ألم، ورم، تيّبس، إلتهابات، داء المفاصل...

بدانة, أمراض مزمنة, حركة المفاصل, إلتهاب المفاصل الرثوي, ألم / آلام المفاصل

03 يناير 2013

كثيرة هي الأمراض الصامتة التي قد تصيب الإنسان من حيث لا يدري، وتتغلغل حتى تتمكّن من صحته، وما تلبث أعراضها بالظهور.
وعلى سبيل المثال، يتجلّى داء المفاصل أو الروماتيزم، كواحد من اكثر الأمراض الشائعة في المجتمعات، كونه يصيب النساء والرجال سواسية، وتظهر أعراضه واضحة للعلن، وأبرزها الآلام المتزايدة وحتى الإلتهابات في المفاصل.
تختلف أنواع مرض الروماتيزم لكن القاسم المشترك في ما بينها هو المعاناة من تراجع القدرة على الحركة بحريّة، بسبب الوجع أو الورم أو التيبّس أو الإلتهاب...
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ قلّة الحركة والبدانة المفرطة من شأنهما أن تؤدّيا إلى الإصابة بهذا الداء، فيجب التنبّه وتوخّي الوقاية كي لا يتفاقم المرض.


يعاني الكثيرون من آلام مختلفة تطال كل مناطق جسمهم، وذلك بفعل أمراض عديدة قد تصيبهم. ومن أكثر المسبّبات لذلك هو داء المفاصل الذي يطال كل المفاصل في الجسم، مثل الركبتين والوركين والظهر والكتفين والمعصمين واليدين وأصابع اليدين. من هذا المنطلق، يقبع الإنسان ضحيّة الوجع وعدم القدرة على أداء وظائفه الروتينية بسلاسة وسهولة.
تشرح الدكتورة غادة أبي كرم، إختصاصية مفاصل وروماتيزم، ماهية داء المفاصل وأنواعه وأعراضه، مفسّرة طرق العلاج والوقاية.
كما تتطرّق إختصاصية التغذية لينا عيد إلى الوقاية الواجب إتباعها والنمط الغذائي المحبّذ لمنع الإصابة بمختلف الأمراض المرتبطة بالبدانة المفرطة.
قد تكون المسبّبات أحياناً خارجة عن إرادة الإنسان، بيد أنّ الوقاية والعلاج بمتناول الجميع.
فلا بدّ من إستشارة الطبيب المختصّ للحصول على التشخيص الصحيح والمضيّ بالعلاج المطلوب، كي لا يتفاقم المرض.

داء الروماتيزم
تقول الدكتورة أبي كرم إنّ «مرض الروماتيزم، أي داء المفاصل، يشمل كلّ الأمراض التي قد تصيب المفاصل، والأوتار المحيطة بها، والعضلات وحتى فقرات الظهر.
يُقسم مرض الروماتيزم إلى شقين أساسيين، إضافةً إلى نوع ثالث مستقلّ هو داء النقرس. أمّا النوعان الكبيران، فهما: إلتهاب المفاصل Inflammatory Rheumatism الذي هو عبارة عن تورّم وإلتهابات متعدّدة، وداء المفاصل الميكانيكي Mechanical Rheumatism الذي يشمل تكلّس المفاصل وإلتهابات الأوتار».
أمّا داء النقرس، فهو نوع روماتيزم بحدّ ذاته وهو كناية عن تكدّس Uric Acid في الجسم، ما يؤدّي إلى Inflammatory Arthritis.

أسباب وأعراض
تقول الدكتورة أبي كرم: «داء المفاصل الإلتهابيّ تبقى أسبابه غير معروفة أو محدّدة، لكنها بالإجمال جينية، بيولوجية ووراثية.
كما أنّ نمط الحياة المعتمد لا يؤثر عليها كثيراً. أمّا الأعراض، فتتمثل بالألم والتورّم في المفاصل، إضافةً إلى الإحساس بالتيبّس في الصباح».
تضيف: «في ما خصّ النوع الثاني من الروماتيزم، أي داء المفاصل الميكانيكيّ، يمكن القول إنه أكثر شيوعاً بين الناس.
وهو عبارة عن جفاف الغضروف بين المفصل، وتمزّقه، ما يسبّب ألماً عند الحركة فقط وسكوناً عند الراحة.
يصيب هذا النوع من الروماتيزم مفاصل الرجلين والركبتين والوركين وفقرات الظهر بشكل خاص.
ومن المعروف أنّ الوزن المفرط يؤدّي إلى الإصابة بالتكلّس ويلقي ثقلاً إضافياً على الرجلين».
وأخيراً، يبقى أنّ داء النقرس يظهر على شكل نقاط بيضاء في المرفقين ويسبّب ورماً في المفاصل والأوتار، وهو يبدأ عموماً في إصبع الرجل الكبيرة، بحيث تحمرّ كثيراً وتسبّب وجعاً بفعل تكدّس ال Uric Acid المعروف بالملوحات.

علاجات ووقاية
تلفت أبي كرم إلى أنّ «داء المفاصل الإلتهابيّ يصيب النساء بوتيرة أعلى من الرجال، بنسبة 8 نساء مقابل رجل واحد. وقد يبدأ منذ سنّ يافعة، من الطفولة أحياناً. أمّا الروماتيزم الميكانيكيّ، فيصيب الجنسين سواسية، ويظهر بعد الخمسين.
فيما داء النقرس يصيب الرجال، بعد سنّ الخمسين، وخاصة البدناء والذين يكثرون من البروتينات والكحول».
أمّا العلاجات، فتكون حسب الدكتورة أبي كرم «أدوية كورتيزون و NSAIDs لفترة طويلة، عندما يتعلّق الأمر بالروماتيزم الإلتهابيّ.
وقد يصل الأمر إلى وضع مفصل صناعيّ عند الحاجة كحلّ جذريّ.
وأمّا داء المفاصل الميكانيكيّ فيستدعي التمارين الفيزيائية، إضافةً إلى العقاقير، وقد يتطوّر ليستلزم تغيير المفصل أيضاً». وداء النقرس يحتاج إلى أدوية وإلى نظام غذائيّ خاص، للتخفيف من الوزن الزائد.
وتبقى الوقاية هي الأهمّ، خاصة للروماتيزم الميكانيكيّ، يجب ممارسة الرياضة بشكل معتدل، إضافةً إلى إعتماد نظام غذائيّ متوازن، خفيف الشحوم والدهون المشبّعة.
تنصح أبي كرم «بوجوب التبنّه إلى العلامات الأولى للروماتيزم التي غالباً ما تكون الأوجاع والورم وبدءتشوّه شكل المفاصل، فلا بدّ من إستشارة الطبيب المختصّ منذ البداية، للحصول على العلاج قبل فوات الأوان».

شقّ غذائيّ
تفسّر الإختصاصية عيد دور الطعام في المساعدة على التخفيف من وطأة الإصابة بالروماتيزم، وأهميته في العلاج أيضاً.
وتنبّه إلى أنّ «تناول الدهون المشبّعة والدهون يؤدّي إلى الإصابة بأمراض شتى، مختلفة الخطورة، ومنها الروماتيزم.
لكن لا دليل قاطعاً حتى الآن على أنّ تناول الأسماك عوض اللحوم الحمراء يخفف من إلتهاب المفاصل».
بيد أنّه من الضروريّ إعتماد نظام غذائيّ مدروس، يحتوي على كل المكوّنات، حسب الهرم الغذائيّ، للتمتّع بالصحة الجيّدة والشكل الجميل، وللتخفيف من الإصابة بمختلف الأمراض.
تقول عيد: «إنّ نوعيّة الطعام مهمّة كما الإعتدال في الكمية. ذلك أنّ الإفراط في البروتينات مثلاً من شأنه أن يسبّب داء النقرس، فيجب عدم الإكثار منها.
بل يجب التنويع والإكثار من شرب الماء والسوائل، وتناول الخضر والفاكهة، إضافةً إلى مشتقات الحليب والبروتينات وحتى الكربوهيدرات، وإنما بأسلوب معتدل، للحصول على التغذية الصحيحة التي يحتاجها الجسم.
كما يجب معرفة إختيار الدهون غير المشبّعة والإستعاضة عن الدهون المشبعة ببدائل أكثر صحّة».
والمحافظة على وزن مناسب من الضروريات لمنع الروماتيزم والدوالي وأمراض القلب والشرايين وداء السكري وإرتفاع معدّل الكولستيرول والتريغليسيريد في الدم، وحتى ضغط الدم وسواها من الأمراض المرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالبدانة والوزن المفرط.
تبقى النصيحة حسب عيد «هي ممارسة الرياضة بإعتدال، لنحو ساعة يومياً، خاصة المشي، إضافةً إلى إعتماد أسلوب طهو صحّي مثل الشيّ أو البخار عوض القلي، وإختيار نوعية المأكولات المناسبة، وقياس الكمية الكافية، للتمتّع بالصحة والعافية».

 

أسباب مساهمة في الإصابة بالروماتيزم

  • بدانة مفرطة وتكدّس الشحوم مما يساعد على الروماتيزم الميكانيكيOsteoarthritis
  • رياضة مبالغ بها ورفع أثقال مما يساهم في تكسّر الأوتار
  • قلّة أو عدم الحركة ما يؤدّي إلى تكلّس الرقبة
  • إنتعال الكعب العالي ما يسبّب تقوّس الظهر