أسباب قلّة الخصب وحلولها الفاعلة

التوتر, حمل وإنجاب, طفل / أطفال, العلاقة الزوجية, خصب المرأة, الإنجاب, دور المرأة, أسباب الجراحة

18 يونيو 2012

بعد الزواج، قد يقرر الزوجان الإنجاب مباشرةً أو يفضلان الانتظار لبعض الوقت. لكن في الحالتين، يعتبر الإنجاب وتأسيس عائلة النتيجة الطبيعية للزواج.
ولا شيء يمكن أن يحبط الزوجين أكثر من رؤية نتيجة فحص سلبي بعد محاولات متكررة للإنجاب. يمكن أن تتكرر المحاولات مرات عدة، لكن عندما تطول المدة رغم المحاولات المنتظمة والجدية، لا بد من اللجوء إلى الطبيب الاختصاصي للبحث عن أي مشكلة محتملة تحول دون حصول الحمل سواء كانت المشكلة من الرجل أو من المرأة.
الطبيب اللبناني الاختصاصي بالجراحة النسائية والتوليد والعقم وطفل الأنبوب توفيق نكد تحدث عن قلة الخصب التي يمكن أن يواجهها أي من الزوجين والتي تقسم بالتساوي بين الرجل والمرأة بنسبة 50 في المئة لكل منهما، مما يستدعي إجراء الفحوص لكل منهما عند الحاجة.
كما تحدث عن الاسباب وعن الحلول وعن تقنيتي التلقيح الاصطناعي وطفل الأنبوب اللتين يمكن اللجوء إليهما بهدف تحقيق حلم الزوجين بالإنجاب إذا لم يتحقق بعد.

- متى يمكن اعتبار أن ثمة مشكلة في الخصب يعانيها أي من الزوجين؟
ترتبط مسألة قلة الخصب أو ضعفها وتحديدها بالزوجين ولا يمكن البحث فيها من ناحية المرأة فحسب، كما يسود الاعتقاد في مجتمعاتنا.
وبشكل عام يمكن القول بوجود مشكلة في الخصب بعد مرور سنة ونصف السنة على زواج مع علاقة زوجية طبيعية ومنتظمة دون حصول حمل.
في هذه الحالة لا بد من استشارة الطبيب المختص للتأكد من عدم وجود أي مشكلة. هذا بالنسبة إلى النساء اللواتي هن دون سن 38 سنة.
أما بعد هذه السن فيمكن استشارة الطبيب بعد 6 أشهر من محاولة الإنجاب. فبقدر ما تكبر المرأة بالسن يجب الاستشارة  في موعد أقرب للبحث عن وجود أي مشكلة محتملة.

- لأي من الزوجين تجرى  الفحوص بالدرجة الأولى بهدف البحث عن مصدر المشكلة؟
لا يمكن البحث عن مصدر المشكلة لدى أحد الزوجين لأن المسألة مرتبطة بهما معاً.
إذ ان نسبة 50 في المئة من مشاكل العقم وضعف الخصب مرتبطة بالرجل ونسبة 50 في المئة مرتبطة بالمرأة، وبالتالي يمكن ان يكون أي منهما مصدراً للتأخير في الإنجاب.
من هنا أهمية إجراء الفحوص للزوجين في الوقت نفسه عند لجوئهما إلى الطبيب بسبب التأخر في الإنجاب. ونبدأ مباشرة بالفحوص اللازمة للزوجين معاً.

- ما المشكلات التي يمكن أن يعانيها الرجل والتي يمكن أن تؤدي إلى التأخر في الإنجاب؟
لدى الرجل يعتبر ضعف البذرة المسبب الرئيسي لعدم الإنجاب. لذلك يتم البحث في هذا الإطار لمعرفة طبيعة المشكلة. يجرى فحص البذرة لدى الرجل أولاً في المختبر بعد يومين أو 3 من امتناعه عن إقامة علاقة مع زوجته.
وعندما يعطي البذرة يتم فحصها بناء على معايير عدة أبرزها ثلاثة تعتبر هي الأساس وهي العدد حيث يجب أن يتخطى 20 مليون في الميلليليتر الواحد، والحركة أي نشاط البذرة، إضافةً إلى الشكل الذي يجب أن يكون طبيعياً.
هذه المعايير الثلاثة هي الأهم ، مع وجود معايير أخرى يمكن أن تؤخذ في الاعتبار في المرتبة الثانية كدرجة الحموضة في البذرة وسرعة التحوّل إلى سائل لأن ثمة مشكلة إذا كان السائل المنوي لدى الرجل سائلاً جداً.

- ماذا عن المرأة؟ كيف يمكن اكتشاف مصدر المشكلة؟
يختلف الأمر لدى المرأة حيث تبدو المسألة أكثر تعقيداً لأن لديها المبيض والرحم والأنابيب ويمكن أن تصدر المشكلة عن أي منها. في الدرجة الأولى تجرى فحوص الهرمونات اللازمة وتجرى الفحوص لكل من الرحم والمبيض والأنابيب وصورة ملوّنة لتحديد مصدر المشكلة.
تكون الفحوص معقذدة لاكتشاف السبب. كما قد يجرى منظار للبطن للتأكد من عدم وجود مشكلات في الحوض يمكن ان تؤثر سلباً على الحمل. فيما تبدو الأمور أكثر سهولة مع الرجل لأن المشكلة تكون محصورة في البذرة ويتم تركيز الفحوص في هذا الإطار.

- ألا يمكن أن تكون المشكلة في عدم الأنجاب ناجمة عن نمط حياة معين او عن عدم الالتزام بشروط معينة في العلاقة الزوجية؟
عندما نتحدث عن مشكلة في الإنجاب او عقم بعد سنة أو سنة ونصف السنة نعني انه طوال هذه المدة حاول الزوجان إقامة علاقة زوجية طبيعية منتظمة في فترة الإباضة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع وفي موعد الإباضة يومياً خلال 3 أيام، ولا نعني بذلك الازواج الذي لا يلتزمون بهذه الشروط. وبالتالي عندما تكون هذه الشروط موجودة، لا بد من وجود مشكلة تمنع الإنجاب.

- هل من أسباب معينة يمكن أن تكون وراء هذه المشكلات التي تمنع الإنجاب سواء لدى الرجل أو لدى المرأة؟
لدى الرجل يمكن أن تكون أسباب ضعف البذرة خلقية جينية تولد معه وتستمر وتمنعه من الإنجاب عند الزواج. كما يمكن أن ينتج هذا النوع من المشكلات عن المحيط كالتلوّث أو نوع العمل في المواد الكيميائية مثلاً وفي الدهان او في حرارة مرتفعة كأولئك الذي يعملون في الأفران مما يؤثر سلباً على البذرة.
كما يمكن أن يكون الرجل قد تعرّض لضربة على الأعضاء التناسلية او تعرّض لالتهابات في الخصية او تعرّض لمرض أبو كعب في الطفولة وأثر على خصيتيه. كما يمكن ان يعاني مشكلة الدوالي في الخصيتين التي يمكن معالجتها.
أما بالنسبة إلى المرأة فيمكن ان تكون المشكلة في المبيض أو في البويضات أو في الأنبوب الذي يكون مسدوداً، أو يمكن أن تكون قد عانت التهابات أو تشوهات خلقية في الرحم، أو يمكن ان تكون ثمة ليفة أو لحمية تمنع حصول الحمل.
وفي معظم الأحيان يمكن أن تكون المشكلة في التصاقات في الرحم تحتاج إلى معالجة.

- في حال وجود مشكلات تمنع الإنجاب، ما الطرق المعتمدة التي تساعد على حصول الحمل؟
هناك طريقتان نعتمد أياً منهما ، سواء كان الرجل او المرأة سبب المشكلة، بهدف مساعدتهما على الإنجاب. أولى هاتين الطريقتين التلقيح الاصطناعي في حال وجود خلل في الإباضة أو في حال عدم وجود سبب واضح لعدم الإنجاب.
مع الإشارة إلى أنه في حالات كثيرة لا يظهر سبب لعدم حصول حمل. فإذا كان عدم الإنجاب غير مبرر وبذرة الرجل جيدة وأنابيبب المرأة جيدة، يمكن اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي. تتابَع المرأة لتحديد موعد الإباضة أو يمكن أن تحصل على دواء للإباضة، ويعطي الرجل بذرة تنظف في المختبر وتوضع في الرحم.
اما التقنية الثانية فهي تقنية طفل الأنبوب حيث يتم تلقيح البيضة خارج الجسم. وتتم هذه التقنية في 3 مراحل.
في الدرجة الأولى يتم تحفيز الإباضة وتنشيط المبيض بواسطة حقن للتخصيب تحصل عليها المرأة خلال أيام مع متابعة من الطبيب.
وعندما تجهز يتم سحب البويضة في المختبر فيما تكون مخدّرة . مع الإشارة إلى أنه يتم سحب كل البويضات الموجودة أياً كان عددها.
في الوقت نفسه، يعطي الرجل البذرة في المختبر ويتم التلقيح في المختبر بعد 3 أيام حيث يبدأ تكوين الجنين في المختبر، من هنا تسمية طفل الأنبوب. بعدها يتم ردّه إلى الرحم.

- هل تعتبر تقنية طفل الانبوب مزعجة للمرأة؟
مصدر الإزعاج الوحيد هو حقن التخصيب التي تجرى للمرأة. أيضاً في اليوم الذي يتم فيه سحب البويضات تكون مخدّرة وقد يعتبره البعض إزعاجاً، لكن في الواقع هو تخدير بسيط وليس تخديراً عاماً بكل معنى الكلمة.
أما تقنية رد الجنين المكوّن في الأنبوب إلى الرحم، فسهلة ولا تسبب الماً. الإزعاج الوحيد هو في حقن التخصيب.

- ما نسبة النجاح المتوقعة من كل من تقنيتي طفل الأنبوب والتلقيح الاصطناعي ؟
نسبة النجاح في التلقيح الاصطناعي هي 15 في المئة. مع الإشارة إلى أنه تتم المحاولة في التلقيح الاصطناعي 3 مرات أو أربع كحد أقصى ، وبعدها لا بد من اللجوء إلى عملية طفل الأنبوب.
بالنسبة إلى تقنية طفل الانبوب، تختلف نسبة النجاح بحسب السن وبحسب الأسباب التي دعت إلى اللجوء إليه. فمع التقدم في السن تتراجع نسبة نجاح عملية طفل الأنبوب. فقد تكون النسبة 55 في المئة في العشرينات وتتراجع في الأربعينات لتصل إلى 10 في المئة تقريباً.
وتزداد الصعوبة في حال وجود أسباب أخرى ومشكلات تمنع الإنجاب.

- ما المشكلات التي يمكن مواجهتها في الحمل عند اللجوء إلى عملية طفل الأنبوب ؟
تعتبر المشكلات والمضاعفات نادرة لكن أبرزها التجاوب الزائد في حال النشاط المفرط في المبيض فيتجاوب الجسم مع أدوية التخصيب بشكل زائد مما قد يسبب مشكلات معينة في الحمل، فقد يمتلئ البطن بالماء وقد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى بهدف معالجة الوضع.
ويمكن ألا تكون هناك حاجة الى دخول المستشفى ويكفي اتخاذ بعض الإجراءات والالتزام بنصائح الطبيب . كما انه في حال حصول حمل متعدد، قد يحتاج الحمل إلى مراقبة أكثر لكن يكون الوضع تماماً كما في الحمل الطبيعي المتعدد دون عملية طفل أنبوب.

- لماذا تزداد حالات الحمل المتعدد في عملية طفل الأنبوب؟
يحصل الحمل المتعدد لأننا نرد إلى الرحم 3 أجنة او 4 أحياناً ويمكن أن تعيش كلّها فيحصل الحمل المتعدد. لكن بذلك نحن نزيد فرص حصول حمل.

- هل تختلف الطريقة في عملية طفل الأنبوب عندما تكون المشكلة في الإنجاب من الرجل عما تكون عليه إذا كانت المشكلة من المرأة؟
لا فرق في ذلك والتقنية تبقى نفسها.

- هل من إجراءات معينة يجب أن تتخذها المرأة عند اللجوء إلى عملية طفل الأنبوب؟
ليس على المرأة إلا ان ترتاح مدة 3 أيام أو 4 بعد رد الأجنة إلى الرحم. بعدها يمكن أن تعيش حياة طبيعية طوال فترة الحمل إذا كانت الأمور طبيعية.

- هل من اختلاف في الولادة في عملية طفل الأنبوب عما يحصل في الحمل الطبيعي؟
الفرق الوحيد في أننا نتخذ قرار الولادة القيصرية بشكل أسرع مما يحصل عندما يكون الحمل طبيعياً دون طفل أنبوب. وذلك لأن الزوجين يعيشان ضغوطاً نفسية وجسدية لإنجاب الطفل فيكون الحمل ثميناً جداً لهما، فنفضل عدم تعريض الطفل للخطر بالانتظار أو بالاستمرار بالولادة الطبيعية التي قد تكون مجهدة اكثر له وتحمل أخطاراً أكبر عليه.
وبالتالي قد نلجأ بسرعة كبرى إلى الولادة القيصرية لتجنيب الطفل أي خطر يمكن ان يواجهه في الولادة الطبيعية.


نصائح لزيادة فرص الإنجاب

ثمة امور كثيرة لا يعيرها الزوجان أهمية في محاولاتهما للإنجاب إما لجهلها أو بسبب التقليل من أهميتها. أكثر ما يمكن ان يزعج الزوجين اللذين يرغبان في إنجاب طفل، تكرار المحاولات شهراً بعد شهر. لذلك، ثمة أمور لا بد من معرفتها لزيادة فرص حصول الحمل بأسرع وقت ممكن.

يجب إقامة العلاقة الزوجية بشكل منتظم وكافٍ
في حال عدم نجاح محاولات الإنجاب من المرة الأولى، يجب إقامة العلاقة الزوجية بشكل متكرر. إذ لا يكفي إقامة العلاقة مرة واحدة في الاسبوع لانه بذلك تقل فرصة حصول الحمل وقد تفوت الفرصة في فترة الإباضة.
أمام الزوجين 24 ساعة أو 36 ساعة بعد إطلاقة البويضة في فترة الإباضة يجب الحرص فيها على حصول الحمل. فهذه تكون الفترة الذهبية التي لا بد من التركيز عليها.

يجب عدم الإفراط في إقامة العلاقة الزوجية
ضمن محاولات الإنجاب قد يقيم الزوجان العلاقة مرات عدة في اليوم لزيادة الفرص. هذا ليس صحيحاً، لأن الافضل هو إقامة علاقة مرة كل يومين لزيادة فرص حصول الحمل.
بهذه الطريقة لا تفوت الفرصة التي يكون فيها احتمال حصول الحمل هو الأعلى كما يتم الحفاظ على نوعية البذرة وعددها بشكل أفضل حيث تتجدد بهذه الطريقة كل 48 ساعة.

يجب تجنب الغسل مباشرةً بعد العلاقة
من أكثر الاخطاء شيوعاً التي تقوم بها النساء اللواتي يحاولن الإنجاب، الغسل بعد انتهاء العلاقة الزوجية. هي مشكلة أساسية لا بد من تجنبها لأنه من الأفضل الاستلقاء بعد العلاقة لمدة 20 دقيقة على الأقل وهو الوقت الكافي لتصل البذرة إلى البويضة.
أما عند النهوض مباشرةً بعد العلاقة، فتقل فرص حصول الحمل.

يجب عدم استعمال المراهم المرطبة
في محاولات الإنجاب، يجب أن يمتنع الزوجان عن استعمال المراهم المرطبة لأنها تقتل البذرة وتجعل حصول الحمل أكثر صعوبة.
لذلك من الأفضل تجنّبها وتجنّب الصابون الغني بالغليسيرين وغيرها من المستحضرات المعطرة التي تشكل كلّها عوامل سلبية بالنسبة الى البذرة.

 يجب تجنب التدخين
قد لا يعتقد البعض بالاثر السلبي للتدخين على الخصب لكن في الواقع يكفي تدخين 10 سجائر في اليوم لتقليص فرص حصول حمل بنسبة 50 في المئة. لذلك، من الأفضل الامتناع عن التدخين عند اتخاذ قرار الإنجاب لزيادة الفرص.

يجب عدم الإكثار من شرب القهوة
صحيح أن الأطباء ينصحون الحوامل بالامتناع عن شرب القهوة، لكن في الواقع يجب حصول ذلك منذ اتخاذ قرار الإنجاب والتخلي عن هذه العادة. مع الإشارة إلى ان كل الاطباء يؤكدون أن الكافيين يؤثر سلباً على الشرايين. كما انه يؤدي إلى تسارع دقات القلب.
تحتاج محاولات الإنجاب إلى الاسترخاء والهدوء ما يتأثر سلباً بالكافيين. وبالتالي من الأفضل تجنبه لزيادة الفرص.

يجب عدم ارتداء الرجل الملابس الداخلية الضيقة
تؤثر الملابس الداخلية الضيقة سلباً على البذرة لذلك من الأفضل أن يرتدي الرجل تلك الواسعة المريحة.

يجب عدم الإفراط في ممارسة الرياضة
صحيح أن الرياضة هي الحل الأمثلة ليكون الجسم رشيقاً ومستعداً للحمل، لكن يجب عدم الإفراط في ذلك أثناء القيام بمحاولات الإنجاب.
إذ أنه بتقليل نسبة الدهون في الجسم بشكل سريع وحاد، تتأثر الدورة الشهرية سلباً ويظهر خلل فيها أو يمكن أن تختفي تماماً بسبب الإفراط في ممارسة الرياضة. ينصح بممارسة الرياضة باعتدال للاستفادة من فوائدها الرائعة .
كما أن الإفراط في ممارسة رياضة المشي على الآلة يخفف من فرص الإنجاب.

يجب تجنب التوتر
عندما يحاول الزوجان الإنجاب، خصوصاً عندما تتكرر المحاولات، سرعان ما تسود أجواء التوتر وتزداد الضغوط على كل منهما. في هذه الحالة تزيد هرمونات التوتر في الجسم مما يقلل من فرص الإنجاب.
من الضروري الاسترخاء وسرعان ما تحصل المفاجأة المنتظرة دون سابق إنذار.

يجب التأكد من عدم وجود مشكلة صحية تحول دون حصول الحمل
يمكن ألا يحصل الحمل من البداية لكن بعد مرور سنة على المحاولات المنتظمة، من الأفضل استشارة الطبيب النسائي ليحدد سبب المشكلة التي يمكن ان يعانيها أي من الزوجين.