وراء كل مجموعة دعم قصة One Wig Stand

الوقاية من السرطان, سرطان الثدي, الأمراض الصدرية, ألم / آلام الصدر, مشاعر إيجابية, شعر مستعار

10 أكتوبر 2011


وراء كل مشروع ينطلق لدعم مرضى السرطان، تجربة شخصية أو تجربة لأحد المقربين يتم الانطلاق منها وينتج عنها مشاعر لدعم آخرين يمرّون بتجربة مماثلة بهدف مساعدتهم في تخطيها بأفضل ما يكون.

قصة مشروع One Wig Stand بدأت بشعر مستعار تم تناقله بين مريضة وأخرى ليصبح جسر تواصل ووسيلة للتعبير عن كل المشاعر التي يمكن أن تمرّ بها مريضة سرطان الثدي والتي لا تعيشها فعلاً إلا مريضة أخرى مرّت بالتجربة نفسها.

عن انطلاقة One Wig Stand، تحدثت لورين عطوي التي أتت بفكرة هذا التبادل في التجارب على أثر تجربة عاشتها مع أحد أفراد العائلة المقربين التي أصيبت بسرطان الثدي وتخطت المحنة.
لكن هذه المحنة كانت في الوقت نفسه مناسبة دفعت لورين إلى التفكير بأهمية المساندة والدعم بالنسبة الى أي مريض وتحديداً لمريضة سرطان الثدي. «عندما كانت قريبتي تمر بهذه التجربة التي لا يتصوّر الآخرون مدى صعوبتها على المرأة، اكتشفت أهمية المساعدة التي تحتاجها كل مريضة في هذه المحنة، خصوصاً أن ثمة إهمالا في القضايا المتعلّقة بمساندة مرضى السرطان في لبنان.
أردت أن أقوم بمبادرة تساعد في توعية المجتمع من جهة وتكون وسيلة للتعبير لكل امرأة تمر بتجربة من هذا النوع. بهذه الطريقة انطلقت فكرة one wig stand وتم تأسيس موقع يتضمن قصة لمريضة عاشت تجربة المرض وتريد أن تشارك أخريات قصتها المؤثرة.
كل القصص التي في الموقع حقيقية لكننا لا نضع اسماً للقصة لأن هذا الموضوع لا يزال من المحرّمات في مجتمعنا. عندما مرضت قريبتي وشفيت لاحظت أن للشعر المستعار الذي أعطته إلى إحدى صديقاتها دوراً مهماً وكأنه تحوّل إلى كلمة سر بين المريضات ووسيلة للتعبير عما يعانينه في هذه التجربة، فيصبح صلة تواصل بينهن لا يمكن أن يدركها أحد آخر.

ولدت علاقة بين المريضات من خلال الشعر المستعار. عندما أجلس معهن أشعر كم يرتحن في الحديث عن المرض، وبذلك يعدن بالفائدة على أخريات كما يستفدن هن أيضاً. من وراء الشعر المستعار الذي انطلقنا منه قصة وتجربة مؤثرة لا يمكن لأي إنسان أن يتجاهلها.
وهذه القصة نفسها تعطي دفعاً مهماً وتشكل دعماً لكل من يمر بتجربة مماثلة. قد يستهين البعض بأهمية الموقع ودوره، لكن في الواقع لا يمكن تصوّر مدى تأثيره الإيجابي وأهمية المساندة من أجل الراحة النفسية لمريضات سرطان الثدي. هذا إضافةً إلى أهمية النصائح التي يقدمها الموقع عن سبل الوقاية وأهمية الرضاعة الطبيعية وغيرها من النصائح المهمة للمرأة.
غالباً ما تشعر المرأة بالخجل من الحديث عن مرضها في مجتمعاتنا، فتكتفي بإخبار صديقاتها المقربات بمرضها أحياناً وعندما تخبر المريضة صديقتها تخبرها هي أيضاً بقصة تعرفها، لما لذلك من تأثير إيجابي عليها. لا يمكن تصوّر أهمية الراحة النفسية التي تشعر بها المريضة التي تسمع عن قصة مماثلة لقصّتها وتتحدث عن قصتها، خصوصاً أنها في مرضها، غالباً ما تشعر بأنها وحيدة في العالم وأن لا أحد يمكن أن يشعر بما تشعر به».

تضيف عطوي: «شخصياً أنا مقتنعة جداً بما أقوم به وأعرف جيداً اننا كي نفيد الآخرين في هذا المجال يجب أن نكون قد شعرنا بالمرض أو عشنا تجربة مع شخص قريب لنعرف مدى تأثيره في الحياة التي تتبدل بشكل واضح بعده. وراء كل مشروع داعم للمرضى يجب أن تكون ثمة تجربة ومشاعر مشتركة ومتبادلة ليكون كل ما نقدمه أكثر صدقاً وفاعلية».

ومن الحملات المهمة التي تعمل عليها عطوي، حملة «صدرية من أجل قضية»، يتم فيها تصميم صدريات للسيدات اللواتي خضعن لعملية ترميم للثدي ويقام عرض لها في بيروت. ويعود ريع هذا العمل إلى الجمعيات الداعمة لمرضى سرطان الثدي.