إتجاهات وميول زخرفية لعام 2018... قيم مضافة الى اللون والشكل والمواد... ومصالحة مع الطبيعة!

نجاة شحادة (باريس) 03 فبراير 2018

الكتابة عن الاتجاهات والميول الزخرفية للعام الجديد 2018، لا علاقة لها بالتنبؤ أو التشخيص أو الهواجس المسبقة. إنها عملية متابعة ورصد وحيازة معلومات عن صنّاع الأخبار في مجال الديكور ومنتجاته.
وفي سياق هذه الكتابة، لن نتحدث عن الخطوط والألوان والمواد والأشكال والأحجام وغيرها لأنها تفاصيل «مستنبطة» من فضاءات المشهد الزخرفي بشموليته.
وهي وإن كانت تعكس عملاً جاداً ومجهوداً كادحاً، إلا أنها لا تتعدى بتجسيداتها حدود المشهدية. وهي بالتأكيد لا تعكس القيم الجمالية والوظيفية التي يستبطنها المشهد الزخرفي في معزل عن فلسفة المكان نفسه. هذا المكان هو المنزل.


تتفاوت آراء الذين يقدمون الميول والاتجاهات الزخرفية لعام 2018، البعض يجعلها لا تتعدى السبع، والبعض الآخر يصل بها الى 20 اتجاهاً.
وبالطبع، لا يمكن حصر كل الميول والاتجاهات في مجال الديكور بأرقام محددة، ذلك أن التنوع الكبير يمتد ليشمل ليس بلداناً أو مجتمعات، بل قارات وأمماً.
ومن أجل ذلك سيبدو الحديث عن هذه الميول والاتجاهات أشبه ما يكون بالعناوين العريضة أكثر من تناوله التفاصيل والعناصر والمكونات. ولتبسيط المسألة، يمكن طرحها كالآتي:

1 تكريس العودة الى الطبيعة بدءاً من السماح للون الأخضر بالدخول الى المنازل ومنحه حضوراً لافتاً قد يطغى في بعض الأحيان على ما عداه من ألوان.
الأخضر، كلون للطلاء هو لون جريء. لذا فنحن في عام 2018 بعيدون عن الألوان المعيارية الأكثر شيوعاً مثل البيج. وهكذا سيمكن في العام الجديد عودة الهدوء والتقارب مع الطبيعة.
بالتأكيد إعادة طلاء كل الجدران باللون الأخضر عملية في غاية التطرّف، ولكن استخدام اللون الأخضر في الأثاث والديكور يبدو عملية ممكنة، لا بل محببة. كما لا يزال في الإمكان دمج الأخضر في الداخل عبر النباتات، على أن تصبح صالة الطعام في عام 2018 مهيّأة لاستقبال اللون الأخضر بمساحة مفتوحة من دون أدنى تردّد.
الأخضر، وخصوصاً لون النعناع، يعبّر عن التوازن والنقاء. ويمكن بالطبع التعامل مع كل تدرّجات اللون الأخضر وإيقاعاته الى حد استبداله بعناصر طبيعية مؤكدة مثل النباتات، وخاصة تلك التي أوراقها كبيرة.

2 ألوان الأرض سيكون مرحّباً بها في العام الجديد، وبالطبع بينها لونا العسل والموتارد (الخردل). ويتلخص الأمر بإدخال أو استحضار العناصر التي نتخيل أن وضعها في الخارج سيكون أكثر سهولة.
الفلّين والطين «التراكوتا» مثالان جيدان يمكن أن يخلقا زخرفة بألوان ترابية. الطين مناسب تماماً، خاصة عندما يتعلق الأمر بعمل ديكور ريفي مع جانب انتقائي. النغمات الترابية تبدو أكثر جمالاً حين تتداخل تشطيباتها مع طلاء غير لامع.
في عام 2018 ستكون ثقافة «تيكي» بالتأكيد تحت الأضواء. معظم الناس يثمّنون الجانب «الأكزوتيكي» للثقافة البولينيزية. ديكور بألوان الأرض هو وسيلة جيدة لإعادة خلق أجواء الجُزر.
ويُنصح باستخدام النغمات الترابية لتزيين حديقتكم والترّاسات والشرفات. وليس هناك أي مبرر للخوف من إضافة الألوان الترابية الى الداخل.

3 حضور المواد الحقيقية أو الأصلية والتخلص من المواد الاصطناعية.
عام 2018 سيكون عام المواد الحقيقية والأصلية، من الأرضيات الخشبية إلى بُسط «الروتان» الطبيعية. فالمواد الطبيعية ستشكّل أحد الاتجاهات الأساسية للعام الجديد، إذ بعد عقود من الإقبال الكبير على المواد المقلّدة، رخيصة الثمن، يميل عشاق الديكور في عام 2018 للعودة الى الأصول.
فسقف خشب حقيقي سيكون أكثر ديمومة من سقف الرقائق الخشبية المصنّعة. صحيح أن التكنولوجيا تطورت بسرعة غير مسبوقة، وصحيح أن زنابق المياه الاصطناعية هي اليوم في غاية الجمال، وربما تخدع أصحاب الخبرة، حيث تبدو في بعض النسخ أفضل من تلك الأصلية.
وكذلك الكوارتز الاصطناعي يبدو أفضل من الكوارتز الطبيعي، وهو أكثر مقاومةً للعناصر الحمضية، لكن في النهاية لا رائحة يمكن أن تحلّ محل رائحة الجلد الطبيعي. فالتكنولوجيا تسمح فقط في إنتاج بعض المواد وتقليد مظهرها ببراعة، ولكنها عاجزة بالتأكيد عن تقليد جوهرها وروحها.

4 إعادة اكتشاف تصاميم الحد الأدنى «مينيماليست»... وإعادة الاكتشاف تعني هنا أن دوراً جديداً للمينيماليست سيتم تكريسه في عام 2018.
ففي العادة، يصمم مهندسو الديكور ديكورات فاخرة ويضعون أثاثاً فخماً في الغرف الكبيرة. هذه العملية ستشهد تغييراً واضحاً في العام الجديد، حيث سيتم مزج الفخامة والبساطة على مساحة واحدة.
فالعاملون في مجال الديكور اكتشفوا أخيراً أن لهذا المزج نتائج مبهرة. بالطبع، سيكون لهذه العملية مردود إيجابي، لأن توفير المال وعدم توافر الغرف الكبيرة في شقق المدن، يساعدان الى حد بعيد في السماح لهذه العملية بالرواج والانتشار.
إن طراز المينيماليست الذي لا يزال سائداً، وكان لافتاً في تبنّيه الحد الأدنى من الديكور والأثاث في المساحة، سنجده في العام الجديد يجاور طُرزاً أخرى تنحو الى البذخ والفخامة. فهل يتولّد عن هذا المزج طراز جديد أم سيكون مجرد حل لبعض المشكلات التي فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة؟
الجواب ربما يتأخر قليلاً، ولكن من المؤكد أننا سنرى الكثير من الأثاث المدمج والقابل للتحول والذي يتيح فرصاً كثيرة لمواقع تخزين تحتاجها الشقق الصغيرة في المدن الكبيرة. عام 2018 سيشهد حضوراً مكثّفاً للأثاث المزدوج.

5 الأزرق الغامق أو الليلي أو البحري... كلها أسماء لتدرّجات اللون الأزرق الغامق، والتي سيكون لها حضور لافت في منازلنا عام 2018.
فالأخضر ليس اللون المألوف الوحيد، والأزرق الغامق لا يقل إلفةً عنه. في العام الجديد، سيكون اختياره شائعاً وذلك كي يحل مكان اللون الأسود. فالأزرق الغامق يتناغم مع معظم الألوان الأخرى. وهو لون يسمح بخلق إيقاع جميل يتماشى مع كل المعايير.
يمكن مزاوجة الأزرق الغامق مع الأزرق الفاتح وستكون النتيجة رائعة. ومن ميزات الأزرق الغامق، إمكانية استخدامه في الديكور الداخلي كلون داكن مكان الأسود الحالك، فهو لا يمنح الشعور بضيق مساحة الغرف كما يفعل الأسود. لذا سيكون الأزرق الغامق واحداً من الألوان التي ستطغى طوال عام 2018.

6 ورق جدران مطبّع بالرخام أو غرافيكي... الرخام هو مادة تمثل الرفاهية والنجاح. إن تغطية الأرضيات والجدران والأسقف بالرخام عملية مكلفة جداً وتكاد تكون شبه مستحيلة، خصوصاً في شقق المدن.
لذا فإن استخدام ورق الجدران المطبّع بأشكال الرخام وأنواعه وألوانه، سيساعد في تحقيق رغباتنا في ديكور يتمتع بلمسة رفاهية... وهكذا سيمكننا إنجاز ذلك بتكلفة بسيطة. السجاد والبُسط المنسوجة بمواد نبيلة وبموتيفات رخام متعددة تتمتع منذ اليوم بشعبية كبيرة، وستزداد هذه الشعبية وتستمر طوال أشهُر العام الجديد.
يمكن استخدام خلفيات الرخام المطبّع في غرف الجلوس أو في المطبخ والحمّامات أو بكل بساطة في المدخل.

7 الأعمال الحرفية... في العقود الأخيرة كان الاتجاه الى إنجاز الأعمال المنزلية بأسلوب غير احترافي من جانب السكان.
نحن جميعاً نحب الديكور الذي يشبهنا، وكذلك نهوى المبتكرات اليدوية. عام 2018 سيبتعد هواة الديكور عن المشاهد الضخمة والتي يتطلب إنتاجها جهوداً ومواد وتكاليف باهظة.
ولذلك سيزداد عدد المالكين الذين يختارون العناصر الزخرفية لداخل منازلهم من تلك المشغولة بأيدي حرفيين مهرة.
تعتبر الأواني الفخارية أو سلال الخوص أو الزخارف الجدارية والأطر والجلديات أمثلة جيدة في هذا المجال. وهي ستكون من بين الاتجاهات الرئيسة في العام الجديد 2018.

8 إضافة الكثير من الأبيض الخام... بالطبع تلعب الألوان دوراً محورياً في المشهد الزخرفي الداخلي عام 2018.
الأبيض الأحادي هو رهان آمن. عندما نتحدث عن الديكور، فإن الأبيض الطبشوري يعبّر أكثر عمّا هو طبيعي، وبالتأكيد عن الجمال الخام.
الإيقاعات البيضاء العادية تعطي انطباعاً بالنظافة والنضارة، وعام 2018 سيشهد احتفاء متجدداً باللون الأبيض من أجل تأكيد قيمه الجمالية.

9 ● المعادن... مزجها وأمزجتها
يعتقد الكثيرون أن استخدام المعدن وعناصره في الديكور هو حكر على المشاهد والبيئات الزخرفية الصناعية، لكن الأمر ليس على هذا النحو، ذلك أن إضافة بعض العناصر المعدنية الى داخل المنزل، ومزجها مع عناصر معدنية أخرى يعطيان في الغالب نتائج باهرة. الزنك والنحاس والنيكل وغيرها يمكن الاستعانة بها لإضفاء لمسات مميزة على داخل بيوتنا.
ومن أجل هذا، أضاف المعنيون الى اتجاهات وميول الديكور للعام الجديد عمليات مزج المعادن واستخدامها على نحو غير مسبوق.
وهكذا أصبح من الممكن وضع «حنفية» من الزنك فوق أثاث مطبخ من النيكل، وستكون النتيجة «نظيفة» وأنيقة. كذلك يمكن إضافة شمعدان بهيكل برونزي، فذلك يمنح المكان لمسة متفردة.
كما وينبغي أن نفكر عند التشطيبات النهائية بالمعدن الأبيض الفضي أو الزهري المذهّب.