نبيل شعيل: لا أرغب في تقديم أغنيات تجاري الموضة السائدة

هنادي عيسى محمود الرفاعي (القاهرة) 28 يناير 2018

الفنان نبيل شعيل واحد من أهم المطربين في الخليج العربي، نال لقب «بلبل الخليج» عن جدارة. مضى على نجاحه نحو ثلاثة عقود ولا يزال يتربع على عرش النجومية. يُعرف عنه أنه يشجع المواهب الجديدة، لإيمانه بأن الفن استمرارية.
صدر أخيراً ألبومه الجديد «نبيل شعيل 2018» الذي تضمن 5 أغنيات. عن هذا العمل، يتحدث شعيل في حواره مع «لها»، إضافة الى أمور أخرى.


- ماذا تقول عن ألبومك الجديد «نبيل شعيل 2018»؟
هذا الألبوم يُعتبر تكملة للعمل الذي قدّمته السنة الماضية. أما أغنياته الخمس، فقد تعاملت فيها مع أفضل ملحّنَين في الكويت، هما فهد الناصر ومشعل العروج. وأحببت أن أخلق منافسة بينهما، والحمد لله أن النتيجة جاءت مميزة جداً ولم أكن أتوقعها.

- لماذا شهد ألبومك الجديد «نبيل 2018» إعادة العلاقات مع معظم الذين كنت على خلاف معهم؟
كنت قد تعرضت لوعكة صحية، ألزمتني البقاء في الفراش، وكانت مفاجأة بالنسبة إليّ أن يبادر الشاعر السعودي الكبير خالد المريخي الى الاطمئنان عليَّ، رغم حدوث هذا في ذروة خلافاتنا.
وأنا لا أنسى أبداً من يقف إلى جواري في أوقات الشدّة، كما عدت للتعاون مع الملحن الكويتي مشعل العروج من خلال جلسة عمل عقدها الملحن فهد الناصر، حيث أصر على أن يشاركنا مشعل في الألبوم، وأحببت أن يكون ألبومي الجديد صفحة جديدة أفتحها مع أصدقائي القدامى.

- تعاونك مع الشاعر خالد المريخي جاء بعد خلاف بينكما استمر نحو 18 سنة، كيف تم هذا التعاون؟
الشاعر خالد المريخي يكتب مفردات جميلة لا يملكها أي شاعر آخر، وتعاوننا معاً في هذا الألبوم جاء مثمراً للغاية.

- هل خلافكما حصل نتيجة تعارض الأفكار الفنية أم لأسباب شخصية؟
الخلاف قديم، وقد انتهى مع مرور الزمن... كان أوّل المتصلين بي لرغبته في الاطمئنان عليّ. وصدقاً، تجعلني المواقف الإنسانية أنسى أي شيء مهما كان مزعجاً. وقد قدّرت للمريخي موقفه الذي محا كل الشوائب في علاقتنا.

- بتّ تصدر كل عام ما يُسمى «ميني ألبوم»، أي عملاً لا يحتوي على أكثر من خمس أغنيات، لماذا تتبع هذه السياسة الإنتاجية؟
شركة «روتانا» هي التي عرضت عليّ الفكرة، وأنا بدوري وافقت على سياستها الإنتاجية. وفي العام الماضي، أصدرت ألبوماً تضمن أربع أغنيات، وهذه السنة أتبعته بـ»ميني ألبوم» يشتمل على خمس أغنيات.

- كيف ترى إقبال الجمهور على فكرتي «السينغل» و»الميني ألبوم»؟
أحببت فكرة الأغنيات «السينغل» والميني ألبوم، لأنها تحمّس المستمع على الإقبال على الأغنيات المقدَّمة، وأن يستمع اليها بتأنٍ، على عكس الألبوم الضخم الذي يتضمن أكثر من عشر أغنيات، فهو في النهاية سيقرر الاستماع الى أغنيتين أو ثلاث فقط، كما أنني معتاد على طرح ألبوم كل عام، ولذلك أقلّل من عدد أغنياتي لكي أقدم عملاً فنياً جيداً لجمهوري، فأنا لا أحبذ فكرة أن تكون هناك أغنية ضاربة في الألبوم، وأُفضّل أن تكون كل أغنياتي على مستوى واحد، لأنها في النهاية تحمل اسم نبيل شعيل.

- ألا تشعر بأن هذه السياسة تؤذيك فنياً؟
بالعكس، أرى أن هذه السياسة مفيدة للفنان، لأننا بهذا الأسلوب نفسح المجال أمام الناس ليسمعوا الأغنيات كلها. فلو تضمن ألبوم ما عدداً كبيراً من الأغاني، حتماً سيضيع المستمع في اختيار الأجمل بينها، وأكبر دليل على أن هذه الخطوة فاعلة، أن عملي الجديد لاقى استحسان الجمهور، وقد سمعت تعليقات إيجابية جداً بعد أيام من صدوره.

- يبدو أن كل أغنياتك الجيدة تحمل الروح الشرقية؟
صحيح، بصراحة لم أرغب في أن أقدم أغنيات تُجاري الموضة السائدة، لأن الناس باتوا يرغبون في الاستماع الى الفن الحقيقي، وما قدّمته في «شعيل 2018» يدل على أنني أمسكت العصا من النصف وقدّمت فناً لا يشبه السائد وليس قديماً في الوقت نفسه. كما اعتمدت على الكلمة الجميلة واللحن المميز، إضافة الى التوزيع الموسيقي الشرقي الرائع.

- ورغم ذلك، البعض قال أنّك ملتَ إلى الرومانسية في أغنيات الألبوم، أي أنّكَ عدتَ إلى سابق عهدكَ في النمط الغنائي!
بكل تأكيد، فخلال العام الفائت وفي أثناء جلسات العمل المطوّلة، اقترحت أن تحمل كل أغنيات الألبوم طابعاً رومانسياً كلاسيكياً، حيث أحببت إحياء روح أغنياتي القديمة في هذا الألبوم، ولذلك فضّلت أن أتعاون فيه مع الموزع الموسيقي مدحت خميس.

- لماذا غابت الأغنية المصرية عن الألبوم؟
ربما تكون الأغنية المصرية قد غابت عن هذا الألبوم، لكنني أحببت أن أقدم أعمالاً خاصة فيه، وهي عبارة عن خمس أغنيات فقط، ففي ألبومي الماضي كنت قد طرحت أغنية مصرية بعنوان «كله تمام»، فأنا معتاد أن يتضمن كلٌ من ألبوماتي أغنية مصرية.

- تحرص غالباً على تسمية ألبوماتك برقم السنة التي يصدر فيها، لماذا لا تعنون الألبوم بأغنية واحدة؟
«منطقي» هو الألبوم الوحيد الذي أطلقت عليه اسم أغنية، لأنها كانت جميلة جداً. لكن بصراحة، لا أحب توجيه تركيز المستمعين الى أغنية واحدة وإهمال باقي الأغنيات في الألبوم.

- ما الأغنية التي صوّرتها من الألبوم؟
صوّرت أغنية «سرينا» مع المخرج علاء الأنصاري ومن إنتاج شركة «روتانا».

- هل توقعت أن تحقق أغنيتك «عالم أحبابي» كل هذا النجاح بعد مرور ساعات فقط على طرحها؟
«عالم أحبابي» هي أول أغنية سجّلتها في الألبوم، وأذكر أنني استمعت إليها خلال وجودي في القاهرة مع الملحن مشعل العروج، وهو الذي اقترح عليَّ فكرة إعادة العمل مع الشاعر خالد المريخي، وقال لي إن معه لحناً قريباً من أغنيتي القديمة «راحت وقالت»، واقترح اسم المريخي. وبالفعل، كتب المريخي كلمات رائعة وقدّم فكرة جديدة لم أقدّمها من قبل، وهي فكرة الحب من طرف واحد.

- أحييت حفلات عدة في المملكة العربية السعودية والكويت، كيف كانت أصداؤها؟
في 18 كانون الأول/ديسمبر، شاركت مع عدد من الزملاء ومنهم عبدالله الرويشد وسعد الفرج وجاسم يعقوب وطارق العلي وغيرهم، في تلبية الدعوى التي تلقيناها من وزارة الشباب والرياضة في السعودية، حيث أقمنا حفلة وداع لفريق المنتخب السعودي الذي سافر الى روسيا استعداداً لخوض غمار مباريات كأس العالم في كرة القدم عام 2018.
وفي 22 من الشهر نفسه، شاركت في حفلة «دورة الخليج» لكرة القدم التي تُقام في الكويت في حضور أمير البلاد. وفي 29 كانون الأول/ديسمبر، أحييت حفلة في جدّة تحت إشراف هيئة الترفيه، وفي حضور عشرات العائلات، وأنا أول فنان غير سعودي شاركت سابقاً في مهرجان الجنادرية وأحييت عدداً من الحفلات العامة في السعودية، سواء في أبها أو جدّة أو الرياض.

- لنتحدث قليلاً عن المطربين الخليجيين الذي قرروا منذ سنوات حصر أعمالهم في منطقة الخليج، أما أنت فتُعتبر المطرب الوحيد الذي لا يزال يراعي جمهوره في كل الدول العربية، لماذا هذا الانزواء في رأيك؟
لا يمكنني التحدّث عن زملائي الآخرين، إذ لكل واحد منهم وجهة نظره وطريقته في العمل.

- هل شركة «روتانا» هي من طلبت من الفنانين حصر أعمالهم في منطقة الخليج؟
أبداً، فـ«روتانا» لا تطلب ذلك، والفنانون الكبار يعملون وحدهم، وشركة الإنتاج لا تتدخل في أعمالنا لأنها تثق في اختياراتنا. وبالنسبة إليّ، هذا شرطي في التعاون، أي أن أحداً لا يتدخل في عملي. أما إذا كان المطرب جديداً، فلا شك في أن الشركة تتدخل في اختياراته لمساعدته في مسيرته الفنية.

- لماذا غبت عن إحياء الحفلات في العالم العربي؟
قررتُ منذ سنوات عدم المشاركة في أي حفلة تجارية تُقام في العالم العربي أو أوروبا، واكتفيت بإحياء المهرجانات والمناسبات الرسمية والعامة، ذلك أن أموراً تحصل قي الحفلات العامة لا تعجبني، ومنها اختيار المتعهد أماكن غير لائقة من ناحية التجهيزات، فيما أنا أريد الحفاظ على المكانة التي وصلت إليها.

- أنت من الفنانين الذين يكتشفون المواهب الصاعدة، من هو صاحب الموهبة الجديدة الذي تساعده في الوقت الراهن؟
هناك مطرب شاب اسمه عبدالله العماني، وقد قدّمت له أغنية نجحت جداً، وعلى أثرها قُدّم إليه الكثير من العروض الفنية، وهذا ما دفعه الى شكري، لكنني أكدت له أنه نجح بمجهوده.

- الأسماء الفنية التي نجحت سواء في الخليج أو العالم العربي توقفت عن التجدد منذ عشر سنوات، فما الأسباب بحسب خبرتك؟
السبب الحقيقي في نضوب النجوم الجدد أن الجيل الجديد جيل مستعجل، فما إن تصدر أغنية لأحد الفنانين الشباب وتنجح حتى يعتقد نفسه نجم النجوم ويعيش دور النجومية ليأفل نجمه.
وأذكر أن فناناً شاباً لا أريد ذكر اسمه حققت له أغنيته الأولى انتشاراً واسعاً، لكنه للأسف اغترّ علينا، نحن الذين ساعدناه، وهو اليوم لم يعد موجوداً على الساحة الفنية.
بصراحة، أنا ضد من يريد إلغاء الآخرين، علماً أن الجيل الجديد هو امتداد للجيل الذي سبقه، والاحترام مطلوب. وبالنسبة إليّ، ما زلت إذا رأيت فناناً يكبرني سنّاً أحترمه وأقبّل رأسه لأنه سبقني في النجومية، فلولا نجاحه لما نجحنا نحن، وهكذا دواليك... والفنان لا يُقاس بسنوات عمره، فهو ليس لاعب كرة قدم، ويستطيع أن يعطي حتى آخر رمق في حياته.

- ماذا عن الفنانات في الخليج، لماذا لا نلحظ وجود أسماء جديدة كثيرة على الساحة الفنية؟
أعتقد أن عمل البنت في عالم الفن أمر لا يزال صعباً في منطقة الخليج رغم وجود أصوات جميلة جداً، فالظروف العائلية والمجتمع الخليجي يحولان دون احترافها الغناء. وبالنسبة الى الأسماء الموجودة، فهي تقدّم أجمل ما لديها، ومنها نوال الكويتية.

- هل يمكنك القول عن نوال الكويتية إنها فنانة العرب... اللقب الذي أثار مشاكل عدة؟
طبعاً، ولمَ لا؟ فنوال الكويتية فنانة العرب وفنانة الكويت الأولى، علماً أنني لا أحب الألقاب، ولكل فنان أسلوبه وخطّه الفني الذي ينجح فيه، والمنافسة الآن محصورة في من يقدم أغنيات حلوة. ويا ليت الناس يتصالحون مع أنفسهم، رغم أن غالبية الحروب التي تُشنّ على السوشيال ميديا هي ليست بين النجوم، بل بين محبيهم.

- هل أنت مواكب لعصر السوشيال ميديا؟
طبعاً وبقوة، وهناك شخص يعمل معي، لكن ذلك يتم تحت إشرافي الشخصي.

- هل عُرضت عليك المشاركة في لجان تحكيم برامج الهواة التي تُعرض على المحطات العربية؟
عُرضت عليّ المشاركة أكثر من مرة، لكنني رفضت، فلا وقت لدي لذلك، وأفضّل في أوقات فراغي أن أجلس في المنزل مع عائلتي.


أولادي...

- ماذا تخبرنا عن أولادك؟
ابني الكبير اسمه «شعيل»، وهو يدرس في أميركا. أما ولداي «عبدالوهاب» و«زينة» فهما كل شيء في حياتي، و«زينة» تأمر وأنا أنفذ كل ما تريده

                   
أنا وعبد الربّ إدريس...

- متى سنستمع إلى عملك الغنائي الذي كان من المفترض أن يجمعك بالفنان الكبير عبد الربّ إدريس؟
كان عملاً رائعاً، وكنا قد عملنا عليه لفترة، لكن بعد أن احترق استوديو «ليلة» الخاص بالدكتور عبد الربّ إدريس في القاهرة، توقف كل شيء وأصبح من الصعب العمل على الأغنية مرة أخرى. ربما نجتمع في عمل آخر في الفترة المقبلة.