الدكتور نسيم أبي شاهين...

التوحد, الخلايا الجذعية, زكام, فيتامين A, سمك السلمون, الجلطات, حرارة الجسم, داء باركنسون, العلكة

21 سبتمبر 2010

أمام التطورات المستمرة في عالم الطب، نبقى دائماً بانتظار الجديد لأن كلاً منا يترقب ما يعطيه بصيصاً من الأمل ويبعد عنه شبح الأمراض، خصوصاً تلك الخطيرة والتي تعتبر حتى الآن مستعصية. عرف العلاج بالخلايا الجذعية تطورات عدة إلى أن ظهر بحلّة جديدة تساعد على معالجة أمراض عصبية عدة كالباركنسون والتصلّب اللويحي والجلطات والتوحد وغيرها...الطبيب اللبناني الاختصاصي في جراحة الأعصاب نسيم أبي شاهين، تحدث عن تطور العلاج بالخلايا الجذعية، وعن آخر ما توصّل إليه العلم في تقنية تعيد الأمل إلى كثير من المرضى.

- ما هي الخلايا الجذعية؟
الأمر أشبه بورقة بيضاء، فعندما توضع الخلايا الجذعية في الدماغ أو في أي مكان، تأخذ هويته لأنها لم تتميز بعد. الخلايا الجذعية تبني من جديد كل ما قد هدّم. لهذا السبب أعطيت اسم «الخلايا الذكية». علماً أن عدد الخلايا الجذعية قليل في أجسامنا.

- كيف تستعمل الخلايا الجذعية في العلاجات؟
أصبحت الخلايا الجذعية معتمدة في معالجة أمراض عدة كالباركنسون والتصلّب اللويحي ومرض Ataxia أو عدم توازن الحركة والجلطات والتشنجات. وبشكل عام تتجاوب كل الأمراض العصبية مع العلاج، بما فيها التوحد.

- كيف تتم عملية حقن الخلايا الجذعية لمعالجة هذه الحالات؟
يدخل المريض المستشفى قبل أيام من حقنه، ويحقن بدواء معيّن تحت الجلد يساعد على خروج الخلايا الجذعية من معمل الدم إلى الدورة الدموية  وعلى تكاثرها. بعدها تعتمد تقنية خاصة اسمها Plasmapheresis كانت تستعمل لتنظيف الدم. وبواسطتها يمكن جمع الخلايا الجذعية لحقنها في الظهر، بحسب المدرسة الإيطالية. وبهذه الطريقة تصل الخلايا الجذعية إلى المواقع المعطّلة في الدماغ والنخاع الشوكي. عندها يتغيّر شكل الخلايا ودورها لتصلح وترمم الموضع المصاب في الدماغ أو النخاع الشوكي.

- هل يتطلب هذا العلاج وقتاً طويلاً؟
يجرى العلاج خلال خمسة أيام من بداية تحضير المريض.

- هل من إجراءات معينة يجب أن يتخذها المريض بعد أن يخضع لعملية حقن الخلايا الجذعية؟
يطلب من المريض أن ينام  3 ساعات في وضع يكون فيه على بطنه .

- هل من حالات معينة لا يمكن أن يجرى لها هذا العلاج لقلة فائدته فيها أو لكونه قد يشكل خطراً على المريض في حال إجرائها؟
ثمة حالات لا يجرى لها العلاج لأن المريض قد لا يستفيد منه، خصوصاً إذا كانت الحالة متقدمة. كما يمكن ألا تسمح الحالة بإجراء العلاج. لكن لا بد من الإشارة إلى أن هذه التقنية ليست عملية جراحية وتقتصر على حقنة في الظهر في سرير المريض في المستشفى. كما انه لا يتم عزل المريض لأننا لا نضعف مناعته، وبالتالي لا حاجة إلى عزله ولا خطر عليه إطلاقاً.

- هل يبدأ التحسن مباشرةً بعد العلاج؟
يبدأ التحسن خلال 12 ساعة من عملية الحقن، ويستمر التحسن التدريجي خلال فترة تصل إلى ستة أشهر.

- ماذا بعد الستة أشهر؟
بعد الستة أشهر تبقى الحالة ثابتة. بهذه الطريقة، يكون المريض قد وصل إلى مرحلة ثابتة مقبولة وكأنه رجع إلى الوراء في الحالة وفي الأعراض.

- هل من حالات معينة أو من أمراض تتجاوب بشكل أفضل مع العلاج؟
تتجاوب حالات الباركنسون بشكل أفضل من أمراض أخرى.

الخلايا الجذعية في التاريخ
ُذكرت الخلايا الجذعية للمرة الأولى في الستينات وازدادت أهميتها في الصين مع جهود بذلها علماء لمعالجة الحروق والشوائب في الأعضاء. أما في الغرب فساد اعتقاد أن اللجوء إلى الخلايا الجذعية طب صيني ولم يؤمنوا به. لكن أخذت المسألة منحىً جدياً أكثر مع العلماء الروس الذين أكدوا أن الخلايا الجذعية ليست موجودة لدى الجنين فحسب، كما كان الاعتقاد سائداً، بل في دم الكبار أيضاً.
وقد اكتشف الروس عملية سحب الخلايا الجذعية من حبل السرّة مؤكدين أنها تسبب أمراضاً سرطانية عندما تؤخذ من الجنين، إلى أن اكتشف البروفسور البرتغالي كارلوس ليما انه يمكن أخذ الخلايا الجذعية من شخص راشد ثم حقنه بها دون العمل على إكثارها في المختبرات، كما كان يحصل سابقاً، مما يعطي نتائج فضلى في المعالجة. وتجدر الإشارة إلى أنه تم اكتشاف أن سحب الخلايا الجذعية من جنين وحقنها لراشد يسببان السرطان، وقد توقف العمل بهذه التقنية من أواخر التسعينات في الدول المتقدمة.
 لكن لا تزال معتمدة في دول العالم الثالث لأهداف تجارية بحتة. وقد تبارز الأوروبيون لإثبات الطريقة الفضلى في ما يتعلّق بسحب الخلايا الجذعية وحقنها. فكانت تقنية الألمان تقضي بأخذ الخلايا الجذعية من النخاع العظمي ثم بالعمل على إكثارها خلال أسبوعين إلى أن يصبح عددها مرتفعاً (من 4 ملايين إلى 8 ملايين). لكن تبين لاحقاً أن إطالة المدة لإكثار عدد الخلايا الجذعية يخفف جودتها. ومن الإنجازات التي حققها الروس اكتشاف إمكان حقن الخلايا الجذعية في ماء الظهر بعد أخذها من الدم دون حقنها في المكان المعطّل مما يسمح بالاستغناء عن عملية جراحية اكثر خطورة. لكن في كل المحاولات، كان الكل يعمل على الخلايا قبل إعادة حقنها. أما في المدرسة الإيطالية، فالإنجاز الأهم الذي تم تحقيقه هو أن المريض يحقن بدواء تحت الجلد مرة في الصباح ومرة في المساء، وبعد يومين يكون معمل الدم قد طفح بالخلايا الجذعية . وبعد أن يرتفع عدد الخلايا بشكل هائل بحيث قد يصل إلى 500 مليون خلال أيام، تستعمل آلة Plasmapheresis، ويتم بواسطتها استخراج الخلايا الجذعية ثم يعاد حقنها بواسطة حقنة في ماء الظهر فيما يحقن جزء منها ويعاد إلى الدورة الدموية.


.