الصوت وسيلة التعبير والتواصل

مرض السرطان, الصورة الصوتية, إلتهابات الحنجرة, أمين حداد, الحبال الصوتية

18 مايو 2010

يلعب الصوت دوراً أساسياً في المجتمع فهو الوسيلة الأولى للتعبير عن العاطفة والأداة الأساسية للتحاور بين الناس. وكل اختلاف في نبرة الصوت يعبّر عن تفاوت في المشاعر فإما أن يعبّر عن خوف أو عن عاطفة وحنان أو عن غضب... وعلى الرغم من أهمية الصوت في حياتنا، لا نعيره عادةً أهمية قصوى، لا بل قد نهمله ونؤذيه بوسائل شتى دون أن ندري. ضمن المؤتمر الذي نظمته مختبرات سانوفي-أفنتس لمناسبة اليوم العالمي للصوت، تحدث الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة أمين حداد عن الأدوار التي يلعبها الصوت وعن الأمراض التي قد تصيب الحنجرة وطرق تشخيصها وطرق الحفاظ على صحة الأوتار الصوتية.


- كيف يصدر الصوت الذي نتحدث به؟

يصدر الصوت من الحنجرة التي تحتاج، كأي عضو آخر إلى الصيانة والعناية. علماً أنه توجد ثلاثة أنواع من الأصوات: الصوت الذي نتحدث به في التواصل مع الآخرين بشكل عادي، والصوت الذي يستعمل للغناء، والصوت الخطابي. وأي خلل في الصوت قد يعبّر عن مشكلات جدية وخطيرة.

- كيف يتعرض الصوت للأذى؟
غالباً ما يكون سوء استعمال الصوت نقطة البداية لاختلاله، كالشد لاستعماله والصراخ وجرح الحنجرة. كما يمكن الإساءة إلى الصوت بنمط الحياة الذي يكثر فيه السهر والتدخين واتباع نظام غذائي سيئ والوجود في أماكن يكثر فيها الدخان وتنشق الغبار وغياب الرطوبة والجفاف في الجو. كما نجد أن المهنيين الذين يستعملون أصواتهم بكثرة يعانون مشكلات أحياناً في الصوت.

- كيف نعرف ما إذا كانت هناك مشكلة مرضية في الحنجرة؟
كل تغير في الصوت يستمر لمدة تتعدى الثلاثة أسابيع يتطلب استشارة الطبيب. أما أسباب هذا التغير فتتفاوت بين خطيرة وبسيطة، فقد تكون ناتجة عن ظهور عقدة لدى الأشخاص الذين يعتمدون تقنيات صوت سيئة أو ظهور ورم في الغشاء المخاطي عند المدخنين أو بداية لمرض السرطان. كما يمكن أن يحصل ذلك لدى الأشخاص الذين يسيئون استعمال أصواتهم أو يعانون نزفاً في الحبال الصوتية  أو شللاً فيها بسبب إصابة أحد الأعصاب.  وتجدر الإشارة إلى انه يمكن أن نعاني بحة ناتجة عن مشكلة ارتجاع الطعام reflux لكن في هذه الحالة، تظهر فقط في الصباح ثم تزول خلال النهار.

- هل تسهل معالجة هذا النوع من المشكلات؟
يمكن الشفاء من عدد كبير من الأمراض في حال معالجتها في الوقت المناسب . يمكن معالجة العقدة في الحبال الصوتية من خلال الاستعانة باختصاصي في النطق، فيما تستدعي نسبة تقل عن 10 في المئة من العقد في الحبال الصوتية اللجوء إلى جراحة.

- كيف تتم معالجة هذا النوع من السرطان؟
يمكن استئصال الورم بالمنظار أو بالكي أو بأشعة اللايزر. أما في حال فقدان الحنجرة، فيصعب إجراء عملية زرع لأن زرع الأعضاء يتطلب الحصول على أدوية لتقبل العضو وهي تخفف المناعة، وهذا غير ممكن لمريض السرطان لأن مناعته تكون ضعيفة أصلاً. لكن يمكن ترميم الحنجرة.

- هل يمكن أن يشفى سرطان الحبال الصوتية؟
90 في المئة من المصابين بسرطان الحبال الصوتية من المدخنين. كما أن تدخين النرجيلة يوازي تدخين 25 سيجارة مرةً واحدة. لكن يمكن الشفاء من سرطان الحبال الصوتية بنسبة 90 في المئة من الحالات شرط اكتشافه في مرحلة مبكرة. أما في المراحل المتقدمة فيزداد العلاج صعوبةً على المريض وتصبح استعادة الصوت الطبيعي أمراًَ شبه مستحيل. لذلك يجب أن يستشير المدخن الطبيب بانتظام وأن يخضع لفحص للحبال الصوتية كل 6 أشهر ولمنظار. مع الإشارة إلى أن التدخين السلبي هو أيضاً تدخين بنسبة 40 في المئة.


التدريب على اللفظ


أوضحت الاختصاصية في التدريب على اللفظ جوزيه صقر حقائق تتعلق بإصدار الصوت الذي نعمل غالباً على تعديله، كما تقول، بحسب ما نسمع. كما أشارت إلى أن الضرر يحصل عندما تقترب الأوتار الصوتية بعضها من بعض لأن احتكاكها ببعضها يؤذيها وتضيف: «ثمة عوامل عدة تسبب الأذى للأوتار الصوتية نتيجة سوء الاستعمال كالمهنة التي تتطلب الوجود في أماكن فيها الكثير من الضجة. كذلك بالنسبة إلى المدرسات. أيضاً كثرة الوجود في الأماكن التي فيها مسافة بين الأشخاص أو التي فيها دخان. إضافةً إلى أسباب أخرى كما بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينفعلون بسرعة، أما الهادئون فلا خطر عليهم من هذه الناحية. أيضاً يعتبر الأشخاص الذين يعانون مشكلة جسدية أو عاهة أكثر عرضة لمشكلات في الصوت كونهم يعوّضون من خلاله عما يعانونه. وفيما تعتبر النساء أكثر عرضة لمشكلات الأوتار الصوتية، ترتفع النسبة أكثر عند الأولاد  في سن صغيرة مقارنةً بالبنات».
كما أشارت صقر إلى أن بعض الأشخاص يحاولون فرض شخصيتهم وإرادتهم برفع الصوت مما يؤثر سلباً على الأوتار الصوتية، مع الإشارة إلى أن الرجال يتمتعون بصوت أقوى وأضخم بسبب الهرمونات الذكورية لديهم.


نصائح للحفاظ على الصوت

في قوة الصوت

  • تجنب الصراخ واعتمد وسائل أخرى للتعبير عن مشاعرك من فرح وغضب وأمر. وعند التعامل مع الأطفال، من الأفضل عدم استعمال الصراخ لتأنيبهم، بل يمكن إصدار الأوامر مرةً واحدة بحزم.
  • تجنب الحديث بصوت مرتفع وحافظ على نبرة صوت طبيعية ومقابلة عند المحادثة.
  • تجنب الحديث في أماكن صاخبة حيث عليك التحدث بصوت مرتفع.
  • تجنب التحدث مع شخص موجود على مسافة بعيدة منك.
  • لا تعتاد على الهمس.

في الوقت

  • لا تتكلّم أكثر من اللازم.
  • تعلّم الاستماع إلى الآخرين.
  • حاول تأمين خمس دقائق أو عشر من الصمت مرات عدة في اليوم.

ما يسيء إلى الصوت

  • تجنب السعال أو توضيح الصوت لأنك تؤذيه. في المقابل حاول ارتشاف الماء أو وضّح صوتك بأقل قدر ممكن من الجهد.
  • تجنب التدخين لأنه يؤذي الأوتار الصوتية.
  • تجنب الكلام إذا كنت تشعر بألم أو انكماش أو وخز في الحنجرة لأن ذلك يتفاقم بعد فترة طويلة من الكلام مما يشير إلى أن العضلات مشدودة.
  • حاول الاسترخاء قدر المستطاع لأن الإجهاد قد يؤثر في صوتك.