مشاكل صحية وتقدّم في السن وحمل وولادة...

الولادة, معالج نفسي, تمارين رياضية, شاشة الكمبيوتر, إنجاب, التقدم في السن, ألم / آلام العضلات, شد العضل, نتائج

12 يونيو 2012

يمرّ جسم الإنسان خلال حياته بتغيّرات جمّة ويتعرّض لمختلف المشاكل ويعاني من تعب وتقدّم في السنّ وحتى مرض... ولا يكون العلاج دوماً دوائياً أو جراحياً محضاً، بل قد يتطلّب الأمر القيام بمبادرة فردية، خلال النهار.
حتى يتمكّن المرء من مساعدة نفسه على التعافي وتخطّي العقبات الصحية التي قد تبدأ بسيطة وسطحية.

تبرز تمارين الكيغل كطريقة إضافية ليستطيع الإنسان من خلالها أن يقوّي عضلات قاع الحوض في الجسم، وكي يخفف مختلف الأمراض المرتبطة بالجهاز البولي والتناسلي.
ذلك أنه بإمكان أيّ شخص، رجلاً كان أو سيّدة، أن يمارس هذه التمارين البسيطة خلال النهار، في أيّ مكان، من غير أن يدري به أحد، ومن دون أن يعطّل عمله، لأنه أمر يمكن القيام به أثناء الجلوس.
يعاني مختلف الناس من مشاكل سلس البول. وقد يعاني بعض الرجال من مشاكل في البروستات، كما قد تعاني السيدات من هبوط في الرحم... ويمكن معالجة كلّ هذه العقبات الصحية عبر ممارسة تمارين الكيغل، بالتزامن مع العلاج الطبي أو العقاقير التي يصفها الطبيب.

تمارين الكيغل بكلّ بساطة هي عبارة عن عقد وإسترخاء العضلات التي تشكّل جزءاً من الحوض والتي يسمّيها بعض الناس بالعامية «عضلات كيغل». تؤمّن عضلات قاع الحوض الدعم لمنطقة الرحم والمثانة والأمعاء.
لكن تظهر عوامل عديدة من شأنها أن تُضعف هذه العضلات، مثل الحمل والولادات المتتالية، والسمنة، والتقدّم في السنّ، والسعال المزمن، والإمساك المزمن وحتى الإستعداد الوراثي.
لذلك، لا بدّ من القيام بتمارين الكيغل لإعادة تقوية هذه العضلات ولمحاولة تأخير أو حتى منع هبوط الحوض.
يُنصح القيام بهذه التمارين للرجال والنساء على حدّ سواء، وفي مختلف المراحل العمرية، ليغدو الأمر روتيناً. فالتمارين مهمّة أثناء الحمل وبعد الولادة للسيدات، وفي كل الأعمار للرجال.
تشرح اختصاصية العلاج الفيزيائي جورجيت كامل صقر أهمية القيام بتمارين الكيغل ومنافعها. كما تتناول اختصاصية العلاج الفيزيائي دارين روحانا الإستفادة من هذه الحركات البسيطة في مختلف الحالات وعن أنواعها.
يبقى الأهمّ هو المثابرة على القيام بالتمارين يومياً لتبدأ النتائج بالظهور بعد فترة شهرين أو ثلاثة، على مختلف الصُعُد.

تمارين كيغل
تقول صقر: «الكيغل هي نوع معيّن من التمارين، تستهدف عضلات قاع الحوض، التي قد تؤدّي إلى مشكلة سلس البول إذا ما ضعُفت. وسلس البول هو عدم القدرة على التحكّم في التبوّل وفقدان السيطرة على المثانة.
وهذه المشكلة تصيب الناس من كل الأعمار. وتتعرّض لها النساء أكثر من الرجال بضعفين. وهي مشكلة شائعة وكثيراً ما تكون محرجة، إذ قد يتسرّب البول أحياناً عند السعال أو العطس، وقد لا يصل المرء إلى المرحاض في الوقت المناسب حتى! لذلك لا بدّ من تدريب هذه العضلات وتقويتها لتجنّب عدد لا يُستهان به من الأمراض الجسدية ذات الصلة».
من جهة أخرى، تؤكّد روحانا أنّه «من السهل جداً القيام بتمارين الكيغل البسيطة في أيّ مكان وأيّ وقت، ولا أحد سيكتشف الأمر.
إذ من الممكن القيام بها أثناء القيادة على علامات التوفق وإشارات المرور، أو أثناء العمل على الكمبيوتر أو أثناء العمل المكتبيّ أو التحدّث على الهاتف أو مشاهدة التلفزيون...».
ومن المحبّذ القيام بهذه التمارين ثلاث مرّات يومياً، بمعدّل عشرة في كلّ مرّة. وسوف تصبح أسهل مع الممارسة اليومية.

إستفادة أكيدة
كثيرة هي العوامل والحالات المرضيّة التي تؤثّر على عضلات قاع الحوض. تقول روحانا: «خلال فترة الحمل، يوصى بالقيام بهذه التمارين كي تصبح السيدة أكثر راحة مع إقتراب موعد الولادة، وتتسهّل عملية الإنجاب الطبيعي.
فبهذه الطريقة، يتمّ إعداد الحوض للشدّ الفيزيولوجيّ. كما من المهمّ متابعتها حتى بعد الإنجاب لإعادة شدّ العضل إلى ما كان عليه سابقاً.
كما أنّ هذه التمارين جيّدة لعلاج هبوط المهبل ولمنع هبوط الرحم عند النساء، خاصة مع التقدّم في السنّ».
تقول صقر: «وتساعد تمارين الكيغل على منع سلس البول في الكثير من الأحيان ومع التقدّم في السن وانخفاض قوّة العضلات.
كما تساعد المصابين بالسعال المزمن Chronic Cough، على شدّ عضلات قاع الحوض قبل أن يزداد الضغط في البطن، عند العكس أو السعال أو الضحك».
كما قد أثبتت الدراسات أنّ هذه التمارين من شأنها أن تعالج ألم البروستات والتورّم الناجم عن تضخّم البروستات الحميد واحتقان البروستات عند الرجال.
كما تساعد على السيطرة على الأمعاء والمثانة وحتى الوظيفة الجنسية، إذ إنّ هذه التمارين تساهم في تحسّن الأداء في العلاقة الحميمة بين الزوجين لكلا الطرفين.
ومن الملاحظ الإستفادة من تمارين الكيغل حتى في مرحلة انقطاع الطمث أو بعد الخضوع لجراحة، ومع التقدّم في السن، أو عند المعاناة من بعض الأمراض مثل داء السكري أو مرض الباركنسون، والتي تؤدّي كلّها إلى مشاكل سلس البول.

أنواع الكيغل
هناك نوعان أساسيان يمكن القيام بهما من تمارين الكيغل. فتفرّق اختصاصية العلاج الفيزيائي دارين روحانا ما بين تمرين الكيغل البطيء وتمرين الكيغل السريع.
الكيغل البطيء عبارة عن ضغط وعقد العضلات لنحو خمس ثوانٍ ومن ثمّ إرخائها، لعشر مرّات على التوالي. وهذه تسبب تقلّصات بطيئة تساعد على زيادة قوة أرضية الحوض.
أمّا الكيغل السريع، فعبارة عن الضغط بسرعة ومن ثمّ الافراج عن عضلات المهبل عشر مرات على التوالي. وهذا الإنكماش السريع، من شانه مساعدة أرضية الحوض لمواجهة الضغوط، على سبيل المثال عند العطس، والسعال والضحك.

أخيراً
تساعد تمارين الكيغل على استعادة وتقوية العضلات التي تحيط وتدعم المثانة والرحم، والمستقيم، والإحليل، أي عضلات قاع الحوض. ومن المهمّ أن يواظب الإنسان على القيام بها كي يعتاد الجسم عليها ويتغلّب على المشاكل ولعلّ أهمّها سلس البول.
يبقى أنّ العلاج الطبيعيّ والعلاج الفيزيائي جزء أساسيّ من العلاج الطبّيّ لأنه يساعد على تخطّي المشكلة أسرع وبوطأة أخفّ، كما أنّه بإمكان النساء والرجال الإمساك بزمام صحتهم وإن بطرق بسيطة ولكن فعّالة.
تختم صقر: «لا بدّ من الإلتزام بإرشادات الطبيب والمعالج الفيزيائي في مختلف الأمور، وذلك كي يقوم المرء بالتمرين بطريقة صحيحة، مهما تطلّب الأمر. وكلّ علاج جديد يستوجب التجربة للتأكد من فعاليته قبل الإقدام عليه».