في الذكرى الخمسين لابتكار حبوب منع الحمل

النزف, علاج بديل للهرمونات, سرطان عنق الرحم, حبوب منع الحمل, المبيضين, مرض السرطان, الاستروجين, زيادة الوزن, ألم / آلام الرأس, إنجاب, الغثيان, الواقي الذكري, فقر الدم, إباضة, ألم / آلام الثدي, ألم / آلام المهبل, إنقطاع الطمث أو الدورة الشهرية, الأمرا

22 ديسمبر 2010

صحيح أن الإنجاب حلم يراود كل زوجين ، لكن لا شك أن بعض الأسباب سواء كانت إجتماعية أو إقتصادية أو حتى صحية، قد تقف حاجزاً في وجه رغبتهما في تأسيس عائلة كبرى.
في هذه الحالة، من الطبيعي أن يحار الزوجان حول الوسيلة الأنسب لمنع حصول الحمل. وفيما تتعدد وسائل منع الحمل، تبرز حبوب منع الحمل كأبرز الوسائل المعتمدة، خصوصاً أنها ليست وسيلة دائمة ويمكن وقف استعمالها عند الرغبة دون أن يكون لها أي تأثير على الخصب.
من جهة أخرى، ساهم ازدياد متطلبات الحياة في انتشار حبوب منع الحمل بنسبة كبرى، إذ أن الحمل غير المرغوب به يزيد نسبة الإجهاض حول العالم لأسباب عدة. كما أنه في أيامنا هذه، تسعى المرأة وراء العلم والثقافة وتعمل تماماً كالرجل مما يضطرها لإجراء تعديلات في تأسيسها للعائلة بما يتناسب مع حياتها العملية.
في الذكرى الخمسين لابتكار حبوب منع الحمل، تحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض النساء والتوليد الدكتور عبدالله عدره عن دور حبوب منع الحمل في تعزيز دور المرأة في المجتمع ودفعها إلى الأمام في الطريق إلى تحقيق المساواة.
كما أشار إلى دورها في تحسين أوضاع الأسر نظراً إلى أهميتها للعائلات التي تسوء أوضاعها الاقتصادية مما يفرض عليها اتخاذ قرارات واعية في إنجاب الأطفال. ففي هذه الحالات، تسمح الأقراص للزوجين بتحديد مواعيد الإنجاب أو حتى بالامتناع عن الإنجاب.
وفي الوقت نفسه، أشار عدره إلى أن الكثير من الأفكار الخاطئة تحيط بحبوب منع الحمل وتسيء إليها، فيسود اعتقاد أنها تسبب الكثير من الآثار الجانبية.
أما الواقع فمخالف لذلك، خصوصاً مع التطورات المهمة والتحسينات التي أجريت على أقراص منع الحمل منذ ظهور القرص الأول قبل 50 سنة. وصحيح أن أكثر الأعراض شيوعاً هي ألم الثدي والغثيان وألم الرأس وزيادة الوزن، لكن ثمة وسائل عدة لتجنبها، علماً أن كثيرات لا يعانين أياً من هذه الآثار الجانبية.


-
ما هي حبوب منع الحمل؟
حبوب منع الحمل هي أقراص تحتوي على الهرمونات ويتم تناولها يومياً بهدف منع الحمل. وتتحكم الهرمونات في حبوب منع الحمل بوظيفة كل من المبيضين والرحم.

- كيف تعمل حبوب منع الحمل؟
تحتوي حبوب منع الحمل عادةً على مزيج من الأستروجين والبروجيستيرون التي توقف الإباضة. وبالتالي لا يحصل حمل لأنه لا يمكن أن يحصل حمل إذا لم تحصل إباضة. علماً أن معظم حبوب منع الحمل تؤخذ على مدى 21 يوماً أو 28 يوماً . لكن ثمة أقراص تؤخذ بطريقة مختلفة بشكل مستمر. وتؤخذ الحبة كل يوم في الوقت نفسه لمزيد من الفاعلية.

- ما مدى فاعلية حبوب منع الحمل؟
تعتبر حبوب منع الحمل وسيلة فاعلة لمنع الحمل، لكن يكفي أن تنسى المرأة تناولها يوماً واحداً حتى تزيد احتمالات حصول حمل. لكن تختلف فاعلية كل نوع من أنواع حبوب منع الحمل بحسب عوامل عدة، كالإصابة بأمراض معينة أو تناول أدوية يمكن أن يكون لها تأثير على فاعلية الحبوب.

- هل تحمي حبوب منع الحمل من الأمراض المنتقلة جنسياً؟
لا تحمي حبوب منع الحمل من الأمراض المنتقلة جنسياً، لذلك من الضروري استعمال الواقي الذكري في العلاقة لتأمين الحماية.

- ما الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل؟
تعتبر حبوب منع الحمل وسيلة آمنة لتجنب حصول حمل. ومعظم النساء اللواتي يتناولن الحبوب لا يعانين أعراضاً ناتجة عنها. لكن قد تعاني بعض النساء أعراضاً كعدم انتظام الدورة الشهرية والغثيان وآلام الرأس والدوار وانتفاخ الثديين وتقلبات المزاج.

- هل تستمر الأعراض طوال فترة تناول حبوب منع الحمل؟
تزول بعض الآثار الجانبية الناتجة عن تناول حبوب منع الحمل خلال الثلاثة أشهر الأولى. لكن عندما تستمر الأعراض المزعجة، يمكن أن يصف الطبيب نوعاً آخر من حبوب منع الحمل.

- ينصح بحبوب منع الحمل أحياناً لمعالجة مشكلات صحية معينة، ما هي؟
يمكن أن تخفف حبوب منع الحمل من آلام الطمث وتجعل النزف خلال الطمث أخف. كما أنها غالباً ما توصف للنساء اللواتي يعانين مشكلات في الدورة الشهرية. أيضاً، يساعد تناول حبوب منع الحمل على تخفيف حب الشباب. وتلعب حبوب منع الحمل دوراً في تأمين الحماية من سرطان الثدي ومن تكيّسات المبيض وفقر الدم وسرطاني الرحم وعنق الرحم.

- هل صحيح أن حبوب منع الحمل تؤدي إلى مشكلات في الخصب؟
ثمة فكرة شائعة تقول بأن حبوب منع الحمل تسبب مشكلات في الخصب، لكنها خاطئة ولا أساس لها من الصحة.

- هل يمكن أن تتناول أي امرأة حبوب منع الحمل؟
لا يمكن أن تتناول كل النساء حبوب منع الحمل. ففي بعض الحالات تصبح أقل فاعلية نتيجة مشكلات صحية. كما قد يصبح تناولها أكثر خطورة في حالات معينة. فعلى سبيل المثال لا ينصح بها للنساء اللواتي يعانين تخثر الدم أو بعض أنواع السرطان أو داء الشقيقة . كما أنه لا ينصح بأن تتناولها النساء اللواتي يعانين نزفاً.

حبوب منع الحمل عبر التاريخ

قبل 4000 عام: كان المصريون القدامى يعملون على تنظيم الأسرة على طريقتهم التي كانت تقضي بطحن حبوب الرمان وبخلطها مع الشمع للحصول على أقماع صغيرة توضع في المهبل. علماً أن الرمان يحتوي على أستروجين طبيعي ، وكان المصريون يعتقدون أنه بهذه الطريقة يمكن وقف الإباضة.

في العصور الوسطى: استعمل الناس الواقي الذكري المصنوع من أمعاء الحيوانات أو جلد السمك أو الحرير. لكن هذه الطريقة لم تكن فاعلة بما يكفي وغالباً ما كان يحصل حمل غير مرغوب فيه.

عام 1901: بدأ العمل العلمي الجدي وأوضح الفيزيولوجي لودفيغ هابرلاند أنه يمكن التحكم في الحيض عن طريق هرمونات تفرز في الدماغ وفي المبيض.

عام 1919: اكتشف هابرلاند المبدأ الأساسي لأقراص منع الحمل من خلال تجارب أجريت على الحيوانات. كما تمكن من إثبات أنه يمكن وقف الإباضة من خلال الزرع من أرنبة حامل في أخرى غير حامل.

عام 1923: نجح هابرلاند في جعل حيوانات عقيمة لدى حقنها في فترة الخصب.

عام 1928: أطلقت شركة باير عقار «بروجينون» كأول منتج هرموني.

عام 1929: نجح الكيميائي أدولف بوديناند في فصل الإيستيرون كأول هرمون أنثوي.

عام 1933: أصدرت شيرينغ أول بروجيستوجين بيولوجي

عام 1934: طوّر الكيميائيان شوينك وهيلديبرانت عملية تخليق الإيسترديول التي أصبحت الأساس لمنتجات العلاج الهرموني الحديث.

عام 1936: أوضح بعض العلماء الأميركيون أن البروجيستيرون قادر على وقف الإباضة.

عام 1938: تمكن موظفو شركة شيرينغ هانز اينهوفن ووالتر هولويغ من تطوير الEthinylestradiol وهو أول أستروجين فاعل يؤخذ عن طريق الفم. وحتى اليوم لا تزال هذه المادة تشكل أساس معظم حبوب منع الحمل المتوافرة.

عام 1942: أنتج الكيميائي الأميركي راسل مركر البروجيسترون النقي من جذور البطاطا البرية في المكسيك.

عام 1956: أجرى البروفسور غريغوري بينكس مع د. مين تشو شانخ ود. جون روك أول تجربة على 60 امرأة متطوعة. وأجرى بينكس في العام نفسه أول تجربة موسعة ناجحة على 6000 مشتركة.

عام 1960: أدخل إينوفيد ، قرص تنظيم الأسرة الذي أنتجته شركة سيريل الأميركية، إلى أميركا.

عام 1961: قامت شركة بايير- شيرينغ بطرح أقراص أنوفلار في ألمانيا الغربية وهي أولى أنواع أقراص تنظيم الأسرة في أوروبا، وذلك بعد نشرها في أوستراليا في العام نفسه. وشكل ذلك ثورة طبية كان لها التأثير الأهم على المجتمع في القرن العشرين.

من عام 1965 إلى عام 1968: كانت البداية صعبة، إذ لم تكن توصف الأقراص إلا لتنظيم اضطرابات الدورة الشهرية، وللسيدات المتزوجات فقط وشكلت موضوع خلاف فكري.

عام 1968: غيّرت الثورة الطلابية الوضع وأصبحت أقراص تنظيم الأسرة رمزاً للتغيير الاجتماعي في العالم الغربي وأصبحت المسائل الجنسية وقضايا تنظيم الأسرة تناقش علناً للمرة الأولى.

بداية السبعينات: ظهرت نتائج الثورة ولم تعد أقراص تنظيم الأسرة تشكل نقطة نزاع. وصارت ملايين من النساء تستعمل الأقراص مما أدى إلى مشكلة أخرى، فمع تناقص عدد الولادات في ألمانيا الشرقية والغربية اتهمت الأقراص بأنها سبب لانقراض الألمان!

فترة السبعينات والثمانينات: طرحت شركة بايير- شيرينغ سيلاً من المنتجات المبتكرة.

عام 1987: طرحت شركة بايير-شيرينغ فيموفان، أول قرص يحتوي على نوع البروجيستين الجديد جيستودين.

في التسعينات: تم طرح ميرينا كأول نوع من أقراص منع الحمل التي تعتمد على التأثير الممتد المفعول، إذ توضع الأقراص في الرحم ويقوم بإفراز كميات قليلة من البروجيستوجين مباشرة داخل الرحم لفترة تصل إلى 5 سنوات.

من عام 2000 حتى اليوم: أصبح اعتماد أقراص تنظيم الأسرة مسألة طبيعية، ويهدف التطوير الحالي لها إلى توفير منتجات جديدة بفوائد إضافية.