فحوص ما قبل الزواج

مواقع الزواج الإلكتروني, فحوص طبية, إنجاب, الإجهاض, فيروس الإيدز, الوقاية من الأمراض

31 مايو 2012

ثمة تحضيرات لا بد منها قبل يوم الزفاف المنتظر، وإن لم تدخل في إطار التحضيرات المباشرة للحفلة، أحدها الفحوص التي تسبق الزواج. قد يرتبط بعضها بموضوع الإنجاب، فيما يعتبر البعض الآخر ضرورياً وإن لم يكن على علاقة بذلك. ففي ما يتعلّق بالفحوص المرتبطة بالإنجاب، يختارها كثر ممن ينوون الإنجاب مباشرةً بعد الإقدام على خطوة الزواج، مما يطرح في هذه الحالة أسئلة كثيرة مرتبطة بهذا الموضوع. إذ أن ثمة تفاصيل كثيرة نجهلها في هذا الإطار قد تنتج عنها مشكلات، يمكن ان تعيق الزواج أو يمكن أن تؤدي إلى مشكلات خطيرة عند الإنجاب بعد الزواج. عن فحوص ما قبل الزواج وعن الأمراض المنتقلة وراثياً والتي يمكن أن تظهر بعد الإنجاب في حال عدم إدراكها في الوقت المناسب من خلال الفحوص قبل الزواج، وعن العوائق الطبية التي يمكن أن تمنع زواج الأقارب، تحدّث الطبيب الاختصاصي في الطب الداخلي والطوارئ آلان مطر.


فحوص ما قبل الزواج:

فحص الدم أولاً: تنطلق الفحوص التي تجرى قبل الزواج من فحص الدم الذي يجرى مبدئياً ويتم الانطلاق منه لاكتشاف أي مشكلة قد تكون موجودة. إذ أن فحص الدم هو دائماً الاساس لأنه من خلاله يمكن اكتشاف كل المشكلات الباقية كفقر الدم أو نقص المناعة أو غيرهما من المشكلات الصحية.

فحوص مرتبطة بالإنجاب: بعد فحص الدم، ثمة فحوص يجب إجراؤها لها علاقة بالإنجاب وهي ضرورية سواء قرر الزوجان الإنجاب مباشرةً أو بعد فترة.

- العامل الريصي Rhesus: يبرز في الدرجة الأولى العامل الريصي أو Rhesus في فئة الدم والذي يتطلب النظر في ما إذا كان معاكساً في كل من فئتي الزوج والزوجة. أي ما إذا كان إيجابياً لدى أحدهما وسلبياً لدى الآخر. وفيما كان ذلك يشكل مشكلة سابقاً وعائقاً في مسألة الإنجاب عندما يكون معاكساً، بات الامر الآن أكثر سهولة ولم يعد يعتبر مشكلة . ففي اقصى حد، إذا كان معاكساً في فئتي دم الزوجين، يكفي إجراء حقنة خاصة او علاج وقائي يعتمد قبل الإنجاب وينتهي الأمر بهذه السهولة.

- أمراض مسبّبة للإجهاض أو تمنع الإنجاب: لا بد من إجراء الفحوص اللازمة في الوقت نفسه للتأكد من عدم وجود أمراض معينة تؤثر سلباً على الحمل أو يمكن أن تسبب الإجهاض أو حتى يمكن أن تمنع الإنجاب نهائياً.

الكباد «ب»: يجرى الفحص المرتبط بالكباد «ب»، ففي حال الإصابة به تعتبر مسألة الإنجاب منتهية وغير ممكنة لأن المرض ينتقل حكماً إلى الطفل ويهدد الحياة. أما إذا كان أحد الزوجين يحمل الفيروس دون أن يكون مصاباً فيكفي اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ولا تأثير لذلك في عملية الإنجاب. لكن لا يكون من يحمل الفيروس قادراً على التبرع بالدم بسبب الفيروس الذي يحمله. وثمة امراض أخرى كثيرة يمكن اكتشافها وقد تشكل عائقاً ليس أمام الزواج لكن أمام الإنجاب.

الايدز: يجرى فحص الإيدز حكماً قبل الزواج وهو ضروري لأن الإصابة به تمنع الزواج أو على الأقل الإنجاب.

أمراض أخرى: من الأمراض التي يتم البحث عنها أو هي على الأقل مشكلات صحية يمكن ان تعانيها المرأة داء المقوّسات Toxoplasmosis، ففي حال اكتشافه في فحص ما قبل الزواج، تتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها في الوقت المناسب أو التحضّر لها قبل اتخاذ قرار الإنجاب. كذلك بالنسبة إلى الحصبة والجدري، وهما من الفحوص المطلوبة قبل الزواج لأن المرضين يشكلان خطراً على الحمل.

- متى تشكل قرابة الزوجين خطراً؟
ليس زواج الأقارب خطراً بذاته ولا يؤدي حكماً إلى مشكلات في الحمل والإنجاب كما يعتقد البعض. إذ تسود أفكار حول خطورة زواج أبناء العم أو غيره وكأن في ذلك خطراً حقيقياً ومباشراً على عملية الإنجاب. هذا ليس صحيحاً، لكن تكمن المشكلة في أنه في حال زواج الأقارب يزداد احتمال انتقال الامراض المنتقلة جينياً في حال وجودها. ففي العائلة الواحدة، تكون بعض الأمراض المنتقلة وراثياً موجودة بنسبة كبيرة ويزيد احتمال انتقالها إلى الأطفال كون كل من الوالدين يحملها في جيناته. هنا تكمن الخطورة لا في كون زواج القريبين نفسه يؤدي إلى ظهور تشوهات خلقية لدى الأطفال. وبالتالي لا بد من التوضيح أنه عند زواج الأقارب، يزيد احتمال ظهور بعض الأمراض المنتقلة وراثياً لدى الأطفال لكون كل من الوالدين يحملها من العائلة نفسها.

- ألا يمكن التصدي لهذه المشكلة من خلال الفحوص اللازمة التي تجرى قبل الزواج أو على الأقل قبل الإنجاب؟
لا تُظهر الفحوص التي تجرى قبل الزواج الأمراض التي يمكن أن يحملها الزوجين الأقارب وتنتقل وراثياً. فهذه الأمراض لا تظهر في الفحوص العادية. وحتى في حال ظهور مشكلة معينة كتلك التي تكون ظاهرة وتحول دون الزواج أو الإنجاب، بغياب الوعي الكافي، يصر كثر على الزواج والإنجاب رغم ارتفاع نسبة انتقال الامراض وزيادة الخطورة إلى معدلات مرتفعة. فالمشكلة في نقص الوعي في التصدي لهذه المشكلات التي باتت منشرة بكثرة، خصوصاً في بيئات معينة.

- ما أبرز المشكلات الصحية أو الامراض التي يمكن ان تنتقل جينياً؟
لا يمكن اكتشاف إلا الامراض الظاهرة التي يكون أحد الزوجين مصاباً بها وذلك من خلال فحوص طبية معينة يطلبها الطبيب على أساس الفحص العيادي والتاريخ الطبي للمريض والفحوص الإضافية التي يجريها. فأبرز الأمراض التي تكون ظاهرة والتي يمكن أن تنتقل هي السرطان وأمراض القلب، إضافةّ إلى التلاسيميا التي يمكن التحضر مسبقاً لاحتمالات انتقالها ووجودها لدى الأطفال والتي قد تشكل عائقاً حتى أمام الزواج والإنجاب في حال الإصابة بنوع الـThalassemie Majeure. في هذه الحالة يمكن اتخاذ الإجراءات اللازمة من وقاية وعلاج واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة في نمط الحياة من فحوص ووقاية.

- ماذا عن التشوّهات الخلقية التي تنتشر بكثرة؟ ألا يمكن اكتشافها من خلال الفحوص؟
لا يمكن اكتشاف التشوهات الخلقية التي يمكن ان يصاب بها الطفل بعد الولادة من خلال فحوص الزوجين ما قبل الزواج. لكن في المقابل يمكن اكتشاف هذه التشوهات في الصورة الصوتية Echo التي تجرى خلال الحمل في مراحله الاولى. ثمة فحوص جينية متقدمة يمكن ان تجرى أحياناً قبل حصول الحمل لكل من الزوجين، لكن لا شيء مؤكداً إلا في حال وجود أمراض ظاهرة.