وجوه فنية جديدة في الوسط الدرامي... الفنانات الشابات يصرّحن: هكذا دخلنا الفن وهكذا سنصل إلى النجومية

لها (دمشق) 25 فبراير 2018

هنّ فنانات أصبحن من الوجوه المألوفة والمعروفة في الساحة الفنية، إنما اختلفت الطريقة التي دخلن فيها عالم الفن، فمنهن من كانت الدراسة الأكاديمية السبيل لدخولهن المجال الفني، وأخريات كانت المصادفة سبباً في عملهن، ومنهنّ من حقّقن حلمهن منذ الطفولة ووصلن إلى الفن بعد تجارب أولى صغيرة.
الفنانات السوريات الشابات، ظاهرة تتزايد في الوسط الفني السوري يوماً بعد يوم. كمٌ كبير من الوجوه الشابة يظهر على الساحة مع كل موسم جديد. ورغم أن البعض يعزو هذه الظاهرة إلى ازدياد الأعمال الدرامية والحاجة إلى دم جديد يرفد العملية الدرامية، يرى آخرون في غياب النجمات الأوائل فرصة لظهور هذه الوجوه الجديدة على الساحة الفنية.
«لها» التقت مجموعة من الفنانات الشابات، اللواتي أصبحن معروفات في الوسط الفني السوري، وتوجهت إليهن بأسئلة عن الطريقة التي وصلن بها إلى عالم الفن، وعما يميز كلاً منهن في العمل، وعن أحلامهن وطموحاتهن الفنية، وعن ظاهرة الفنانات غير المؤهلات في بعض الأعمال والاستسهال في العملية الفنية، وغيرها من المحاور من خلال هذه اللقاءات...


الفنانة رشا رستم: تعرّضت لسرقة الأدوار وفرصتي أصبحت قريبة

- ما أهم الأعمال بالنسبة إليك؟
هناك الكثير من الأعمال المهمة، لكن أقربها إلى قلبي مسلسل «دومينو»، حيث قدّمت شخصية لم أتوقّع أن أجسدها، وأعتقد أنها تركت بصمة جيدة.

- بمَ أفادتك دراستك في عملك الفني؟
أنا خرّيجة أدب إنكليزي، ودراستي كانت بوابة عبوري الى الوسط الفني، حيث كان دوري الأول لفتاة تُتقن اللغتين العربية والإنكليزية في الوقت نفسه. كما أنني، أثناء دراستي الجامعية، شاركت في المسرحيات التي كانت تُقام دورياً.

- بعض الفنانات وصلنَ إلى أدوار البطولة بسرعة، ماذا عنك؟
هذا الأمر ليس سهلاً، لكن أعتقد أن فرصتي الفنية أصبحت وشيكة، فمنذ بداياتي الفنية لم أقف عند حدّ معيّن، وما زلت أطوّر نفسي مع كل عمل أشارك فيه.

- وماذا عن الفنانات الشابات اليوم، وما يظهرن به من عمليات تجميل وتغيير في الشكل، هل يمكن أن يؤثر ذلك في صدقية أدوارهنّ، بخاصة في الأعمال البيئية؟
أنا لست مع التجميل الذي يؤدي إلى تغيير كامل في الشكل، لكن لا أمانع في اللجوء إلى بعض «الرتوش» البسيطة التي لا تؤثر في تفاصيل الوجه، وأتمنى ألا أحتاج إلى التجميل مع الوقت، فأشكال النسخ الواحدة لا تعجبني، وأحب أن تكون لكل فنانة ملامحها الخاصة.
وأعتقد أن النظرة العامة للعمل الشامي لا تتقبّل وجود فنانات بوجوه بلاستيكية. وأخيراً، وخلال مشاركتنا في مسلسل «وحدن»، تمّ اختيار الفنانات القريبات إلى الطبيعية بعيداً من عمليات التجميل، وبما يتلاءم مع البيئة المطروحة خلال العمل.

- ما الذي ينقصك فنياً؟
ينقصني دور يُظهر موهبتي الحقيقية، وأنا أحب الأدوار الصعبة التي تحتاج إلى العمل عليها بعيداً من الأدوار السهلة.

- ما الدور الذي أعجبك أخيراً، ومَن هي الفنانة التي جسّدته؟
أعجبني دور الفنانة حلا رجب في مسلسل «عناية مشددة»، فقد أدّته بطريقة جميلة جداً.

- من هي الفنانة القدوة في حياتك؟
أي فنانة أعطت وكانت لها بصمة خاصة في الدراما السورية هي قدوتي، وبالطبع أحب الفنانة منى واصف، وأتمنى أن أصل إلى عمرها وأنا في قمّة العطاء كما هي اليوم، وكنت منذ صغري وما زلت أعشق الفنان سلوم حداد، فهو من جعلني أحب التلفزيون والعمل الفني، وأوّل عمل شاهدته له كان مسلسل «الخشخاش»، أما الفنان بسام كوسا، فهو فنان مهم جداً، ومن أكثر الفنانين طبيعيةً في التمثيل.

- ما هي الشخصية التي تحبّين تقديمها؟
أحبّ الشخصيات المركّبة والتي لم أقدّمها بعد، بخاصة دور الأم، لأنني أمّ ويمكن أن أشعر بالدور أكثر من غيري.

- تعرضت لشائعة أخيراً، كيف تعاملت معها؟
سرت شائعة بأنني تزوجت وابتعدت عن الفن، مما أثر في عملي، وبدأ الناس يباركون لي ظناً منهم أنني اعتزلت العمل الفني، وفي الحقيقة أنني ارتبطتُ لفترة قصيرة جداً ولم تكتمل العلاقة، ولا أعرف من أطلق هذه الشائعة، ولا يهمني ذلك أبداً، لأنني عدت إلى العمل الفني من جديد.

- من يساندك في الحياة؟
بالطبع أمي هي سندي في الحياة، ووجود ابني في حياتي يدفعني بقوة لأكون الأم المثالية التي يتمناها.

- هل تعرضت يوماً لسرقة دور ما؟
بالطبع، ففي أحد الأعمال وبعد أن وقّعت عقد العمل مع الشركة المنتجة، فوجئت بإحدى الفنانات تجسّد دوري في العمل.


الفنانة عفراء زينو: لا تهمّني الألقاب وأنتظر الفرصة المناسبة

- بدأت من المسرح، كيف وصلت إلى الدراما؟
عملت في بداياتي في المسرح الجامعي، وللمسرح مكانة خاصة عندي، حيث من خلاله أستطيع التواصل مع جمهوري عن قرب، وأتعرف على ردود فعل الناس مباشرةً، ما يزيد حماستي في الأداء، وهذا التواصل المتبادل ما بين الجمهور والفنان يضيف متعة إلى العمل، على عكس الدراما التي نتعامل فيها مع الكاميرا بعيداً من الجمهور.
أما انتقالي إلى الدراما، فكان من طريق «كاستينغ» تقدمت له مع المخرج يزن نجدت أنزور للعمل في إعلان، وبالفعل تم اختياري آنذاك، بعدها كانت مشاركتي مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسلها الأخير «شوق»، وكانت تجربة مميزة بالنسبة إليّ.

- علامَ تعتمد نجومية الفنانة السورية اليوم: جمالها، موهبتها أم معارفها؟
الموهبة تعلو على كل ما سبق، فالنجومية في عالم الفن تعتمد على شغف الفنان بهذه المهنة، لكن في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر فيها البلد، نجد الناس متعبين مما يحدث حولهم، وهذا ينعكس على الدراما والسينما والمسرح أيضاً، لكنها فترة وتزول، فالدراما السورية هي حجر أساس، وكل من استسلم واستغنى عنها، همّه الأول جمع المال وليس الفن، لذا فمن يبحث عن النجومية الحقيقية، يعتمد على موهبته واجتهاده بالطبع. فمهنة التمثيل هي ثاني أصعب المهن في العالم، وعلى الفنانة أن تكون اجتماعية وموهوبة، إضافة إلى الدراسة الأكاديمية التي تصقل هذه الموهبة، والفنان الحقيقي هو الذي يحاول تعلّم كل تفصيل من حوله، وامتلاك المقدار الكافي من الثقافة ليوصل فكرته إلى الجمهور.

- هل من دَور عُرض على الشاشة وتمنيت لو أنك مثّلته؟
نعم هناك أكثر من دور، وثمة أعمال شاهدتها عشرات المرات، كمسلسل «رجاها»، ودور الفنانة سلافة معمار في مسلسل «قلم حمرة»، كما أحب الشخصيات التي تختارها الفنانة أمل عرفة.

- ما الشخصية - الحلم بالنسبة إليك؟
في بالي أكثر من شخصية، فأنا أحب أن أطرح قضايا المرأة من خلال شخصيات أجسّدها على الشاشة، وتعرض مشكلات المرأة مع الرجل ومع المجتمع.

- وماذا عن التجارب السينمائية؟
الفنان الذي يعمل في السينما يصبح شغوفاً بالعمل فيها أكثر من الدراما، وقد عملت مع المخرج يزن أنزور في فيلمه «الله معنا» بدور بطولة مع الفنانة تولاي هارون والفنان سامي عبدالرحمن. والفيلم عبارة عن ثلاث لوحات، ودوري كان أمّاً لصبي لم يتجاوز السابعة من عمره، تعيش حالة الحرب والصراع.

- من يمسك بيدك ويشجعك؟
ملهمي الأول والأخير وسندي في الحياة هو أبي، وهناك أيضاً أشخاص كثر كانوا بمثابة الحافز لعملي.

- هل يشبّهونك بأسلوب نجمة عربية أم محلية؟
لكل فنانة أسلوبها وطريقتها في الأداء، لكنني أسعى دوماً إلى أن أكون أنا. أما الفنانات اللواتي أحبهنّ كثيراً، فهنّ: الفنانة القديرة منى واصف، المبدعة أمل عرفة، الفنانة سلاف فواخرجي الغالية على قلبي، وكذلك الفنانة ندين.


الفنانة مي مرهج: أحلم بشخصيتَي «الأم تيريزا» و«رابعة العدوية»

- بعد سنوات من دخولك الوسط الفني، كيف تقيّمين خطواتك الفنية؟
أنا مع صعود السلّم درجة درجة وبطريقة مدروسة. أما الوصول السريع إلى النجومية، فيحرق المراحل المهمة لإنضاج تجربة أي فنان شاب. وعموماً يختلف السلّم الزمني بين فنان وآخر.

- وكيف كانت البداية؟
أحلم منذ الصغر بأن أصبح ممثلة، وقدمت مسرحيات عدة في المدرسة، لكن أهلي اشترطوا عليّ أن أدرس الفن أكاديمياً، وهذا ما حصل فعلاً، فبعد أن نجحت في الثانوية العامة، انتسبت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت فيه، بعدها بدأت أول أعمالي من خلال فيلم «مطر أيلول»، ثم مسلسل «لعنة الطين»، ومن هنا كانت البداية.

- ما العمل الأقرب إليك من كل ما قدمته حتى الآن؟
لكل عمل ذكرياته وبصمته الخاصة، لكن أعتقد أن مسلسل «زمن البرغوث» كان مميزاً، وكذلك مسلسل «قناديل العشاق» ودور «ليلى» الذي أخذ شيئاً من روحي.

- بمَ تتميزين عن بنات جيلك من الفنانات؟
ما يميز الفنان عن غيره هو روحه، فلكل فنان خلفيته الثقافية والفنية والإنسانية، لكن الأهم كيفية نقل روحه من الورق إلى الواقع من خلال تجسيده الشخصيات في العمل الفني.

- ثمة فنانات كثيرات دخيلات على الوسط، هل يمكن أن يأخذن فرصكنّ فنياً؟
ثمة فنانات كثيرات دخلن الوسط الفني وهنّ غير مؤهلات، لكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح، فهذا النوع من الممثلات حتى لو لمع فترة من الزمن، لن يستمر طويلاً، لأنه لا يملك المقومات الأساسية للمهنة، ولن يبقى إلا الجدير بهذه المهنة وهذا العمل.

- ما الدور- الحلم الذين تتمنّين تجسيده؟
أحلم بتجسيد دور «الأم تيريزا»، فهي شخصية تركت بصمة كبيرة في تاريخ الإنسانية، وكذلك دور «رابعة العدوية»، ففي هذه الشخصية الكثير من المغريات، إذ بدأت كراقصة ومن ثم انتقلت إلى التصوّف والعبادة. وعموماً، أحب الأدوار التي لها علاقة بالروحانيات، أو التي تحكي عن الأميرات والدوقات والقصور وما فيها من أحداث، وعن العصور الوسطى، وأتمنى أن أؤدي يوماً أياً من تلك الأدوار والشخصيات.

- بعض الفنانات تميّزن بطلاّتهن التجميلية على الساحة الفنية، أين أنتِ من هذا؟
أعتقد أنه كلما كان الفنان بسيطاً وبعيداً من المبالغة في التجميل والتصنّع، بدا أقرب إلى قلوب المشاهدين، فالبساطة والهدوء هما السر في نجاح كل شيء، وهذا ما أتبعه في أسلوب عملي الفني.

- كيف هي علاقاتك بالوسط الفني؟
منذ دخولي الوسط الفني، وأنا أحاول بناء علاقة جميلة مع كل العناصر الفنية، لذا لا عداوات لي أو مشكلات مع أحد في العمل، فنحن في النهاية زملاء، وهناك تواصل دائم مع زملائي، حيث نلتقي في المرض والفرح والتعب، حتى أننا نرشّح بعضنا لأدوار معينة، وهذا دليل على التفاهم في ما بيننا.

- من يدعمك فنياً وشخصياً؟
كل أهلي وأصدقائي دعموني منذ بداية عملي الفني، وهناك أشخاص مقرّبون مني كثيراً أجدهم دائماً إلى جانبي عندما أحتاج إليهم...


الفنانة رنا حيدر: دخلت الوسط الفني بمجهودي الخاص ولم يساعدني أحد

- من الذي ساعدك على دخول الوسط الفني؟
لم أدرس الفن أكاديمياً، لكن منذ صغري وأنا أهجس بدخول الوسط الفني، وبدأ ذلك مع حضوري عملاً مسرحياً وأنا صغيرة، إذ رأيت حينها كيف صفّق الناس للممثلين فتمنيت أن أقف مكانهم، ومع الوقت استطعت تحقيق هذا الحلم، ولم يساعدني أحد للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، فقد تعبت على نفسي وكنت مستعدة للاجتهاد والمثابرة للحصول على الفرص الفنية.

- ما المقوّمات المطلوبة للنجومية برأيك، وهل أصبحت الموهبة ثانوية؟
لا ننكر أن جمال الفنانة يساهم في شهرتها، إضافة إلى العلاقات والوساطات التي تدعم صعود الفنانة، لكن للأسف هناك فنانات يدخلن المجال لا علاقة لهنّ بالفن، وإنما فقط لأنهنّ يملكن قواماً جميلاً وشكلاً لافتاً، فيلبسونهنّ لباساً غير محتشم، ويسندون إليهن دور بطولة، ويعطونهنّ مجرد فرنكات لا تكلف شركة الإنتاج شيئاً. ووجود هذه النوعية من الممثلات يؤثر في باقي الفنانات الموهوبات ويحدّ من فرصهنّ، لذا نحتاج إلى رقابة تحدد شروط العمل الفنّي وحدوده.

- ما الذي يميّزك عن غيرك من فنانات جيلك؟
العفوية في تجسيد الشخصيات ومن دون أن أبذل جهداً، إضافة إلى البساطة في الأداء، وطلّتي البعيدة من عمليات التجميل والشكل الرائج في أيامنا هذه.

- ما الذي تنتظرينه فنياً؟
أنتظر الدور الذي ينصفني، ويظهر موهبتي الفنية وما أستطيع تقديمه في هذا المجال، فقد تركت الدنيا كلها لأعمل في المجال الذي أحبه، وأحلم بالوصول إلى أهمّ المراتب الفنيّة.

- من هنّ الفنانات الأكثر قرباً إليك في الوسط الفني السوري؟
أحبّ الفنانة سمر سامي كثيراً، فهي طبيعية وعفوية، ومن أهم الفنانات السوريات في رأيي.

- هل تطاولك الشائعات؟
لم أتعرّض لأي شائعة حتى الآن، ففي الوسط الفني السوري، عادةً ما يطلق الفنانون أنفسهم الشائعات حولهم، وذلك لإعادة الظهور على الساحة الفنية إذا كانوا بعيدين من الجوّ لفترة، ومن خلال الشائعة يعودون إلى دائرة الضوء مجدداً. وعموماً، ليس لي أعداء ليترصّدوني ويطلقوا حولي الشائعات.