آيتن عامر: أتمنى تكرار تجربة جوليا روبرتس

نيرمين زكي (القاهرة) 06 يناير 2018

لم تحُل الأمومة دون تألق آيتن عامر وتحقيقها المزيد من النجاحات الفنية، بل يلاحظ الكثيرون أنّ نشاطها الفني زاد بعد الزواج وإنجاب ابنتها آيتن، لتردّ على كل من يزعم أن نشاط المرأة يقلّ بعد الزواج. آيتن تكشف عن مشاريعها الفنية الجديدة، وتتحدث عن علاقتها مع زوجها، ورأيه بأعمالها، والمنافسة مع شقيقتها وفاء عامر. كذلك تتكلم عن مخاوفها، ومصدر قوّتها وضعفها، وعلاقتها بالوسط الفني ووسائل التواصل الاجتماعي.


- هل فاجأك النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «الطوفان»؟
 بصراحة، ما حققه «الطوفان» من ردود فعل إيجابية فاق كل توقّعاتي، خصوصاً أنّ المسلسل عُرض خارج موسم رمضان، ولم أتوقع أن يحظى بهذه النسبة الكبيرة من المُشاهدة، وقد لمست أثر البصمة الواضحة التي تركها المسلسل في الدراما من خلال تفاعل الجمهور الكبير الذي انعكس في الكم الكبير من التعليقات التي كانت تصلني على حسابي في «تويتر»، سواء منتقدة أو مؤيدة لكل تصرّف من تصرفات الشخصية التي كنت أجسّدها.

- لكن ما سبب حماستك لهذا العمل منذ البداية؟
هناك أكثر من سبب، أهمها الدور المختلف والشخصية المميزة التي أقدّمها، ثم انتماء المسلسل إلى أنواع العمل التي تحتاج إلى البطولة الجماعية، وضمه أكثر من عشرة نجوم، منهم محمود الجندي وهنا شيحة وماجد المصري وأحمد زاهر وأحمد صفوت وعبير صبري ومجدي كامل.

- كيف يكون شعورك عندما تجتمعين وشقيقتك وفاء في عمل واحد؟
هو شعور جميل وغريب، فعلى الرغم من أن كواليس هذا المسلسل كانت هادئة، كان وجود وفاء معي يشعرني بأن لديَّ سنداً أعتمد عليه، فأطمئن بشكل لا إرادي.

- وهل هناك منافسة بينكما؟
ليست منافسة بالمعنى المتعارف عليه، إنما هو حب وحرص شديد ورغبة متبادلة في أن تُخرج كلٌ منا أفضل ما لديها.

- المسلسل يطرح سؤالاً مهمّاً عنوانه «هل الفلوس تغيّر النفوس؟»، فما ردك الشخصي عليه؟
 الفلوس تغيّر بعض النفوس الضعيفة، والمادة تتحكم دائماً في الكثير من أمور حياتنا، وهي مفتاح لأشياء كثيرة، وأعتقد أن المسلسل كشف عنها بوضوح.

- هل هناك أعمال فنية جديدة تستعدّين لها؟
أعيش حالة من الانتعاش السينمائي كما يقولون، حيث بدأت تصوير فيلمين، الأول بعنوان «بيكيا» وأتعاون من خلاله مع محمد رجب، حيث أجسّد دور فتاة تقع في حب طبيب ويعيشان معاً مغامرة مشوّقة. أما الفيلم الثاني فهو بعنوان «خلاويص» وأتشارك في بطولته مع أحمد عيد، يليهما فيلمان كوميديّان آخران هما «علي بابا» و«ساعة تروح وساعة تيجي»، لم يبدأ تصويرهما بعد لأنهما قيد الإعداد.

- وماذا عن الدراما؟
 تلقّيت بعض العروض، وأنا الآن بصدد دراستها.

- هل صحيح أنك اعتذرت عن المشاركة في بطولة مسلسل «فوبيا»؟
فعلاً، وقد انسحبتُ منه لوجود مشاكل إنتاجية لا أريد الخوض فيها أو التحدث عنها، ولديَّ مشاريع أخرى من الأجدى التركيز عليها.

- ما حقيقة ندمك على فيلم «يا تهدي يا تعدي»؟
غير صحيح، وعدم تحقيق الفيلم إيرادات كبيرة ليس سبباً للندم عليه، فهو لم يحصل على حقه في الدعاية والتوزيع، بل إنني أتوقع أن ينال ما يستحقّ من النجاح بعد عرضه على القنوات الفضائية.

- تردّدت أخبار كثيرة حول خوضك تجربة الغناء، فما حقيقة هذه الأقوال؟
هذه مجرّد شائعات لا أساس لها من الصحة، علماً أن من الوارد أن أؤدي بعض الأغاني في فيلم أو أكثر من الأفلام الأربعة التي تحدثت عنها منذ قليل، إذا كانت تخدم الشخصيات التي أجسدها، وتضيف الى هذه الأفلام شيئاً مختلفاً، ولكنني لن أخوض تجربة الغناء من خلال إصدار أغانٍ منفردة أو ألبوم كامل.

- ما القضية التي تتمنين مناقشتها في أحد أعمالك الفنية المقبلة؟
أضرار السخرية من الأطفال، فقد نفاجأ بأن البعض يسخر من الأطفال وملامحهم وتصرفاتهم، وهذا الأمر ينشئ جيلاً من المرضى النفسيين، ولا بد من أن نجد حلاً لهذه الكارثة، وبالفعل قدمتْ نجمة هوليوود جوليا روبرتس فيلماً يناقش هذه القضية، وأتمنى أن أحذو حذوها أيضاً، ولكن على الطريقة المصرية، لأن مجتمعنا يعاني الكثير منها كما تعلمون، سواء في المدارس أو النوادي أو حتى بين الأقارب.

- هل صحيح أنك ترفضين العمل على المسرح؟
تلقيت بعض العروض المسرحية في الفترة الماضية، لكنني اعتذرت عنها، لأن العمل في المسرح يحتاج إلى تفرغ تام، وأنا مشغولة بما فيه الكفاية بابنتي وبمشاريعي السينمائية والدرامية.

- هل تستشيرين زوجك مدير التصوير محمد عز العرب في اختياراتك الفنية؟
بالطبع، فهو ناقد بارع، وعندما لا يعجبه مشهد أقدّمه، يصارحني بذلك من دون مجاملة ونتناقش في الأمر، وحين يعجبه أي دور ألعبه يشيد به بطريقة رائعة. بصراحة، لي ملء الثقة بزوجي وبآرائه، وانتقاده لي لا يزعجني لأنه في صالحي وأستفيد منه دائماً.

- وهل يتدخّل في اختياراتك الفنية؟
الأمر لا يمكن وصفه بالتدخل، فأنا أبادر دائماً باستشارته، لأنني أثق برأيه، ولأنه من الممكن أن يرى أشياء لا أراها، وتكون له وجهة نظر مختلفة بالشخصية التي أجسدها، فهو شريك حياتي، ومن الطبيعي أن أثق في رأيه، كما أنه يستشيرني دائماً في أي عمل جديد يُعرض عليه.

- هل من الممكن أن يخوض غمار التمثيل خلال الفترة المقبلة؟
ما لا يعرفه كثيرون أنه سبق لمحمد عز العرب أن أدى مشاهد قصيرة في أربعة أفلام، آخرها فيلم «يا تهدي يا تعدي». وشخصياً، أتمنى أن يتوسّع في هذا المجال، لأنه يمتلك كاريزما خاصة ومميّزة.

- بعض متابعيك يتساءل عن عدم نشرك أي صور لابنتك آيتن؟
أعتقد أن الأمر لا يستحق أي تعجب أو دهشة لأنّه قرار شخصيّ، فمن أبسط حقوق ابنتي عليّ قبل غيري أن تقرر هي نشر صورها أو عدمه، وأرجو ألّا يشكل ذلك تعدّياً على خصوصياتها، كما أدعو هؤلاء إلى احترام مشاعرها وطفولتها.

- هل تشبهك؟
 بصراحة، هي تشبه والدها في شكل العينين والحاجبين، وكذلك في الشعر.

- ما أبرز الصعوبات التي تواجهك في عملك؟
 قلّة النوم هي أصعب ما يواجهني في الحياة، فعندما لا أنال القسط الكافي من النوم تضعف مناعتي وأُصاب بالكثير من الأمراض. وبصراحة، ليس لديَّ حلّ لهذه المشكلة، سوى أنني أحاول أن أقوّي المناعة بالتغذية الجيدة، لكنها لم تأتِ بنتيجة إيجابية، إذ لا شيء يمكن أن يحلّ محلّ النوم.

- كيف استطعت إنقاص وزنك؟
لا يكفي المجال للحديث عن تفاصيل الحمية الغذائية التي خضعت لها، لأنّها من الممكن ألّا تناسب كثيراً من القرّاء، وهذا أمر نسبيّ، ولكنني أنصح كل فتاة تعاني زيادةً في الوزن باللجوء إلى الطبيب المختصّ، غير أن ما لا يعرفه الكثير عني هو أنّ طبيعة جسمي قابلة لزيادة الوزن، وبالتالي أضطر للخضوع للحمية الغذائية طوال السنة تقريباً، حتى يبقى جسمي مثالياً ورشيقاً.

- هل تفكرين في الإنجاب مرة أخرى؟
 نعم، لكن ليس الآن، أتمنى أن يكون لابنتي أخ أو أخت، ولا أريد أن تعيش وحيدة بلا أشقاء.

- ما أكبر مخاوفك؟
 أن أقدّم دوراً لا يعجب الجمهور، أو ينتقدني بسبب شخصية لم تعجبه، لذلك أفكر جيداً قبل المشاركة في بطولة أي عمل فني.

- ما هي طموحاتك؟
 أتمنى أن أقدم مزيداً من الأدوار المتنوعة، والجديدة. كذلك أحبّ الأدوار التي تمنحني الشعور بالتحدّي، ولا يتوقع أحد أن أوافق عليها.

- ما العيب الذي تتمنين التخلص منه في شخصيتك؟
حتماً لديّ عيوب، لكنني أشعر بالرضا والقبول بما أنا عليه من عيوب ومميزات، فلا أحد يخلو من العيوب والكمال لله وحده.

- تتواصلين مع جمهورك باستمرار عبر «تويتر» و«إنستغرام»، فما أكبر مساوئ هذه المواقع؟
أصبح في إمكان وسائل التواصل الاجتماعي أن تجعل من أي فنان نجماً كبيراً، ناجحاً ومتألقاً، ولكنها في لحظة واحدة أو بسبب موقف واحد يمكن أن تنقلب عليه وتهدم كل ما قدّمه من إنجازات، وقد حدث هذا بالفعل مع الكثير من النجوم.

- كيف تتعاملين مع مبغضي نجاحك؟
 لا أراهم، من الصعب معرفتهم إذ إنهم لا يُظهرون مشاعرهم الحقيقية من حقد أو كره أو غيرة، وحين تعرف عدوّك أو عدوّ نجاحك تستطيع أن تواجهه بكل بساطة.

- من الفنان الذي تفتقدينه؟
 أفتقد بشدة النجم نور الشريف، كما أشتاق الى الفنان خالد صالح، ولكن رغم رحيلهما أشعر بأنهما موجودان معنا بأعمالهما الرائعة، التي تركت بصمة في السينما والدراما المصرية والعربية.

- ما هي نقطة ضعفك؟
 الحمد لله، لا أرى في نفسي أي نقطة ضعف، ورغم حبي الشديد لابنتي، أرى أنها مصدر قوة بالنسبة إليّ ولا تمثل أي ضعف. بالعكس فوجودها في حياتي جعلني أقدَر على تحمّل المسؤولية مهما صعُبت.

- كيف سيكون رد فعلك إذا رغبت ابنتك دخول مجال التمثيل؟
 أنا إنسانة ديموقراطية، وسوف أشجع ابنتي على دخول أي مجال تختاره، سواء كان تمثيلاً أو أي شيء آخر، ولن أتردد في تقديم الدعم الكامل لها.

- ما المبادئ التي ستحرصين على غرسها فيها؟
 في البداية، سأحاول ترغيبها بالدراسة وتحصيل العلم، أما المبادئ فهي الصدق والصراحة وعدم الندم على أي قرار تتخذه وتنجم عنه نتائج سلبية. سأحاول تعليمها أن الخطأ وارد وكذلك الفشل، وكل هذا لا عيب فيه، إنما العيب في تكراره وعدم الاستفادة منه.

CREDITS

تصوير : أحمد مبارز