«تكريم» في الدورة الثامنة مساحة تعانق الإبداع وتتصدّر الجوائز العربية

كارين اليان ضاهر 22 ديسمبر 2017

مبادرة «تكريم» حلم مهني فردي حوّلها الإعلامي ريكاردو كرم إلى حلم كبير ممتد على مدى خارطة العالم العربي فأعطت للإبداع بعداً نبيلاً وجعلتنا نشعر أن الإنسان العربي بألف خير. للسنة الثامنة على التوالي، التزمت المبادرة تسليط الضوء على قصص نجاحات تشكّل مصدر إلهام للشباب العربي.  لدورتها لعام 2017، بعد بيروت والدوحة والمنامة وباريس ومراكش ودبي والقاهرة، اختارت «تكريم» عمان لتقيم فيها حفلها السنوي «لما تتميّز به من نسيج مجتمعي متنوّع ومثقّف»، بحسب الإعلامي ريكاردو كرم مؤسس المبادرة والقيّم عليها والذي  يحبّ جداً العاصمة الأردنية لما تزخر  من دينامية وحماسة عند الجيل الشاب. كما يشير في حديثه أنّ «تكريم» أضحت مشروع بحجم وطن، لا أشخاص، وقد تطوّرت ونمت وصُقلت على مدى الأعوام لتصل اليوم إلى الطليعة على كافة المستويات. وفي ما يتعلّق بالعوامل التي ساهمت في تحقيق كل هذا النجاح، يؤكد أن العمل والصدقية والمنهجية الواضحة والشفافية وثقة الناس بالإضافة إلى شغفه، كلّها مجتمعة لعبت دوراً في ذلك. ويؤكد الإعلامي ريكاردو كرم أنه يتابع مجريات الحفل من الخلف ويذرف دموعاً حيث يتأثر إلى حد كبير عند صعود الفائزين إلى المنصة، ويعتبر أنّ الحفل يختزن لحظات من العمر ويختصر جهوداً وعملاً مضنياً.


أُقيم الحفل السنوي لـ«تكريم» بحضور الملكة نور الحسين التي ترأس المجلس الفخري في «تكريم» والعائلة الأردنية الهاشمية وأكثر من ألف مدعو من أنحاء العالم.


وقد جاءت نتيجة دورة هذا العام على الشكل الآتي:

جائزة «تكريم» للإبداع الثقافي مُنحت لـ«المتحف العربي الأميركي القومي»
فمنذ فتح أبوابه عام ٢٠٠٥ في مدينة ديربورن، يقدم «المتحف العربي الأميركي القومي»، إضافة إلى المعارض، مجموعة متنوعة من البرامج في ميشيغن والمدن الأميركية الكبرى، يلتزم فيها بتغيير الأفكار الخاطئة عن العرب الأميركيين وغيرهم من الأقليات من خلال استقطاب العرب الأميركيين للجماهير العامة. كما يعمل على تسليط الضوء على التجارب المشتركة للمهاجرين والشعوب العرقية، تقديراً لتنوع الشعوب في الولايات المتحدة الأميركية.

جائزة «تكريم» للمبادرين الشباب مُنحت للشاب غانم المفتاح
رغم إعاقته النادرة، أخذ غانم المفتاح على عاتقه نشر الحب والسلام من خلال نشاطاته وبرامجه ومغامراته وجولاته حول العالم، ساعياً الى إسعاد الجميع. أسّس شركة «غريسة للآيس كريم»، تضم ٦ محلات ونحو ٦٠ موظفاً. ويعمل حالياً على التوجه نحو العالمية من خلال تصدير المشروع الى دول الخليج العربي.

جائزة «تكريم» للخدمات الإنسانية والمدنية مُنحت لمؤسسة «جسور» (سوريا)
أبصرت المؤسسة النور في حزيران/يونيو 2011 كمنظمة غير حكومية هدفها جمع المغتربين السوريين حول العالم وإشراكهم في الجهود الرامية الى مساعدة سوريا وشعبها على إطلاق كل طاقاته وإمكاناته. تركّز برامج «جسور» على التعليم من خلال المنح الدراسية في أبرز الجامعات العالمية وبناء المدارس للأطفال السوريين في لبنان، إضافة إلى برنامج الإرشاد المهني لتأمين فرص العمل للنازحين السوريين، وبرنامج ريادة الأعمال لتمكين رواد الأعمال الشباب والمشاريع السورية الناشئة.

جائزة «تكريم» للمرأة العربية الرائدة مُنحت للسيدة معالي العسوسي (الكويت)
أُسّست مبادرة «تمكين» عام 2007، واستطاعت تغيير حياة أكثر من ربع مليون شخص جذرياً ومساعدتهم ليصبحوا أسراً منتجة في مجتمعاتهم، فاستفاد من الحملات الطبية أكثر من ٣٠ ألف شخص، ومن الحملات الإغاثية أكثر من 120 ألفاً. كما شاركت في تمكين 120جمعية ومؤسسة غير ربحية ومبادرة شبابية في منطقة الشرق الأوسط في مجال الخدمة المجتمعية.

جائزة «تكريم» للابتكار في مجال التعليم مُنحت للدكتورة نهلا حولا (لبنان)
د. نهلا حولا أستاذة جامعية في علم التغذية، وعميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت، وتتركزّ أبحاثها على موضوع السُمنة وأسباب انتشارها والحلول الغذائية للحد من آثارها، وقد نشرت أكثر من ١٠٠ مقالة علمية عن التغذية والسُمنة والأمراض المُزمنة المرتبطة بها في المنشورات العالمية المرجعية. حقّقت شهرة كبيرة في لبنان والشرق الأوسط لكونها الرائدة في وضع التغذية على جدول الأعمال الوطني والإقليمي.

جائزة «تكريم» للتنمية البيئية المستدامة مُنحت للسيدة ساره التومي (تونس)
لدى زياراتها لوطنها الأم، لاحظت السيدة التونسية ساره التومي أن تونسيات كثيرات يعانين نقصاً في «مساحات للحلم والأمل»، فكانت النتيجة DREAM IN TUNISIA  الحلم التونسي، ليكون فضاء يمكّن النساء من تطوير طاقاتهن عبر مركز للشبان وآخر للنساء وثالث لريادة الأعمال.

جائزة «تكريم» للإبداع العلمي والتكنولوجي مُنحت للدكتور زهير الهليس (المملكة العربية السعودية)
الطبيب السعودي المعروف د. زهير الهليس هو أحد الجـرَّاحين الأكثر مهارةً في علاج عيوب القلب الخلقية، وخصوصاً المعقّدة منها عند الأطفال، لا على مستوى العالم العربي فحسب، بل في أميركا وكندا وأوروبا وكثير من الدول الآسيوية. ويعتبر اليوم من أهم جرّاحي القلب لدى الأطفال على مستوى العالم. أجرى ما يزيد على العشرين ألف عملية قلب مفتوح، ويُـدعى لإلقاء المحاضرات والتعليم وإجراء العمليات المعقَّـدة في كثير من دول العالم.

جائزة «تكريم» للمساهمة الدولية في المجتمع العربي مُنحت لمؤسسة «البستان بذور الحضارة» (الولايات المتحدة الأميركية)
تُشجّع المؤسسة التداخل الحضاري بين الناس بغضّ النظر عن المعتقدات الدينية والأصل العرقي، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي من أجل بناء مسارات سلمية ومُحتَرِمة لتضييق هوّة الخلافات والاحتفال بالتنوّع وتعزيز سبل بديلة للتأثيرِ في إحداث تغيير اجتماعي إيجابي.

جائزة «تكريم» للقيادة البارزة للأعمال مُنحت للسيد ريمون دبانة (لبنان)
 يشغل منصب الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة Invus ، وهي شركة استثمار عالميّة مقرها الأساسيّ في نيويورك ولها مكاتب في باريس ولندن وهونغ كونغ، وتتنوّع استثماراتها في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك المنتجات والخدمات الاستهلاكية، والغذاء، وتجارة التجزئة المتخصّصة، والبرمجيات، والتكنولوجيا الحيوية والأجهزة الطبية. وهو رئيس مجلس أمناء مؤسسة «العمل ضد الجوع» في الولايات المتحدة الأميركية، والرئيس الدولي لشبكة «العمل ضد الجوع».

حصلت السيدة ملك النمر (تركيا) على تقدير خاص، هي ابنة اسطنبول التي بدأت حياتها العملية مع المهمّشين منذ أكثر من ٢٥ سنة، وكرّست جهودها لتحسين حياة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيّمات لبنان. أسّست «جمعية الدعم الاجتماعي» التي تساعد أكثر من ١٠٠ مسنّ ومسّنة في مركزين، كما أسّست «جمعية توحيد شبيبة لبنان» التي ومن خلالها تتابع عملها مع لاجئين ومجتمعات مهمّشة لتأمين فرص تعليم وعيش أفضل.

مُنحت جائزة «تكريم» لإنجازات العمر لرجل الأعمال اللبناني الراحل مارون سمعان الذي ذاع صيته في الخليج العربي في قطاعات النفط والغاز والهندسة المدنية والمقاولات والإنشاءات والاستثمارات على أنواعها، والذي أسّس في ٢٠١١ «مؤسسة سمعان»، مكرّساً جهوده لإعلاء شأن التعليم من خلال عطاءاته التي تخطّت كل التوقعات إذ شمل عطاء المؤسسة تبرعاً هو الأكبر من نوعه في تاريخ الجامعة الأميركية في بيروت وبلغ قدره ٥٠ مليون دولار أميركي.

للمرّة الأولى، منحت جائزة «القائد التاريخي» لذكرى الملك حسين بن طلال باني الأردن الحديث، والقائد الذي تمكّن بحكمته من قيادة المملكة خلال أوقات الصراع والاضطرابات، وجعلها واحة للسلام والاستقرار والاعتدال في منطقة الشرق الأوسط.


جسر سلام:
هذه الأسماء التي تميَزت في سماء العالم اختارها المجلس التحكيمي الدولي الذي ضمّ لهذا العام كل من الدكتور الأخضر الإبراهيمي، الأميرة عالية الطباع ، الصناعي كارلوس غصن، الروائي مارك ليفي، الدكتور عاكف المغربي، الليدي حياة بالومبو، الشيخة بولا الصباح، الدكتور أحمد هيكل، رجل الأعمال عيسى أبو عيسى، السيدة نورا جنبلاط، الشيخة هلا آل خليفة، السيد رياض الصادق، السيد رجا صيداوي، الدكتورة نهى الحجيلان،  والشيخ صالح التركي والسيد سمير بريخو.
بدأ حفل توزيع الجوائز بكلمة لريكاردو كرم استشهد من خلالها بالبابا فرنسيس « من دون الحوار لا شيء ممكن اليوم. وعلى الحوار أن يكونَ صادقاً حتى لو اضطررنا لقولِ أمورٍ غير مستحَبَة. الحوار هو الجسرُ الكبير بين الثقافات. والجسرُ نحن من نبنيه. وعلينا أن نبنيه. وعمّان التي تستضيفُ دورتَنا الثامنة هي  جسرُ سلامٍ  وحوارٍ وتفاعل في هذا الزمنِ الرديء والقاتم ، فسلامٌ لك يا عمّان».
قدّمت الحفل كالعادة سفيرة «تكريم» الإعلامية ليلى الشيخلي. 
عقد في اليوم التالي مؤتمر صحافي تبعته حلقات نقاشية، نارية أحياناً، طغى عليها الحضور الأنثوي وكان أبرزها جلسة عنوانها «نساء ناجحات يشاطرن نصائح تميّزهن» مع رندا حبيب، مي شدياق، منى بطاينة ورانيا عطالله. كما ضمّت ندوة أخرى تحت عنوان «العالم العربي بين اليوم وغداً» خالد جناحي، غسان صعب، طارق خياط، دلع المفتي، ثريا بهجت وسارة أبو شعر.

الموقع الإلكتروني: www.takreem.net