فيروس الورم الحليمي البشري

التدخين, فيروس كورونا, أمراض مزمنة, سرطان عنق الرحم, لقاح, مناعة, أمراض سرطانية

22 مايو 2012

يعتبر سرطان عنق الرحم من السرطانات القليلة التي يمكن الوقاية منها والتي تعرف أسبابها. إذ يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم وينتقل من خلال العلاقة الزوجية ويصيب نسبة 80 في المئة من النساء اللواتي يقمن علاقات زوجية.
هذه النسبة المرتفعة تستدعي الكثير من الحرص لتجنّب تطوّر الفيروس إلى سرطان عنق الرحم بعد فترة من الإصابة به.
مع الإشارة إلى أنه لا ينتج عن الإصابة بالفيروس أي أعراض تلفت النظر إلى وجوده، وفيما يمكن الشفاء منه تلقائياً في كثير من الحالات، يمكن أن يتحوّل دون سابق إنذار إلى سرطان تزداد صعوبة معالجته مع مرور الوقت.
لكن لحسن الحظ، تعتبر الوقاية منه ممكنة بفضل اللقاح الذي ينصح بالحصول عليه في سن مبكرة قبل إقامة علاقة زوجية لمزيد من الفاعلية.
كما ينصح الطبيب الاختصاصي بأمراض النساء والتوليد علي خليل باللجوء إلى فحص الحزازة السنوي الذي يسمح بكشف الفيروس في أولى المراحل قبل تحوّله إلى سرطان.

- ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟
يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري من الفيروسات الشائعة ويتوزّع على أكثر من 100 نوع، يصيب 30 أو 40 نوعاً منها الجهاز التناسلي للرجال والنساء. ويسبب النوعان 16 و18 من الفيروس 70 في المئة من حالات سرطان عنق الرحم لدى النساء. وبالتالي يعتبر المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم.
إذ أن من 100 امراة مصابة بسرطان عنق الرحم 99،7 في المئة لديهن فيروس HPV. من جهة أخرى، يسبب النوعان 6 و11 نسبة 90 في المئة من البثور التي تصيب الجهاز التناسلي لدى الرجال والنساء.
كما يسبب الفيروس أنواعاً أخرى من السرطان والأمراض والثآليل التي يسببها النوعان 6 و11 بنسبة 90 في المئة.
وتجدر الإشارة إلى أنه بشكل عام، يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري الأكثر شيوعاً بين الفيروسات المنتقلة من خلال العلاقات العاطفية.

- ما مدى شيوع فيروس الورم الحليمي البشري؟
يعتبر فيروس الورم الحليمي البشري من الفيروسات الشائعة وتصاب نسبة 80 في المئة من النساء به مرة في حياتهن على الأقل.
وتظهر الدراسات أنه عند إقامة علاقة زوجية لمدة 3 سنوات نسبة 50 في المئة من النساء يصبن بالفيروس، وإن كان في كثير من الحالات يزول تلقائياً.

- ما الأعراض التي يمكن أن تظهر على أثر الإصابة بالفيروس؟
في نسبة كبرى من الحالات، لا تعاني المراة المصابة أي أعراض. كما يختفي الفيروس تلقائياً في معظم الحالات. لكن، في الوقت نفسه، ثمة حالات يتحوّل فيها إلى سرطان عنق الرحم.

- ماذا عن الأعراض التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
أبرز الأعراض التي يمكن أن تنتج عن سرطان عنق الرحم هي آلام في أسفل البطن والنزف بين موعدي الطمث والنزف بعد العلاقة الزوجية واستمرار الطمث لوقت أطول من العادة والنزف بكميات زائدة في موعد الطمث أكثر من العادة والنزف بعد انقطاع الطمث وزيادة الإفرازات المهبلية والآلام أثناء العلاقة الزوجية.
مع الإشارة إلى أنه ثمة حالات أخرى يمكن أن تسبب هذه الأعراض، ووحده الطبيب يمكن ان يحدد سببها.

- هل يمكن الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري بالواقي الذكري؟
لا يحمي الواقي الذكري من انتقال فيروس الورم الحليمي البشري إلا جزئياً، وبالتالي يبقى الاحتمال موجوداً لالتقاط الفيروس رغم استعماله.

- ما الوسيلة الفاعلة للاكتشاف فيروس الورم الحليمي البشري؟
يعتبر فحص الحزازة الوسيلة الأساسية لاكتشاف فيروس الورم الحليمي البشري ويشكل وسيلة وقاية ثانوية تجرى كل سنة. لكن يمكن أن يطلب إجراؤه كل 6 أشهر في حال ملاحظة تغيّرات معينة تستدعي ذلك.

- كيف تتم الوقاية الأولية والحماية من المرض؟
تتم الوقاية باللقاح الذي يمنع الإصابة بالفيروس. ويؤخذ بثلاث جرعات.

- في أي سنّ يعطى اللقاح؟
يعطى اللقاح في سن 11 أو 12 سنة.

- ماذا في حال عدم الحصول على اللقاح في هذه السن، هل يمكن ذلك لاحقاً؟
يعطى اللقاح في سن مبكرة لأن فاعليته تكون كبرى قبل إقامة أي علاقة، لذلك من الأفضل التركيز على ذلك. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن إجراؤه في أي سن للمرأة بين سن 25 سنة إلى 45، فيبقى مفيداً، وإن بنسبة أقل.

- هل يمكن أن ينتقل الفيروس بغير العلاقة الزوجية؟
لا ينتقل الفيروس بالهواء أو بأي طريقة أخرى، بل من خلال جرح قد يكون صغيراً جداً ليدخل إلى جسم المرأة.

- لماذا يعطى اللقاح للمرأة وليس للرجل؟
يحمي اللقاح الرجل وحده، في حال إعطائه له ولا يحمي المرأة من العدوى. كما أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم بالنسبة الى المرأة هي أكبر مما يمكن أن يصيب الرجل جراء الإصابة بالفيروس.


عوامل مسببة

أظهرت الدراسات أن ثمة عوامل معينة تساهم في زيادة احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحمفإضافةً إلى فيروس الورم الحليمي البشري الذي يعتبر المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، ثمة عوامل أخرى تلعب دوراً وهي:

  • عدم الالتزام بفحص الحزازة الروتيني السنوي: إذ يبدو أن حالات سرطان عنق الرحم هي أكثر شيوعاً لدى النساء اللواتي لا يخضعن لفحص الحزازة السنوي الذي يسمح بكشف الخلايا المريضة في مرحلة مبكرة.
  • التدخين: يزيد التدخين احتمالات الإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء االلواتي أصبن بفيروس الورم الحليمي البشري.
  • ضعف جهاز المناعة: في حال الإصابة بالإيدز أو في حال تناول أدوية تؤثر على جهاز المناعة تزيد فرص الإصابة بسرطان عنق الرحم.
  • استعمال حبوب منع الحمل لفترة طويلة: في حال تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة تتعدى الخمس سنوات، يمكن أن يرتفع احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم ولو بنسبة ضئيلة. لكن تتراجع النسبة عند وقف تناول الحبوب.
  • إنجاب عدد من الأطفال: أظهرت الدراسات أن إنجاب عدد كبير من الأطفال، بما يتعدى الخمسة، قد يزيد بنسبة ضئيلة احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم.