في دورته الـ49 وبمشاركة 27 دولة: معرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي بالثقافة الجزائريّة ويطلق أسماء المبدعين والفنانين على قاعات النشاطات

11 فبراير 2018

ملامح جديدة تشهدها الدورة الـ49 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة من 27 كانون الثاني/يناير إلى 10 شباط/فبراير، منها أن الافتتاح الرسمي للمعرض جاء قبل يوم من افتتاحه للجمهور، واقتصر فيه الأمر على الدعوات الرسمية، وبعد يوم من ذكرى ثورة 25 يناير 2011، في حين بدأ النشاط الثقافي والفني والندوات وحركة بيع الكتب في العاشرة من صباح يوم السبت 27 كانون الثاني.

حمل المعرض هذا العام، عنوان «القوى الناعمة... كيف»، حيث تناولت مجموعة من الندوات إلقاء الضوء على الثقافة والفن باعتبارهما قوة ناعمة حققت لمصر مكاسب كثيرة، لا سيما في الستينات والسبعينات، وكيفية استعادة هذا الدور في هذه اللحظة المهمة من حياة الشعوب.

وشهد المعرض في اليوم الأول، احتفالية بانضمام القاهرة الى شبكة المدن الإبداعية باليونسكو، شارك فيها: الدكتور خالد عزب، الدكتورة ريهام عرام، والدكتور أسامة عبدالوارث. كذلك، أقيمت حفلة إطلاق الطبعة العربية من العدد الثاني لمجلة الأدب الصيني «منارات طريق الحرير».

ورغم أن الصين ليست ضيف شرف المعرض، إلا أن لها نشاطاً مكثفاً في هذه الدورة، لم يقتصر على حفلة إطلاق الطبعة العربية من «طريق الحرير»، بل أقيمت أكثر من فعالية مشتركة بين الجانبين المصري والصيني، منها «مستقبل التعاون في مجال كتاب الطفل بين مصر والصين»، بمشاركة فاطمة المعدول، الدكتورة رشا صالح، سارة الشاذلي، تشاو تشون لان، شيه فنغ باي، تشاو شيه جيه، وفيروز إبراهيم، «كيف يتحول الاقتصاد الى قوة ناعمة... التجربة الصينية نموذجا»، و«طريق الحرير بين المفهوم والمشروع».

كما كان للعلاقات الثقافية الروسية نصيب كبير من فعاليات المعرض، إذ شهدت قاعة ضيف الشرف فعاليات المؤتمر الثالث للتواصل الثقافي الروسي، ومن خلاله تمت مناقشة الموضوعات التالية: «عبدالناصر في الأدبيات الروسية... مئوية جمال عبدالناصر نموذجاً»، و«مستقبل الترجمة بين الروسية والعربية ودور المؤسسات في دعم الترجمة».

ولمناسبة مئوية الزعيم جمال عبدالناصر، التي انطلقت في منتصف كانون الثاني، شهد برنامج المعرض أكثر من فاعلية على امتداد أيامه، تهدف إلى إلقاء الضوء على شخصية عبدالناصر من الاتجاهات كافة، من ذلك: «الذاكرة الوطنية والمشروعات القومية... السد العالي وتأميم القناة»، «الإعلام الوطني وثقافة التنوير»، «نهضة التعليم والعدالة الاجتماعية»، «الدائرة العربية والدائرة الأفريقية»، و«النهضة الصناعية والقطاع العام».

وتم اختيار الجزائر ضيف شرف هذا المعرض، وقد مُثّلت بوفد ثقافي رفيع المستوى برئاسة وزير الثقافة الجزائري الكاتب والأديب عز الدين ميهوبي، الذي تحدث في ندوة مشتركة مع الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة المصرية، تناولا فيها أهمية التعاون المشترك في المجال الثقافي بين البلدين. كما طرحت على مدى أيام المعرض، مجموعة من القضايا المهمة بمشاركة مثقفين ومفكرين من البلدين، منها: «دور الجزائريين في حركات التحرر العربي خلال القرنين 19 و20، سياسة النشر في الجزائر، حركة تبادل الخبرات في النشر بين مصر والجزائر، «الكتابة الإبداعية النسوية في الجزائر بأقلام أنثوية»، وفي هذه الندوة تم إلقاء الضوء على التجارب الإبداعية للأديبتين لميس سعدي وربيعة جلطي، إضافة الى «مصر والجزائر... تاريخ غير كروي».

وكان للقدس وتاريخها حضور في المعرض من خلال ندوة «القدس افتراء المزورين... حقائق وتواريخ» للدكتور بسام الشماع. كذلك، التقى عمرو موسى مع جمهور المعرض من خلال مناقشة سيرته الذاتية «كتابيه».

وفي تقليد جديد، تم إطلاق أسماء مجموعة من المثقفين والفنانين على قاعات المعرض المختلفة، إذ أطلق على القاعة الرئيسية اسم المثقف والمفكر والأديب عبدالرحمن الشرقاوي، وهو شخصية معرض هذا العام، في حين أطلق على قاعة الفنون اسم الفنانة الراحلة شادية، وعلى المسرح المكشوف الفنان زكريا الحجاوي، وعلى ملتقى الإبداع الأديب الراحل مكاوي سعيد.

يشارك في دورة هذا العام 27 دولة، منها 15 دولة عربية و10 دول أجنبية ودولتان أفريقيتان، ويصل عدد الأجنحة إلى 1194 تستوعب مشاركات 849 ناشراً.