في كواليس دار تواكب إيقاع الزمن Baume & Mercier حرفية عالية ودقة في التنفيذ

31 ديسمبر 2017

ما الذي يجعل دار «بوم إيه مرسييه» من أنجح دور الساعات وأكثرها شهرةً، هي التي ذاع صيت تصنيعها لساعات بدقّة سويسرية وتكلفة مدروسة؟ في نظرة إلى تاريخ الدار، نكتشف عراقةً تعود إلى ما يناهز القرنين من الزمن، وتعلّقاً بعلامة Swiss Made حيث تنتج ساعاتها في منطقة جورا السويسرية، وتعتمد نهجاً تاريخياً يُعرف بتجزئة التصنيع إلى وحدات صغيرة etablissage، ما يعني التحكم داخل الدار بالمراحل الأساسية لتطوير الساعات وتجميعها ومراقبة جودتها وصيانتها، كما أنها تستدعي أكثر اختصاصيي الساعات مهارةً لتصنيعها. إنه التزام صارم بالجودة والأداء. لا شكّ في أن أحد عوامل النجاح الرئيسة هو الخبرة الممزوجة بالشغف.

الحرف B في كلمة «بوم»

بدأت القصة في منتصف القرن التاسع عشر في منطقة جورا السويسرية مع تأسيس مؤسسة عائلية شهدت تطوّراً سريعاً. وجد الأخوان لويس-فيكتور وجوزيف-سيليستان نفسيهما على رأس شركة «الإخوان بوم»، وأنشآ فرعاً لها في لندن قبل توسيع نطاق خبرتهما. وساهم حسّهما التجاري ومعاييرهما الصناعية الصارمة في نشر سمعة العلامة عبر الحدود. في مطلع عشرينيات القرن الماضي، انضمّ وليم بوم ممثّلاً الجيل الثالث من سلالة مصنّعي الساعات، إلى بول مرسييه في تأسيس «بوم إيه مرسييه» في جنيف حيث المقرّ الحالي للدار، التي أصبحت إحدى الشركات الأكثر نشاطاً في مجال ساعات المعصم. تتجلّى رؤية المؤسّسين من خلال مزيجٍ من الدراية الساعاتية والأناقة الأبدية، وقد استمرّت بفضل التزامٍ جدّي في صناعة ساعات عالية الجودة تضمّ أحدث التطوّرات التقنية.

أفضل المعايير

خلال ما يقارب الـ 200 عام، تمّ احترام شعار «الإخوان بوم» وتطبيقه بتأنٍّ بحيث نكاد نتخيّل صداه يتردّد في أجنحة الدار. في فترةٍ لاحقة، في مطلع القرن الحادي والعشرين، عادت «بوم إيه مرسييه» إلى جذورها وأسّست مشاغلها Ateliers Horlogers في لي بروني، إحدى القرى في منطقة جورا، معتمدةً في ذلك نهجاً دقيقاً وقائماً على الحرفيّة اليدوية. وبالتالي، أعادت الدار إحياء مقاربة «الإخوان بوم» مع دمج خصائص الأوقات الحديثة كافة. فتمّ تصميم مفهوم Établissage 2.0 لدى «بوم إيه مرسييه»، وهو أسلوب حرفيّ مطبّق في العصر الحديث من خلال المراقبة داخل الدار لكلّ مرحلة من مراحل إنتاج أي ساعة: التصميم، التطوير، التجميع ومراقبة الجودة. ويقتضي هذا المفهوم أيضاً، الاعتماد على خبرة أجود الاختصاصيين في مجال إنتاج المكوّنات. يتمحور جوهر هذا النهج التنظيمي حول اهتمام فائق يولى لكلّ تفصيل، إلى جانب الصبر والحذاقة اللذين يميّزان صانعي ساعات شغوفين ذوي لمسةٍ واثقة ودقيقة.

صناعة سويسرية إلى الأبد

منذ بداياتها، قامت دار «بوم إيه مرسييه» بتصنيع ساعاتها في سويسرا. وعلى مرّ تاريخها، نالَت منتجاتها بفضل جودتها وابتكارها ودقّتها جوائز عدة، ويحمل البعض منها براءة اختراع. كوفئت هذه المعايير الصارمة في العشرينات من القرن الماضي من خلال علامة الجودة «Poinçon de Genève»، وهي أعلى شهادة في مجال صناعة الساعات. فأصبح السعي وراء الجودة، والذي يشكّل فلسفةً مؤسّسية حقيقية لدى «بوم إيه مرسييه»، ميزةً ثابتة منذ البداية. كَونها سفيرةً دائمة لعلامة « Swiss made»، تصمّم الدار وتطوّر أنظمة الحركة لديها في الاستوديو الخاص بها في مقرّها في جنيف، فيتمّ تجميع أنظمة الحركة كافة وتجربتها داخل مشاغل الدار في قرية لو بروني في منطقة جورا السويسرية. كما تقدّم هذه المصانع المجهّزة على أفضل نحو خدمة ما بعد البيع وإعادة تأهيل الطرز القديمة.

الحرف «C» للأسلوب الكلاسيكي، وأكثر...  

متأصّلاً بقوة في قيم «بوم إيه مرسييه»، يميّز أيضاً نهجٌ مختلط يليق بالرجال والنساء على حدّ سواء مجموعتَي الدار الأساسيّتَين: «كلاسيما» Classima و«كليفتون» Clifton. كما يشير إليه اسمها، تضمّ مجموعة «كلاسيما» Classima المستوحاة من ساعة أتوماتيكية نحيفة للغاية ومزوّدة بمحرّك ميكروي تعود إلى العام 1965، ساعاتٍ أنيقة وكلاسيكية. وتتميّز تشكيلة أحجامها وموادها وأنظمة حركاتها الميكانيكية والكوارتز السويسرية الصنع بمزيج من الأناقة الخفية والتطوّر التقني. تضمّ مجموعة «كليفتون» Clifton أنظمة حركة ميكانيكية سويسرية في ساعاتها الرجالية والنسائية، وهي معدّة للمستخدمين المتأنّقين الذين يتمتّعون بذوق لصناعة الساعات الفاخرة. من الناحية الجمالية، تستوحي المجموعة من طرازٍ يعود إلى خمسينيات القرن الماضي ويُعتبَر ذروة صناعة الساعات التقليدية والحرفيّة وفقاً لـ«بوم إيه مرسييه». في العام 2017، تشكّل مجموعة «كليفتون كلاب» Clifton Club نقطة تحوّل أساسية في تاريخ «بوم إيه مرسييه» حيث إنها تُعيد ترجمة الساعة الرياضية، تلك الساعة التي ترافق الرجال الحضريّين النشطين والأنيقين في كلّ المناسبات، بالإضافة إلى مجموعتين مخصّصتين حصرياً للمرأة Promesse وLinea، وتقدّم ساعات فاخرة تجسّد كامل نطاق الخبرة السويسرية وتتميّز بقيمة شرائية ممتازة: تلك هي مهمّة «بوم إيه مرسييه» الدائمة، ولا شكّ في أنها وعدٌ تفي به الدار على أكمل وجه.