داء الربو...

فيروس كورونا, بوربوري, مراهق / مراهقون, العامل الوراثي, طفل / أطفال, طفولة, بكتيريا

12 ديسمبر 2011

قد يكون داء الربو المرض المزمن الأكثر تواتراً في الطفولة. تعتبر العوامل الوراثية سبباً رئيسياً لهذا المرض، لكن أسلوب العيش يكشف عن تأثير كبير أيضاً. إليك كل التفاصيل...
خلال ثلاثين عاماً، تضاعفت نسبة المصابين بداء الربو في العالم. يقول الأطباء والباحثون إن السبب وراء هذه الزيادة يكمن في التركيبة البنيوية للخلايا (الـDNA) وفي التغيرات الحاصلة في أسلوب عيشنا.

1- العامل الوراثي... حاسم
نعرف منذ زمن بعيد أن العامل الوراثي يؤدي دوراً أساسياً في داء الربو. بالفعل، يكفي النظر إلى سجلات المصابين بداء الربو لنكتشف أن هذا المرض ينتقل في عائلات نسبة كبيرة منهم.
وتشير الإحصاءات إلى أن احتمال تعرض الطفل العادي لداء الربو يبلغ نسبة 20 في المئة. لكن إذا كان أحد أهل الطفل مصاباً بداء الربو، يرتفع الاحتمال إلى 40 في المئة.
وفي حال إصابة كلا الأهل بداء الربو (أي الأب والأم معاً)، يكون الطفل معرضاً بنسبة 90 في المئة لداء الربو.
تم التعرف لغاية الآن على عشرات الجينات المسؤولة عن داء الربو، لكن الباحثين يقولون إن عدداً كبيراً من الجينات الأخرى مسؤولة أيضاً عن داء الربو، لكن لم يتم تحديدها لغاية الآن بسبب التركيبة المعقدة لداء الربو ولتلك الجينات.
وإذا كانت العوامل الوراثية مسؤولة إلى حد كبير عن تعرضنا لداء الربو، تشير دراسة أميركية إلى أن العوامل الخارجية هي المسؤولة غالباً عن تفجير العوامل الوراثية. ويقصدون بذلك تأثير البيئة في الجينات وطريقة تفاعلها مع بعضها.

2- الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية عند الأطفال الرضّع
لا شك في أن إعطاء المضادات الحيوية بكميات كبيرة للأطفال الرضع والأطفال الصغار هو أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى داء الربو، لأنه في مرحلة الطفولة، تستقر بعض أنواع البكتيريا في الأمعاء.
إلا أن تناول المضادات الحيوية يقمع نشوءها، مما يوقع الخلل في توازن الأمعاء الذي يؤدي دوراً أساسياً في المناعة. ويقول الباحثون إن هذا يفضي في أغلب الأحيان إلى الحساسيات وداء الربو.
والمؤسف أن وصف المضادات الحيوية تضاعف خلال العشرين عاماً الماضية، ولهذا السبب ربما ازداد تعرض المراهقين لداء الربو بنسبة 40 في المئة تقريباً خلال هذه الفترة.

3- أسلوب العيش النظيف
يمكن للبيئة الفائقة النظافة أن تكون سبباً لداء الربو. فقد أظهرت الدراسات أن سكان المدن في الدول الغنية هم أكثر عرضة لداء الربو من الأشخاص الذين يعيشون في الأرياف أو في الدول النامية. واللافت أن كل شيء يبدأ في رحم الأم.
فخشية التعرض لأعداء شرسة، مثل البكتيريا والفيروسات، لا ينشأ جهاز المناعة عند الطفل كما يجب. بهذه الطريقة، يرتد جهاز المناعة إلى المواد المسببة للحساسية، ويصبح نتيجة ذلك في حالة "تفاعل دائم التأهب".
وأشارت الدراسات إلى أن الطفل الذي احتكت أمه خلال فترة الحمل بحيوانات المزرعة والبكتيريا العديدة الموجودة فيها، هو أقل عرضة لداء الربو والأكزيما من أي طفل آخر.

4- الكثير أو القليل جداً من الالتهابات خلال الطفولة
أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يذهبون إلى دور الحضانة ويعيشون مع إخوة وأخوات ينقلون لهم أمراض الزكام، أي الأطفال الذين يتعرضون للكثير من نوبات الزكام قبل بلوغ السنة الواحدة، هم أقل عرضة لداء الربو في عمر 6 أو 7 سنوات.
لكن إذا كانت التهابات الجهاز التنفسي الناجمة عن البكتيريا تكشف عن عامل وقائي، فإن بعض الالتهابات الفيروسية تحفز في المقابل ظهور داء الربو.
ويقول الباحثون إن المشكلة تكمن أساساً في بكتيريا الأمعاء: الحماية المفرطة من الأمراض المعدية، الأطعمة المعقمة باستمرار.... تمنع البكتيريا الأساسية من أداء عملها الصحيح، الضروري جداً للمناعة.

5- عوامل مفاقمة
لم يتضح بعد أن التلوث يسبب داء الربو، لكن المصابين بداء الربو يلاحظون تفاقماً كبيراً في أعراضهم عند تواجدهم في بيئة شديدة التلوث.
وبالنسبة إلى الأطفال الصغار (أقل من عامين) الذين يحتكون بالكلاب والهررة فإنهم يملكون مناعة أكبر من غيرهم تجاه داء الربو. لكن في حال وصول تلك الحيوانات إلى المنزل وكان عمر الطفل 6 أو 7 سنوات، يحتمل أن يكون ذلك سبباًَ لنشوء داء الربو.
سواء كان التدخين مباشراَ أو سلبياً، فإنه يفاقم من دون شك داء الربو، لكنه لا يسببه.