رويدا عطية: أرفض الكلام عن خصوصياتي وأحلم بالأمومة

أحمد مجاهد (القاهرة) 07 يناير 2018

وقفت أمام العملاق الراحل وديع الصافي وغنّت معه «هيدا لبنان»، وأمام «فارس الأغنية اللبنانية» عاصي الحلاني في «سحر الشرق»، وغنت باقتدار للشحرورة صباح، وأمام الجمهور المصري للمرة الأولى في مهرجان الموسيقى العربية الأيام الماضية. المطربة السورية رويدا عطية، تتحدث لـ«لها» عن تجربتها في مهرجان الموسيقى العربية، ولقائها بالنجم هاني شاكر، وأغنيتها الجديدة «المفيد المختصر»، وحال الأغنية السورية. كما تكشف رأيها في برامج المواهب، وسر غنائها «يا حبيبتي يا مصر» للفنانة شادية، وسبب رفضها الكلام عن حياتها الخاصة والحلم الذي تتمنى تحقيقه.


- كيف ترين مشاركتك للمرة الأولى أخيراً في مهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية؟
أشعر بالفخر وأعتبر نفسي محظوظة بلقاء الجمهور المصري للمرة الأولى، لأن لدار الأوبرا المصرية جمهوراً خاصاً، ولمسرح الأوبرا خصوصية معينة، حتى في اختيار الأصوات التي تغنّي عليه، لا سيما أنه وقف عليه عمالقة الغناء والطرب في مصر والوطن العربي، كما سُعدت كثيراً بتفاعل الحاضرين معي.

- وكيف كانت كواليس اللقاء بينك وبين النجم هاني شاكر في الحفل؟
هاني شاكر إنسان متواضع ومحب للآخرين، وكانت المرة الأولى التي أقابله فيها في الكواليس. فرغم تاريخه الفني العريق ونجوميته الكبيرة في الوطن العربي والعالم، نراه يحتضن أي صوت جديد في الساحة الفنية، وسُررتُ بتقديمي معه إحدى أغنياته في البروفات الخاصة بالحفلة أيضاً، وكان يشجعني قبل الظهور على المسرح، وأشكره كثيراً على هذه المشاعر الإنسانية.

- كيف جاءت فكرة غنائك «يا حبيبتي يا مصر» للفنانة شادية؟
تربيتُ وجيلي على أفلام الفنانة الكبيرة الراحلة شادية، وكل الفتيات والشبان يحبون رقتها وخفّة دمها وصوتها العذب، وهي أبعدت نفسها عن الأضواء عندما شعرت أنها وصلت الى قمة النجاح، وهذا يدل على ذكائها المتوقد لتخلّد أجمل صورة لها في ذاكرة الجمهور. غنيت «يا حبيبتي يا مصر» لأنني أحب مقام هذه الأغنية، ورغبت في أن أغنيها وأهديها لشادية، وتمّ ذلك بمحض الصدفة، فلم يكن متعمداً أن أغنيها بالتزامن مع اشتداد أزمتها الصحية، ذلك أنني كنت أحضّر الأغنية في البروفات الخاصة بالحفلة منذ شهر تقريباً.

- هل ترين اختلافاً بين المسرح الكبير في الأوبرا المصرية وباقي المسارح التي غنيتِ عليها في الوطن العربي؟
بالفعل، شعرت بأنني أقف في مكان وقفت عليه أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وذلك كان مقلقاً بالنسبة إليّ، لأن هؤلاء العمالقة قدموا لنا أرشيفاً فنياً وغنائياً كبيراً وثرياً، ولولا هذا الأرشيف لأصبح مستوى الأغنية العربية هابطاً.

- في رأيك، ما سبب انتشار التيمات الموسيقية الغربية في معظم الأغنيات حالياً؟
أعتقد أن ذلك أمر طبيعي، لكون الموسيقى هي لغة عصرنا الحالي، وتساهم في التقريب بين المجتمعات والحضارات، وما يحصل على الساحة العربية حالياً يحدث بالمستوى نفسه في العالم الغربي، لأنهم يستخدمون في موسيقاهم أيضاً تيمات موسيقية شرقية. وبالنسبة إليّ، أؤمن بأن الموسيقى الشرقية الخاصة بنا هي الأساس، وأنا متحيزة لها كثيراً.

- طرحت أغنيتك الجديدة «المفيد المختصر» منذ أيام قليلة، كيف وجدت أصداءها مع الجمهور؟
هي أغنية باللهجة المصرية، من كلمات إيهاب عبدالعظيم وألحان سامر أبو طالب وتوزيع عمرو إسماعيل، وسجّلتها في مصر، لكن وضعت صوتي عليها في بيروت، وصوّرتها فيديو كليب، وأحببت أن تحمل خفة الظل للناس وليس طابع «الأكشن» مثل باقي الكليبات الموجودة على الساحة الفنية حالياً، ولم يمر شهر بعد على طرح الكليب الخاص بالأغنية، وما زلت أعيش فرحة نزول العمل للجمهور. وقد رغبت في أن أوجّه رسالة الى الكثيرين من خلال «المفيد المختصر» بصورة سلسة وبسيطة، وهي رسالة بين الحبيب وحبيبته، وأعتبرها من أجمل ما قدمت في مسيرتي الفنية.

- كيف تستطيعين الحفاظ على أصالة الأغنية السورية في ظل انتشار الأغنيات السريعة الإيقاع؟
أحافظ على أصالة الأغنية من خلال التركيز في اختيار ما أقدمه للجمهور، حتى لو كانت أغنية سريعة الإيقاع فلا أمانع في تقديمها، مما يعني أن ليس من الضروري أن تكون الأغنية السريعة الإيقاع دون المستوى، فالأهم الفكرة التي تتناولها الأغنية ورسالتها للناس.

- هل تفكرين في تقديم أغنية دويتو مع مطرب مصري بما أنك تغنّين باللهجة المصرية؟
لا مانع عندي في تقديم دويتو في الفترة المقبلة، لكن الأهم أن يتم اختيار صوت يتوافق مع طبقة صوتي، وأن يكون موضوع الأغنية مناسباً لنا نحن الاثنين معاً.

- أدرك مدى تحمّسك لبرامج المواهب الغنائية المنتشرة على الساحة الفنية، فما السبب؟
بالطبع أشجع برامج المواهب والأصوات الجيدة التي تشارك فيها، وأؤكد أنه حتى لو خرج متسابق ما من البرنامج، وكان مؤمناً بموهبته واستطاع الاستمرار على الساحة، فسيظل الناس يتذكرونه بعد انتهاء البرنامج.

- ما الأغنيات التي أعجبتك خلال الفترة الأخيرة؟
أحببت كثيراً أغنية النجم صابر الرباعي الجديدة «جرحي ما شفي»، لأنها كلاسيكية، وحتى الكليب كان مميزاً عن أي أغنية مصورة كنت قد شاهدتها منذ فترة طويلة.

- كانت انطلاقتك الفنية من برنامج «سوبر ستار» عام 2003، هل أنت راضية عن مسيرتك الفنية؟
منذ تخرّجي في «سوبر ستار» وأنا أحقق نجاحات باهرة على الساحة الفنية. ورغم تقديمي ثلاثة ألبومات غنائية فقط، فحفلاتي في الوطن العربي تحقق إقبالاً كبيراً.

- قدمت دويتوات غنائية مع الراحل وديع الصافي والنجم عاصي الحلاني، كيف وجدت أصداء هذه التجارب في مشوارك؟
الغناء مع عملاق بحجم وديع الصافي لا يزال تأثيره راسخاً في نفسي الى اليوم، فقد قدمت معه أغنية «هيدا لبنان»، وأحبّها الجمهور العربي، وعلى الصعيد الشخصي تعلمت منه الكثير على المستويين الفني والإنساني. أما عاصي، فقدمت معه أغنية بعنوان «سحر الشرق»، وتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب منذ سنوات، ولا يمكن بالطبع أن أنسى تجربتيَّ معهما.

- ألا تفكرين في العالمية مثل غالبية المطربين في الوطن العربي؟
أثق بأنني لو بذلت جهداً كبيراً في أغنياتي المحلية، وقدمت موسيقى شرقية خالصة، وأحبّها الجمهور العربي، ستصل بالتأكيد الى العالمية في يوم من الأيام.

- ما حقيقة الضجة المُثارة أخيراً حول عودتك الى خطيبك إسماعيل مانسترلي، نجم «ستار أكاديمي»؟
حقيقةً، لا أحب التحدّث في أموري الشخصية، أو التعليق على هذا الأمر في الإعلام.

- يطالبك الجمهور دائماً بتقديم أغنيات باللهجة الخليجية، ما لم تفعليه حتى الآن، ما السبب؟
أحب اللهجة الخليجية كثيراً، وأعشق صور الأغنية الخليجية ومعانيها، لكن حتى الآن لم تسمح لي الظروف بتحقيق هذه الخطوة، لكن ليس لديَّ مانع أبداً في تقديم الأغنية الخليجية خلال الفترة المقبلة.

- صرحت بأنك تفكرين في خوض تجربة التمثيل، سواء في التلفزيون أو السينما، ما حقيقة ذلك؟
بالفعل، أفكر في الأمر مع مدير أعمالي سمير المولى، لكننا نبحث حالياً عن مشروع كبير وجيد يضيف الى رصيدي الفني، وليس لمجرد إثبات وجودي في التمثيل.

- كيف ترين تأثير الأزمة التي يعيشها وطنك سوريا في الأغنية السورية خلال السنوات الأخيرة؟
الأزمة التي مرت بها سورية كانت سبباً في انتشار الأغنية السورية، لأن سورية باتت تتصدّر العناوين في كل بقاع الأرض، وأثبتنا أننا شعب لا يُقهر، وأكبر دليل على ذلك ظهور الأصوات السورية الشابة خلال برامج الهواة، والتعاطف العربي الذي حظيت به.

- هل أثّرت الأوضاع السياسية في بلدك في أغنياتك وإحساسك؟
أحاول من خلال أعمالي التي أقدمها، أن أنقل صورة جيدة عن هذا البلد وشعبه وتراثه الفني والثقافي العريق، وأتمنى مثل الملايين غيري أن تتحسن أوضاعه قريباً.

- ما سبب حماستك لتقديم المسرح الغنائي؟
قدّمت تجربة المسرح الغنائي سابقاً في ذكرى رحيل الشحرورة صباح في مهرجانات «بيت الدين»، وهذا الأمر بالتحديد أندفع إلى تقديمه من دون أي شروط، لأن للقاء الجمهور على المسرح طعماً آخر، ونتلقى ردود فعل سريعة ومباشرة.

- ماذا عن العلاقة بينك وبين مصر على المستويين الفني والإنساني؟
أعتبر مصر بحق بلدي الثاني بعد وطني الأم سورية، وأحب الشعب المصري كثيراً. وعلى المستوى الفني قدمت أغنيات عدة في مسيرتي الفنية باللهجة المصرية، لأن الانتشار والنجومية الحقيقية لأي فنان عربي يأتيان من هوليوود الشرق مصر. وبالتأكيد، أعتبر نفسي إنسانة محظوظة للغاية بحب الجمهور المصري لي في أول لقاء معه الأيام الماضية، وأتمنى أن تزداد هذه المحبة، وأن أُنفّذ في مصر أعمالاً غنائية عدة في المستقبل.

- ما الحلم الذي تتمنين تحقيقه في العام الجديد 2018؟
أحلامي كثيرة في العام الجديد، وأهمها الاستمرار في تحقيق النجاح على الساحة الفنية، إضافة إلى رغبتي في ترك بصمة حقيقية لدى الجمهور العربي في أعمالي الفنية المقبلة. وعلى المستويين الشخصي والإنساني أحلم بأن أصبح أمّاً، وأُكوّن عائلة سعيدة.