داء السكري...

الأنسولين, الإصابة بالسكري, مشكلة / مشاكل الوزن, طرق السيطرة, السكريات, رقاقات البطاطا المقلية, داء / مرض السكري, فترة الحمل

08 نوفمبر 2011

يمتاز داء السكري بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم، وهو يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، لدرجة أن الأطباء باتوا يطلقون عليه اسم الوباء. إليك بعض المعلومات الشائعة حول داء السكري، لتميزي بين الصح والخطأ.

يوجد نوعان من داء السكري
صح. النوع 1 من داء السكري نادر (أقل من 10 في المئة من الحالات)، وهو يبدأ عموماً عند الأولاد أو المراهقين أو الشباب. إنه مرض في المناعة الذاتية يقضي على خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين (أي الهرمون الضروري لتوجيه السكريات المهضومة إلى خلايا الجسم أو العضلات التي تحتاج إليها). العلاج الوحيد لهذا النوع من داء السكري يكمن في إجراء حقن منتظمة من الأنسولين للتعويض عن النقص الموجود.
أما النوع 2 من داء السكري فيبدأ عموماً في سن الرشد، وهو ينجم عن انخفاض في إفراز الأنسولين، الذي يصبح أيضاً أقل فاعلية. وإذا لم يتم تشخيص هذا المرض في مرحلة مبكرة، يتفاقم ويسبب مشكلات وخيمة في الجسم، ولاسيما في جهاز القلب والشرايين، والكليتين والعينين... تتم معالجة النوع 2 من داء السكري بتعديلات جذرية في أسلوب العيش، فضلاً عن تناول أدوية معينة.

النوع 2 من داء السكري وراثي
صح وخطأ. تشير الإحصاءات إلى أن 30 إلى 40 في المئة من حالات النوع 2 من داء السكري هي حالات وراثية. في المقابل، يشير الأطباء إلى أن الوزن الزائد والبدانة هما من العوامل المساعدة على حصول داء السكري، علماً أن البدانة تنتقل عموماً في بعض العائلات.
يعني ذلك أنه إذا كان 40 إلى 50 في المئة من أصحاب الوزن الزائد لهم أهل يعانون من البدانة، فإن 20 في المئة فقط منهم يصابون بداء السكري. من جهة أخرى، تشير الدراسات إلى أن 25 في المئة من المصابين بداء السكري لا يملكون أحداً في العائلة مصاباً بالوزن الزائد أو البدانة.
يمكن القول إذاً إنه توجد تركيبة معينة من الجينات الممكن وراثتها، والتي تجعل الجسم مستعداً لداء السكري. لكن لن تتبلور هذه الجينات بالضرورة وتجعل داء السكري أمراً حتمياً في حال اتباع أسلوب عيش صحي وتفادي العوامل الأخرى المسببة لداء السكري.

تحليل بسيط للدم كافٍ لكشف المرض
صح. لهذا السبب، من الضروري زيارة الطبيب وإجراء تحاليل شاملة للدم مرة كل سنة على الأقل، ولاسيما لفحص مستوى السكر في الدم.
يمكن الحديث عن مستوى مرتفع للسكر في الدم إذا تراوحت النتيجة بين 1.10 و1.25 غ في الليتر. ويقول الأطباء إن السكري موجود فعلاً إذا بلغ مستوى السكر في الدم 1.26 غ في الليتر أو أكثر.
يمكن التأكد من هذه النتيجة برفع متعمد لمستوى السكر في الدم، بحيث يتناول المريض سائلاً محلى (75 غ من الغلوكوز في 250 مل من الماء) قبل تناول أي طعام آخر في الصباح، ومن ثم يصار إلى سحب عينة من دمه كل نصف ساعة لمدة ساعتين.
تجدر الإشارة إلى أن الكشف المبكر لداء السكري يتيح اتخاذ الإجراءات المناسبة في مرحلة مبكرة وتفادي العلاجات القوية والكثيفة.

وحدهم الكبار في السن معرضون لداء السكري
خطأ. النوع 2 من داء السكري يصبح أكثر تواتراً مع التقدم في العمر، ويشيع خصوصاً قرابة عمر الأربعين. لكن المعطيات تتبدل الآن مع تبدل أنماط العيش وأسلوب الحياة. فالأطباء يشخصون المرض الآن في سن مبكرة نسبياً، خصوصاً وأن البدانة تطال الأطفال والمراهقين بشكل لافت.



في حال المعاناة من داء السكري، يجب تفادي السكريات
خطأ. لا شك في أن الأطباء يحظرون تناول السكريات السريعة الموجودة في أنواع الصودا وألواح الشوكولا في حال المعاناة من داء السكري لأنها تزود الجسم بكمية كبيرة من الوحدات الدائرية، وتسهم بالتالي في زيادة الوزن.
لكن على عكس المعتقدات الشائعة، فإن السكريات البطيئة أو ذات مؤشر السكر المنخفض (مثل الخبز الأسمر والمعكرونة والنشويات والبطاطا) غير ممنوعة أبداً على مرضى داء السكري.
لكن إذا تم طهوها مع دهون، تصبح مؤذية. ممنوع البطاطا المقلية التي تحتوي على وحدات حرارية ست مرات أكثر من البطاطا المسلوقة بالبخار. ممنوع أيضاً الجبن المبروش فوق المعكرونة أو صلصة البولونيز الدسمة جداً.

الأكل الصحي يتيح تخفيف الدواء
صح، وأحياناً توقيفه كله. فثمة عاملان أساسيان مسؤولان عن النوع 2 من داء السكري. التغذية وأسلوب العيش. وفي حال العمل على تحسين هذين الأمرين، يمكن تخفيف الوزن الزائد والحؤول دون داء السكري.
وحتى لو كان المرض موجوداً فعلاً، يمكن ضبط التغذية والتخفيف من الوزن للتخفيف قدر الإمكان من جرعات الأدوية. بالنسبة إلى الغذاء، يجب التخفيف من الوحدات الحرارية قدر الإمكان، ولاسيما تفادي المنتجات الدهنية والمشروبات الغنية بالسكر.
لا بد أيضاً من تخفيف كمية الملح في الطعام لأن الملح يسبب العطش ويزيد الشهية. في المقابل، يجب زيادة حصص الفاكهة والخضار.

استهلاك اللحم الأحمر يزيد من خطر التعرض لداء السكري
صح. إن استهلاك اللحم الأحمر يزيد بشكل ملحوظ خطر التعرض للنوع 2 من داء السكري. وأثبتت الدراسات أن استهلاك 100 غ من اللحم الأحمر كل يوم يزيد خطر التعرض لداء السكري بنسبة 19 في المئة.
ويرتفع هذا المعدل إلى 51 في المئة في حال استهلاك 50 غ من اللحوم المصنعة (هوت دوغ، نقانق...). حاولي استبدال اللحم ببروتينات صحية مثل مشتقات الحليب القليلة الدسم والحبوب الكاملة، ويمكنك حينها تخفيض خطر التعرض لداء السكري بشكل ملحوظ.

لا يمكن ممارسة الرياضة في حال المعاناة من داء السكري
خطأ. فقد أظهرت الدراسات أن الرياضة تحول دون ظهور داء السكري لأنها تتيح السيطرة على الوزن. وحتى في حال المعاناة من داء السكري، ينصح الأطباء بالحركة والرياضة.
ويعود إلى الطبيب نفسه أن يطلع المريض على التمارين المسموح بها، وفق درجة المرض وحالة المريض. وفي الإجمال، يوصى بممارسة تمارين القدرة على التحمل، مثل المشي والركض والسباحة والركوب على الدراجة الهوائية.
ولتفادي هبوط مستوى السكر في الدم (لأن الجهد العضلي يستهلك الكثير من السكر)، ينصح الطبيب أحياناً بتناول أطعمة إضافية للمرضى الذين يتناولون علاجات مخففة لمستوى السكر في الدم.
كل حالة خاصة، ومن الضروري إذاً استشارة الطبيب. لكن الأكيد هو أن الرياضة مهمة لا بل موصى بها!

داء السكري شائع أيضاً خلال الحمل
صح. تصاب امرأة واحدة من كل خمسة نساء بداء السكري خلال فترة الحمل. في 15 في المئة من الحالات، يتم الحديث عن النوع 2 من داء السكري، وفي 85 في المئة من الحالات عن داء السكري الخاص بالحمل: إنه عدم القدرة على تحمل السكريات خلال فترة الحمل.
تكون المرأة صاحبة الوزن الزائد، أو التي تجاوزت 35 عاماً، أو التي لديها سوابق في هذا المجال أكثر عرضة من غيرها لداء السكري خلال الحمل. في الأشهر الثلاثة الأولى، يتم فحص مستوى الغلوكوز في الدم. إذا كانت النتيجة أكثر من 0.92 غ في الليتر، يجدر بالمرأة فحص مستوى السكر في دمها قبل كل وجبة طعام.
يوصي الطبيب بتعديلات غذائية ونشاط جسدي، ويتوجب أحياناً على المرأة الحامل تناول الأنسولين للتخفيف من المخاطر أثناء الولادة. لكن في حال الخضوع لمراقبة الطبيب وإشرافه بشكل دقيق، يستمر الحمل بصورة طبيعية، وبعد ثلاثة أشهر من الولادة، يمكن التأكد من اختفاء داء السكري.
في حال ظهور النوع 2 من داء السكري خلال فترة الحمل، يتوجب على المرأة الشروع فوراً في علاج طويل الأمد لهذه المشكلة، وإلا تصبح عرضة سبع مرات أكثر من غيرها للمعاناة لاحقاً من النوع 2 من داء السكري. لا يوجد أي خطر على الطفل عند الولادة، لكنه قد يصبح معرضاً بدوره لداء السكري، ولا بد من اتخاذ التدابير الوقائية الخاصة به أيضاً.