جراحة تصغير المعدة لتخفيض الوزن

المعدة, ألم / آلام المعدة, خسارة الوزن, ربط المعدة, جراحة التجميل, عملية جراحية, عادات غذائية, طهو الطعام, أسباب الجراحة

18 يونيو 2012

يجري الأطباء عشرات آلاف عمليات تصغير المعدة كل سنة، ويعتبرها العديد من الاختصاصيين حلاً فعالاً لمشكلة البدانة المتزايدة. لكن على ماذا تنطوي فعلاً هذه الجراحة، وما هي فوائدها وتأثيراتها الجانبية؟


أنواع جراحة تصغير المعدة

هناك ثلاثة أنواع من جراحة تصغير المعدة تهدف كلها إلى النتيجة نفسها: التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة في الجسم.
1 النوع الأول Gastric Band يتم فيه وضع حلقة أو طوق قرب أعلى المعدة، بحيث ينخفض حجم المعدة لتصبح بحجم كرة غولف. نتيجة ذلك، تنخفض الشهية وكذلك حجم الحصة التي يتم تناولها- مما يتيح التخلّص من 47 في المئة تقريباً من الوزن الزائد. تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية قابلة للعكس.
2 النوع الثاني Gastric Bypass يتم خلاله قص المعي الصغير فوق المعدة لإعادة وصله تحت المعدة والمعي الاثني عشري، مما يتيح تجاوز الأعضاء الرئيسية الهضمية في الجسم (تبقى موجودة في مكانها وإنما من دون أية وظيفة حقيقية).
ولكي يتمكّن المريض من امتصاص بعض الطعام، يتم إعداد كيس معوي صغير، سعته تقريباً 20 مل، من جزء من المعدة وربطه بالوصلة. من شأن ذلك تخفيف مأخوذ الطعام والشهية، مما يتيح مبدئياً التخلص من 66 في المئة من الوزن الزائد.
3 النوع الثالث Gastric Sleeve هو عملية تقسم المعدة عمودياً، مع ترك جزء ضيق على شكل الكمّ يوازي 15 في المئة تقريباً من حجم المعدة الأصلي، مما يخفف مأخوذ الطعام والشهية.
تراوح خسارة الوزن بين تلك الناجمة عن عملية وضع طوق قرب أعلى المعدة (Gastric Band) وعملية تحويل المعي (Gastric Bypass). تجدر الإشارة إلى أن النوعين الثاني والثالث من تصغير المعدة قابلان أيضاً للعكس. وكل العمليات، حتى الجراحة التصحيحية، هي عمليات جراحية دقيقة.

الجراحة ليست الخيار الوجيد
 بالون المعدة: هو جهاز يتم إدخاله عبر الفم ونفخه داخل المعدة، مما يولد الإحساس بالامتلاء بحيث يتناول المريض مقداراً أقل من الطعام. يتم اعتماد هذه الطريقة غالباً قبل جراحة تصغير المعدة بهدف مساعدة المريض على خفض وزنه وجعل العملية أسهل وأكثر أماناً.
التنويم المغنطيسي يجعل المريض يظن أن لديه «حلقة وهمية في المعدة». هكذا، يستطيع المريض التخلّص من كيلوغرامات عدة بعد الخضوع لجلسات من التنويم المغنطيسي تشبع العقل بفكرة وجود حلقة في المعدة.
 الحاجز الباطني هو كمّ بلاستيكي يولد حاجزاً بين المعي والطعام المهضوم ويعمل بطريقة مماثلة لعملية تحويل المعي (Gastric Bypass). إنه علاج مؤقت للنوع الثاني من داء السكري وتم إزالة هذا الحاجز بعد 12 شهراً. يتم إدخاله عبر الفم تحت تأثير تخدير.

لكل صحة وعادات أكل جراحتها الخاصة
إذا كان الهدف الرئيسي من تصغير المعدة التخلص من النوع الثاني من داء السكري، فإن عملية تحويل المعي (Gastric Bypass) هي الحل المناسب. فقد تبين أن هذه العملية قادرة على توفير الشفاء بنسبة 80 إلى 90 في المئة، فيما توفر عملية وضع حلقة في أعلى المعدة (Gastric Band) شفاء بنسبة 30 في المئة فقط.
أما الأشخاص الذين يميلون إلى الإكثار من تناول الحلويات فلا يخسرون عادة الكثير من الوزن مع عملية وضع حلقة في أعلى المعدة (Gastric Band).
هذه العملية تناسب أكثر الذين يتناولون أطعمة مثل الخبز ورقاقات البطاطا المقلية، وبكميات كبيرة.


البرنامج الغذائي بعد العملية الجراحية


  • يجب اتباع الحمية الغذائية الخاصة بالأطفال: قبل أسبوعين من الخضوع لأي نوع من أنواع جراحة تصغير المعدة، يشرب المرضى فقط الحليب، أو يعتمدون حمية غذائية قاسية جداً، بهدف تقليص الكبد والتسهيل على الجرّاح الوصول إلى المعدة. وطوال أسابيع قليلة بعد الجراحة، تقتصر الحمية الغذائية على السوائل. ثم يستطيع المريض الانتقال تدريجياً إلى الطعام المهروس والطري. وأخيراً، يبدأ بتناول كميات صغيرة من الأطعمة العادية.

 

  • طريقة الأكل مهمة: يتوجب على المرضى تغيير عادات أكلهم للحدّ من المشاكل وتعزيز فرص نجاح العملية. المثالي هو تناول ثلاث وجبات صغيرة ومغذية في اليوم- بحجم الطبق الجانبي- إضافة إلى وجبتين خفيفتين صحيتين. ويكون هذا صعباً، لأن المرضى معتادون غالباً على تناول كميات هائلة بشكل عشوائي طوال اليوم.

 

  • المكمل الغذائي اليومي ضروري. يبدأ المرضى بتناول مقدار أقل من الطعام، مما يعني انخفاضاً في المواد المغذية، ويحتاجون بالتالي إلى تناول الفيتامينين D وB12، إضافة إلى الكلسيوم والحديد لمدى الحياة بهدف الحؤول دون مضاعفات مثل ترقق العظام وفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. كما يحتاج المرضى إلى إجراء فحوص شاملة سنوية لمراقبة أي نقص في غذائهم.

 

  • الشرب مع الوجبات ممنوع منعاً باتاً. تحتلّ السوائل حجماً ضرورياً للمواد المغذية من الطعام. كما أن السوائل تدفع الطعام عبر المعدة، بحيث لا يشعر المرضى بالامتلاء، مما يحفز ربما تناذر الإغراق (dumping syndrome). يجدر بالمرضى الشرب بعد 30 دقيقة من انتهاء وجبة الطعام. ولا شك في أن المشروبات الغازية ممنوعة منعاً باتاً لأن الغاز قد يمدد كيس المعدة ويسبب انتفاخاً وانزعاجاً.

 

  • تركيبة الطعام مهمة. قد يواجه الأشخاص الذين خضعوا لعملية تصغير المعدة مشكلة في هضم الكتل الكبيرة من الطعام، مثل اللحم. والخبز هو أيضاً مشكلة، لأنه ينتفخ في المعدة ويسبب الانزعاج. للحصول على الكمية المثالية من المواد المغذية، يجدر بالناس تناول البروتين مثل اللحم المفروم، ومن ثم الخضار والكربوهيدرات مثل البطاطا المهروسة والأرز في حال بقي مكان في المعدة في نهاية الوجبة.

 

  • الأكل الواعي ضروري. يجدر بالأشخاص الذين خضعوا لعملية تصغير المعدة أن يمضغوا الطعام جيداً ويخصصوا 20 دقيقة للأكل بحيث تتاح للدماغ فرصة التسجيل عندما تمتلئ المعدة. من المفيد أيضاً أن يحتفظ المرضى بسجل للطعام والمزاج لمعرفة ما إذا كانوا يعانون جوعاً حقيقياً أو «جوعاً في الرأس»، عندما يريدون الطعام للإحساس بالراحة عند المعاناة من الغضب أو التوتر.

 

  • الاستمتاع بالطعام ضروري. ثمة وصفات خاصة بالمرضى الذين خضعوا لعملية تصغير المعدة تحتوي على القليل من السكر والدهون والكربوهيدرات. وفي المطاعم، يمكنك طلب المقبلات والاستمتاع بالأطباق المصنوعة من مكونات عالية الجودة.

 

  • السوائل الغنية بالوحدات الحرارية غير موصى بها. المشروبات الغنية بالسكر، والآيس كريم والشوكولا السائلة تستطيع الانزلاق بسهولة عبر الحلقة الموضوعة في أعلى المعدة وتفسد بالتالي كل برنامج خسارة الوزن.

 

التأثيرات الجانبية

1 المرضى الذين خضعوا لعمليات تصغير المعدة كثر عرضة للكسور. يعزى ذلك إلى النقص في الفيتامينات والمعادن بعد الجراحة.
فقد وجدت دراسة من مايو كلينيك أن الأشخاص الذين خضعوا لعمليات تصغير المعدة بهدف خسارة الوزن هم عرضة لكسور العظام 3 مرات أكثر من غيرهم، ولاسيما كسور اليدين والقدمين. إلا أن هذا الخطر ينخفض إذا كان المرضى نشيطين جسدياً قبل الجراحة.

2 توخي الحذر من «تناذر الإغراق» Dumping Syndrome: يعاني نصف الذين يخضعون لعمليات تصغير المعدة من التشنجات العضلية، والتقيؤ، والإسهال، والتعرق وخفقان القلب بعد تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو السكريات لأن محتويات المعدة تنتقل إلى المعي الصغيرة بسرعة غير طبيعية.
كما يعاني هؤلاء الأشخاص من تأثيرات ارتداد حمض المعدة أو من تسمم الطعام بمعدلات أكثر من غيرهم.

3 الخسارة لا تقتصر فقط على الوزن. قد تلاحظين أن شعرك أصبح أخف وأكثر تقصفاً وضعفاً، وعليك بالتالي تناول أقراص الزنك لمساعدة الشعر على النمو. في الإجمال، تصبح جذور الشعر «نائمة» لمدة ستة أشهر تقريباً بعد الجراحة، لأن مأخوذ الوحدات الحرارية ينخفض وكذلك وصول المكونات المغذية إلى الأعضاء الرئيسية.
لكن يجدر بنمو الشعر أن يزداد بعدما يتعافى الجسم من العملية الجراحية ويتناول المريض طعاماً مغذياً.

 4 الحمل غير موصى به خلال أول سنتين بعد الجراحة. فالطفل المولود من أم خضعت حديثاً لعملية تصغير المعدة يتأذى بسبب سوء التغذية.

5 عملية تصغير المعدة قد تجعلك تظنين أنك إنسانة نحيلة. فقد أظهرت الدراسات والتحاليل النفسية أن هذه العملية تغير طريقة تفكير المرضى حيال الطعام، عبر إبطاء نشاط مساحات في الدماغ المسؤولة عن الرغبة في تناول الأطعمة الدهنية والدسمة.

6 أظهرت الدراسات أن 80 في المئة حالات من داء السكري المرتبط بالبدانة تشفى بعد الخضوع لعملية تصغير المعدة.

7 ينخفض ضغط الدم المرتفع والكولسترول المرتفع في الدم بعد الخضوع لعملية تصغير المعدة، كما تنخفض معدلات الاختناق أثناء النوم إلى أكثر من النصف تقريباً.

8 تختلف تركيبة البول بعد الخضوع لعملية تصغير المعدة، ولذلك يصبح المرضى أكثر عرضة لتكون الحصى في الكليتين. إلا أن الغذاء المتوازن يمكن أن يساعد على تخفيف هذا الخطر. كما يتحدث المرضى عن إخراج البراز مرة أو مرتين فقط أسبوعياً، أو عن المعاناة من إسهال نتيجة تكيف الجسم مع التعديلات في الغذاء وامتصاص المواد المغذية.