روبين عيسى: أصبت بالاكتئاب والفن يستهلك عواطفي

نيرمين زكي (القاهرة) 16 ديسمبر 2017

رغم مشوارها الفني القصير، نجحت في إثبات نفسها في الدراما والسينما السوريتين، فحصد فيلمها الأخير «الأب» الذي شارك في فعاليات الدورة الأخيرة من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، ردود أفعال إيجابية، وأشاد النقاد بدور الأم التي تتعرض للخطف من جانب «داعش»، والذي جسّدته ضمن أحداث هذا العمل.
النجمة السورية روبين عيسى، تحدثت عن مشاريعها الفنية المقبلة، وسبب تأجيلها حلم الأمومة رغم مرور سنوات على زواجها، كما كشفت عن رأيها في عمليات التجميل وعلاقتها بالماكياج والموضة، وتكلمت أيضاً عن أحلامها، وأجمل أيام حياتها وأسوأها.


- شاركت أخيراً في بطولة فيلم «الأب»، فما الذي حمّسك له؟
القصة هي السبب الرئيس الذي حمّسني لهذا العمل. وفيلم «الأب» هو تكملة لسلسلة أفلام يقدّمها المخرج باسل الخطيب عن معاناة السوريين وحربهم ضد الإرهاب و«داعش»، وأجسّد فيه دور زوجة وأمّ تتعرض للخطف على يد «داعش» وتفقد ابنتها. الفيلم يضجّ بالمشاعر، وقد أرهقني نفسياً أكثر منه جسدياً، لكنني في النهاية أعتبره تجربة ممتعة لن أنساها.

- لكن، ألا تعتبرين مشاركتك في بطولة هذا العمل مغامرة؟
بالفعل، أرى أنها مغامرة وتحدٍّ كبير، فتقديم دور امرأة تكبرني بسنوات عدة ولها ابنة، لم يكن خطوة سهلة، لكنني في النهاية  ممثلة، ولا بد لي من أن أقدم كل الأدوار مهما كانت الصعوبات، ومهما بلغ حجم الاختلاف بيني وبينها.

- ما الصعوبات التي واجهتك خلال التصوير؟
كما قلت، هذا العمل أرهقني نفسياً وجسدياً وعاطفياً، لأنه تحدث عن معاناة سوريا وشعبها على مدار ست سنوات، كما كنا نصوّر في مناطق سورية شهدت حروباً طاحنة، حيث كانت رائحة الموت تنتشر في مواقع التصوير، فأُصبت باكتئاب شديد، وفي أحيان كثيرة، كنت أشعر بالرغبة في البكاء، إضافة إلى أننا صوّرنا معظم المشاهد في البرد القارس، لكننا تحمّلنا كل هذه الصعوبات، لأن التجربة كانت تستحق منا الصبر والمغامرة، وتقديم دور الأم بهذه المشاعر والأحاسيس لم يكن أمراً سهلاً، بخاصة أنني لست أمّاً في الحقيقة، لكنني درست الشخصية وتعمّقت فيها، الى درجة أنها سيطرت عليَّ بشكل كبير.

- هل كانت هناك استعدادات أخرى لهذه الشخصية؟
أعتقد أن المعاناة التي نعيشها في سورية قد أعطتنا دفعاً قوياً لتقديم الفيلم بهذه الصدقية، فهناك أشخاص قريبون مني فقدوا أعزّ الناس على قلوبهم بسبب «داعش» والحرب والإرهاب.

- كيف وجدت العمل مع المخرج باسل الخطيب؟                                      
«الأب» ليس العمل الأول الذي جمعني بباسل الخطيب، فقد تعاونت معه سابقاً في مسلسلَيْ «حدث في دمشق» و«حرائر». ما يميز الخطيب عن سواه أنه إنسان مريح في التعامل وقادر على استخدام إمكانات الفنان بشكل صحيح.

- كيف ترين حال السينما السورية؟
أرى أنها في تطور مستمر، وما لا يعرفه كثر أن الأزمة السورية أفادت الدراما والسينما ولم تضرّ بهما، لأن ما حدث معنا خلال السنوات الماضية جعل المؤلفين والمبدعين قادرين على تقديم قصص مثيرة وحكايات إنسانية رائعة، فرغم ما نمر به، لا تزال الأفلام السورية قادرة على المشاركة في المهرجانات، ففيلم «الأب» شارك في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وحقق ردود أفعال أكثر من رائعة، وأشاد به كثر من النقاد.

- هل من مشاريع فنية جديدة تستعدّين لها؟
انتهيت من تصوير فيلم بعنوان «الاعتراف»، والذي أتعاون من خلاله أيضاً مع المخرج باسل الخطيب، وهناك العديد من المشاريع السينمائية والدرامية والمسرحية، التي أستعدّ لها.

- هل العمل في مصر هدف بالنسبة إليك؟
أحلم بالعمل في الدراما والسينما المصريتين، لكنني في انتظار العرض المناسب. وبصراحة، تجارب النجوم السوريين في مصر تشجّعني على خوض هذه التجربة، فعدد كبير من هؤلاء أصبحت له مكانة مهمة في مصر.

- لكن، هل هناك نجم معين تشعرين بأنه أثبت نفسه بقوة في مصر؟
بصراحة، لن أذكر اسماً محدداً، لأن كثراً من النجوم والنجمات السوريين أثبتوا أنفسهم في مصر والوطن العربي.

- أكدت أخيراً أنك تؤيدين الجرأة في الدراما، لكن هذا التصريح أثار الجدل، فما تعليقك؟
أؤيد الجرأة التي لا تؤذي عين المشاهد ولا تجرح حسّه الفني. ولن أتراجع عن هذه التصريحات، لكنني أرفض بشدة الوقاحة والمشاهد الخادشة للحياء لمجرد الإثارة وتحقيق نِسب مشاهدة عالية.

- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
مشواري الفني لم يتخطّ عمره الخمس سنوات، لكنْ هناك أعمال كثيرة أفتخر بها، وأشعر بأنها أضافت إلى رصيدي الفني، منها دوري في مسلسلَي «أيام لا تُنسى» و«مذكرات عاشقة سابقة».

- هل هناك عمل ندمت عليه؟
ما من عمل أو قرار ندمت عليه، فالأعمال التي لم تحقق الصدى المتوقع لها لم أندم عليها، لأنني اكتسبت منها المزيد من الخبرات.

- من هو المخرج المصري الذي ترغبين في العمل معه؟
هناك مخرجون كثر أرغب في الوقوف أمامهم، وأبرزهم المخرج مجدي أحمد علي، فقد أبهرني في فيلم «مولانا»، كذلك تعجبني مسلسلات محمد ياسين، وأحلم بالتعاون مع محمد العدل.

- ومن هو النجم الذي تريدين العمل معه في مصر؟
لا اسم معيناً، لأن مصر مليئة بالقامات الفنية والنجوم اللامعين، وعندما ألتقي أحدهم في مهرجان دولي تغمرني السعادة، ولَكَمْ سعدتُ بلقائي النجمين حسين فهمي وعزت العلايلي خلال أحد المهرجانات السينمائية، وشعرت في الوقت نفسه بالرهبة أثناء حديثي معهما، ولا أنكر أنني أحلم بعمل فني يجمعني بهذين النجمين.

- لماذا لا يعرف أحد شيئاً عن حياتك الخاصة؟
لأنني لا أتحدث عنها كثيراً، لكنني متزوجة منذ سنوات برجل من خارج الوسط الفني.

- وهل تؤجلين حلم الأمومة؟
بصراحة، أنا كأي فتاة في العالم، أحلم بالأمومة وأتمنى تكوين أسرة كبيرة، لكنني أعترف بأن الأمومة ليست ضمن أولوياتي في الوقت الحالي، وهي خطوة مؤجلة بالنسبة إليّ، لأنني أريد التفرغ لعملي، فأنا مهووسة بالتمثيل.

- لكن، هل أثّر هوسك بالتمثيل في علاقتك بزوجك؟
هو ليس مجرد زوج، بل شريك حياة وشخص متعاون الى أبعد الحدود ويدعمني باستمرار، وفي الوقت نفسه أسعى دائماً الى التوفيق بين حياتي الخاصة وعملي، ولا أسمح بأن ينجح أحدهما على حساب الآخر.

- بمناسبة الحديث عن المسرح، ما سبب ابتعادك عنه؟
لست بعيدة عن المسرح، وكل ما في الأمر أنني أرفض المشاركة في مسرحية وأنا متعاقدة على مسلسل أو فيلم، فالمسرح يحتاج إلى تفرغ تام، ولا يمكن الجمع بينه وبين أي عمل فني آخر.

- ما أكبر عيوب مجال الفن؟
الغرور الذي قد يصيب الفنان هو أخطر عيب في هذا المجال، لأنه مهما كانت موهبة الفنان قوية، فالغرور يدفعه للسقوط في الهاوية. ومن أبرز عيوب الشهرة لمن يعمل في الفن، التعرض الدائم للضغوط، والشعور المستمر بالقلق، فهو يستهلك عواطفنا بشكل كبير.

- وما هي مميزات العمل كممثلة؟
الشعور الدائم بالحرية والقدرة على الابتكار والإبداع، إضافة إلى أن التمثيل يبعد عنا شبح الروتين الممل.

- من هو الشخص الذي ساندك في بداية مشوارك الفني؟
عائلتي وزوجي وعدد كبير من المخرجين السوريين، ومنهم المخرج القدير باسل الخطيب.

- هل دخول مجال الفن كان قرارك منذ البداية؟  
بالطبع، فهو لم يكن قراراً بل حلم حياتي، خصوصاً أنني وجدت من يدعمني لتحقيق هذا الحلم.

- لكن لو لم تكوني ممثلة لكنتِ...
راقصة، فأنا أحب هذا النوع من الفنون.

- ما أجمل يوم في حياتك؟
اليوم الذي دخلت فيه معهد الفنون المسرحية.

- وأسوأ يوم؟
كل يوم تشهد فيه سورية انفجاراً وسقوط شهداء هو أسوأ يوم في حياتي، وأتمنى أن ينتهي هذا الكابوس.


زوجي...

- هل يتابع زوجك أعمالك الفنية؟
بالطبع، فهو لا يدعمني فقط، وإنما ينتقد أعمالي الفنية بأسلوب رائع، وعندما لا يعجبه أحد مشاهدي، يبدي رأيه من دون تردد، وحين أشارك في مسرحية ما، يحرص على حضور البروفات لتقييم أدائي.


نصيحتي...

- ما النصيحة الجمالية التي تسدينها الى الفتيات؟
أقول لهن: حافظن على جمالكن الطبيعي، ولا تغيّرن في شكل ملامحكن إلا إذا كان هناك عيب خلقي يستحق الخضوع لجراحة. بصراحة، أنا أرفض الخضوع لعمليات التجميل لمجرد الرغبة في التغيير، كما أعارض تغيير ملامح الوجه.


أسلوبي...

- هل أنتِ مهووسة بالموضة؟
لا، لأنني أميل الى البساطة ولا أحب المبالغة في أسلوب  الملابس، فملامح وجهي لا تحتاج إلى ماكياج، لذا لا أستخدم  مستحضرات التجميل، كما أرغب في أن أكون «روبين»، وأرفض التشبّه بأي امرأة أخرى مهما بلغ جمالها.