» بجزئه الرابع، تجربة جميلة جداً، والصبايا كن لطيفات جداً وأحببتهن كثيراً بعد أن تعرفت إليهن عن قرب، ولولا هذا الانسجام الواضح بيننا لما قال لي الناس إنهم أحبوني في هذا العمل.
- هل أنت مع فكرة الأجزاء في العمل الدرامي؟
أنا لست مع كثرة الأجزاء في العمل الدرامي، وأفضّل ألاّ يتعدى العمل جزءين أو ثلاثة، لأن «رهجته» تختفي، لكن الجزء الرابع من «صبايا» كان رائعاً، وأرى أنه حتى لو نجح العمل الدرامي فمن الأفضل ألا يُكرر بأجزاء أخرى.
- في الأعمال التي تكثر فيها الفنانات، كثيراً ما نجد فنانة تحاول، عبر الارتجال، سحب الكاميرا من الأخرى، هل حصل معك ذلك؟
هذا الأمر يعود الى شخصية الممثل، ففي النهاية كل فنان يأخذ حقه من العمل، لكنني لا أؤيد كثرة الارتجال في الشخصية بقصد الظهور، وأحياناً يتم الاتفاق بين الفنان ومن يعمل أمامه على شيء معين وإضافة معينة، لكن عندما يبالغ الفنان في ذلك فهذا دليل على قلّة ثقته بنفسه.
- لماذا لم نرك في عمل عربي مشترك؟
لم يأتني الدور المناسب كإنتاج وإخراج ونص طبعاً، فأنا لست ضد هذا النوع من الأعمال، وأي دور مهم أقتنع به سأقدمه بغض النظر عما إذا كان مشتركاً أو محلياً.
- ما رأيك بما يُقدم في هذا المجال اليوم؟
بصراحة، هناك أعمال لا لزوم لها، تقابلها أعمال جيدة وقوية وتلقى صدى لدى الجمهور، وفي النهاية على الممثل أن يختار الدور الذي يضيف الى اسمه ومهنته.
- أغنية «إحساس»، هل حُضّرت خصيصاً لحفل زفافك، أم أنها طُرحت في الأسواق في الفترة نفسها؟
أغنية «إحساس» كانت مفاجأة، انتقيتها أنا وزوجي، وغنّيتها في العرس، ولم يكن يعرف هو بالأمر، إذ اتفقت مع معدّ الأغنية على أن يرسل لي جزءاً منها كي أغنّيه في الحفل كمفاجأة، وهذا ما حدث بالفعل.
- وماذا عن مفاجأة تقديم خاتم الزواج ضمن قالب الكيك؟
ما من شخص لا يحب المفاجآت، لكن زوجي صريح ويقول كل ما يشعر به مباشرةً، لكنه فاجأني بتقديم خاتم الزواج فتأثرت كثيراً، وكانت خطوة مهمة منه، لأننا قررنا بعدها أن نتزوج على الفور.
- هل ستركزين في الفترة المقبلة على الغناء أكثر منه على التمثيل؟
هذا الأمر يعتمد على الأعمال التي تصلني، وفي النهاية أنا درست التمثيل والإخراج في الجامعة اللبنانية، لكن الفارق أن التمثيل لا يسمح لي بالظهور بصورة دائمة، فيما الغناء يمكّنني من ذلك، لكن كلا الفنين موجودان في حياتي وأحبهما.
- ما الذي أخذته عن والدك الفنان عبدو ياغي؟
الموهبة واحترام العمل والوقت، وبالطبع التربية على أسس الموسيقى الصحيحة، فأنا تربيت على أنغام أم كلثوم وفيروز ووديع الصافي وفريد الأطرش، وعلّمني والدي الموشحات والقدود الحلبية، وكيف تكون الأذن الموسيقية، وأشكر الله على أن عبدو ياغي هو أبي.
- أنت خريجة برنامج «سوبر ستار» الذي أطلق مواهب كثيرة أصبحت اليوم في مصاف النجوم، منهم الفنان ملحم زين، لماذا لم تأخذي حقك بالانتشار بعد البرنامج؟
الكل يعرف أنني في تلك الفترة تعاملت مع أشخاص قصّروا في دعمي، لهذا السبب تراجعت قليلاً، لكنني اليوم أعمل لوحدي، ولي فريق ممتاز يتعاون معي وأصدقاء يساعدونني، وبالطبع زوجي الذي يدعمني، لذلك أتقدّم بخطوات ثابتة معتمدةً على إنتاجي الخاص.
- هل طغى برنامج المواهب «ستار أكاديمي» على «سوبر ستار» في رأيك؟
لا، فكلاهما من البرامج المهمة، لكن «ستار أكاديمي» كان يركز أكثر على الاستعراض مقارنةً بالغناء، وهذا ما يشدّ الناس أكثر.
- ما رأيك ببرامج المواهب المختلفة التي تُقدّم اليوم؟
أنا مع هذه البرامج، لكن ليس مع كثرتها الى هذه الدرجة، إذ لم يعد في إمكاننا التمييز بين الذين تخرّجوا في هذا البرنامج أو ذاك، كما أن المواهب المتخرجة في هذه البرامج تضيع بعد خروجها منها. لذا، من الأفضل أن يكون كان هناك برنامج مواهب واحد يغطي المنطقة العربية كلها ويُعرض على المحطات كافة، بدلاً من تعدد البرامج وكثرة المواهب التي تنطفئ بعد انتهاء البرنامج.
- هل يمكن أن نراك حَكَماً في لجنة أحد برامج المواهب؟
لا يزال الوقت مبكراً جداً على ذلك.
- حتى لو كان برنامج هواة للأطفال؟
أحب الأطفال كثيراً، وأعلّم الموسيقى للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية وأربعة عشر عاماً، لكن لا أجد نفسي حالياً حكَماً في لجنة تحكيم للأطفال.
- هل تفكرين في الإنجاب قريباً؟
بالطبع، تزوجنا كي نؤسّس عائلة، والله كريم.
- في رأيك، من هي نجمة لبنان الأولى اليوم؟
لا يمكن أن أسمّي فنانة معينة، ففي مجال الفن ما من شيء ثابت، اليوم تكون فنانة ما هي النجمة، وبعد أشهر عدة مثلاً تلمع نجمة أخرى بعمل آخر فتحلّ محلها. لذا، أؤكد أن جميع الفنانات مهمات بالنسبة إليّ وجيدات، وأنا أحترمهن، وأرى أن الفنانة كارمن لبّس من أهم الممثلات في لبنان، وأقدّرها وأحترم عملها ونفسيتها وشخصيتها.
- ومن سوريا؟
نجمات سوريا كثيرات، ولا يمكن أن أحدّد اسماً، خوفاً من أن يعتب عليّ البعض، بخاصة أنني عملت معهن في مسلسل «غضبان»، فكلهن جيدات وأفتخر بهن. وشخصياً، أحب الفنانة شكران مرتجى كثيراً، فهي قريبة الى القلب وظريفة وطبيعية.
- على خطى أي فنانة تسير بريجيت ياغي فنياً؟
بشكل عام، أمشي على خطى بريجيت ياغي، لأن لكل فنانة أسلوبها الخاص في الفن، وأنا أتبع أسلوبي.
- نراك فنانة متحفظة قليلاً، هل تعارضين الجرأة؟
أنا فنانة منفتحة على كل شيء جديد وتتخلله جرأة، لكن بشرط ألا يؤذي العين التي تشاهده، فأنا وجه معروف وقدوة لأشخاص معينين، وربما أنهم يقتدون بي، لهذا أريد أن أكون مثلاً جيداً لهم. وشخصياً، لا يمكن أن أُقدم على خطوة قد تؤثر في مسيرتي الفنية واسمي، لذلك أنا مع الجرأة لكن ضمن حدود معينة.
- شاركت في برنامج «حرب النجوم» مع الفنان حسام جنيد، ماذا عن هذا المشاركة؟
كانت حلقة نارية ومسلّية كثيراً، وخلالها تعرفت شخصياً إلى حسام وسعدت بمعرفته.
- ماذا بعد «غضبان»؟
بعد هذا المسلسل، بدأت التمرّن على مسرحية لبنانية كوميدية اجتماعية، ستُعرض الشهر المقبل، وبعدها سأطرح أغنية «بتستاهل» في الأسواق، وإن شاء الله سنبدأ بتصوير كليب الأغنية.
- كثيرات من الفنانات اللبنانيات يقدّمن اليوم برامج فنية، هل من مشروع تقديم في المستقبل؟
جاءتني عروض كثيرة لتقديم برامج فنية، لكنني لم أقتنع بأي منها، إذ لا يمكن أن أقدم أو أشارك في عمل أو برنامج لا يضيف إليّ، لكنني مع فكرة التقديم، وإن كان هناك عرض مناسب، فلمَ لا؟!
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024