المدونة اللبنانية شيرين زعتري: بعض الصور على السوشيال ميديا بعيدة من الواقع... ولهذا السبب أبقيت هويتي مبهمة

هالة طويل 18 فبراير 2018

شيرين زعتري حلواني مدوّنة لبنانية مقيمة في دبي، وصاحبة حساب fashionistabyshirine. لديها 239 الف متابع، وغدت صفحتها أشبه بمجلة متنقلة تتداول العديد من أخبار مشاهير الإنستغرام. لم تكن تتوقع النجاح الذي حققته اليوم، فأبقت هويتها مبهمة لفترة طويلة. التقينا شيرين فحدّثتنا عن قصة نجاحها وموقعها في عالم السوشال ميديا الشاسع، وكان هذا الحوار.


- كيف بدأت مسيرتك على السوشيال ميديا؟
أسست صفحتي منذ أربع سنوات مع بداية ظهور الإنستغرام، وكانت مجهولة الهوية وتحمل عنوان fashionista-leb، بحيث لم يكن أحد يعلم أنني وراء نشر الصور عبرها سوى زوجي. وعندما أحرزت أكثر من 25000 متابع، أعلنت عن هويتي وأرفقت اسمي بالصفحة. أما اليوم ففي رصيدي 239000 متابع.

- هل تخيلت يوماً أنك ستحرزين هذا العدد الضخم من المتابعين؟
على الإطلاق، بل كنت أشعر وكأن الأمر في غاية الصعوبة.

- ما الهدف وراء صفحتك، وما الذي يميزها عن غيرها؟
ما يميز حسابي @fashionistabyshirine هو أنه يحتوي على الكثير من المعلومات المختلفة والصور المتنوعة، سواء المتعلقة بحياتي الشخصية أو بمدونات للموضة ووجوه بارزة في عالم السوشال ميديا أو حتى فنانات بارزات، إذ إنه أصبح أشبه بمجلة تتناول العديد من الأمور المختلفة عوضاً عن تسليط الضوء على شخصية واحدة.

- هل اعتمادك نشر صور الآخرين عوضاً عن صورك يعتبر مصدر قوة أو ضعف؟
هو مصدر قوة بالطبع، ويعود ذلك الى تنوع الصور كما ذكرت لك سابقاً، مما يخوّل متتبعيّ الاطلاع على العديد من الأمور في وقت قصير. وكوني بدأت مسيرتي بهذا الأسلوب، اضطررت لاستكمالها به.

- لماذا لا تستعرضين الكثير من صورك أسوةً بزميلاتك «الفاشينيستا»؟
بدأت أخيراً في تسليط الضوء على نفسي من خلال نشر المزيد من صوري، وقد فوجئت بعدد المعجبين بها. ولكنني رغم هذا، أفضّل عدم اتخاذ هذا الاتجاه لما قد يحمله من ضغط نفسي عليّ شخصياً.

- إذاً، تتعرض «الفاشينيستا» التي تعتمد نشر صورها الخاصة للضغط النفسي...
بالتأكيد تتعرض «الفاشينيستا» إلى الكثير من الضغوط النفسية، لما تستغرقه جلسات التصوير الخاصة من وقت طويل ومجهود لإحراز نتيجة مضمونة على الإنستغرام، هذا بالإضافة الى ما تتطلبه السوشال ميديا من تجدد دائم ومواكبة لآخر صيحات الموضة. لقد خضت التجربة أخيراً فنشرت بعض الصور وتعرضت لإرهاق جسدي ونفسي، فما بالكِ بمدونات الموضة اللواتي يتوجب عليهن نشر صور جديدة يومياً؟

- علمنا من العديد من مدونات الموضة أنّ للسوشيال ميديا ردود فعل سلبية على حياتهن العائلية، هل عانيت من هذا الأمر؟
مقارنةً مع غيري، لم أعرّض أولادي لهذا الأمر كثيراً، رغم أنني أُسأَل عن ابنتي الصغيرة كثيراً، ولكن حرصاً على حياتهم ونشأتهم بشكل سليم أفضّل إبقاءهم بعيداً من عالم الإنستغرام.

- ما هو تعريفك للصورة الجميلة والناجحة على الإنستغرام؟
الأهم بالنسبة إليّ هو نقاء الصورة وخلوّها من الشوائب وقربها من الواقع، فهذه أمور لا أتهاون بها أبداً. إذ إنني أرفض العديد من الصور إذا لم تتمتع بهذه المواصفات. كما تلفتني الحشمة التي على عكس ما يعتقد الكثير منا، فهي تلاقي استحساناً أكثر عند جمهور الإنستغرام.

- وما هو تعريفك للمرأة الجميلة؟
ليس هناك امرأة قبيحة  فأنا أؤمن بأنّ لكلٍّ منا جمالها وجاذبيتها المتفرّدة.

- هل اختلفت المعايير اليوم بين الواقع والمرغوب على الإنستغرام؟
طبعاً، ولكن لا معايير معينة يمكنني أن أشير إليها. أحياناً أرى صورة امرأة عادية ولا تتمتع بجمال خارق، ولكن بمجرد النظر إليها أؤكد أنها ستحصد كماً هائلاً من الإعجاب. يبقى الإنستغرام لعبة حظ أولاً وأخيراً.

- هل تتمتعين بالشهرة اليوم؟
لا أصنّف نفسي بين المشاهير، ولكن عندما يتعرف الناس إليّ ويسألونني عن أولادي، وخاصةً ابنتي الصغيرة، أشعر بأنني حصدت بعضاً منها.

- كيف اختلفت شيرين قبل أضواء الإنستغرام وبعدها؟
حتماً، أنا اليوم شخص مختلف وأكثر نضوجاً وخبرة، ولكن هذا ليس بسبب الأضواء فحسب، بل هو نتاج تعاملي مع الإنستغرام كعمل وانخراطي في لائحة المرأة العاملة التي تختلف بدورها عن كونها أماً فقط.

- أخبرينا عن الاختلاف بين المرأة في الخليج ولبنان؟ وكيف استطعت المزج بينهما؟
أحب هذا التنوع وهذا المزج على صفحتي، وخاصةً بين دبي ولبنان. المرأة الخليجية جميلة ومعروفة بشعرها الأسود الكثيف، والمرأة اللبنانية مميزة بأناقتها وجاذبيتها أيضاً، مما يغني صفحتي بالتنوع، الذي هو هدفي الأول والأخير.

- هل تختلف معايير الجمال بين لبنان والخليج؟
طبعاً، هناك اختلاف، ولكن ما هو جميل يبقى جميلاً.

- اتّهمت العديد من مدوّنات الموضة والمتفاعلات على السوشيال ميديا بأنهن ينشرن صوراً بعيدة من الواقع، ما تعليقك على الأمر؟
صحيح، ولكن هذا طبيعي لأنهن يُردن نقل الصورة الجميلة فقط. فمن البديهي أن ينشرن صور أولادهن السعداء وأوقاتهن المميزة عوضاً عن المشاكل العائلية التي من المفترض ألا تظهر إلى العلن. ولكن من المهم عدم الوقوع في المبالغة بحيث تصبح الصورة أقرب الى الخيال منه الى الواقع.

- في ما يتعلق بالمظهر، هل يحصل أيضاً بعض التلاعب بالصور؟
طبعاً فهو كـ«الفوتوشوب» لتهذيب الصورة لا أكثر، ولكن تحدث المشكلة عندما تتحول «الفاشينيستا» من شخص إلى شخص آخر لا يمكنك التعرف إليه في الحقيقة... فعندها يصبح الأمر تشويهاً.

- من هنّ «الفاشينيستاز» اللواتي تفضلين؟
جميع اللواتي أنشر صورهن على صفحتي، ذلك أنني اخترتهن لتميّزهن عن غيرهن ولأسلوبهن المختلف والمتفرد.

- ما هي نصيحتك لكلّ امرأة تود أن تكون فعالة على الإنستغرام وتمتلك صفحة فيه؟
نصيحتي لها أن تكون متفردة ومختلفة وألا تشبه غيرها، فالناس يتوقون دائماً لكلّ ما هو جديد. وأن تختار الصور بعناية ودقة وتستعرض الفيديوات الجميلة والمفيدة في آنٍ معاً وألا ترفقها بالكثير من الكلمات، لأننا للأسف بتنا نعيش في عصر الصورة فقط لا غير.

- ما هي نصيحتك الجمالية لهذا الموسم؟
خضعت أخيراً إلى جلسة تعليم تطبيق الماكياج مع خبير التجميل فادي قطايا، واعتمد لي الألوان الترابية الداكنة واللمّاعة. لذا، أنصح صاحبات العيون الملونة باقتنائها لما ستضفيه من جاذبية على حضورهن، وخاصةً اللونين العنابي والأخضر الداكنين.

- لو عاد بكِ الزمن إلى الوراء، هل تخوضين رحلة الإنستغرام من جديد أم تعتبرينه طريقاً شاقاً أنت بغنىً عنه؟
هو حتماً طريق شاق ويتطلب الكثير من المجهود والوقت، ولكن هذا لن يمنعني من تكرار التجربة لما حملته معها من تجارب وآفاق واسعة.

- من هم المصمّمون اللبنانيون والعالميون الذين تعاونتِ معهم؟
زهير مراد في الدرجة الأولى طبعاً، المصمّم العالمي جورج حبيقة، نيكولا جبران ورامي قاضي، فأنا أحب التعاون مع المصمّمين اللبنانيين لأنني أؤمن بذوقهم الرفيع والعالمي.