وفاء عامر: خُدعت ببعض أصدقائي وأخرجتهم من حياتي

مؤمن سعد (القاهرة) 27 يناير 2018

تعترف بأنها خُدعت بالبعض، مما عرّضها للحزن الشديد. إنها الفنانة وفاء عامر التي تحدّثنا في هذا الحوار عن مشاركتها مع المخرج خالد يوسف في فيلم «كارما»، علاقتها بابنة شقيقتها آيتن عامر، ما يميل إليه ابنها عمر، حقيقة احتكارها فنياً من جانب زوجها المنتج محمد فوزي، ورأيها في أمير كرارة وياسر جلال ومحمد رمضان.
كما تكشف عن العديد من الأسرار في حياتها الشخصية، علاقتها بالسوشال ميديا، وأسباب حرصها الدائم على عمل «لايف فيديو».


- ما الذي جذبك للمشاركة في فيلم «كارما» للمخرج خالد يوسف؟
السبب الرئيس هو فرحي الكبير بعودة المخرج خالد يوسف مرة أخرى إلى السينما والإخراج، بعد أن ابتعد عن المجال الفني طوال السنوات الأخيرة.
ورغم ظهوري في العمل كضيفة شرف، غمرتني السعادة حين وجدت نفسي في موقع تصوير الفيلم، ورأيت خالد وهو يجلس خلف الكاميرا ويدير جميع الممثلين مرة أخرى، فأجمل الأعمال وأقربها إلى قلبي هي التي تشاركنا فيها معاً، أي فيلمَي «كف القمر» و«حين ميسرة»، وأتوقع لفيلم «كارما» أن يحقق نجاحاً كبيراً عند عرضه، لأنه يتضمن فكرة جديدة ومختلفة، وتقدّم بطريقة أكثر من رائعة.

- ألم تخشي من العودة إلى السينما كضيفة شرف بعد غيابك عنها لأكثر من عامين؟
لا يقلقني ذلك أبداً، وقد فعلتها سابقاً في فيلم «يا تهدّي يا تعدّي» مع آيتن عامر، ووجودي كضيفة شرف في فيلم سينمائي لا يقلل من شأني، بل يمكن أن أقدم مشهداً واحداً فقط ويضيف إليّ أكثر من تقديمي عملاً فنياً كاملاً، خصوصاً إذا كان ذلك مع مخرج كبير مثل خالد يوسف، هذا إضافة إلى أن الفيلم يضم عدداً كبيراً من ضيوف الشرف، أبرزهم: غادة عبدالرازق وماجد المصري وحسن الرداد وإيهاب فهمي.

- كيف استقبلت ردود الفعل حول مسلسل «الطوفان»؟
توقعت نجاح المسلسل بمجرد قراءتي للسيناريو، وأؤكد أنني أمتلك خبرة واسعة تجعلني على دراية تامة بالأعمال الفنية المميزة والتي ستحقق نجاحاً كبيراً لدى الجمهور، سواء في مصر أو في الوطن العربي كله، وقد اكتسبت هذه الخبرة الطويلة من خلال التعاون مع العديد من المبدعين في مجال التأليف والإخراج والإنتاج والتمثيل أيضاً، وصرتُ أمتلك شعوراً داخلياً يوجهني أثناء قراءة السيناريو إلى نجاح العمل، وتفاعل الجمهور معه. وبالفعل، بمجرد عرض المسلسل انهالت عليَّ التهاني من جمهوري وأصدقائي الذين أثق في آرائهم.

- هل حزنت على عدم مشاركتك في دراما رمضان الماضي بعد تأجيل عرضه؟
شعرت بحزن شديد، وبكيت عندما علمت بخبر تأجيل المسلسل وعرضه خارج السباق الرمضاني، لكن النجاح الذي حققه في ما بعد جعلني على يقين بأن العمل الجيد يفرض نفسه في أي توقيت عرض، ولهذا المسلسل أهمية كبيرة بالنسبة إليّ، لأنني قدمت من خلاله شخصية مختلفة لم أجسّدها من قبل، وحرصت على تقديمها بطريقة تميزني في الأداء التمثيلي، ووضعت في الدور بصمتي الخاصة التي لا تتشابه مع أي فنانة أخرى. ومن شدة اندماجي مع شخصية «منيرة»، شعرت كأنني التقيتها من قبل، وعشت معها كل لحظات حياتها، المفرحة والحزينة، وبدأت أضيف إليها تفاصيل من بعض الشخصيات الواقعية التي قابلتها في حياتي، وأعتقد أن هذا هو سبب اقتناع الجمهور بها، والتعاطف معها في الكثير من المواقف طوال أحداث المسلسل.

- لكن قيل الكثير عن توتر العلاقة بينك وبين الفنانة عبير صبري أثناء فترة التصوير...
كل ما قيل لا أساس له من الصحة. ربما ظن البعض ذلك لأننا كنا نقدم خلال أحداث المسلسل شخصيتين لامرأتين متزوجتين من الرجل نفسه، أي «ضرّتين» تنشأ بينهما خلافات ومشاكل كثيرة، وهذا يظهر أمام الكاميرا فقط، لأنني على المستوى الشخصي أكنُّ لها كل الحب والاحترام والتقدير، وتجمعنا صداقة قوية منذ سنوات عدة، وتسود علاقتنا المهنية أجواء التفاهم والانسجام التام، لدرجة أؤكد أن عبير كانت السبب الرئيس وراء ظهورنا بهذا الشكل المميز والمقنع.

- كيف تصفين تعاونك مع شقيقتك الفنانة آيتن عامر؟
هذه ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع آيتن في عمل فني، بل شاركنا من قبل في مسلسل «الدالي»، الذي كان بمثابة شهادة ميلاد فنية لها، وفي ما بعد تقابلنا في السينما من خلال فيلم «الليلة الكبيرة»، كما ظهرت معها ضيفة شرف في فيلم «يا تهدّي يا تعدّي»، الذي كانت تؤدي بطولته.
ويعتبر مسلسل «الطوفان» التعاون الفني الرابع بيننا، وأتمنى أن يتكرر ذلك، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وفي كل مرة أُعاود العمل مع آيتن أجدها تتطور بشكل كبير وملحوظ في أدائها التمثيلي، وتكتسب المزيد من الخبرات مع كل تجربة فنية تخوضها.
لذا، أسعد وأفتخر بها وبالمكانة التي وصلت إليها، وأتوقع لها مزيداً من النجاحات، لأنها دائماً تجتهد وتسعى إلى الأفضل.

- هل تحرصين على تقديم النصائح الفنية لها؟
كان ذلك في بداياتها الفنيه، أما اليوم فقد وصلت إلى مرحلة لا تحتاج فيها إلى النصح أو الى توجيهات من أحد، ذلك أنها أصبحت تتمتع بالخبرة الكافية، وبات لها أسلوبها المتفرد الذي يميزها عن الفنانين، بمن فيهم أنا شخصياً، وتعاملي معها في موقع التصوير لا يختلف عنه مع باقي فريق العمل، بحيث نتقيد جميعاً بتوجيهات مخرج العمل ونعمل بنصائحه.

- كيف هي العلاقة بينك وبين «آيتن» الصغيرة، ابنة شقيقتك؟
«آيتن» الصغيرة هي بالنسبة إليّ ليست ابنة شقيقتي، بل بمثابة ابني «عمر» بالضبط، ومحبتي لها وخوفي عليها أكبر دليل على ذلك، فمعها أمضي أجمل اللحظات وأسعدها، وهي دائماً تذكّرني بأمها في فترة طفولتها، وأتمنى أن تكبر وأراها بفستان الزفاف، وتكون مدعاة فخر لي ولأمها.

- هل هناك أعمال فنية جديدة تحضّرين لها حالياً؟
معروض عليَّ عدد من المشاريع الدرامية الجديدة، لكنني لم أحسم قراري في شأن أي منها بعد، ذلك أنني ما زلت في طور قراءة السيناريوات الخاصة بها، واختيار الأفضل بينها، ولا أريد التسرع في الموافقة على أي عمل فني، خصوصاً بعد النجاح الذي حققته من خلال مسلسل «الطوفان».

- ماذا عن مسلسل «هجرة الصعايدة»؟
المسلسل يدور في إطار اجتماعي، ويضم عدداً من الفنانين، أبرزهم: شريف سلامة وأحمد فؤاد سليم ومحمود الجندي ومي نور الشريف ورشوان توفيق، ومن تأليف ناصر عبدالرحمن، وكان من المفترض البدء بتصويره مطلع هذا العام، لكن تم تأجيله لأنه يحتاج إلى المزيد من التحضيرات ليظهر بالشكل المناسب، وحتى الآن لم يُحدّد موعد نهائي لتصويره، وأتمنى أن يحدث ذلك قريباً ليكون جاهزاً للعرض في العام الجديد، لأنه من الأعمال الدرامية المميزة، وأتوقع له نجاحاً كبيراً عند عرضه على الشاشة.

- هل صحيح أنك تفضلين التعاون مع زوجك المنتج محمد فوزي أكثر من أي جهة إنتاج أخرى؟
هناك من يحاول ترويج أن زوجي يحتكرني كممثلة، وهذا الكلام ليس حقيقياً، والدليل أنني تعاونت في مسلسل «الطوفان» مع المنتج ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، وشعرت بالارتياح في العمل معهما، فكل ما يُقال في هذا الشأن مجرد شائعات، إذ أتعاون مع زوجي في أعمال فنية مثلما أتعاون مع جهات الإنتاج الأخرى، ومثلما يتعاون زوجي مع ممثلات أخريات في أعماله الفنية، وأتمنى أن تتضح هذه المسألة لكل من يحاول الترويج لتلك الشائعات.

- هل يتدخل زوجك في اختياراتك الفنية؟
لا أعتبر محمد فوزي زوجي فقط، بل صديقي أيضاً، الذي أبوح له بكل أسراري، وهو يشجعني ويدعمني ويساعدني دائماً، وآخذ رأيه في أي عمل فني يعرض عليَّ، لأنني أثق تماماً في وجهة نظره وخبرته ورؤيته الفنية. وعندما يقول لي رأيه بكل صراحة ووضوح، لا أشعر بأنه يتدخل في اختياراتي، إنما ينصحني بما يعود عليّ بالنفع، فهو أول من ألجأ إليه للمشورة، ويترك لي حرية الاختيار بعد أن نتناقش معاً، ولا يفرض عليَّ رأيه أبداً، وأجده يفرح بنجاحي أكثر من نجاحه الشخصي، وأعتبره سندي في الحياة على المستويين المهني والشخصي.

- من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
بصفتي ممثلة، ولكون زوجي محمد فوزي منتجاً فنياً، لي أصدقاء كثر من الوسط الفني، ولا أستطيع أن أذكر أسماء بعينها حتى لا أغفل أحداً.
لكن أؤكد أن كل الفنانين الذين تعاونت معهم أصبحوا أصدقاء لي على المستوى الشخصي، وأكنُّ لهم جميعاً الحب والاحترام والتقدير، ولا أحمل الكراهية أو الضغينة لأحد، بل أتمنى الخير للجميع، حتى للأشخاص الذين أعرف أنهم لا يحبونني.

- من هم الفنانون الذين تتمنين العمل معهم؟
يصعُب عليّ اختيار اسم بعينه، فهناك أسماء كثيرة أتمنى العمل معها، منهم على سبيل المثال وليس الحصر، الفنان أمير كرارة، إذ أعجبت كثيراً بأدائه في مسلسل «كلبش» في رمضان الماضي، أيضاً ياسر جلال الذي حقق نجاحاً ضخماً يستحقه في مسلسله «ظل الرئيس»، وهو من أقرب الشخصيات الى قلبي، وتجمعنا صداقة قوية منذ فترة طويلة، كما أتمنى تكرار التعاون مع محمد رمضان، الذي أعتبره بمثابة أخي الأصغر، بعد أن حققنا النجاح معاً في مسلسل «ابن حلال».

- ما هي الصفة التي تميزك؟
أكثر الصفات التي أحبّها في شخصيتي أنني متصالحة مع نفسي، مما يجعلني أشعر دائماً بالرضا والراحة النفسية وصفاء الذهن. أنا راضية تماماً عن كل ما فعلته في حياتي، وسعيدة بمحبة الجمهور لي، وأطمح الى تقديم المزيد من الأعمال الفنية، سواء في السينما أو الدراما، التي تضيف الى مشواري الفني وترفع اسمي عالياً.

- بعيداً من كونك فنانة، كيف تعيشين حياتك الخاصة؟
أعيش حياتي كأي امرأة عادية، أحب الأجواء العائلية الهادئة كثيراً، وأشعر بكوني امرأة عندما ألبّي كل متطلبات منزلي، فأحضّر العديد من الأكلات، سواء المصرية أو العربية، مثل المكدوس السوري والمقلوبة والبرياني والكبسة باللحم، والبستيلا المغربي، ومن الأكلات المصرية الملوخية بالأرانب وطواجن الحمام بكل أنواعها وأشكالها، وطاجن الفريك، وصواني البطاطس والتورلي، والعيش باللحمة.

- كيف تعوضين ابنك عمر عن انشغالك عنه أحياناً بسبب العمل؟
لا يمكن أن أنشغل عن عمر تحت أي ظرف، وحتى في أوقات تصوير أعمالي الفنية الجديدة، أبقى على تواصل دائم معه عبر الهاتف، لمعرفة كل شيء عنه، وبعد العودة إلى المنزل أحرص على الجلوس معه لنحكي تفاصيل ما حصل معنا على مدار اليوم، ولا أتعامل معه بصفتي أمه، بل كصديقة له.

- هل تأخذين رأيه في أعمالك الفنية؟
هو متابع جيد للأعمال الفنية، خصوصاً الأعمال التي أشارك فيها، ويبدي لي آراءه من دون أن أسأله، وقد أُعجب كثيراً بمسلسلي الأخير «الطوفان»، وهو يفتخر بي وبعملي، وهذا يشجعني أكثر على الاستمرار والنجاح، وفي الوقت نفسه يضع على عاتقي مسؤولية كبيرة في الاختيار، لأنني صرتُ أرغب في تقديم كل ما هو مميز وجيد للحفاظ على ثقته وفخره بي.

- هل لديه ميول فنية؟
عمر لا يميل إلى التمثيل، لكنْ لديه ميول إنتاجية غرسها فيه والده المنتج محمد فوزي، وأعتقد أنه سيتفوق في هذا المجال لو تخصص فيه مستقبلاً، لأنه يحبه كثيراً، لكننا ننتظر حتى يُكمل تعليمه، وبعدها يختار المجال الذي يريد العمل به. وعموماً، لا أفرض شيئاً عليه، بل أتركه يختار ما يحبه.

- ما هي هواياتك المفضّلة؟
أملك الكثير من الهوايات التي أحرص على ممارستها في أوقات فراغي، أبرزها ركوب الخيل، وأجد متعة كبيرة في هذه الهواية، كما أنها تعزز الثقة في النفس.
أيضاً من الهوايات القريبة الى قلبي الغناء والعزف على عدد من الآلات الموسيقية، هذا إلى جانب عشقي للرياضة بشكل عام، ومنها الآيروبكس، وهي من أفضل الرياضات التي تساعد على حرق الدهون، والحفاظ على رشاقة الجسم، كذلك أمارس رياضتَي الركض والسباحة بانتظام.

- ماذا عن علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
السوشال ميديا أصبحت مهمة للغاية، خصوصاً بالنسبة الى الفنان الذي يحرص على التواصل مع جمهوره ومعرفة آرائه في كل جديد يقدمه، لذا أهتم كثيراً باستخدامها، وأمتلك حسابات شخصية على «إنستغرام» و«تويتر» و«فايسبوك»، كما أحرص على التواصل الدائم مع جمهوري من طريق «لايف فيديو»، وأقوم بذلك سواء في أوقات فراغي أو في أماكن التصوير، حتى أشارك معجبيَّ كل لحظات حياتي، كما أهتم بمتابعة تعليقاتهم وردود فعلهم على كل ما أنشره.

- ما آخر كتاب قرأتِه؟
«الولد سر أبيه» للكاتب ناصر عبدالرحمن، وهو عبارة عن مجموعة قصصية تتحدث عن الحب، وأُعجبت كثيراً بطريقة السرد التي اتّبعها الكاتب، وحالة التشويق والإمتاع التي فرضها على كل القصص، فتميزت هذه المجموعة القصصية بروعتها، وأنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب المميز.

- ما أكثر ما أزعجك في الفترة الأخيرة؟
حين اكتشفت أنني خُدعت بعدد من الأشخاص الذين كانت تربطني بهم علاقة صداقة على المستوى الشخصي، وتأكدي في ما بعد أنهم لا يستحقون ثقتي بهم وحبي لهم، فأسقطتهم من حساباتي، وقطعت علاقتي بهم إلى الأبد، وأعترف بأنني شعرت بضيق وحزن كبيرين عندما عرفتهم على حقيقتهم، لأن خداع الأصدقاء من أصعب الأمور، لكنني أحمد الله أنه أظهر لي وجههم الآخر، حتى أكون حذرة منهم، وأخرجهم من حياتي.