ارتفاع ضغط الدم...

إرتفاع ضغط الدم, نساء, التدخين, أمراض / مشاكل القلب, التوتر, حبوب منع الحمل, أمراض الشرايين

28 مارس 2012

يزداد يوماً بعد يوم عدد النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم. وإذا كانت المرأة محصّنة قبلاً من هذا المرض قبل بلوغها سن اليأس، فإنها اليوم معرّضة له مهما كان عمرها... إليك التفاصيل.

لطالما ساد الاعتقاد أن المرأة محمية من أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، طالما أنها في سن الإنجاب ولم تبلغ بعد سن اليأس.
لكن الاختصاصيين ينفون هذا الاعتقاد ويؤكدون أن المرأة معرضة لارتفاع ضغط الدم ولأمراض القلب والشرايين مهما كان عمرها.
وتشير الإحصاءات إلى أن قرابة 20 في المئة فقط من النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، أي أعلى من 14/9، يخضعن لعلاج طبي منتظم، فيما تبقى النساء الأخريات من دون أي علاج.
واللافت أن بعض أساليب العيش تحفز الظهور المبكر لارتفاع ضغط الدم، علماً أن هذه المشكلة هي أحد العوامل الأساسية المسببة لأمراض القلب والشرايين. لذا، من المفيد معرفة كيفية تفادي ارتفاع ضغط الدم مهما كان عمرك.

مرض صامت
ارتفاع ضغط الدم هو مرض صامت بامتياز لأنه يكشف عن عدد قليل من الأعراض. فأغلبية المرضى لا يشعرون بأي انزعاج على الإطلاق، ولذلك يتفاقم المرض على مرّ السنوات قبل أن تبدأ المضاعفات بالظهور.
لذا، تبرز الحاجة إلى مراقبة ضغط الدم بانتظام، وفحصه مرة على الأقل كل عام. وإذا كان ضغط الدم مرتفعاً بشكل ملحوظ ومستمر، تبرز الحاجة إلى تناول الأدوية التي تبين أنها فعالة تماماً في السيطرة على المشكلة.
ورغم أن هذا العلاج يكون لمدى الحياة، فإنه يحول دون ظهور أمراض خطيرة ومعوقة، مثل الذبحة القلبية أو القصور القلبي، أو الحوادث الوعائية الدماغية، أو العته، أو حتى القصور الكلوي.

إذا كنت تتناولين حبوب منع الحمل
تعاني 5 في المئة تقريباً من النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل من ارتفاع ضغط الدم. وتظهر هذه المشكلة خصوصاً مع حبوب منع الحمل ذات الجرعات القوية أو تلك التي تجمع بين الاستروجين والبروجسترون.
كما أن الهرمونات الاصطناعية الموجودة في حبوب منع الحمل يمكن أن تحفز أحياناً الآليات المسؤولة عن تنظيم ضغط الدم وتسبب بالتالي ارتفاعاً في ضغط الدم. ويزداد الخطر إذا كانت المرأة مدخنة.
الحل: استشيري الطبيب الذي قد يغير لك وسيلة منع الحمل، أو يصف لك حبوباً ذات جرعات أقل أو حبوباً مشتملة فقط على هرمونات بروجسترون. في كل الأحوال، يجب مراقبة ضغط الدم عن كثب وبانتظام تفادياً لحصول أية عواقب وخيمة.
وفي أغلب الأحيان، يمكن للتوقف عن تناول حبوب منع الحمل أن يعيد ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي خلال أسابيع قليلة، أو كحد أقصى خلال أشهر قليلة.
وإذا لم يحصل ذلك، تبرز الحاجة إلى إجراء تحليل طبي شامل وموسع للتأكد من عدم وجود سبب آخر وراء ضغط الدم المرتفع.

إذا كنت حاملاً
ارتفاع ضغط الدم هو المشكلة الأكثر شيوعاً خلال فترة الحمل. كانت هذه المشكلة نادرة قبل 20 عاماً  لكنها تصيب اليوم عدداً كبيراً من النساء الحوامل. واللافت أن 10 في المئة من النساء يبدأن الحمل مع ارتفاع في ضغط الدم.
يعزى ذلك إلى التأخر في الإنجاب والزيادة المستمرة في الوزن عند الشابات، لكن عدداً كبيراً من النساء غير المصابات قبلاً بأي ارتفاع في ضغط الدم يعانين أيضاً من ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل الأول.
يحدث ذلك عموماً في الشهر الخامس، ويصيب 5 في المئة من النساء الحوامل، ولاسيما في الحمل المتأخر جداً (بعد عمر 35 عاماً) أو المبكر جداً.
الحل: يوصى عموماً بالمراقبة الذاتية لضغط الدم (في المنزل أو الصيدلية) طوال فترة الحمل. وفي حال حصول ارتفاع في ضغط الدم، لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات الاحتياطية، مثل عدم اكتساب زيادة مهمة في الوزن، وتوفير الراحة للجسم عبر الوضعية الممددة، والخضوع لمراقبة طبية دقيقة.
وإذا بقي ضغط الدم مرتفعاً، قد تحصل الولادة قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد، خصوصاً وأن مضاعفات وخيمة جداً تحصل في الأسابيع الأخيرة من الحمل نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
تجدر الإشارة إلى أن ضغط الدم المرتفع الذي يخضع لمراقبة وعلاج طبيين ليس سبباً مانعاً للحمل. وتشير الدراسات إلى أن خطر معاودة ارتفاع ضغط الدم في الحمل الثاني يصل إلى نسبة 25 في المئة، وإنما يمكن ضبطه عبر تناول الأسبيرين بجرعة خفيفة جداً بدءاً من الشهر الرابع أو الخامس من الحمل.

في أي عمر من الأعمار
إن أسلوب العيش الكثير الجلوس، والوزن الزائد، والتوتر، والتدخين تسهم في زيادة عدد النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، ولاسيما النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 30 و40 عاماً. يتضح إذاً أن ظهور المرض لا يرتبط فقط بعوامل ثابتة لا يمكن تبديلها، مثل الشيخوخة أو الوراثة.
الحل: يجب مراقبة ضغط الدم بدءاً من سن مبكرة جداً، وفحصه مرة على الأقل كل عام بعد عمر 30 عاماً. ولا بد أيضاً من اعتماد أسلوب العيش الصحي الذي يسهم في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، مثل الحفاظ على وزن معقول، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام (المشي كل يوم لمدة 20 دقيقة مثلاً)، والإقلاع عن التدخين، وتناول الأكل الصحي والتخفيف من الملح والقهوة.
تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع ضغط الدم هو مرض "معدٍ"، إذ تبين أن الأطفال الذين يعاني أهلهم من ارتفاع ضغط الدم يكونون عرضة لهذه المشكلة مرتين أكثر من بقية الأطفال. فإذا كنت تعانين من ارتفاع في ضغط الدم، اتبعي أسلوب عيش صحي مع كل العائلة.

إذا كان عمرك أكثر من 50 عاماً
يصبح ضغط الدم المرتفع أكثر شيوعاً عند النساء في سن اليأس. فقبل سن اليأس، تكون المرأة محصنة بفضل وضعها الهرموني. لكن بعد سن اليأس، وانخفاض مستويات الهرمونات الواقية، وحصول زيادة في الوزن، يزداد خطر التعرض لارتفاع ضغط الدم.
والواقع أن الأرقام تتحدث عن نفسها، بحيث تشير الإحصاءات إلى أن 50 في المئة من النساء يعانين من ارتفاع ضغط الدم بعد عمر 60 عاماً، مقابل 25 في المئة بين عمر 50 و60 عاماً.
ويمتاز ارتفاع ضغط الدم هذا عموماً بارتفاع الضغط الانقباضي فقط (أكثر من 14) فيما يبقى الضغط الانبساطي طبيعياً (أقل من 9).
الحل: يجب مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم بعد سن اليأس (مرة على الأقل كل عام). وفي حال حصول ارتفاع طفيف في ضغط الدم، يمكن لبعض التعديلات في أسلوب العيش أن تكون كافية للسيطرة على هذه المشكلة: تناول مقدار أقل من الملح وكمية أكبر من الفاكهة والخضار، تخفيف استهلاك القهوة، التخلص من بعض الكيلوغرامات وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.
في المقابل، حين يكون ضغط الدم مرتفعاً بشكل ملحوظ ومستمر، تبرز الحاجة إلى علاج طبي يومي يتمثل في تناول الأدوية المحاربة لضغط الدم المرتفع.