التهاب الكبد الوبائي...

فيروس كورونا, المخدرات, الإلتهابات, مقاومة المرض, إلتهاب الكبد, أمراض سرطانية

27 سبتمبر 2011

يصل عدد المصابين بالتهاب الكبد «ب» إلى 350 مليون شخصٍ حول العالم، فيما يصل عدد المصابين بالتهاب الكبد C إلى 180 مليوناً، ونسبة كبرى منهم لا تعي إصابتها بهذا الفيروس الخطير الذي يصبح علاجه صعباً في مراحل متقدمة كونه قد يؤدي إلى تشمع الكبد وإلى سرطان الكبد.
خطورة المرض تدعو إلى زيادة الوعي وتسليط الضوء على مختلف الأخطار التي يمكن ان تنتج عنه، خصوصاً أنه يشكل أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الكبد المزمنة وتليّف الكبد وسرطان الكبد.
ويبلغ عدد المصابين الذين يموتون سنوياً 1.5 مليون بسبب التهابي الكبد «ب» وC. هنا البروفسور علاء شرارة، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في الجامعة الاميركية في بيروت يتحدث تفصيلاً عن المرض بمختلف جوانبه مشدداً على الوعي وعلى سبل الوقاية وعلى التشخيص المبكر ليكون العلاج فاعلاً في المراحل الأولى للمرض.

- ما هو التعريف الطبي لالتهاب الكبد الوبائي أو الكباد؟
التهاب الكبد الوبائي هو التهاب فيروسي في الكبد يمكن أن يشفى تلقائياً كما يمكن أن يؤدي إلى تشمع في الكبد وإلى سرطان. وتجدر الإشارة إلى أن ثمة أنواعاً عدة من فيروسات الكباد وهي A وB  وC وD وE لكن يعتبر التهاب الكبد B وC الأكثر انتشاراً بينها في العالم.

- كيف ينتقل التهاب الكبد الوبائي«ب» بالعدوى من شخص إلى آخر؟
التهاب الكبد الوبائي«ب» فيروس معد جداً ويمكن أن ينتقل بالعدوى من خلال الحقن الملوثة التي تستعمل للوشم أو لثقوب الحلي وغيرها من الوسائل التي تعتمد على الحقن.
كما يمكن أن ينتقل من خلال الحقن المعتمدة في التقنيات الطبية وفي تعاطي المخدرات، وفي عمليات نقل الدم وفي العلاقات الجنسية المتعددة.  ويمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى طفلها.

- هل يمكن أن ينتقل أيضاً بسهولة في الهواء؟
بعكس ما يعتقد الناس، لا ينتقل الكباد «ب» أبداً بهذه البساطة من خلال اللمس أو في الهواء أو في الطعام.

- متى يؤدي التهاب الكبد الوبائي«ب» إلى تشمع في الكبد؟
هناك نوعان من الكباد«ب» فيعتبر حاداً عندما يستمر لمدة لا تتخطى الستة أشهر، وفي هذه الحالة يمكن أن يشفى تلقائياً دون علاج. ويكون الالتهاب مزمناً عندما يستمر أكثر من 6 أشهر.
ونسبة 40 في المئة من المرضى المصابين بالكباد«ب» المزمن سيصابون لاحقاً بمرض خطير في الكبد كالتشمع في الكبد والفشل في الكبد وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بسرطان الكبد.

- هل تسهل ملاحظة الأعراض الناتجة عن التهاب الكبد الوبائي «ب»؟
عدد كبير من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي لا يعرفون ذلك. إذ يمكن أن تتشابه أعراض الكباد الحاد مع أعراض الزكام فلا تتم ملاحظتها في البداية كالانزعاج وآلام العضلات وارتفاع الحرارة والغثيان والتقيؤ والإسهال وآلام الرأس.
وثمة أعراض أخرى يمكن أن تشير بشكل أوضح إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي كاصفرار العينين والبشرة واللون الداكن للبول وفقدان الشهية الحاد وآلام المعدة.
بشكل عام، ينصح الأشخاص الذين تشاركوا في استعمال الإبر أو الذين خضعوا لعملية نقل دم قبل عام 1994 أو تشاركوا في مقص للاظافر أو شفرة حلاقة أو فرشاة اسنان مع شخص مصاب، بإجراء فحص للفيروس في الدم.
كذلك الذين يعملون في المجال الطبي والذين لديهم علاقات جنسية غير محمية. فهذه أكثر سبل التقاط الفيروس شيوعاً ومن المهم اكتشافه في مرحلة مبكرة للحصول على العلاج الفاعل.

- هل من سبل معينة للوقاية من التهاب الكبد الوبائي«ب»؟
يتوافر لقاح فاعل للوقاية من فيروس التهاب الكبد «ب».

- كيف يمكن حماية الجنين الذي تكون أمه مصابة بالمرض؟
ينصح بإجراء لقاح للطفل الذي تكون أمه مصابة بالفيروس مباشرةً عند الولادة للحد من خطر إصابته بالمرض. كما أنه في اللحظات الأولى للولادة، ثمة تقنية معينة تجرى أيضاً وتقضي بحقنه لتقوية مناعته ضد المرض. علماً أن لقاح الكباد«ب» هو إلزامي الآن ويجرى تلقائياً للأطفال.

- هل يعتبر علاج الكباد «ب» سهلاً؟
في حال التعرض لفيروس الكباد«ب» ومعرفة ذلك، يجب اللجوء مباشرةً إلى الطبيب خلال 24 ساعة. وإذا اكتشف الطبيب أن الالتهاب حاد قد لا يصف علاجاً لأن الالتهاب قد يزول تلقائياً، ويمكن أن يكتفي بوصف أدوية لمعالجة الأعراض.  كما يمكن وصف علاج للحد من تضرر الكبد ومنع الفيروس من التناسخ في حالات الكباد المزمن.


التهاب الكبد الوبائي المزمن  C هو المسبب الاول لتشمع الكبد وسرطان الكبد وزرع الكبد في الدول النامية

نسأل
البروفسور علاء شرارة:
- كيف يختلف الكباد C عن الكباد «ب»؟
ثمة أوجه عدة تختلف بين الكباد «ب» والكباد C، كما أن ثمة أوجه شبه بين الحالتين. ففي الحالتين يمكن أن يشفى المريض تلقائياً في الأشهر الستة الأولى من الإصابة حيث يقوم الجسم بتصفية الفيروس.
كذلك في الحالتين قد لا تظهر الأعراض واضحة بحيث يتم الخلط بين الكباد C وحالات أخرى مما يؤخر مراحل اكتشافه. لكن يختلف الكباد C في كونه نادراً ما ينتقل من خلال الاتصال الجنسي.
كما أنه لا ينتقل من خلال حليب الأم إلى الطفل ولا من خلال الطعام والشراب أو اللمس. ويختلف أيضاً بعدم وجود لقاح له حتى الآن. وغالباً ما يصبح الكباد  C مزمناً فيعجز الجسم عن التخلص منه في الأشهر الأولى بعكس ما يحصل عند الإصابة بالكباد «ب».

- كيف يمكن التقاط فيروس التهاب الكبد C؟
يمكن ان يلتقط الفيروس أي كان، إنما ثمة أشخاص هم أكثر عرضة. فينتقل بشكل خاص من خلال الدم مثلاُ لدى إجراء وشم بإبر غير معقمة تم استعمالها لشخص مصاب أو عند استعمال آلة حلاقة لشخص مصاب أو عند استعمال حقن للمخدرات استعملها مصاب.
لكنه ينتقل بنسبة أقل خلال العلاقة الجنسية ولا ينتقل من الأم إلى الطفل.

- كيف تتم معالجته؟
يهدف العلاج إلى تخلص الجسم من الفيروس وتقوية المناعة، وبالتالي لا يمكن كشف الفيروس في الدم بعد 6 أشهر من العلاج، وهذا ما يعتبر مؤشراً للشفاء.

- هل يسهل اكتشاف المرض؟
كما بالنسبة إلى الكباد «ب» يمكن ألا يلاحظ المريض أنه مصاب بالفيروس ، فغالباً ما تكون الأعراض بسيطة. هناك ملايين من الأشخاص المصابين بالفيروس الذين هم بين سن الأربعين والخمسين ولا يعرفون أنهم مصابون، ولا يكتشفون ذلك قبل الستينات حين يكون قد تقدم المرض.

- ما المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن الكباد «C»؟
تصل نسبة الأشخاص الذين تتحول الإصابة بالفيروس لديهم إلى كباد مزمن إلى 75 في المئة، كما يؤدي المرض إلى تشمع في الكبد في نسبة 30 في المئة من الحالات، مما قد يؤدي لاحقاً إلى سرطان في الكبد.
قد يؤدي الكباد C إلى فشل في الكبد مما قد يستدعي في مراحل متقدمة الخضوع لعملية زرع كبد. لكن من الضروري الاستمرار في العلاج بعد الجراحة لأن الفيروس قد يعود مجدداً. علماً أن تضرر الكبد قد يتطلب 10 سنوات أو أكثر ليحصل وغالباً ما يكون أول أعراض الكباد C.